~رِضا♡..
بدا يومنا مع أذان الصبح على عادة اهل البلد، عبدالوهاب صحى بدري وصحّاني، صليت وفضلت قاعد في المصلاية لفترة، الليلة اليوم الموعود، حنلاقي حاج عبدالعظيم، العمدة زي ما بنادوه الناس هنا..
_رِضا، جابو لينا الشاي قوم اشرب، نبهني عبدالوهاب، قومت وطبقت مصلايتي وشكلو التوتر كان ظاهر في ملامحي.
_مالك عامل وشك كدا؟.
=ابتسمت بصعوبة وقلت: ههه لالا بس بفكر..
_مد لي كباية وقرب مني صحن اللقيمات: سختة طلعوها من الزيت يادوبك..
=شكراً. اخدت رشفة وكان الشاي مظبوط، بنكهة القِرفة والقرنفل، حبيتو، اخدت قطعة لقيمات ومع الشاي حاجة ظابطة شديد..
=تفتكر العمدة حيعمل شنو!..
_امس ريما اتصلت لي، قالت لما نلاقيه نتصل ليعا فيديو، فؤاد حيعتذر منو ويكلمو انو الطفل الكان في بطن مسك دا طفلو، وانو كذب عشان ينقذ نفسو..
=هزيت راسي بإنزعاج: كيف ممكن يكون نذل وحقير للدرجة دي!.
_انا مسك دي بعرفها من قبل ١٩ سنة، وعايشت كل معاناتها مع ريما، كانت طفلة بتربي في طفلة، بدت تدي دروس خصوصية لطلابي عشان توفر احتياجاتها وما تتقل علي من وهي في الثانوي، كانت بتجيها لحظات بتحبس نفسها في الغرفة وتبكي بس من صعوبة البتمُر بيه، مِسك ما انسانة عادية، انسانة بإرادة حديدية، والأهم إنها اتعلمت من اخطائها وتابت، وسلكت الطريق الصاح، نجاحها والمرحلة الوِصلت ليها دي ما من فراغ، بذلت مجهود جبّار..
=وانا بعاين ليه بيحكي عنها كدا كان قلبي بينبض بسرعة، يادوب حسيت بالضغط لأني حبيت انسانة مكافحة زيها، عظيمة!..
___
بعد صلاة الضُهر طلعنا الإتنين متوجهين على البيت المقصود، بيت العُمدة، كنت لابس جلابية خليجية بيضا، وعبدالوهاب جلابية سودانية أنيقة، إستجمعنا قوتنا ووقفنا قدام الباب، طرق عبدالوهاب على الباب ووقفنا منتظرين، كان البيت بيشغل مساحة كبيرة، وبوابتو حديدية بيضا، قدامو مزروع صف من أشجار الدبس المُخضرة، فُتح الباب بعد انتظار قصير وكان طفل صغير اصلع، بعدو ظهرت حجّه هويدا، لابسة توبها وضفايرها طويلة ورمادية، ما بتشبه مسك بس ملامحها مريحة..
_خُش يا جنى، كلم جدك انو ضيوفو وصلو..
=حاضر حبوبة -حفيد الحاج من زوجاتو التانيات لأنو هويدا عندها بتين بس- جرا الشافع لجوه بسرعة، قرّبت مننا وقالت: قاعد راجيكم، كلمتو من الصباح انك جاي مع ضيف لموضوع مهم..
=أخدت نفس، دخلت ورا عبد الوهاب والحجة ساقتنا على الصالون، وقفت جنب الباب: ياحاج، عبدالوهاب جا..
_سمعنا صوتو جهوري من جوه: عبدالوهاب، مراحب يا أبوالنسب..
قابلنا جنب الباب وسلم عليه بالأحضان، كان بربت على ضهر نسيبو بقوة وحرارة، زح منو وطالعني بتمعُن، اتكل على عكازو ومد يدو: الف مرحب بالضيف، اتفضل..