08

21 2 16
                                    






"مالذي عليّ ارتداؤه حقاً؟!"

جلجلت نايومي بإحباطٍ محدقةً بثيابها الملقاةِ على الأرض بإهمال، لقد افرغت نصف خزانتها تقريباً ولم تجد ما ترتديه حتى الان، لا تعلم اترتدي فستانًا بسيطاً؟ ام بنطالاً؟ ام تنورةً؟

وقد كانت تلك الحيرة المثيرة للصداع سبباً في تعكّر مزاجها لضيق الوقت، لو انه اخبرها قبل يومينِ على الأقل لكانت فكّرت برويّةٍ واختارت ما سترتديه.

لكن لا، هو فاجأها بدعوتها اليوم فقط، توقيتٌ مذهل!

"عزيزتي، بما انه حفل صغير فلا بأس بتنورةٍ لطيفةٍ كهذه"

التفتت الى والدتها حينما رأتها تحمل تنورةً بيضاء قصيرة ذات كسرات في انحائها ، امتدّت شفتيها خارجاً بتفكير اثناء ما ترسم فكرةً في رأسها لما يليق بها.

صحيح لم اخبركم!، لقد تصالحت نايومي مع والدتها، تقريباً، بمعنى انها اصبحت تتحدث اكثر وبلينٍ اكبر، ليس كما اعتادتا ان تفعلا لكن لنقل انه أفضل بكثيرٍ من الفترةِ الفائتة.

على ايّ حال، واخيراً اختارت نايومي ما سترتديه، حيث كانت تلك التنورة البيضاء التي اقترحتها والدتها، اعتلاها قميصٌ قطني احمر قصير الاكمام نُقشت عليه عبارةٌ باللون الأبيض، لم تضع الكثير من مساحيق التجميل فلم تكن محبةً للتبرج، وان حاولت وضعه فذلك بإصرارٍ من والدتها، والتي قامت بوضع احمر شفاهٍ زهريّ وبعضٌ من الماسكارا التي جعلت من عينيها الواسعتين اكثر وُسعاً، رفعت نصف شعرها تاركةً النصف الاخر وبعض الخصلات الامامية، موجت اطرافه وكانت قد انتهت.

ارتدت حذائها الرياضيّ الأبيض وحملت حقيبتها البيضاء الصغيرة وكيس الهديّة الصغير واتجهت خارجاً مودعةً والدتها.

حالما صعدت بجانب اساهي داهمت الافكار المُقلقةُ عقلها، هل ما ترتديه جميل؟ هل يليق بالحفل؟ ترى هل ستحبّ والدته الهديةَ الصغيرة؟

بالمناسبة، لقد انتقت مجموعةً للعناية بالجسم تكوّنت من عطرٍ صغير وكريم مرطب لليدين وسائل استحمام، باستشارةٍ من والدتها بالطبع، فلم تعلم حقاً ما عليها احضاره ولن تذهب خاليةَ اليدين بالطبع.

"استمتعي"

ودّعها اساهي قبل ان تترجل من السيارة متجهةً الى باب المنزل، حيث وقفت ليلي شقيقة يوجين امامه منتظرةً اياها، بقميصٍ قطنيّ ابيض طويل الأكمام يصل الى فخذيها، لم يظهر ما كانت ترتدي اسفله لكن من الواضح انه بنطالٌ قصير.

"من الرائع مجيئك! تبدين جميلة!"

عانقتها بلطف حالما وصلت اليها مستقبلةً اياها بحماس، كادت شفتي نايومي تتمزقان لابتسامتها الكبيرة حينما لمحته متجهاً اليهما بابتسامةٍ واسعة.

مَطِيَّةٌ سَرمَدِيَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن