06

29 4 26
                                    





"هل انت ذاهبٌ لمكانٍ ما؟"

تساءلت بفضول محدقةً به يرتدي حذاءه الرياضي امام الباب، لقد كانت متفاجئةً من خروجه من حجرته لغير تناول الطعام والان هو على وشك الخروج من المنزل.

"اخبرتكِ أمي، انني مدعوّ لمشاهدة فيلم رفقة مجموعةٍ من الأصدقاء"

كادت تفقد وعيها حينما سمعت كلمة 'مجموعة'، وضعت ابتسامةً متكلفةً على شفتيها بينما ربتت على رأسه بلطف.

"حسنٌ جداً، إ-إستمتع بوقتك"

تلكأت حينما حدّق بعينيها بنظرةٍ ليّنةٍ ممتنة قبل ان يخرج تاركاً اياها وحدها، القت بجسدها على مقعد طاولة الطعام بإنهاك بينما تموضعت ابتسامةٌ رقيقةٌ سعيدة على شفتيها، لقد خرج بإرادته، دون ارغامٍ منها له، وسيخرج رفقة اصدقائه.

لقد عاد يوجين الى سابق عهده، واخيراً.

"حقاً الجميع استمرّ بالسؤال عن سبب انتقالكِ المفاجئ"

تحدثت هارو اثناء ما تحشر قضمةً من رقائق الذرة في ثغرها اثناء ما تُحدّث نايومي المتعلقة بذراعها.

لقد وصل جميعهم منذ ساعةٍ تقريباً، هارو وفوميكو وشون، اضافةً الى شيوري وسورا وبالتأكيد نايومي.

كان لقائهم حميمياً ودافئاً بين الجميع، توافقوا جيداً وتحدثوا عن هذا وذاك، سعادة نايومي لا توصف في الوقت الراهن.

حرفياً!

"متى سيصل يوجين يا نايومي؟ سيبدأ الفيلم في غضون دقائق!"

تحدثت شيوري ببعض الإنزعاج محدقةً بنايومي بتأنيب، لم تحبذ وجودهُ بينهم ولم تكن معجبةً بفكرة دعوته حينما اقترحتها نايومي، كانت اكثر من رفض وعارض وجوده لسبب جهلته الأخيرة.

لم تكن علاقة شيوري بيوجين مستقرةً مطلقاً، لم يتحدثا مطلقاً، وان فعلا فهما سيتشاجران ويلقيانِ بالكلمات السامّة لبعضهما، او لنقل انّ شيوري هي من تفعل، فيوجين استمرّ بتجاهلها ومعاملتها كالمقعد او الطاولة حتى، سوى نادراً حينما يجيبها بردود تخرسها وتجعلها تحمرّ غضباً واحراجاً، وذلك اشعل بها رغبةً قويّةً لخنقه في كثير من الأحيان.

حاولت نايومي بجدّ فهم ما يجري بينهما، لكن كلاهما التزما الصمت وابى كل منهما الحديث تاركين اياها معلقةً لا تعلم ما تفعل.

"هاهو ذا!"

صاحت نايومي بحماس حينما ظهر من بين الحشد الكثيف مجعداً ملامحه بانزعاج، لوحت بيديها في الهواء في محاولةٍ لجلب انتباهه وقد ايقنت انه رآها حينما سقط ذلك التعبير المنزعج عن وجهه لتحلّ محلّهُ ابتسامةٌ صغيرة، صغيرةٌ للغاية!

مَطِيَّةٌ سَرمَدِيَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن