"انه منتصف العام، اتعلمون مالذي يعنيه ذلك؟"تحدث الاستاذ سوبارو اثناء ما يرخي جذعه على الطاولة، وزّع نظراته بين الطلّاب بانتظار اجابة احدهم.
"اليس يوم حفل الزهور؟"
تحدثت احداهنّ بترددٍ اختفى اثره حينما اومأ لها موافقاً.
"ذلك صحيح، سيقام الحفل في انحاء المدرسة هذه السنة، اريدكم يا رفاق ان تعملوا بجدّ هذه المرّة"
بعدما انهى خطابه القصير صاح الجميع بـ'حاضر' وحلّ الصمت من بعدها، حيث جلس هو على مقعده مخرجاً كومةً من الأوراق ليقوم بتوقيعها، وكانت تلك اشارة الضوء الاخضر ليبدأ الجميع بالتحدث والتحرك بحرّية قي انحاء الفصل.
اتى بعض المعلّمين على سيرة الحفل منذ اسبوعٍ مضى وفي كلّ مرةٍ تساءلت نايومي داخلياً عن ماهية هذا الحفل، لكن لم تتح لها الفرصة لتسأل، اما ان يكون الوقت غيرُ ملائماً او ان تنسى.
"ماهو هذا الحفل؟"
تساءلت نايومي سريعاً حينما اتجهت اليهم سورا لتجلس على سطحِ طاولتها.
"انه حفل تقيمهُ مدرستنا كلّ منتصف عام، حيث قدّس المدير الازهار بجميع انواعها، لذا يقوم بإحضار كمياتٍ هائلة لنقوم نحنُ بتزيين المدرسة بها وزراعة بعضها اضافةً الى انه يحضر الكثير من الطعام والحلوى لنأكلها مجاناً، انه اليوم المثالي!"
وضحت شيوري بينما كانت نايومي تومئ بعد كلّ كلمةٍ تقولها، لهذا كانت الحديقة الخارجية شديدة الجمال، فهي مليئة بالأزهار والنباتات المشذّبة بإتقان.
"لقد سمعتُ انه يقيم هذا الحفل لإحياء ذكرى ابنته الراحلة، والّا لما سيختار هذا الوقت من السنة بالذات؟"
اثناء تحدّث سورا رأت نايومي يوجين يتجهُ خارجاً لمكانٍ ما، لسبب تجهله بدا لها سعيداً اليوم بشكلٍ مختلف، بدا نشيطاً ومتفاعلاً بشدّة..
"سأحضر لكنّ شيئاً مميزاً في يوم الحفل، ترقبن"
تدخّل احد الفتيانِ فجأةً جاعلاً نايومي تعيد تركيزها اليهنّ.
"ماذا لديكَ ليود؟"
تساءلت شيوري مكتفةً ذراعيها محدقةً به بتحدٍ.
"انه سر، لكنه شيء مميز بمناسبة اول حفل زهور تكون نايومي متواجدةً به"
وكزَ خدّها بسبباته بلطف جعلها تبتسم بامتنان، اطلق كل من سورا وشيوري همهمةً مزعجةً ماكرة اشعرت نايومي برغبةٍ لصفعهما، معاملته لها بلطف جعلت كلتاهما تتكهنان بوجود مشاعر اعجابٍ تحوم حولهما، واستمرّا بإزعاجها كلما القى عليها التحيّة او اتت على سيرته.
أنت تقرأ
مَطِيَّةٌ سَرمَدِيَّة
Romanceبدا العالم والضجيج الخارجيّ كشيءٍ ثانويٍ هما بغنىً تامٍ عنه، وكأنّ لا وجود لشيء سوى اعينهما التي افاضت بمشاعرٍ جيّاشةٍ عظيمةٍ لازالَ كلاهما يجهل هويّتها. كما جهلا اللحن الغريرَ البديعَ المُطَهّمِ الصادر من قلبيهما. وجهلا الشغفَ والوَجدَ الذي غُمرَت...