20

334 29 31
                                    






خمسة دقائق تفصلهُ عن موعد خروجهِ الى العلن، كان يستعدُ بينما يتذمر بأستمرار رافضًا الصعود والغناء
"لِما يجبُ عليّ فعل ذلك؟ لا اريد! يُمكنكم اخبارهم بأنني في موقفٍ طارئ يمنعني عن الظهور اليوم، او ربما مُغني بديل.."

" اصمُت جونقان، فات الاوان بالفعل الجميع هُنا " اصمتهُ مدير اعماله بينما يسحبهُ متجهًا بهِ الى خلف المسرح " ستظهر وتغني وتتألق مُجددا، ستعوض غيابك وتعتذر..لا مزيد من التذمُرات"

اِقشعر جسدهُ بِخفه عند استِماعه للصخبِ خلف السِتار، يودُ الهرب ايّا ما كانت الطريقة "سأودعُ كامي اولا" نطق بِها كعُذرٍ للمغادرة لكن نظرة الرجل المحذرة بجانبه جعلتهُ يستسلم تمامًا

هل حان وقتُ الصعود؟ هل يجبُ عليه الظهورُ الان.. يشعر بالكثير من التوتر والكثير من الشتات، فِعل ما يُمقته اشد قسوة من ضربهِ حتى الموت، يعلم ان تفكيره بما حدث وما سيحدث سيجعلُ منه يحتضرُ بهدوء

اخذتهُ خطواته للخلفِ.. تراجع بِهدوء حتى وجد نفسهُ يهرب، لا يعلم اين ستأخذه خطواته لكنه لن يعود.. تجاهُل الصُراخ خلفه اصبح متعبًا و انفاسهُ تصبح اثقل فأثقل

دوار يشتدُ معهُ كلما ابتعد كما ان ضوء القمر يصبح خافتًا والظلام يشتدُ مرةً اخرى ، هل اصبحَ مُصابًا باضطرابٍ ما.. لا يُهمه ذلك ان كان الامرُ سيبعدهُ تمامًا عن المسرح، سبب اضطراباتهِ ومشاكله جميعًا..

اختبئ في زقاقٍ ما حتى هدأت الاصواتُ من حولهِ واختفت تمامًا
احتضن ساقيه و بدأ بِذرف الدموع باستسلامٍ تام، هروبهُ لم يخلصهُ من ذُعره وتوتره المُصاحب لهُ دومًا..تُخيفه الوحده كما يُخيفه المسرحُ فأفكارهُ المُزعجه كانت بمثابة المئات من البشر حوله

صاخبة و مؤنبه ، ضدهُ و معهُ أحيانًا اخرى ، مُعقده و غير مُتوقفه..أي ان وجودها عبئًا كان عليه تحملهُ بطاقتهِ المُتبقيه والتي استُنزفت جميعها الان ، وحيد بالرُغم من جميع من كان ينتظرهُ خلف الستار

اين يجبُ عليه الاختباء والتوقف عن تزييف الابتسامة والسعادة والثقة الدائمة التي يفتقرُ اليها.. زِقاق مُظلم لم يكُن الخيار الافضل ، اين هو؟ لا يعلم . هل منزلهُ قريب؟ لا يعلمُ أيضًا

ضوء القمر الذي يُنير المكان والنجوم اللامعة حولهُ باتت تُزعجه ، شهقاتهُ يتردد صوتها حوله والدوار اصبح رفيق وحدته

"جونقان؟" تسرب صوتهُ بهدوء بينما يقفُ وينظر نحوه بِذعر ، انخفض لمستواه ليتسنى لهُ رؤيته بِوضوح .. وجنتاهُ تغطيها الدموع وعينيه مُحمره بشده

"هل انت بخير..مالذي حدث؟" امسك بِكتفيه واستطاع الشعور بارتعاشه و برودة جسده مُقارنةً بكفيّ يده الدافئين ، وجودهُ الغير مُخطط له كان يعني الكثير بالنسبة لجونقان..

ورغم ماهم عليه من خلاف شعر جونقان بحاجه شديده لعناقٍ دافئ يحتويه حتى يهدئ، لا يهمهُ ممن سيكون.. فهو يحتاجُ لشخصٍ يُغطيه مما هو عليه ، برودة الجو وضوء القمر واخيرا واقعه وافكارهُ المزعجه

"جونقان.." يردد ليتأكد من هوية من امامه، صوت بُكاء جذبهُ عندما كان يسيرُ وحيداً قاصدًا منزلهُ بعد يوم عملٍ شاق..كان آخر ما يعتقدهُ وجود جونقان خلف منزلهِ بينما يذرف الدموع ويبكي بأستسلام


"اصمت فقط ودعني اُعانقك" نطق جونقان بهدوء ليستجيب له الاخر باسطًا ذراعيه ليرتمي الاصغرُ داخلها مُحرراً ما تبقى من دموعه بينما تُربت يدٌ على ظهرهِ لمواساتهِ بصمت



__

تلاشى صوت شهقاتهِ الصغيرة بعد ساعه متواصلة من البكاء او ربما اكثر من ذلك.."هل تشعرُ بشعورٍ افضل، هل انت بخير ؟" سألتهُ ليبتعد عني بِسرعه ويعود لاحتضان ساقيه

"هذا مُحرج جدا..لِما انت دومًا" اردف بعد صمته لأنظر له بِتعجب "ماذا تقصد" رفع رأسه لينظر ليّ مجددًا بينما اكتسح وجنتيه احمرار طفيف جعلهُ يبدو لطيفًا نوعًا ما..كثيرًا

"تتلاعبُ بي ، ثم تكون اول شخص يمدُ لي ذراعيه ويحتويني عندما اُحاول الهرب" لم يتسنى لي تبرير مجددا بعد تلك المره والحديث دون ان يُقاطعني..انه يستمر بإخباري بانني اتلاعبُ به

"بربك جونقان من اخبرك بأنني كُنت انوي التلاعُب بك!" قلب اعينه ودفن رأسهُ مرةً اخرى ليردف بصوتهِ المكتوم "العملاق الذي يعملُ لديك" لم اُدرك تمامًا من يقصد بذلك حتى

"من تشاجرت معهُ امام منزلي.." شعرتُ بالغضب يتملكُني ، مالذي اخبر جونقان بِه ليصبح يمقتني لهذا الحد! هو ووالدتي كانوا السبب في وصولي معهُ الى هذا الحد

كانت مُحاولتي لقطع كُل ما يربطني به والتخلص من جميع اللعنات التي تُحيطنا افشل ما فعلتُ منذ ولدت.
" اقسم لك جونقان ما اخبرك بهِ خاطئ تمامًا..ظهوري وطرق بابك لم يكُن سِوى صدفه القت بِك امامي في موقف كذلك"

ابتسم بِسخريه ثم رفع حاجبيه يصطنعُ الملامح المُتفاجئه "حقًا؟ لم اكُن اعلم ابدو أحمقًا الان فأنا اظلمك بِلا شك، تحركت الزهور وحدها نحوي كما كامي الذي..كامي!"


______

كل شوي دراما جديده كانهم انا

Blue Vanda |HNحيث تعيش القصص. اكتشف الآن