"هل انتِ متعبة؟"تساءلت ساكورا اثناء ما تُمسّد خدّ نايومي مُراقبةً ملامحها الشاحبة، بدت مسلوبةَ الحياة.
"انا بخير"
همست بصوتٍ متحشرجٍ مكتوم، رغبةٌ مُلحّةٌ في البكاء تخنقها جاعلةً اياها تشعر بسقمٍ شديد.
من بين جميع الناس، من بين جميع الطلبه، من بين جميع الاباء.
إجتمعَ هذانِ الإثنان من بين جميع البشر على الارض.
اكثرُ شخص تمقته، واكثر شخصٍ تحبه.
إجتمعا ليكونا اشدّ اسباب إبتئاسها بطشاً.
كل ماكانت تفكر به هو هل يوجين على علمٍ بالأمر؟ ام انهُ جاهلٌ مثلها؟
القت بثقلها على السرير مُحدقةً في السقف بسكون، لن تتمكن من النظر في وجهه.
خصوصاً بعدما تركتهُ هناك متسائلاً عن خطبها وحيداً.
تركته لأنها جهلت ما تفعل، بدا العالم سيئاً للغاية، على الاقل لولم يجعلها تُغمربتلكَ العاطفة المتينة لكان اخفّ وطئاً.
لكن لا.
لتغرقَ بتفاصيله ولتهيم به، ثم يصفعها بفاجعةٍ كتلك.
لأنهُ العالم.
"هل عليّ اخباره؟"
تساءلت محدثةً ذاتها بقلق، هل الإقدام على إخبارهِ خاطئ؟ ماذا ان كرهها؟
اشارَ يوجين الى كمّيةِ المقت التي يُكنّها لوالده لسبب ابى إخبارها به، لكن كل ما باحَ به هو انهُ تخلى عن والدتهِ ليتزوجَ امرأةً انانيةً اخرى كانت السبب في تفكك عائلته.
وتلكَ المرأة هيَ والدتها.
تلك الافكار المقلقة ابقت عقلها مشغولاً طوال يومين متتالين حتى اتى يوم الذهاب الى منزله.
لقد فكرت في عدم الذهاب وإلقاء عذرٍ سخيف لكن والدتها لن تتردد في طهيها على العشاء.
لذا كلّ ما فعلته هو ارتداء فستانها والذهاب برفقة والدتها شاردةَ الذهن زائغةَ الافكار.
"مرحباً بك"
استقبلتهما ليلي بشوشةً اثناء ما التقطت الكيس الصغير من كفّ ساكورا، لقد كانت مبهورةً من جمالها.
بدت كحوريةٍ بفستانها السماويّ اللامع البسيط، والذي اظهر خصرها الضيق مغطياً ساقيها، والادهى انها تركت شعرها مسدولاً بتموجاتٍ خفيفةٍ في اطرافه، أعجبت بملامحها اللينةِ اللطيفة للغاية، لدرجة انها ظلّت تبتسم في وجهها كالبلهاء.
أنت تقرأ
مَطِيَّةٌ سَرمَدِيَّة
Romanceبدا العالم والضجيج الخارجيّ كشيءٍ ثانويٍ هما بغنىً تامٍ عنه، وكأنّ لا وجود لشيء سوى اعينهما التي افاضت بمشاعرٍ جيّاشةٍ عظيمةٍ لازالَ كلاهما يجهل هويّتها. كما جهلا اللحن الغريرَ البديعَ المُطَهّمِ الصادر من قلبيهما. وجهلا الشغفَ والوَجدَ الذي غُمرَت...