"يومي، صغيرتي هل بإمكاني الدخول؟"صياح السيدة اهاميا القلق اتى من خلف باب حجرتها مذكراً اياها بأنها ما تزال على قيد الحياة وتتنفس.
لقد مضى يومين منذ علِمت عن امر تغيير والدتها لكنيتها، ومنذ اخر مرةٍ تحدثت فيها اليها، فقد تجنبت الحديث معها تماماً وابت حتى النظر اليها.
حتى اثناء تناول الطعام، نايومي حرفياً لم تنطق بكلمةٍ على المائدة، ولم ترفع عينيها عن طبقها.
كانت تنوِ الامتناع عن تناول الطعام لانسداد شهيتها لكنها لم تتمكن من اخراج صورة ابتسامة السيدة اهاميا السعيدة حينما تمتدح طهيها من رأسها، تلك السعادة البادية على وجهها لا تقدر بثمن.
وعلى ذكرها، فقد ولجت الى الغرفة منذ دقائق ووضعت طبقاً احتوى على بعض البسكويت وكأس حليب على مكتبها حيث كانت تذاكر دروسها.
تعلم ما تحبه نايومي بشدة.
"هل تحدثتِ اليها؟"
تجنبت نايومي الاجابة عن السؤال الذي تعلم السيدة اهاميا اجابته بالفعل.
لا.
"في الواقع انا فعلت، وقد اخبرتني كم انها نادمة على فعلها وانها ارادت الافضل لكِ وحسب"
تجنبت نايومي الاجابة مجدداً ملتقطةً قطعةً من البسكويت لتحشرها بثغرها.
لا شيء للتفكير فيه، ولا شيء للشعور به سوى البغض والغضب.
"تعلمين؟ لمَ لا تعطينها فرصة؟ ربما ستتفهمين؟"
اعادت التحدث اثناء ما امتدت كفّها لسحب البسكويتةِ المعلقةِ في ثغر نايومي العابس.
لقد حاولت ساكورا الاعتذار عدّة مرات لكنها قوبلت بالرفض والتجاهل من قبل نايومي، لم تسمح لها بلمسها حينما ارادت امساك كفيها، بل لم تنظر اليها حينما فتحت ثغرها للتبرير.
قطعت كلّ السبل للتحدث وهي لا تلام.
ان كان احدكم يظنّ انها تبالغُ بفعلها فليغادر رجاءاً.
"ان كانت اوكي رائعةً مثلكِ فصدقيني سأفعل المستحيل لرؤيتها سعيدةً وناجحة، حتى وان كلّفني الامر سعادتي"
ارتفعت مقلتي نايومي لسماع ذلك الوصف الدقيق لمشاعر ساكورا.
ساكورا تحبّ ابنتها حبّاً شديداً، لدرجة انها تفعل ايّ شيءٍ تلمحُ او تظنُّ فيه مصلحةً لها.
أنت تقرأ
مَطِيَّةٌ سَرمَدِيَّة
Romanceبدا العالم والضجيج الخارجيّ كشيءٍ ثانويٍ هما بغنىً تامٍ عنه، وكأنّ لا وجود لشيء سوى اعينهما التي افاضت بمشاعرٍ جيّاشةٍ عظيمةٍ لازالَ كلاهما يجهل هويّتها. كما جهلا اللحن الغريرَ البديعَ المُطَهّمِ الصادر من قلبيهما. وجهلا الشغفَ والوَجدَ الذي غُمرَت...