ـ
~مِسك♡..
قضينا الليلة في بيت العزى -بيت حبوبة نسمة- البت حالتها صعبة شديد وداخلة في حالة إنكار وعدم تصديق، لما طلعنا من الكافيه ووِصلناهم كان الجُثمان لسه ما جا من مدني، حبوبتو قالت ما يندفن هناك ونزولا عند طلبها جابوه راجع، كان شاب في بداية حياتو بس رحل، خلا وراه زوجة وحبيبة مفجوعة برحيلو، ما هِدت الا لما ادوها حبوب مهدئة بس أول ما زال تأثيرها وصحت رجعت تنتحب بهيستريا أقرب للجنون، وريما جنبها بتحاول تهديها من وصلنا.
____
صحيت من الصباح بدري وانا أصلا ما قدرت انوم كويس، كنت بعاني دايما من النوم في مكان ما معتادة عليه، بيكون نومي مُقطع، وبصحى الصباح بجسم مُرهق، مسكت عملت الشاي لكُل الحضور -المستيقظين- ولنفسي كمان، شلت صبّارة وصينية فيها اربعة كبابي ومشيت على الغرفة الفيها ريما ونسمة ونهلة، وملك كانت معاهم برضو، لقيت ريما صاحية ومُرقدة نسمه على كتفها.. ملامح وشها منهكة وباهتة..
=نامت يادوب ولا شنو؟.
_اومأت ريما..
=هزّيت راسي بأسف على حالتها، سألت: خالتك وين؟.
_صحت قبل شوية وطلعت تغسل وشها وتتسوك..
=جهزّت ليكم الشاي..
حركت ريما راس نسمة بحذر عشان ما تصحى ورقدتها على السرير، قامت من جنبها وجات قعدت جنبي، ما قدرت أفسر ملامحها، كبيت ليها كُبايتها فشكرتني وشالتها من يدي، اتنهدت وهي بتطالع الكباية بين أصابعها بشرود.
=ريما مالك؟.
_اتنهدت تاني، شوفت شفاها بترتجف، قالت بصوت متحشرج: ما قادرة، قلبي واجعني عليها، صاح بهدي فيها من امس بس والله انا برضو محتاجه حد يهديني، زحفت وقرّبت منها ضميتها علي وربتت على ضهرها.
=إنتِ بت كويسة يا ريما، بت كويسة شديد.
جات ملك داخلة بعداك وقعدت معانا، شوية وجات نهلة، قعدنا كُلنا مع بعض، كلنا ساكتين، انهت ملك كُبايتها وقالت: أنا لازم أرجع البيت، يُمه براها وعبد الوهاب حيرجع للبيت الليلة..
=سألتها: حليتو كل خلافاتكم خلاص؟. فأومأت بخجل.
=ابتسمت، ما كنت عايزاها تغفر ليهُ غلطو بالبساطة دي بس مادامت سعيدة ومبيوطة ومرتاحة كدا فأنا راضية تماماً، سألتها: والبت؟.
_قصدك ليان؟، أطرقت رأسها وهمهمت: قال طلقها..
____
طلعت مع ملك مقدماها لحدي موقف المواصلات، انتظرتها لحدي ما ركبت والحافلة اتحركت حتى بعدها لفيت راجعة، في الطريق لمحت بقالة صغيرة، فمشيت عليها وأشتريت الكيك البتحبو ريما، وأنا واقفة تلفوني رنّ، رِضا كالعادة..