15 - ليست الحياة وردية

1.7K 121 6
                                    

.
«متنسوش الڤوت قبل القراءة، وأتمنى لكم قراءة ممتعة».
.
.

صلّوا على رسول الله...

...

15 - ليست الحياة وردية

...

في يومٍ جديد.
في المصحةِ.

كان يسير غيْث جوار رامز ويخبره تفاصيل حالة تلك المريضة التي تُدعى "رودينا"، بكل جديةٍ:

"دلوقتي هي بدأت تستجيب للعلاج الحمدلله، وقدامها حوالي ست سبع شهور كدا عقبال ما تخلص رحلة علاجها بالكامل، وده كمان بيكون على حسب استجابتها الكُليّة وإنها مينفعش تزهق ولا يحصل حاجة في نفسيتها عشان هيعوق فترة العلاج، تشخيص حالتها زي ما مكتوب في التقرير.. أدمنت جرعات كثيفة من مادة الهيروين وده أدى لتحفز خلاياها وسيطر على عقلها وخلاها تدمنه بالكامل، مذكرتش أي حاجة تدل على اللي كان بيبعلها أو اللي حرضها على ده"

توقف رامز عن السير ومد يده في نية مصافحة غيْث ليصافحه هو الآخر ويقول رامز بابتسامةٍ:
"بشكرك جدًّا يا دكتور غيْث، أنت بجد ساعدتنا جدًّا في الحالة دي واللي كانت هنضطر نستخدم معاها طُرق تانية للعلاج مش حابين أننا نستخدمها، فبجد شكرًا"

ابتسم غيْث وربت على فؤاده بيدهِ الأخرى قائلًا:
"العفو يا رامز ده شغلي وأنا معملتش أكتر منه"

زفر رامز بتروٍ ثم هتف بجديةٍ:
"آخر جلسة ليك مع المريضة، وحالتها هتتنقل لدكتور عماد ميخائيل عشان هتبدأ رحلة علاجها من الإدمان"

أومأ غيْث بهدوءٍ، استقر في جلسته على المقعد أمام فراش رودينا، التي ابتسمت بإشراقٍ رغم بهاتة ابتسامتها ووجهها بسبب تلك المواد التي اخترقت جسدها، ليهتف غيْث بابتسامةٍ صغيرة:

"هنبدأ دلوقتي.. آخر جلسة وبكدا بداية علاجك هتبقى مع دكتور غيري"

تنهدت بحزنٍ واضح في عينيها هاتفةً بخفوتٍ:
"بس أنا حبيت حضرتك يا دكتور وارتحت معاك"

حمحم غيْث بهدوءٍ شديد وعمليةٍ قائلًا:
"الله يخليكِ بس هو ده اللي هيحصل، دلوقتي نبدأ"

واستمرت الجلسة لثلاثِ ساعاتٍ متواصلة، ثم أردف غيْث بابتسامةٍ:
"كدا انتهت الجلسة، نلقاكِ في وقتٍ آخر يا رودينا وتكوني وقتها خفيتِ بالكامل" 

هتفت بهيامٍ واضح قائلةً:
"ياريت"

نهض يحمحم بخشونةٍ هاتفًا بنبرةٍ رخيمة:
"أستأذن، خلي بالك من نفسك"

ثم اتجه نحو الباب ليرحل ولكن أوقفه قولها ..
"أنا بحبك"

شعر بضيقٍ شديد والتفت لها محاولًا ألا يجرحها ولكن لم يقدر حين هتف:

مأساة روز ✓Where stories live. Discover now