في منزل علاء الحسيني تحديدا في غرفة وردية يخيم عليها الحزن والكابه ويفوح من وسادة السرير رائحة بكاء رنيم الذي لم يتوقف منذ وصولها من المدرسة كأن تتدفق إلي عقلها كل مشاكل ومعاناة التي قابلتها في حياتها وتأكد لها أنها أصبحت وحيدة حرفيا بل أم أو أب أو صديق
★***★***★***★
تدخل نادية إلي غرفة رنيم
فأسرعت رنيم إخفاء وجهها الباكي حتي لا تراها
نادية لرنيم:رنيم ...مش تغدي مع هادي أصله جايه وأنتي ماكلتيش من الصباح
لم ترد رنيم عليها لتدعي النوم
نادية:أنتي نايمة ...طب لما تصحي تبقي كلمي هادي عشان عايزك
ورحلت بحزن من غرفة بعد أن تبين لها بأن شئ قد حدث مع رنيم تريد إخفاءه فهي تعلم أنها لم تكن نائمة بسبب أنفاسها المتلاحقة
★***★***★***★***★
في باريس
كانت1 كاميليا في المطبخ تعد وجبة الغداء لمحمد
وسط فرحة عارمة لديها ف اليوم هو أخر أيام الخدمة لدي محمد بعد أسبوع من العمل لديه
ولكن كان داخلها حزن لتركه فقد تعودت عليه وتعودت علي مشاكستهم معاًأما محمد فكان ينظر من الشرفة للمارة فيرن هاتفه اتصال من مصر
محمد:ألو
رامي محاول التمسك:ا..الو
محمد:مال صوتك يابني في حاجة... ليليان حصلها حاجة؟
رامي:أحنا لقينا أبوك
محمد بفرحة:طب كويس أديني أكلمه
رامي بحزن:أبوك تعيش أنت
محمد لم يصدق ماسمعه .. لقد تحقق الشعور الذى كان يكذبه فقد توفي أباه للمرة الثانية!! ...خرجت كاميليا من المطبخ بعد أنهت طبختها فوجدت محمد جالس علي الأريكة وضع يديه علي رأسه
كاميليا لمحمد:محمد مالك؟
رفع محمد رأسه لها لتري وجهه الغارق بالدموع
كاميليا لم تصدق ما رأته فهذة أول مرة تري محمد بهذا الشكل
كاميليا بضعف:بعيط ليه؟..في حاجة حصلت؟..أختك حصلها حاجة
محمد بصوت منبوح:أبويا..أبويا مات
اقتربت كاميليا منه أمسكت بيديه وأخذت تنظر في عينيه ليشاهد الدموع المحبوسة في عينيها لايدري بأنه أيقظ جرح عميق بداخلها...
★***★***★***★***★
في القسم
كان أيمن في مكتبه يفكر في قضية عبد المقصود التي تحولت من مجرد إخفاء إلي قضية جناية بعد تقرير الطب الشرعي الذي أثبت أنه قٌتل عن طريق الضرب علي الرأس من الخلف
دق الباب ليخرج أيمن عن شروده
أيمن:أدخل
دخل عسكرى وأدي التحية العسكرية ثم قال:تمام...يا فندم أهل المجني عليه برا زي ما حضرتك طلبت
أيمن وقد اعتدل في جلسته:تمام أوى...دخلهم واحد...واحد
العسكرى مؤدي التحية العسكرية:تمام يا فندم
أيمن:بس..اسمع هات الأول طليقته اللبنانية
العسكرى أدي التحية ورحلفي الخارج
العسكرى لجميلة:مدام حضرت الظابط عايزك
قامت جميلة من مقعدها بهدوء عكس التوتر والقلق البالغ بداخلها..سارت مع العسكري إلي مكتب الظابط
دق العسكري الباب ثم دخلوا
أيمن مشير للعسكرى بالرحيل ثم وجه كلامه لجميلة:اتفضلي يا مدام واقفة ليه
جلست جميلة ثم سألت أيمن:بدى اعرف ليش أنت مجمعنا كلنا هنا
أيمن بإدعاء:هو رامي ماقولكش ولا ايه؟
جميلة وقد بدي عليها القلق:قال... شو؟
أيمن:أحنا لاقينا أستاذ عبدالمقصود ميت ومدفون في أرض علي الطريق الصحراوي
جميلة محاولة التمثيل:شو...عبدالمقصود.. يالله مين ياللي سوى هيك؟
أيمن:ما أحنا جابين حضرتك عشان تقولي مين؟
جميلة: بس أنا مابعرف شئ
أيمن:ما أنا عارف بس أنا هسألك شويه أسئلة عشان نقدر نعرف مين اللي عمل كدا
جميلة: اتفضلي
أيمن:طبيعية العلاقة اللي كانت بينك وبينه كانت عاملة ازاي
جميلة: عادي..يعني كان زوجي بعد اطلقنا
أيمن:ايه أسباب الطلاق؟
جميلة بعصبية:علفكرة هدا الموضوع شخصي ما إليه علاقة بجريمة القتل
أيمن:وأنتي عرفتي منين أنها قتل
جميلة ابتلعت ريقها:شو..أنتي قات من شوى
أيمن:لا أنا قلت مدفون مش مقتول ما ممكن يكون مات عادي حد عارف
جميلة أدركت خطأها:مدفون يعني أكيد حد قتله متل ما بصير بالأفلام
أيمن بتعجب مصطنع:وارد والله...كنت فين ساعة وقوع الحدث؟
جميلة: كنت نايمة
أيمن بمكر:هو أنا قولت حضرتك الحادثة حصلت أمتي؟
جميلة هزت رأسها نفية
★***★***★***★
في باريسكان محمد ممدد علي الفراش بجانبه كاميليا تستمع لكلماته عن والده بتأثر
محمد لكاميليا :عارفة أنا خسرت بابا مرتين...بابا دا كان بالنسبة لي صاحبي وأخويا عمري ماحسيت أنه أبويا اللي أخاف منه...أنا خسرته وأنا عمري عشرة سنين كان كل أسراري معه...حسيت بوحدة حسيت ماليش حد.. لوحدي دلوقتي برضو أنا حاسس بالوحدة
ظل محمد يبكي في أحضان كاميليا..كأنه طفل يبكي في أحضانه....
ولما غطي في نوم عميق جعلته معتدل في نومه وغطيته بالغطاء وبعدها قامت ولكنها ظلت واقفة علي باب الغرفة تتطلع له فترة وجيزة ثم مسحت دموعها ورحلت وتركته يبدو كأنه طفل فقد كل أهله حديثاً...
وبعدها خرجت من العمارة ووقفت في محطة في انتظار الحافلة ويجرى في مخيلتها مشهد لأمرأة شقراء تتشاجر مع شخص بصوت عالي ومن بعيد تراقبهما طفلة ذات شعر أسود ناعم وعيون واسعة دمعة تتحضن لعبة بشدة خوفا
من الصوت العالى ...
أفاقت من شرودها علي صوت يعلن وصول الحافلة...
★***★***★***★***★
في القسم
دخل العسكري معه السيدة مني زوجة المجني عليه و يبدو عليه أيضا أنها لم تعلم ...
أيمن لمني:اتفضلي استريحي
مني وقد جلست:يزيد فضلك
أيمن أشار للعسكرى بالرحيل
مني:هااا...في ايه اللي بيحصل ...مجمعنا كلنا ليه؟
أيمن بأسف:الأستاذ عبد المقصود تعيشي أنتي
مني صدمت من كلام الظابط وأخذ الأشياء تدور من حولها إلي أن وقعت مغشي عليها من أثر
أيمن واقفاً:مدام مني..
★***★***★***★***★
دخلت هدير غرفة رنيم محاولة إيقاظها لتذهب معهم...ف محسن يقيم حفل صغير في منزله بمناسبة حصوله علي الدكتوراة
هدير لرنيم وهي تحاول رفع الغطاء عنها:قومي بقا
رنيم بصوت ضعيف:سيبني..روحوا أنتو
هدير تجذب رنيم بشدة:لا..بطلي رخامة وتعالي معنا
قامت رنيم وقالت بعصبية ممزوجة ببكاء:رخامة عشان مش عايزة أجي هو أنا عملتلكو ايه عشان كل دا سيبني لوحدي حرام عليكو
هدير وقد تسمرت في مكانها فهي ولأول مرة تري رنيم منهارة منذ وفاة أمها
أما رنيم فظلت تبكي بصوت مسموع
فرحلت هدير وتركتها ولكن عقلها مازال تفكر في سبب انهيارها
★***★***★***★***★
في المستشفي التي تم نقل فيها مني
جميلة كانت تقف بعيدة تفكر في ماذا تفعل لو انكشف أمرها؟
أما رامي وأيمن يقفان معا يتحدثان
رامي لأيمن:أنتي ليه خليتني ماقولهمش خبر بالتدريج أحسن منك...شوفت تصريفاتك وصلتني لحد فين؟
أيمن:ماتقلقش أوى كدا...أنا بس كنت عايز أشوف رد فعلهم
رامي:شوفت؟
أيمن وهو ينظر لجميلة:اه..شوفت
خرج الدكتور من غرفة الكشف
الدكتور للجميع:الحمد لله المدام كويس دا الضغط وطي بس ودلوقتي بقيت كويسة
أيمن للدكتور:أقدر أكمل التحقيق
الدكتور:أنا رأيي نستني لحد ما تقوم أحنا مش عايزين تعرضها لضغط تاني عشان مايحصلش مضاعفات
رامي:تمام يا دكتور...ثم نظر لأيمن الذي لم يسقط نظره عن جميلة المرتكبة
★***★***★***★***★
في منزل محسن
كانت هدير تقف مع محسن في البكلونة
محسن لهدير:مالك يا هدير شكلك زعلان
هدير بحزن:رنيم
محسن:مالها...هي صحيح مجاتش ليه؟
قصت هدير عليها ماحدث عند محاولتها لإيقاظ رنيم
محسن:ياااه..في حد مازعلها عندكو في البيت
هدير:لا
محسن:ممكن يكون فترة المراهقة وشعورها أنها تيتيمة وتغير المكان وكدا...بصي أنا اعرف واحد صحبي دكتور نفسي شاطر جداً
هدير:تفكر أنها ممكن ترضي تروح عند دكتور نفسي
محسن:جربي كدا
هدير:حاضر
محسن بقلق بالغ:هدير دا ايه
هدير بخوف:في ايه؟
محسن بإبتسامة:عينيكي حلوة أوى
هدير بطفولة:يا رخمة
ضحك محسن علي طفولتهاانتهى البارت
أنت تقرأ
حب على أوتار الموسيقى "🌺 بقلم إسراء خالد 🌺"
Romance" كلما كان الليل أظلم، كلما كانت النجوم أكثر سطوعا. كلما كان الألم أعمق، كان الله أقرب " _ "فيودور دوستويفسكي"