٨- جيمين طفل نقي .

503 48 15
                                    





قبل شهر : عندما تَفتحت الورود في الربيع، وهلّت معها السعادة وأشكال البهجة المختلفة، فكانت ألوان الورود حياة كاملة مليئة بالفرح الكبير الذي يختبئ بين بتلاتها، لان الربيع أجمل فصول العام وأكثرها إشراقًا وحيويةً ونضارةً، وهو الفصل الذي تجتمع فيه كلّ ألوان الجمال وعطر الورود، ويستطيع كلّ شخصٍ أن يتنسم من عبير هذه الورود، ويغرق في خياله الذي يأخذه لعالم الأحلام الجميل المحمل بالأمل والتفاؤل.

لذا كان من الجيد أن تقرر الطبيبة ان تجلس مع مريضها في حديقة المزكر الخلفية ، على احدى المقاعد الخشبية المطلية باللون الذهبي.

الطبيبة النفسية ، مورين كانت شابة فائقة الجمال ، شعرها الاشقر وبشرتها بيضاء لا تشوبها اي شائبة ، وعيونها واسعة عسلية ورموشها كثيفة ولديها شفاه زهرية سميكة وانف حاد ووجه ناعم متناسق مع رشاقة جسدها الطويل.

كانت تجلس الى جانب الرجل الذي قد تسابق عمره الى بداية الخمسينيات . رجل ملامح وجهه مرهقة قليلاً ونظراته متشتتة.

تداعب الرياح اللطيفة خصلات مورين الطويلة فتبتسم وهي مغمضة العينين ، ثم تقوم بالتشبث بطرف ردائها الابيض لشعورها بالبرد .

" سيد سيون يمكننا العودة الى الداخل أن رغبت " تتحدث مورين بلطف شديدة ونبرة خجولة اثناء النظر الى المدعو بسيون الذي نفى برأسه ورفع رأسه الى السماء ،وتنفس الهواء بشكل عميق .

مورين نظرت الى تحركاته وأبتسمت ، هي دائماً ما تبتسم لكل فعل يقوم به السيد سيون ، ليس فقط لانها معجب به وانما هو....ربما لطيف 

" الجو جميلاً اليوم " يقول لتومأ وتأخذ نفس عميق لتزفره "اجل انه الربيع" 

" جيمين يحب الربيع " السيد يعلق مبتسماً وتأتي الى ذاكرته كل الاوقات التي خرج بها طفله الصغير الى الشارع للعب مع الطفل الاخر يونغي .

" كيف تتذكر جيمين ؟ اعني عندما كان طفلا" 

تتسع ابتسمته وهو يراقب تحرك اوراق شجرة الكرز  كيف انها تسقط ، لو كان جيمين هنا لبكى لان الشجرة تفقد بعضاً من اغصانها .

" البراءة " هذا هو الشيء الذي يتبادل الى ذهنه عن طفله جيمين 

تقوم مورين بأرجاع احدى خصلاتها خلف اذنيها ، وتنظر الى سيون بفخر لانه يتحدث واخيراً بشكل طبيعي ، فهو منذ ان جاء الى المركز لم ينطق بحرف لكن في الايام الماضية من الاسبوع هو تحدث ، وكان كل شيء يقوله هو عن جيمين 

HOAX || YMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن