ريـاح الخـريـف

بريميدية 🍁🍂

ما في الوداع سوى تلعثم ألسنٍ
وذهولِ أرواحٍ، وهمٍّ مُطبقِ..

🍂🍂🍂

لم تقدر عيني على اقفال بعضهما البعض و راحت افكر في خطة وجه النحس و قراره الجنوني

فكرت مليا لسبب عدم رفضي لقراره لكني لم اتوصل سوى لحقيقة اني كنت احتاج فقط لشعلة كي تلهب خوالجي المتحمسة لمغامرة من نوع مختلف الطراز،،

كنت في ملجئ يبدو كنفق طويل يتوزع السكان فيه بوجه ذابلة مقفر لا حياة فيها،،

الكثير انهاروا هنا و الكثير لم يقدروا على تصديق الفاجعة التي حلت بهم بين فينة و اخرى، و المشترك بين كل هذا هو الصمت

الصمت المطبق الغير محبب، كان اشبه بصمت النهايات،، صمت لم يكون للكلام فيه فائدة ،، توجعت عليهم،، كان امر مؤلما ان ترى عجائز تنتحب و رجال بقوى خائرة لم يكن لهم القوة على الرد ما عشوه في ساعات كانت سببا في تحول حياتهم

حين قمت من مكاني كانت عظامي ستتغيثني كي اعود،،

لم ينم اي مسعف او طبيب كنا في رهبة من وقوع شيء و نحن غائبون عن الواقع

خرجت من الملجئ و بنفس الحالة السابقة كنت اسير لخيمة اڨزافير، توقف المطر و جاءت الرياح تبعثر ما بقي لم ينتزع من مكانه،،

لم اظن ان المملكة التي عشت فيها لسنوات ستغدو بهذه الحالة المزرية،،
كنت اعيش في قريتي بهدوء دون الاهتمام بكل هذا، كنت اسمع عن الغارات و الهجومات، لكني و لا مرة في حياتي تخيلتها بهذا الشكل،،

لم يكن فكري الريفي البسيط المسالم قادرا على تخيل هذه الفاجعة و الان و انا وسط كل هذا، اتساءل لما لم يحاول احد ان يصف بشاعة ما يعيشونه لما لم يحاول احد اخبارنا ان البشر هنا يموتون و لا احد قفز لنجدتهم؟،،،

طالعت الجنود بنوع من القهر و انا اتخيل ان بعضهم فقد عائلته هنا،،

كان مؤلم و لم تسع الكلمات لوصفه....

دخلت الخيمة،، و نفس الوجوه العابسة قابلتني،، غير ان اڨزافير هذه المرة غير ثيابه لشيء يبدو بسيط اشبه بقروي ما،،

رفع وجهه لي و هنا ادركت ،،
لم يكن وجهه كوجه رجال قريتي، كان رجال قريتي بشوشين رغم قسوة ما يعيشونه، كانت وجوههم تدلو على البساطة و راحة البال،، لكن اڨزافير كان شيء مختلفا، شيء لم اشهده و لم اظن ان
يكون رجل مثله

خليط بين القسوة و الحدة و السخرية، جمود و ليونة،،، شيء لم افهمه و لا اظن اني سأفهمه..

تبسم في هدوء لالاحظ ان الرجلان هادئان غير معترضان هذه المرة،، لا بد انه شرح لهما الخطة التي لا زلت جاهلة لها..،،، :