◇
عندما خلدت للنوم فتحت عيني مجدداً لأرىٰ نفسي تجسدت بهيئة الغرابيّّ بماضيه!
كنت جالسة في مكتبةٍ ما، اقرأ كتاباً، اغلقت الكتاب فجئة عاقداً حاجبيّ و التفت جانباً لألحظ أني أُحدق تجاه احدٍ مختبئ خلف رفوف الكتب.
حينما نهضت رأيته يهرب ركضاً، فبلعت ريقي و خطيت متجهة لباب الخروج بتعابير الضجر، ليستمر صوت خطواتي إلىٰ أن وصلت امام بابٍ ضخم و فخم.
فتحته دون طرقه لأرىٰ ابوه جالساً حول مكتبه، منشغلاً بإدراة المملكة، فسرت للداخل أكثر حتىٰ إنتبه لوجودي و ترك الأوراق من يده رافعاً بصره نحوي، لأقول له بإزدراء.
✦يا لهوس الملك بإبنه ليرسل احد جنوده لمراقبتي دون علمي، سبق و أن اخبرتك.. لا توجد لدي قدرة إضافية؟ ألا ترىٰ الرقم الخمسة؟ انا املك خمس قدرات فمن أين قد تأتي السادسة؟!
إبتسم الملك بجانبية و قال سخراً.
✦يا لك من فتىٰ بارع بالتمثيل، قالوا لي الكهنة ان تجددك المستمر كالخيزران لا تُعَد قدرة بل إنها طبيعة جسد نادرة وُلِدت بها فتوقف عن التظاهر و إعترف بقدرتك الخامسة أيها الفتىٰ الوضيع!!فأجبته واضعةً يديّ في جيوبي، بهدوء و اعصاب باردة.
✦لا ادري، ربما لم تظهر بعد؟ او لم اكتشفها حتىٰ الآن، و لماذا انت خائف من هذه القدرة فماذا تتوقع أن تكون؟وقف الأب و جاء لمقابلتي بينما ترتسم إبتسامة خبيثة علىٰ شفاهي ليقول لي.
✦ربما تكون خطيرة و تستخدمها علىٰ ابوك او اخيك بالخفاء...
فقهقهت بخفة و رفعت كفيّ فوق كتفاه، ربت عليهما برفق قائلة.
✦لا أُصدق أنك خائف من إبنك لهذا الحد... إطمئن لن استخدمها، و إن لاحظت انك ترسل رجالك لمراقبتي فسوف أستخدمها ضدك، لذلك يجب عليك أن تهتم لرغبتي في العيش براحة هنا، هل فهمت يا أبي؟
إستدرت معطيته ظهري خاطيةً للمغادرة، لأخرج و أُغلق الباب ورائي، سرت في الطرقات و لا استمع الا لصوت طرق حذائي و كلما تصادفني خادمة في الممر كانت تنحني لي بإحترام .إلىٰ أن دخلت لغرفة أُخرىٰ، بدأت بفك ثيابي نادهةً فتاةً ما.
✦سوجين... سوجين..
جاءت ركضاً فتبين لي أنها خادمة... وقفت امامي تحدق بي لأقول عندما انتهيت من فك القميص.
✦جهزي الحمام لي.
فإبتسمت خجلاً و قالت.
✦يمكنني مساعدتك في الحمام ايضاً يا سموك.