الوظيفة 🍂🍁

23 5 0
                                    

يوم اخترت طريق، اخترت نهايتي

🍁🍁🍁

كنت اجالسه بينما يصب لنفسه كوب شاي تصلني رائحته العبقة،،،

حدثته عن مشكلتي، و اصغ لي بتمعن و ها هو ذا يفكر:

«كنت اريد ان اوظفكي لكن لا قدرة لي على الدفع لكي » تمتم بصوته الحنون:

«لا اطمع منك شيء سيدي حاشانا، انا فقط لا اعرف احد في هذه المدينة و لا ادري من اين ابدأ او من اسأل» قلت بخجل من ظنه فيني،،

ابتسم يعود لطاولة، و قد بدت سيمات الشيخوخة على فكه،

«لكن لا افهم لما تريدين ان تتوظفي؟»
تساءل يلعب بلحيته الخفيفة

«احتاج للمال » 

«كما اعرف الملك يدفع شهريا لطلاب اكاديمية نفرهيد فلما تتعبين نفسكي»
كان جوابه كالصاعقة بالنسبة لي فلم اكن ادري بهذه الحقيقة المخفية،

صمت و رحت في خيالي افكر في حقيقة الامر،، رغم بوحه لم تتغير عزيمتي على العمل، و لثانية بدت لي افكار عجزت عن محوها افكر لم تكن مدمرة او هادمة،  بل افكار راحة تظهرني غنية ارسطقراطية متحررة من مجتمع فاسد و ظالم

تداركت نفسي و قلت بنوع من التردد احسنت اخفاء،  لكني شككت في قدرة هذا العجوز على التحليل:

«رغم ذلك لا شيء لفعل في هذا الشهر و لا اريد تضيع وقتي في شيء تافه، »
هز رأسه بفهم و رفع الكوب لفمه

نظرت له ، يجذبني شعره الابيض الذي تتخلله خصلات سوداء،  يعجبني طوله و يعجبني اهتمامه به.

لم يبدو رجل فقيرا كما يدعي، لكن لم اشك في حسنية كلماته،  فلا حق لي على ذلك،  بل رحت احلله اعتمادا على ما اراه منه:

«لي صديق يمتلك مكتبة راقية في وسط المدينة، سأرسل له رسالة و ارى في امركي، لكن لا تحزني ان كان جوابه الرفض » حذرني بتلك الابتسامة

«لا تأخذ حزني على كاهلك، فحياتي على كل حال مسيرة من طرف اشخاص لم يروني حتى » هنا تذكرت ان علي ان ارسل رسالة شكر منافقة للملك

هز رأسه من سخريتي، و راح يريد ان يعترض بحكمته و نصائحه،  لكننا سمعنا صوت الباب لذا استقام من محله يرغب في الذهاب،

«شكرا لك سيدي سأذهب الان طاب يومك » قلت بينما امسك حقيبة ضهري اهم بالخروج

كان احد زواره امرأة بدت في الثلاثين من عمرها ذات مظهر انيق، بدت لي رقيقة و محترمة،  بشخصية قوية جادت و قيادية، 

ابتسمت لي بحنان فلم اقوى الا على الرد لها،

يدهشني كيف ان بعض الاشخاص يدخلون لروحنا حتى قبل ان ننطق معهم. كأنهم يمتلكون سحر يسحروننا به،  ثم يجذبوننا نحوهم،

ريـاح الخـريـفWhere stories live. Discover now