17 - من جاء؟

1.6K 125 1
                                    

.
«متنسوش الڤوت قبل القراءة، وأتمنى لكم قراءة ممتعة».
.
.

صلّوا على رسول الله...

...

17 - من جاء؟

...

يغمرني شعور الخوف من التواجد من جديد، لقد تخليت عن الجميع وأصبحت وحيدة بعد أن خدعوني بشكلٍ لا يُصدق، أصبحت أتعامل مع الآخرين بجفاءٍ لكي لا يستغلوني من جديد.

استيقظت وها هي الآن لم تنبس ببنت شفةٍ منذ أن استفاقت من غيبوبتها المؤقتة بفعل المخدر الذي كان يسري بدمائها، كانت والدتها تضمّها وهي تتلوا آياتٍ قرآنية، وشقيقها يمسك يدها جالسًا على المقعد أمامها، لم تكن تشعر بكل ذلك بل هي مع صراعتها الداخلية، هل عادوا لقتلها! هي لم تفعل شيءٍ، هي تكره الجميع تكرههم، فهي تحب العيش في هدوءٍ وسلام ولكن من تعرفت عليهم انتشلوا ذلك الهدوء والسلام منها.

طرقاتٍ على الباب تقطع ذلك الصمت الذي كان سائدًا، لتتعلق أنظار الجميع على الباب عدا إيناس، وأذن أنس للطارق بالدخول، ودخل من كان يطرق ولم يكن سوى عناصر الشرطة والطبيب المعالج.

لينطق الطبيب بابتسامةٍ لطيفة:
"ممكن يا أمي أشوفها بس عشان البوليس يشوف شغله!"

ابتعدت والدتها عنها وهي ترفع كفها لتكفف عبراتها، فحص الطبيب إيناس ثم بعدها نطق بابتسامةٍ هادئة:

"دكتورة إيناس سمعاني أكيد، ممكن تتكلمي وتقولي عاملة إيه!"

هتفت بخفوتٍ شديد:
"كويسة!"

ابتسم الطبيب مكملًا يشير على عناصر الشرطة قائلًا:
"الظابط أكرم والظابط أدهم جايين عشان ياخدوا أقوالك، هتقدري!"

رفعت عينيها لتجد ثلاثة يقفون، تعرف أدهم حقّ المعرفة وقد أعطاها نظرةٍ غيرهم، هم ينظرون بجمودٍ يريدون تأدية عملهم، هو ينظر لها نظرةٍ أخرى نظرةٍ متلهفة يريد الاطمئنانِ عليها، نظرةٍ مترددة، قطعت تلك النظرات تدير وجهها قائلةً بهدوءٍ وخفوتٍ:

"ماشي!"

حمحم أكرم بهدوءٍ شديد ناظرًا لشقيقها ثم عاود النظر لها قائلًا:
"فاكرة العربية اللي خبطتك، خبطتك إزاي! أقصد تحسي أنها كانت بتسرع أكتر وأنتِ بتعدي الطريق ولا خرجت كدا من أي مكان وخبطتك ولا كان بيحاول يوقف بس معرفش وخبطك؟"

رفعت إيناس يدها السليمة تعيد خصلاتها للخلف ثم نطقت بنبرةٍ خافتة:
"لو عايز الخلاصة يا سيادة الظابط وعشان مكونش مخبية حاجة، اللي خبطني قاصد يموتني يعني مش صدفة"

تعلقت جميع الأنظار نحوها بصدمةٍ حتى أنس الذي تشدق بصدمةٍ:
"إزاي يا إيناس! ومين؟؟"

مأساة روز ✓Where stories live. Discover now