"اعتذر عن عدم حضوري البارحة، لقد انشغلت ونسيت الامر تماماً"حدّقت بالاستاذ سوبارو باحراجٍ واسفٍ شديدين، فلم يطلبها قط الّا وحضرت على الفور، لكن هذه المرة ظلت تدردش مع يوجين حتى اتى اساهي واخذها، ولولم ياتي لبقيا يدردشان حتى المساء.
نعم هو ذاته الذي اخبرها بعدم ازعاجهِ لحظة لقائهما.
"لا بأس في ذلك قطعاً، لدينا مشكلةٌ صغيرةٌ بشأن وثائقكِ التعليمية"
جلست في المقعد المقابل لمكتبه منصتةً باهتمام، هل يا ترى بسبب انتقالها المفاجئ حدثت بعض المشاكل؟ او ربما يتوجب عليها الخضوع لاختبارٍ اخر يخص المدرسة؟ او ربما..
"لا اعلم ان كان قد اختلط عليكِ الأمر ام لا، لكن من المفترض ان تكتبي تاكاهاشي نايومي"
تحدث مقلباً صفحاتٍ عدّة اتضح فيما بعد انها اوراق اختباراتها السابقة، قطبت حاجبيها ببعض الإمتعاض مقتربةً حينما مدّ اليها ملفيها المدرسيان؛ القديم والحديث سويةً.
"لا انه هاسيغاوا نايومي، لقد تزوجت والدتي بـ السيد موزان حديثاً لذا-"
كانت تتحدث اثناء ما تتجول عينيها في ارجاء صفحات ملفها القديم، اختباراتها القديمة ومعلومات صفها وما الى ذلك، لكنّ الحروف ابت الخروج من ثغرها حينما وقعت عينيها على معلوماتها الشخصية، والتي تبيّن انه تمّ 'تحديثها '.
رمشت عدّة مرات في محاولةٍ لاستيعاب الاسم المسجّل بجانب صورتها الشخصية.
'تاكاهاشي نايومي'
"اجل وبطبيعة الحال تمّ تبديل كنيتكِ، انتِ تعلمين بالتأكيد..اليس كذلك؟"
لم تسمع نايومي كلماته تلك، بل كل ما كانت تسمعه هو كلمات والدتها المراعية منذ اسبوعٍ مضى، حينما كانتا تحظيانِ بوقتٍ لطيف سويةً ساعدها على التخلص من بعض المشاعر السلبية العالقة.
' سافعل كلّ شيء لاسعادكِ يومي'
لا تستطيع سوى رؤية والدتها وهي تنطق بتلك الاحرف بلطف، تلك الاحرف التي باتت فارغةً وبلا معنى.
"لا بأس، سأصححها جميعها"
همست في محاولةٍ لابقاء صوتها ثابتاً واخفاء رغبتها الجامحة في البكاء، لا تدري ما خطب والدتها حقاً، ما خطب تصرفاتها البغيضة هذه؟
"لا داعي لقد اصلحتها بالفعل"
القت بالملفات على الطاولة باهمال هامسةً باحدى كلمات الشكر لاهتمامه ثم نهضت منحنيةً باحترام استعداداً للرحيل، وحالما بلغت الباب نده باسمها مستفسراً فيما ان كانت بخيرٍ ام لا، لقد كانت بخير تماماً قبل رؤيتها لملفها والان تبدو وكأنها رأت شيئاً خاطئاً، لكنها القت بابتسامةٍ صغيرة له قبل ان ترحل مغلقةً الباب خلفها بخمول.
![](https://img.wattpad.com/cover/347425147-288-k641016.jpg)
أنت تقرأ
مَطِيَّةٌ سَرمَدِيَّة
Romanceبدا العالم والضجيج الخارجيّ كشيءٍ ثانويٍ هما بغنىً تامٍ عنه، وكأنّ لا وجود لشيء سوى اعينهما التي افاضت بمشاعرٍ جيّاشةٍ عظيمةٍ لازالَ كلاهما يجهل هويّتها. كما جهلا اللحن الغريرَ البديعَ المُطَهّمِ الصادر من قلبيهما. وجهلا الشغفَ والوَجدَ الذي غُمرَت...