الجيش 🍁🍂

18 5 0
                                    

نحتاج للفراق
كي نشعر بالحب
لم نلد لنحب بل
ولدنا لنتألم

🍁🍁🍁

مرت الفصول و انتهت الاشهر و ها نحن ذا في ديسمبر نستقبل سقيعه و ثلوجه

مر الكثير بي، و تعلمت الكثير، مررت بالكثير من التجارب، و تجاوزت عقبات لم يخطر في بالي يوما اني قد احتملها،،

علمني السيد ارثر الكثير من الامور، اصبحت طبيبة مبتدأة تقدر علميا ان تحدد نوع المرض و تعالجع، و الفضل كله لوالدايا صراحة،

فما كنت لاتعلم كل هذا في بضعة شهور لو لم يكن ابي مهتما ان يجلسني في عيادتيه يجعلني اراقب كيف يعالج المرضى و يشرح لي عن كل مرض و دوائه

و لامي ايضا، فهي لم ترحمني و هي تستجوبني في امور النباتات و فوائد و طريقة صنع الادوية منها، حتى ذلك الجد الفهيم الذي لا رغبة لي في لقائه مجددا، قد علمني امورا تتجاوز عمري و ادخلني ذات مرة بعد الحاح لمدير المشفى غرفة عمليات اراقب فيها عملية على قلب عجوز،

في الحقيقة انا اشتاق لهم، لا اصدق اننا سندخل سنة جديدة و عائلتي بعيدة عني،

كنا في مثل هذه الاوقات، نصنع مربا البرتقال الحبيبي على قلبي، نضعه في برطمنات كبيرة نخفيها في الثلاجة،
نتشارك صباح كوب قهوة دافئ و في الليل كأس من الشكلاتة الذائبة

كيف تتغير المواسم، و يتغير الزمان و تلك اللحظات التي كنت تظن انك ستنساها تصبح مجرد ذكرى في رأس احدهم او صورة عابرة التقطها عابر حزين،،

طالعت الثلج يتساقط من نافذة مكتبي، السيد ارثر عمل جاهدا كي يحببني في الطب، و في مرحلة ما لم اشعر بنفسي و انا استمتع به، حين يجدني اعمل بكل جهد و اخلاص ترتسم على وجهه المتعب ابتسامة جميلة ثم يخرج حروف اشبه بعطر المساء:«بمقدوري الموت و انا اوصل رسالة سامية لقلب عنيدة لا تفتح قلبها بسهولة »

لطالم كان السيد ارثر يتكلم بجرعات مفخخة بالالغاز، لا اتذكر انه اعطاني يوم جملة و لم يلفحها بغموضه حتى يصل للاجابة، او يلمح لي فأفهمه،

في الحقيقة وجدت نفسي استنسخ منه بعض الكلمات و احببت صحبته، جعلني كثيرا اساعده في عملياته، و افتخر بي كأحد الاطباء المساعدين سريعي التعلم،

كل هذا كان في المشفى، لكن بالعودة للاكادمية فالامر مخالف تماما، علاماتي كارثية، اجوبتي كارثية عدم اهتمامي اكثر كارثية و الاسوء من بينها، ان لا شيء من هذا يزعجني، لم اعد اهتم، اقصد اي احمق هذا الذي سيقفز لنهائي و هو لم يمهد نفسه في السنوات السابقة؟

ريـاح الخـريـفWhere stories live. Discover now