"شكراً لاستماعكم، ارسموا خريطةً معرفيّةً لقاعدة اليوم وسأراها في الغد"تحدثت معلمّة اللغة الانجليزية حينما اوشكت الحصة على الإنتهاء، لقد كانت ثاني حصّة لنايومي في هذا اليوم، فبعدما حضر الاستاذ سوبارو والذي تبين انه معلم الرياضيات، وقد ابهرها بسرعة كتابته وذكاءه، كان قد بدا كأينشتاين مصغّر، احبّت حصته كثيراً، بالرغم من انها ليست معجبةً كبيرةً بالرياضيات الا انها استمتعت بالفعل.
تلت حصته عشرُ دقائق استراحة قبل الحصّة التي تليها، والتي في اثناءها اتجهت اليها مجموعةٌ من الطالبات اللواتي استمررن بطرح الكثير من الأسئلة.
كـ 'من اين انتقلتِ؟ كيف كانت مدرستك؟ اين صففتِ شعرك؟ هل تواعدين احدهم؟'
والكثير بعد، لكن وبالرغم من انّها تكره ان تُستجوب بتلك الطريقة الا انها تماشت معهنّ لألّا يسوء يومها الدراسيّ الأول.
تبعثرن من حولها حينما دخلت استاذة اللغة الانجليزية 'ماي'
والتي سرعان ما كانت نايومي معجبةً بها وبشدّة.فقد كانت انيقةً، جميلةً، لبقةً، ولطيفة.
"يبدو انّ ماي-سينسي معجبةٌ بكِ نايومي"
تحدثت ايشوري بحماس متكأةً على طاولة نايومي اثناء ما تراقب ظهر المعلمة ماي الذي يختفي خلف الباب.
"انها تحب من يتفاعل معها في الحصّة كثيراً، وقد كنتِ رائعةً حقاً!"
زاد حماس نبرتها لدرجة انها التفتّ لتجلس على مقعدها بالمقلوب لتتمكن من رؤية نايومي بشكلٍ افضل.
لأخبركم، حالما بدأت المعلمة ماي في مراجعة الدرس السابق، والذي لم تكن نايومي حاضرةً فيه، حاولت ان تكون مراعيةً والسماح لها بعدم المشاركة، ولكن لمفاجئتها فقد اجابت نايومي بشكل مثالي كلما طرحت سؤالاً جماعياً.
جُذب انتباهها اليها، وسألتها عن هويتها، علمت انّها منتقلة، ولم تكن حاضرةً في ايّ من دروس الاسبوع الأول، ومنذ ذلك الحين؛ شعرت نايومي انّ المعلمة ماي توجّه حديثها اليها فقط، شرحها، اسئلتها، حتى انها كانت شبه متأكدة انّ نايومي ستجيب عن اي استفسار يطرحه الطلاب، ولم تخيّب طنها مطلقاً.
"اخرجوا كتبكم وافتحوها بصمت!"
ظهر صوتٌ انثوي يتحدث بحدّة قبل ان تظهر من خلف الباب معلمة شديدة الجمال بمعالم غاضبة، سمعت نايومي الجميع يتنهد قبل اخراج كتبهم، حتى شيوري، سقطت ملامحها بملل مقطبةً حاجبيها بانزعاج، ما سبب تغيّر مزاج الجميع فجأة؟!
أنت تقرأ
مَطِيَّةٌ سَرمَدِيَّة
Romanceبدا العالم والضجيج الخارجيّ كشيءٍ ثانويٍ هما بغنىً تامٍ عنه، وكأنّ لا وجود لشيء سوى اعينهما التي افاضت بمشاعرٍ جيّاشةٍ عظيمةٍ لازالَ كلاهما يجهل هويّتها. كما جهلا اللحن الغريرَ البديعَ المُطَهّمِ الصادر من قلبيهما. وجهلا الشغفَ والوَجدَ الذي غُمرَت...