يمكن أن أنتظر كوب القهوة حتى يبرد، يمكن أن أنتظر الحافلة حتى تصل، يمكن أن أنتظر المطر حتى يهطل، والقمر حتى يُصبح بدرًا، يمكن أن أنتظر مرور الأيام السيئة والأوقات الجارحة، يمكن أن أنتظر كل الأشياء لأنها أشياء، والأشياء تسير وفق منطق معين، ويمكن أن أنتظر أن يستجيب الله دعواتي لأنه الله، ويمكن أن أنتظر أمي وأبي دائمًا وفي أي شيء لأن لا بديل لهما، ويمكن أيضًا أن أنتظرك أنت لكني لا أعلم إلى متى، لا أستطيع أن أعدك بشيء، لأنك وبخلاف كل شيء (شخص) والأشخاص لا ينطبق عليهم منطق ولا يمكن حصرهم في قانون مُحدد، هناك ألف ألف إحتمال، وألف ألف فكرة قد تخطر على بالي فجأة بينما أنتظرك، وعلى الرغم من أنها لا تكفي لتدمير المحبة إلا أنها تزرع الشك، مما يجعل المرء يدخل في صراعٍ دائم مع نفسه، بين قلبه وعقله، بين محبته وملله، وأنا لستُ مستعدًا لقضاء حياتي في معركة مع نفسي من أجل إنسان لم يُكلّف نفسه حتى بالإعتذار أو التبرير، وكذلك لست مستعدًا أيضًا لسماع الأعذار والتبريرات طوال الوقت، للمغفرة أيضًا حدود، من ذا الذي يُطيق بناء محبته على أشياء واهية كهذه دون أن يُخالط قلبه قلق أو خوف من سقوطها؟ من ذا الذي يُطيق الإنتظار؟ أنا لا أُطيق الإنتظار، أُؤمن أن الإنتظار يُفسد الرغبة إن لم يُدمّر المحبة، ولا يُمكن أن أحب شخصًا لم أعد أرغب في البقاء معه، لذلك لا يمكن أن أحب من يجعلني أنتظر، لأن من يُحبك فعلًا لن تشعر أنك تنتظره أو تنتظر شيئًا منه، حتى وإن كنت تنتظره لن تشعر بذلك، لأنه سيكون حاضرًا معك دائمًا، بقلبه إن غاب جسده، بطريقةٍ ما، بشكلٍ ما، لن تشعر أبدًا أنك تنتظره لأنه بطريقةٍ ما موجود بجانبك دائمًا
أنت تقرأ
بكاء على هيئة خواطر
Randomأكتب هذه الرسالة تحت وطأة الخوف والترقب، أخشى أن أعتاد الغياب وأن تألفه أنت كذلك أخشى أن تصبح كل الأشياء الجميلة التي حدثت ما بيننا "لا شيء" أخشى أن يمحي الغياب جماليتها، أخشى ان لا تعود الأشياء كما كانت! أن تهمل أن تذبل أن تنسى وتموت! لا زلت أكتب...