◇
زحف كفيّ لإمساك وجهه و إيقافه عن تقبيلي، فتوجه بصره نحوي لأقول له ثقةً و انزعاجاً قبل ان ينطق.
✦لم تكتفِ بقتله فحسب بل ضاجعت في لحظة وفاته، حبيبته السابقة التي لازال قلبه متعلقاً بها... يا لقساوة قلبك، اشك حتى انك تملكه...
سرعان ما ارتسمت تلك الإبتسامة المبهمة علىٰ وجهه و ضمني لصدره بإحكام مسنداً فكه فوق كتفي، محاصرني بذراعيّه و قال بهدوء و ثبات.
✦لماذا تعتقدين أنني الجاني، علىٰ الرغم من بقائي امام عيناكِ من قبل حصول الحادثة الىٰ ما بعد حصولها؟
اسندت كفيّ فوق كتفيّه و فصلت العناق بمسافة شبر، قابلت وجهه و نطقت بكل وقاحة و نبرة معتدلة ببرود.
✦يبدو أن اعتقاد و فكرة اللامس و الملموس رافقتك حتىٰ البلوغ، لم يكن ابوك مخطئاً بكونك غريب اطوار، كان يجب أن تعالج نفسك قبل أن تصبح طبيباً نفسياً...فقبل ايّ شيء، انا لست لك حتىٰ تُطبق هذه القاعدة عليّ...
تغيرت تعابير وجهه من الثقة و الإسترخاء إلىٰ الغضب، شد ذراعيّ من الأعلىٰ و يرمقني بحدة ثم قال بخشونة.
✦انتِ في كل مرّة تجعلينني اتراجع في القرار الذي اود إتخاذه، توقفِ عن التفكير فيه و انظري لي فحسب..!!
عقدت حاجبيّ و بدأت بدفعه محاولةً الإبتعاد و النهوض ليشد علىٰ خصري جاذبني نحوه لأنطق بحقد محدقة بوجهه الغاضب.
✦انا اكرهك ... اكرهك و لن أُبادلك الحب أبداً، توقف عن الإلتصاق بي فقدرة تحّملي قد نفذت، لن نكون معاً من الآن فصاعدا و ليس لك الحق في منعي او ان تفرض عليّ شيئاً، الذنب عليّ فأنا من وهبتك اكبر من حجمك!!
حيث هو يمسك بي و انا أُحاول الفرار،عاقدةً حاجبيّ و أشعر بالغضب لأبعد درجة قال غيظاً.
✦سأقتلع هذا القلب الذي يكرهني و ألتهمه...!
ضربت صدره حينما بدأت عينيّ تدمع و جهشت قائلة.
✦ليس من حقك ان تتخلص من اشخاص و اتخاذ قرارات من تلقاء نفسك، فأنت لست ملكاً هنا و ليس انت من يقرر من يجب علىٰ قلبي أن يُحِب... انا اكرهك و سأبقىٰ دوماً اكرهك و لا يمكنك فعل شيء حيال ذلك، دعني و شأني هل فهمت؟!
ارخىٰ ذراعيّه من حولي و كانت الدهشة مرسومة علىٰ وجهه، نهضت من فوقه كاتمةً شهقاتي، فبعد كل شيء هيسونغ شخص عرفته لمدة طويلة.
