"اخبرتكِ ان تضعيهِ هناك، هناك!"صدحَ صوت شيوري في الارجاء اثناء الفوضى العارمة الحاصلةِ في الأرجاء.
الجميع يدور هنا وهناك حاملين كمياتٍ كبيرةٍ لأنواعٍ مختلفةٍ من الازهار، بعض المزهريات وبعض الزوليّات العملاقة، بدا الجميع نشيطاً ومتعاوناً بشكل حميمٍ اضاف جواً دافئاً.
لقد حلّ يوم حفل الزهور، المدرسةًُ ممتلئةٌ حرفياً بالأزهار في كلّ مكان، الجميع يرتدي اطواقاً واساورَ مصنوعةً من الزهر الملوّن.
"ها انتنّ! هل تشعرنَ بالفضول حول ما احضرته؟"
ظهر ليود واضعاً المزهرية اعلى الطاولة التي يعمل عليها شيوري ونايومي وسورا، متحدثاً بصوتٍ مرتفعٍ للصخب الحاصل في الارجاء.
"ماهو؟"
صاحت سورا بحماسٍ اثناء ما توقف ثلاثتهم عن العمل ترقباً لما سيخرجه، ثوان هي حتى حشر كفّيه في جيوب سترتهِ مخرجاً ثلاثةَ مشابكٍ لامعة، اثنان منها كان على شكل جنيّةٍ طائرةٍ ذات اجنحة، والثالث كان على شكلِ غيمةٍ ماطرة.
اخرجنَ اصواتٍ معجبةً للدبابيس الثلاثة، بينما مدّ الدبوسين المتماثلين الى سورا وشيوري والمختلف الى نايومي.
"شكراً لكَ حقاً!"
احتضنت نايومي الدبوس بين كفيها محدقةً به بإعجاب، تحبّ الغيوم كعينيها، والان سترتدي دبوساً كالغيمة الماطرة.
اختفى بين الحشد بعدما اغرقنهُ بعباراتٍ ممتنةٍ احرجته، وبالطبع لم تخفى عن نايومي تلك النظرات المستمتعةِ التي تتبدالها الفتاتين بجانبها.
لقد اهداها دبوساً مختلفاً عن خاصتهنّ، هل سيغيب ذلك عنهن؟ مستحيلٌ ذلك!
"انا لا افهم لمَ لم تتواعدا حتى الان"
تذمرت شيوري اثناء ما تتحرك يديها لوضع الأزهار في اناءٍ ممتلئ بالتربة الجديدة، تنهدت سورا مومِئةً بأسى.
"توقفا حقاً"
هسهست بضيق بينما تقلّب عينيها بتذمرٍ من استمرارهما في التفوّه بالهراء، ذلك قبل ان تعلقَ عينيها على يوجين وهو يتحدثُ مع احداهنّ، والتي كانت تحاول اجبارهُ على ارتداء طوق الورد فوق رأسه.
كان من الواضح انهُ لم يكن مرتاحاً لما تفعله، كان حرفياً يدفع ذراعيها بساعديه بينما يميل برأسه الى الوراء مبعداً اياهُ عنها مجعداً ملامحهُ ببعض الانزعاج.
أنت تقرأ
مَطِيَّةٌ سَرمَدِيَّة
Romanceبدا العالم والضجيج الخارجيّ كشيءٍ ثانويٍ هما بغنىً تامٍ عنه، وكأنّ لا وجود لشيء سوى اعينهما التي افاضت بمشاعرٍ جيّاشةٍ عظيمةٍ لازالَ كلاهما يجهل هويّتها. كما جهلا اللحن الغريرَ البديعَ المُطَهّمِ الصادر من قلبيهما. وجهلا الشغفَ والوَجدَ الذي غُمرَت...