"سعيدٌ للغاية لعودة الامور بخيرٍ بينكما"ربّتَ على كفّها بينما اعتلت ثغرهُ ابتسامةً صغيرةً سعيدة.
منذ وصلت نايومي بحثت عنهُ في جميع ارجاء المدرسة، وحينما وجدتهُ جرّتهُ خلفها على عجل ولم تُتِح له فرصةً للسؤال حتى.
لم يكن بحاجةٍ للسؤال على ايّ حال.
فملامحها النشيطة المتحمسة جعلتهُ يدركُ انها تُخبئ سرّاً مبهجاً لا تستطيع ابقاءهُ بخلدها لمدّةٍ اطول.
لذا سحبتهُ خلفها والقت بما في جعبتها بابتهاج بينما تحرّك يديها هنا وهناك بحماس.
كانت في قمّة السعادة وهي تحكي.
وهو كان في اوج تخبّطهِ لنبضات قلبهِ المهتاجة.
"هل يمكنكَ اخباري بما سترتديه في يوم الحفل؟ انا فقط، ارجوك"
كلّ ما تلقتهُ كان ايماءةً رافضةً لترجيها المستميت جرّاء فضولها الذي يكاد يفتكُ بعقلها.
لقد كان الحفل السنوي السابعَ عشر لذكرى تاريخ بناء المدرسة، احتفل المدير السابق، والذي سبقه، والمدير الحالي بهذهِ الذكرى سنوياً.
يقومون بأقامةِ حفلٍ مسائيّ ضخم في الساحة الخارجية، والتي يقومون بتزيينها بشتّى انواع الزينة الملوّنةِ بألوانٍ زاهيةٍ جذّابة، وبحضور الطلبة والاساتذةِ وبارتداء ما يشاؤون من الثياب وتناول ما يشاؤون من الطعام والمشروبات.
باختصار يومٌ للاستمتاع.
يالها من مدرسةٍ تملكُ الكثير من الاحتفالات.
"لمَ هذا الفضول يا الهي؟!"
تحدث بيأس بينما فرّت قهقهةٌ صغيرةٌ من ثغره اثناء امتدت كفّهُ لتبعثر خصلاتهِ رصاصيّة اللون.
بدا وسيماً بتلكَ اللحظةِ بالذات.
وسيماً لدرجة انها نسيت تماماً ما كانت تنطق به او موضوع ما نطقت به اصلاً.
لقد عزلها عن العالم تماماً بحركة في شدّة البساطة وبلا بذل جهدٍ صغيرٍ حتى.
لا تدري الى ايّ عمقٍ ستغوص، الى ايّ مدىً ستنغمس في مدى جمال تفاصيل هذا الفتى.
هذا الفتى الذي حدّق بها بلينٍ وكأنها زهرةٌ خشيَ اذيتها حتى بنظراته.
الذي امسكَ كفّيها برفقٍ وكأنها غيمةٌ خشيَ ان تتلاشى بين اصابعه.
أنت تقرأ
مَطِيَّةٌ سَرمَدِيَّة
Romansaبدا العالم والضجيج الخارجيّ كشيءٍ ثانويٍ هما بغنىً تامٍ عنه، وكأنّ لا وجود لشيء سوى اعينهما التي افاضت بمشاعرٍ جيّاشةٍ عظيمةٍ لازالَ كلاهما يجهل هويّتها. كما جهلا اللحن الغريرَ البديعَ المُطَهّمِ الصادر من قلبيهما. وجهلا الشغفَ والوَجدَ الذي غُمرَت...