~مِسك♡...
عاينت لساعة يدي بترقُب وإرتباك أخدتا نفس عميق وزفرت بشدة وطلعت كُل الاكسجين الاخدتو، حـ تبدأ اول جلسة علاج منفردة مع فؤاد بعد دقايق بسيطة، يا ترى هل انا مستعدة!، هل بقدر أواجه كُرهي وأحافظ على جدار القوة الراسماه حول شخصيتي؟ " شخصية الدكتورة مِسك الباردة الجليدية".. اتنهدت وانا بحاول اهدئ افكاري الجايطة، سمعت صوت العُكاز بيضرب على الارضية تزامنا مع خطواتو، كان الصوت بيبقى اقرب مع كُل خطوة؛ رفعت بصري بترقب وكأنو الزمن وقف، مثبتة نظراتي على المدخل راجياهو يطل من ورا الباب، زي القطة المنتظرة فريستها.
ابتسمت ابتسامة مُتكلفة أول ما شوفتو داخل ولاحظت النظرة المقيتة المعتادة على عيونو المتلاعبة، نظرة إنتصار؛ فاكر انو قدر يخلق فُرص عشان يلاقيني ويختلي معاي ويقدر يوقعني في شباكو؛ ههه مسكين م عارف اني قدمت ليهو الفُرصة دي على طبق من دهب عشان عندي وراها مقصد.
_السلام عليكم دكتورة..
=اهلاً بيك، وعليكم السلام، رديت وانا بفتح الملف الخاص بيه وبدوِّن تاريخ اليوم..
_قعد في واحد من المقاعد القدامي وقال: كيف احوالك؟..
=بخير، رديت وانا بتظاهر ببرود ولسه مواصلة في البعمل فيه، سمعت تنهيدة قوية خرجت من صدرو، كأنها مُحملة بالاف الكلمات والتساؤلات، رفعت راسي مع التنهيدة دي والتقت عيونا، كان قاعد ومُركز علي بطريقة قرّبت تُهزم ثباتي المُصطنع، اتجمدنا لثواني واحنا بنطالع بعض، في النهاية ابتسمت غصبا عني وختيت القلم، شبكت يديني قدامي وانا مُتكلة على المكتب "طيب أُستاذ فؤاد، ح نبدا أول جلساتنا الليلة، شعورك شنو؟".
_ابتسم ابتسامة جانبية وهو لسه على نفس الوضعية ومثبت نظرو علي بنفس الطريقة، وقال"سعيد".
_حسيت بالاشمئزاز من نظراتو الجريئة الفاهمة معناها، وحسيت بالغضب لأني مضطرة اتماشى معاه واتحمل وقاحتو دي بدون رد او عقاب، زفرتا بنفاذ صبر وقلت "ممكن تركز معاي شوية وتبطل البتعمل فيهو دا؟".
_ضحك ضحكة عفوية زادت وسامة وشو وقال بعبث وهو برفع اكتافو وواحد من حواجبوا "بعمل في شنو انا؟"..
=ضيقت عيوني بإنزعاج وقلت: انت فاهمني.
_رجع اتكل على كرسيه وربع يدينو وقال: طيب حاضر، اهـا خلينا نبدا ي دكتورة.
=تمام..
أخدنا نُص ساعة بس وحقيقة كنت مخنوقة ومتضايقة جدا من وجودنا سوا بالطريقة دي، في نهاية الجلسة إتبادلنا أرقام الهواتف..
_عارفة!، حاسي وكأننا بنعرف بعض من زمان..
=ابتسمت واتظاهرت بأني مركزة على شاشة تلفوني، رديت بتلاعب واضح: ممكن.