في ظلام الليل وفي إحدي الطرق الصحراوية وقفت سيارة ونزلت منها امرأة تبدو علي ملامحها القلق والخوف تنظر هنا وهناك تطمن لعدم وجود أحد في تلك البقعة ولما اطمئن قلبها عادت إلي السيارة وفتحت الشنطة السيارة وأخرجت منها فأس وظلت تحفر في الأرض وكلما ظهر عليها الإرهاق والتعب تذكرت السجن الذي في انتظارها والفضيحة المدوية التي كانت سوف تكشف لولا أنها أنهت عمر طليقها بيدها...
أنهيت الحفر فقد حفرت مقبرة لقتيلها لابأس بها لابد أنها ستفي بالغرض هذا ما تمنيه جميلة في سرها تدعو ربها أن يغلق الموضوع ولايفتح مرة أخري خوفاً علي ابنتها من الحقيقة المرة...
عادت إلي السيارة ولكن تلك المرة من أجل إحضار ضحيتها لتدفنه..فتحت باب السيارة الخلفي وفي لحظتها سقطت الجثة لأنها كانت مساندها علي الباب ثم سحبتها من قدميها حتي الحفرة وألقته بها وألقت معه أسرارها ظناً منها أنه إلي الأبد وبعدها ردمت عليه بالتراب ورشت بعد الماء...ورحلت تركه جثمانه مدفون والسيارة وراءها ولكن معها الكيس الذي يحمل كل مايدل علي قتلها له وبيدها جرح كان سببه الحفر ...
★***★***★***★***★
في المستشفي
عادت رنيم مرة أخري إلي غرفة نادية نادمة علي خروجها منها تمني لو أن الأرض ابتلعتها قبل أن تقابل حبيبها الأول..محمد
جلست علي كرسها يدور في بالها أسئلة لا تجد لها جاوب:أتسأل يا الله لما خلقتني هكذا..بريئة..ضعيفة..لا بل أتسأل ليما خلقت الناس هكذا يقولوا "بحبك" كأنها كلمة عادية ليست كلمة من الممكن تحي قلوب وتميت أخري وأما أنا ف بكل بساطة لا أستطيع أن أقول صباح الخير لشخص أكرهه...لماذا خلقتني لا أستطيع التمييز مابين الجمرة والحمرة..أي الخائن والوافي..خلقت قلبي ينبض لمن لايستحقه ..خلقتني في عالم مشوه لديه طيب القلب "عبيط"..والمخادع "بطل"
كم أكرهك يا محمد أنت وأمثالك وأتمني أن يخلو منك العالم أنت وأخواتك...ثم تنهدت بحزن وقالت بصوت مسموع:أيام يتمر..وفرحة بتطفي..حقيقة بتوضح
★***★***★***★***★
أمام كورنيش النيل
بدأ نور الصباح بالبزوغ وقفت جميلة تنظر للمياه تابعها بعينيها الكيس في رحلته في النيل والتي نهايتها الحتمية الغرق في أعماقه ليستقر في الأعماق علي مايحتويه من دلائل...
وبعد مطالعت المياه فترة طويلة أوقفت سيارة التاكسي للعودة قبل أن تستقيظ مني من النوموبعد نصف ساعة عادت جميلة إلي المنزل وأطالت النظر إلي الجينية التي كان جالس بها عبد المقصود ثم دخلت إلي المنزل ومددت علي الأريكة وغطت في نوم عميق
★***★***★***★***★
في صباح اليوم التالياستيقظت مني من نومها ولم تجد عبد المقصود بجانبها ...تذكرت الأمس كم كانت متعبة خلدت إلي النوم بدونه...
ثم قامت من علي الفراش تبحث عنه في كل مكان في الحمام..في المطبخ..في غرفتي ليليان أو محمد..في الجينية ولكن لم تجد أثر له أوللسيارة..زاد القلق في قلبها ولكنها طمنت روحها بأنه قد يكون ذهب لقضاء أمر ما
بحثت عن جميلة هي الأخرى فوجدتها نائمة علي الأريكة يظهر عليها علامات التعب والإرهاق بشدة وتتعرق وجنتيها لعلها تحلم بكابوس فظيع..
فاتجهت مني إلي المطبخ لتعد الفطور لحين عودة عبد المقصود واستيقظت جميلة من نومها
وفي أثناء إعدادها للطعام سمعت صوت صراخ يأتي من الصالة أيقنت أنها جميلة..فأتجهت إليها مسرعة
★***★***★***★***★
في المستشفي
كان محمد مغمض العينين يفكر في كلام رنيم له كلماتها التي أصبحت معقولة لديه ولكنه مازال يحس بأن رنيم فريدة من نوعها وليست مثل البنات التي عرفهم..بالإضافة إلي مشاعره تجاهها مختلفة عن كل مرة....ربما لأنها مختلفة عن غيرها وتلك المشاعر مثل ما قالت رنيم شهوة أو تعلق عاطفي
أفاق من شروده علي صوت رامي المتعب
رامي لمحمد:محمد أنا جبت فطار...يلا
محمد:ماشي...وبدأ بنتاول الطعام ولكنه بدون شهية علي رغم من أنه لم يتناول شئ بالأمس
رامي قد لاحظ حالة محمد فسأله عن المقابلة مع رنيم لأنه كان بعيد لم يسمع أي كلمة مما قيل
محمد أجاب عليه بنبرة حزن:ربنا يسهلها ويكرمها
رامي تفأجا من كلام محمد:يعني مفيش أمل
محمد هز رأسه بالإيجاب
رامي حاول تغير الموضوع فشعر بمدي تضايق محمد:هو أنت هتقعد هنا كام يوم؟
محمد:ثلات أيام من تاريخ السفر
رامي:ياااه بس
محمد:دا أنا خدتهم بالعافية...بس بصراحة عندهم حق يعني في معيد يقعد أسبوع وبعدين يطلب إجازة
رامي:شوفت مش قلت الناس هنا يتمنوا لك الرضا... خصوصا أنك كنت من المبدعين لما كنت هنا
أكملوا طعامهم بهدوء
أنت تقرأ
حب على أوتار الموسيقى "🌺 بقلم إسراء خالد 🌺"
Romance" كلما كان الليل أظلم، كلما كانت النجوم أكثر سطوعا. كلما كان الألم أعمق، كان الله أقرب " _ "فيودور دوستويفسكي"