12 - تمّ خطفها

1.3K 101 21
                                    

.
«متنسوش الڤوت قبل القراءة، وأتمنى لكم قراءة ممتعة».
.
.

صلّوا على رسول الله...

...

«مأساة رُوز»
«أروى سُليمان»

12 - تمّ خطفها

...

تجبرك الحياة على فعل أشياءٍ لم تكن تتخيل أنك ستفعلها يومًا ما، ولكن يكفي الأشخاص الحاقدة التي تجعلك تكره حياتك أكثر مما تعتقد، أشخاصًا لا يسوا شيئًا يرغمونك على فعل أشياءٍ لم تكن ستفعلها يومًا ما ولكن تلك هي الحياة والبيئة الذي وُلدت بها.

كانت تنظر للطريق عبر النافذة الزجاجية شاردة بعض الشيء فيما فعلته وفيما ستفعله، ليقاطع شرودها غيْث هاتفًا بتساؤلٍ:

"عرفتي منين إنها حاطة حبوب في القهوة والأكل! وحبوب إيه؟"

هزت كتفيها ببساطةٍ تهتف بنبرةٍ هادئة:
"أنا معرفش هي حبوب إيه لكن أنا أعرف زهرة كويس، إحنا رايحين فين؟"

سؤالٍ طرحته في نهاية جملتها ليبتسم غيْث بحماسٍ متشدقًا:
"حجز كورة جامد، تتفرجي وتشوفي جوزك اللعيب.. وأهو نجبلنا سندوتشات بدل الغدا الفشنك ده"

ضحكت ضحكةٍ طفيفة ثم هزت رأسها بموافقةٍ فهي حتى لو لم تكن تريد الذهاب لن ترفض، جاء معها لأهلها كثيرًا وفعلوا أشياءٍ تجعله يكرههم بشدة، ولكن ما زال يتعامل بتلك البساطة وكأن شيئًا لم يكن.

جلست على المقعد أمام ملعب كرة القدم، وتراه قادمًا مع أصدقائه، يضحكون ويبدو أنه ليس الوحيد الذي يتعامل بالبساطة بل هذا أساس صُحبتهم، نظرت لهاتفها تتفحصه إلى أن يبدأوا وتشاهد، رأته يأتي وناول لها كوب قهوة قائلًا بابتسامة مرحة:

"اتفرجي وشجعيني، ولا أنتِ زوجة غير صالحة!"

ضحكت بخفوتٍ تلتقط منه كوب القهوة مردفةً:
"هشجع حاضر" 

غمز لها ثم ركض برشاقةٍ متجهًا نحو أصدقائه وما أن وصل حتى هتف عمار بغيظٍ:
"مش تقول إنك جايب مراتك، كنت جبت مراتي تتفسح هي كمان"

هز غيْث كتفيه قائلًا:
"أنا مالي أنا؟ حد قالك متجبهاش"

فرك شادي خصلاته هاتفًا:
"جايز عشان إحنا رجالة بس يا غيْث فهو مجبش مراته، فلو قولت إنك هتجيب مراتك كان هو كمان جاب مراته"

"هي جت كدا بقى، ابقى اسألني المرة الجاية لو هجبها ابقى هات مراتك، ومتبقاش قموصة بقى"

قالها غيْث بمزاحٍ وهو يبعثر خصلاته، ليدفعه عمار بحنقٍ وتعلوا ضحكاتهم، وهتف يوسف بحماسٍ قائلًا:
"يلا نبدأ"

وبالفعل دقائق وبدأت المباراة ومرر مصطفى الكرة لغيث صائحًا:
"يلّا يلّا"

كانت رزان جالسةً تستمتع بقهوتها وهي تشاهد تلك المباراة، غلغلت يدها في خصلاتها بمللٍ ينبعث لصدرها فهي لا تحب الضوضاء وأيضًا تستمع لصرخاتهم الحماسية وصياحهم يجعلها تودّ الفتك بهم والتخلص منهم لترى الهدوء أمامها، ارتفع رنين هاتفها لتنظر للمتصل لتجده يُونس.. فنهضت لكي تجيب ثم وضعته على أذنها هاتفةً:

مأساة روز ✓Where stories live. Discover now