الجزء الاول الفصل الرابع والعشرون (المفقود)

34 2 0
                                    

مر أسبوع كامل ومازال عبد المقصود مفقود ليس له أثر...

الشرطة كثفت جهودها للبحث عنه وبعثت منشور لكافة المديريات والأكمنة بمواصفاته بمواصفات السيارة...

أما العائلة فهي الأخري عملت علي إيجاده أو الوصول لأي شخص قد رأه في تلك الفترة... مني بدورها اتصلت بعائلته لعلهم يعلموا عنه شئ ولكن دون جدوي...رامي بحث عنه في المستشفيات...محمد لم يستطع البقاء معهم ليبحث عن والده فإنقضت أجازته وسافر إلي باريس ولكن ببال مشغول ومشوش...

أما جميلة لم يكن لها دور في البحث عن عبد المقصود وبقيت في المستشفي لفترات طويلة بجانب ليليان التي لم يحدث لها أي تحسن يذكر تجنباً أن تلتقي مع مني التي لم تجف عينيها من البكاء علي زوجها...
             ★***★***★***★***★
في باريس
صباح يوم السبت
أفاق محمد من نومه علي صوت جرس الباب فقام من الفراش وسار بخطوات ثقيلة متجها نحو الباب وتعثر في ماشيه بفعل زجاجات الخمر الفارعة التي اعتاد علي شربها كل ليلة منذ وصوله...
فتح الباب وجد كاميليا أمامه بفستانها الأحمر القصير و العاري الذراعين ورافعة شعرها لأعلي وحاملة أكياس ورقية بنية بها مستلزمات طبخة اليوم المدفوعة الأجر من قبل محمد ...
تركها وألقا بجسده علي الأريكة في الصالة فدخلت متجهة إلي المطبخ ووضعت الأكياس ثم خرجت إلي الصالة ووجهت كلامها إلي محمد بعد أن رأيت الزجاجات الفارعة
كاميليا لمحمد:محمد...أنت شربت كل دا امبارح بس
محمد لم يرد عليها وأشار بيده إليها أن تسكت

فهمت كاميليا مراده وسكتت ثم سارت إلي المطبخ بحزن إلي المطبخ
وبعد فترة قليلة عادت إليه تحمل معها فنجان من القهوة...وضعته أمامه ودون أن تتفوه بكلمة ثم عادت إلي المطبخ...
أخذت مريلة مطبخ كانت علي مائدة المطبخ ارتدتها وبدأت بتحضير غداء اليوم بحسرة علي حال محمد الذي يزداد سوءا يوماً بعد يوماً ...
            ★***★***★***★***★
في المستشفي

تدخل من باب المستشفي جميلة حاملة معها بعض الأغراض ل ليليان ومعها مني التي لم تزور ليليان منذ أسبوع بسبب انشغالها بالبحث عن زوجها ...
أعطت جميلة الأغراض للممرضة المسئولة عن حالة ليليان
ثم جلست علي الكرسي بتعب فهي طوال هذا الشهر لم تنل نوماً هادياً بسبب كوابيس عبد المقصود المتلاحقة لها...
أما فقد تركتها وذهبت لتحضر كوبان من الشاي
                ★***★***★***★***★
في منزل رامي
كان رامي نائم في غرفته متعباً هو الأخر فلم ينام منذ يومين فهو ما بين الأوبرا والمستشفي والقسم لمطالعة المستجدات في أمر اختفاء عبدالمقصود...
رن هاتفه فأجاب عليه وكان المتصل الضابط أيمن المتكلف بالبحث عن عبدالمقصود

رامي بنوم:ألو
أيمن:صحيتك من نوم معلش
رامي:ولا يهمك ...في حاجة جديدة بخصوص عمي
أيمن:اه..بس مش عارف أقولك ايه
رامي وقد اعتدل في جلسته:ايه..
أيمن:جاءلنا بلاغ عن وجود جثة مدفونة بدون ترخيص في الطريق الصحراوي مواصفاتها مطابقة بمواصفات الأستاذ عبد المقصود ... وكمان لاقينا العربية بتاعته بعيدة عنها تلاته متر
لم يصدق رامي كلام الضابط وتجمدت كلمات في فمه فلم يستطيع أن يرد عليه
أيمن:أنت معايا ...ألو
رامي بتلعثوم:ا..اه معاك ...أنا مش عايز حد يعرف لحد ما أشوف الجثة
أيمن:تمام..طبعا أومال أنا كلمتك ليه أنا مراعي الظروف اللي بتمروا بيها
رامي:هشوفها امتي؟
أيمن:دلوقتي هي في مشرحة زينهم
رامي:ماشي..أنا أجى أهو
أغلق الهاتف وبدل ملابسه بسرعة وذهب ليري الجثة
          ★***★***★***★***★
في مشرحة زينهم
كان رامي مرتبك لغاية يسير بخطوات بطيئة في طريقه لكشف هوية الجثمان المجهول يتمني في داخله أن تصبح جثة شخص أخر غيره ....
كشف العامل بالمشرحة الغطاء عن الجثة
انكشف منظر لن ينساه رامي طوال حياته ...
أبو صديقه الوحيد وحبيبته التي تملكت قلبه وعقله ممد أمامه في مشرحة بعد أسبوع فقد  فيه ...
            ★***★***★***★***★
خرج رامي من ثلاجة الجثث هائما .. مصدوم لا يدري ماذا يفعل؟... كيف يبلغ الجميع ؟
كان أيمن في انتظاره بالخارج قد كان يسأل هل هو أم لا؟ ولكن علم من ملامح وجهه الجواب
أيمن لرامي:أنت كويس؟
نظر رامي له انهار واترمي في أحضانه
              ★***★***★***★***★
في أمام أحد أبواب مدرسة في الإسكندرية
نزلت رنيم من السيارة التي يقودها هادي ثم سارت وسط أنظار الحقد وهممات البنات...
ف رنيم لم يكن لديها صديقة في تلك المدرسة كانت دائما تشعر بالوحدة عند دخولها تلك المدرسة وتشعر كأنها في سجن تؤدي فترة عقاب يومية لها .. كانت حياة باهت للغاية
والسبب أن الطالبات في المدرسة عبارة عن "شلة" فيصعب أن تدخل في إحدها ولم يوجد صديقة منفردة تستطيع رنيم التواصل معها
ما زاد البلة طينة اهتمام أستاذ الموسيقي أحمد  برنيم يشعر بالموهبة المطمورة بداخلها فقد سمع صوتها خلسة عندما كانت تغني في غرفة الموسيقي بمفردها ويحاول أن يقنها تغني في إحدي برامج لمواهب الغناء فقط لكن رنيم تهرب بأن أهلها رافضين فكرة الغناء وهي موافقة علي ذلك

في حمام البنات بالمدرسة
هناك بنتين من فصل رنيم في حمام يتحدثان
هبه لعلياء:شوفتي البت الجديدة اللي اسمها رنيم دي
علياء بتذمر:مالها البت دي؟
هبه:البت بقالها فترة واحد بيوصلها ويستنها بالعربية ويعملها بااي
علياء:اه..الواد دا برا ومستر أحمد جوا مابتضيعش وقت خالص
هبه:اه..الله أعلم بقا كانت جاية متأخر النهارده
وهنا خرجت رنيم من الكابنات في الحمام بعد سمعها حوار البنتين بالكامل
رنيم لهبه وهي تطبب علي ذراعها:فعلا..الله أعلم
ثم رحلت والدموع المحبوسة بعينيها وأطلقت سراحها لتملي وجهها البرئ فهي لاتدري ما سبب كلام البنات عنها بهذا الشكل أو نظرات البنات لها
أخرجت رنيم هاتفها لتتصل بهدير
هدير:ألو
رنيم وهي تمسح دموعها: ألو تعالي خديني أنا مش عايزة اقعد هنا
هدير:مالك في حاجة ؟
رنيم:بط..بطني وجعني يلا تعالي بسرعة بليز
هدير:حاضر
أغلقت رنيم الخط وهي لا تدرى كيف ستقضي تلك فترة التي ستنظر هدير فهي لا تريد أن تدخل الفصل ...فاتجهت إلي غرفة الموسيقي حيث ملجأ الوحيد

دخلت رنيم غرفة الموسيقي فلم تجد أحد فجلست علي أحد مقاعد فأخذت تنظر للغرفة فهي لم تدخلها كثيرا ثم لمحت عشقها الأول والأخير ...ألة الكمان
أسرعت إليها وأخذتها وبدأت العزف لحن حزين أمها من تولت تحفيظها أياها بسيل من دموعها
كان أحمد يرقبها بشغف من فتحة صغيرة في الباب في إعجاب بموهبتها

انتهى البارت

حب على أوتار الموسيقى "🌺 بقلم إسراء خالد 🌺"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن