"كيفَ كان!"حالما ولجت نايومي من باب المنزل استقبلتها والدتها بحماس متسائلةً عن الحفل.
ومن ملامح نايومي يبدو انه كان رائعاً.
"لقد كان مذهلاً! استمتعتُ بهِ للغاية! دردشتُ مع الجميع وتناولنا الكثير من الطعام اللذيذ ورقصنا كثيراً وضحكنا كثيراً"
وبالاضافة الى' مكوثي مع يوجين في مكاننا المعتاد متأملين القمر الغير مكتمل وعيش اجواءٍ ساكنةٍ ومهدئةٍ للأعصاب، وانني اكتشفت انّ لديه صوتاً لطيفاً مضحكاً حينما غنّى اغنيةً لطيفةً من اجلي'
اجل ساكورا تجهل بما يجري مع نايومي حينما يتعلق الامر بيوجين.
ليس انها لا تعلم بوجوده، بل بما تشعر به نايومي نحوه.
ببساطة لأنها هي ايضاً تجهل ما يجري بدواخلها.
على كُلٍ، استمرّت نايومي بالتحدث عن احداث الحفل معيدةً لوالدتها ذكريات مراهقتها مما سبب مكوثهما للتحدث لوقتٍ طويل متجاهلتين موزان الذي عاد من عملهِ متأخراً راغباً في اخذ قسطٍ من الراحة.
وحينما لاحظتا تأخر الوقت اتجهت نايومي الى حجرتها مدندنةً بلحنِ الاغنية التي غنّاها يوجين من اجلها، مستذكرةً المشاعر الجسيمة وقتها، كيف خضعت حواسها لصوتهِ الرخيّ، وللمسةِ ابهامه التي اخضعت شعورها بالرياح الناعمة التي بعثرت خصلاتهما.
حالما فتحت الباب توقفت عن الدندنة بينما حاجبيها انعقدا بتعجب استنكاراً لوجود احدهم يقف امام الباب استعداداً للمغادرة، والاحدهم ذاك كان موزان!
موزان!
"ما الذي تفعله هنا؟"
راقبت محاولته الفاشلة في اخفاء توتره وملامحهِ المتفاجئة، لكنه اجابها بالصمت محدقاً في عينيها، انزلقت عينيها الى كفيه اللذان خبأهما خلف ظهره، هل سرقَ شيئاً منها؟
"مالذي اخذته؟"
ضيقت عينيها متقدمةً نحوه بضع خطواتٍ اجبرته على التراجع الى الخلف.
"لا شيء، انه شيء لا علاقة لكِ به"
عجباً لهذا الرجل! يتوسط غرفتها اثناء غيابها ويحمل شيئاً قد يكون يخصها وحينما تسأله يخبرها انّ لا علاقةَ لها به؟ حقاً عجباً!
همهمت محدقةً بالأرض لثوانٍ قبل ان تباغته منقضةً على ذراعيه تسحبها، ذلك ان قبل ان يظهر ماكان يحمل بين كفّيه، والذي كان قطعةً من ملابسها.
أنت تقرأ
مَطِيَّةٌ سَرمَدِيَّة
Romanceبدا العالم والضجيج الخارجيّ كشيءٍ ثانويٍ هما بغنىً تامٍ عنه، وكأنّ لا وجود لشيء سوى اعينهما التي افاضت بمشاعرٍ جيّاشةٍ عظيمةٍ لازالَ كلاهما يجهل هويّتها. كما جهلا اللحن الغريرَ البديعَ المُطَهّمِ الصادر من قلبيهما. وجهلا الشغفَ والوَجدَ الذي غُمرَت...