"هل انتِ بخير؟"تساءلت سورا باهتمام بينما تجلس على طاولة نايومي، والتي بدت خاملةً ونَعِسَةً على غير العادة.
"اجل، اشعر ببعض الدوار فقط"
همست ببطئ تتكئ على كفها بإرهاق، تساءل الأغلب عن حالتها وخطبها، فبالنسبة اليهم، كانت نايومي اكثرهم نشاطاً بعد شيوري وليود، لكن اليوم هي هادئةٌ على غير سجيتها.
"هل ستذهبين؟"
سألت شيوري حينما لمحتها تأخذ صندوق طعامها متجهةً الى مكانٍ ما، اكتفت بإيماءةٍ بسيطة مباشرةً خطواتها الى حيث ينتظرها يوجين.
"لا تبدين بخير"
همس حينما جلست بجانبه ملقيةً برأسها على كتفه بإنهاك، صدقاً هي بذاتها لا تعلم ما خطبها، لقد نامت ابكر من العادة في الليلة الماضية، لنقل انها نامت جيداً، وحينما استيقظت كل ما شعرت به كان الدوار والغثيان، لكنها ارغمت ذاتها على المجيء لكيلا تفوّت اختبار الرياضيات اليوم.
ولو انها تغيبت لكان من الأفضل لها، لأنها ببساطة سلّمت الورقة فارغةً تماماً حتى من اسمها، وذلك جعل من الاستاذ سوبارو يقلق عليها بشدّة.
"انا بخير، انني فقط لم احظَ بقسطٍ كافٍ من النوم"
لم تشأ اخباره بالدوار الذي تشعر به لمعرفتها بقلقه الزائد، شخصٌ قلوقٌ يحمّل ذاته افكاراً وقلقاً هائلاً.
حلّ صمتٌ مريحٌ بينهما جعل من رأسها يثقل على كتفه، شعرت برغبةٍ عارمةٍ في النوم حينما تغلغلت انامله بين خصلاتها يمسّدها بلطفٍ بالغ، اطلقت تنهيدةً عميقةً محدّقةً في الفراغ امامها، ذلك قبل ان يدقّ الجرس معلناً انتهاء فترة الإستراحة.
نهضت ببطئ مسندةً ذراعها على كتفه في محاولةٍ للنهوض، لكنها فقدت توازنها حينما انزلقت ذراعها مسببةً وقوعها على فخذيه، بالضبط كانت مستلقيةً على معدتها اعلى فخذيه.
رفعت رأسها تحدّق به مبتسمةً ابتسامةً بلهاء تستدعي بها اقناعه بأنها بخير، لكنه قطّب حاجبيه عابساً بضيق.
"لستِ بخيرٍ نايومي! انكِ لم تتناولي طعامك ولم تطلبي تذوق طعامي وها انتِ تفقدين توازنك!"
هدرَ بضيق بعد ان طفح كيله من التفكير مما قد يكون خطبها، منذ رآها صباحاً وحتى الان كان قلبه غير مستقرٍ قلقاً عليها، تركيزه كان متمحوراً حولها، حتى حينما غفت اثناء الحصص قام بالتحقق من حرارتها لإخماد قلبه ولو قليلاً.
أنت تقرأ
مَطِيَّةٌ سَرمَدِيَّة
Romanceبدا العالم والضجيج الخارجيّ كشيءٍ ثانويٍ هما بغنىً تامٍ عنه، وكأنّ لا وجود لشيء سوى اعينهما التي افاضت بمشاعرٍ جيّاشةٍ عظيمةٍ لازالَ كلاهما يجهل هويّتها. كما جهلا اللحن الغريرَ البديعَ المُطَهّمِ الصادر من قلبيهما. وجهلا الشغفَ والوَجدَ الذي غُمرَت...