!!
هبط بي فوق مبنىٰ عالٍ فعقدت حاجباً واحد و جحظت عينيّ قائلة منزعجة.
✦لماذا جلبتني لهنا؟
فزمجر غضباً يرمقني بحدة.
✦حتىٰ أُفكر ماذا سأفعل بكِ!سار نحو حافة المبنىٰ و جلس تاركاً قدماه معلقتان، تبعته و جلست جانبه اختلس النظر إليه جانبياً.
شعره الأسود الغرابي الطويل يتطاير في الهواء، جانب وجهه بغاية المثالية.
اخرج السجائر واضعاً واحدة في فاهه ليولعها بالولاعة و إلتفت ناحيتي فأزحت بصري بحرج و قلت.
✦لن يصدقني احد علىٰ ايّ حال فلماذا انت غاضب؟
ارجع شعره المتطاير للوراء و قال تذمراً
✦في البداية لن يصدقوا عندها سيراقبونني و يكتشفون الحقيقة!فقلت خفوتاً أنظر لأسفل المبنىٰ
✦حقاً اعدك بألا أُخبر احد... و لكن ماذا تكون انت؟إلتفت لي بعينان خاملتان و تطاير شعرنا في الرياح معاً و السيجارة في فاهه لأُكمل بينما انظر لعينيه.
✦و لماذا انت خارق للطبيعة؟
فعبس وجهه و عقد حاجبيه و نطق بخشونة.
✦ليس من شأنك!سكت يُكمل إستنشاق سيجارته، أُراقب تحركاته بهدوء عندما نفذت السيجارة بالكامل اطفأها ثم وجه بصره لي و قال ببرود.
✦ما الشيء الملفت في وجهي لتحدقي به كل هذا الوقت؟
من رأسك لأُخمص قدمك مُلفت و لكن لا يسعني قولها في وجهك!..
و كيف علم أني أُحدق به بينما هو لم يكن ينظر لي البتَّة؟
إستدار معطيني ظهره و قال.
✦إصعدي لا اريد رؤية وجهك و نحن نعود.ركبت علىٰ ظهره و لففت ذراعيّ حول عنقه متشبثة، ليمسك فخذيّ واضعها حوله، بدأ بالطيران.
فقلت بتذمر
✦و ما به وجهي هو جميل...✦ليس جميلاً.
قالها ببرود، إنزعجت، كم هو لئيم فشددت شعره بقوة فزمجر بصوته الخشن.
✦لا تزعجيني و إلا سأرميكِ من هنا!
ارخيت قبضتي قائلةً بهدوء
✦كن متساهلاً معي و لن أُزعجك.فصمت يكمل طريقه، لأقول مجدداً
✦إذن لماذا انا كنت أرىٰ تلك الأشياء؟