غادر أبي من الدنيا وأمتلئ جوفي بالحزن في غيابهِ،شعرت بوحشة الأماكن والأشخاص وكل من حولي أشعر بأنهم غرباء يحاوطونني من كل جهة،لم أشعر قط بالأنتماء لغيرهِ والأن أنا اتخبط في ذهابه وبقي جرح موته ندّي
في فؤادي،حتى سعادتي ورائها حزنٌ ينتظر قدوم أبي ليشاركني إياها،في اليل أغرقُ في دمعي حين أفكر كيف لأبي ان ينام لوحده وأن يملئ وجهه البشوش التراب ويضيق بهِ النفس،كيف أستطيع أن أؤمن جسده وهو بعيدٌ عني،
ماذا لو أتى الشتا وبردت أطرافهِ؟
من سيغطيه؟
يتضاعف دمعي حين أسألُ نفسي عن هذا كُله،فؤادي متعبٌ وليلي بغيابهِ قد طال،ودعتهُ وبعدها أنغمست روحي بالأسف على كل ثانية لم أكن بها قرب طيفك ولكن الموت غدار يأخذك دون ميعاد،ويلقي بنا في الكَمَد،لن تعود يا أبي ولكنني أكتب ما اشعر بهِ لأخفف عن نفسي وحشة رحيلك لأفسر مابي من حزنٌ في غيابك،أقاوم دمعتي لكي لاتفيض وأذيك في أخرتك بها،لم أنساك ولن يأتي وقت نسيانك فـ ذكراك في جوف عقلي،وفي أعمق نقطةً بقلبي،أستودعتك الله من وحشة القبر والليالي الشاحبة في الآخرة،وأن يتجاوز المولى عنك عذاب القبر وَ ولجت روحك من واسع أبواب جنة الفردوس ليعوضك الله عن ماوهبتني إياهُ في الدنيا
أنت تقرأ
بكاء على هيئة خواطر
De Todoأكتب هذه الرسالة تحت وطأة الخوف والترقب، أخشى أن أعتاد الغياب وأن تألفه أنت كذلك أخشى أن تصبح كل الأشياء الجميلة التي حدثت ما بيننا "لا شيء" أخشى أن يمحي الغياب جماليتها، أخشى ان لا تعود الأشياء كما كانت! أن تهمل أن تذبل أن تنسى وتموت! لا زلت أكتب...