الجزء الثاني الفصل الثالث والعشرون (كتاب الحياة)

29 4 0
                                    

قد جعلوا القرأن كتاباً للموتي ونسوا أنه منهج الحياة.

في مدافن عائلة الأسيوطي بالشيخ زايد

قبر يبدو أنه ردم حديثاً وحارس القبر يرش الماء من جردل يحمله بجانبه خشبة موتي خالية حملت عليها ساكنة القبر 

أمام القبر يقف شيخ بملابس أزهرية بلحية خفيفة ممسكاً بمصحف صغير يتلوا منه أيات الذكر الكريم
(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلي ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وادخلي جنتي)
صدق الله العظيم
ثم رفع يديه في السماء داعياً ربه
اللهم ارحمها برحمتك واغفر ذبوبها..اللهم اجعل مثواها الجنة والفردوس الأعلي..اللهم في كل دقيقة تمر عليها أسالك أن تفتح لها باباً تهب منه نسائم الجنة لا يسد أبداً..اللهم ارحم المسلمين أجمعين

ثم مسح بكفيه علي وجهه مردداً:اللهم أمين

و الحاضرون يرددون وراءه منهم من كان بحجة الواجب ومن كان بقلبه يتمني أن يخرجها من قبرها ويحرقها بدل المرة ألف مرة...

مقدمة الحاضرين عم المرحومة النائب فهيم رافعاً يديه خلف الأمام وأنظاره تلتف يساراً ويميناً بين الحاضرين

وشهاب الذي لم يكتفي بنظارة شمسية تخفيه من عيون الناس التي تتحدث بكلمات لا يقوي الفم علي إخراجها (خطتبها بليل..انتحرت الفجر)
بل جلب معه أربعة حراس شخصياً أقوي مما كانوا معه في السابق

ويقف بجانبه فؤاد وعمر رافعين أيديهم لربهم ليس من أجل رنيم بل من أجلهم خشية من شهاب والذي يتوقع منه أي رد فعل خاصاً بعد علم وفاتها لم يبدي أي رد فعل

وخلفهم علاء رافعاً يديها يطلب من الله بكل ذرة في جسده الهزيل أن يغفر لها ويطلب النبي محمد صلي الله عليه وسلم أن يكون شفعيها لها في يوم العرض

ثم أخرج من جيبه منديل ورقي وبدأ يمسح دموعه المتساقطة من عينيه التي كاد أن تغلق من كثرة التجاعيد والأنفخات أسفل العين ومحسن يقف بجانبه معلن صمته فهو أعلم بإضطرابات رنيم النفسية

وأما باقي الحاضرين فأنحصروا في فريق الأعمال التي عملت فيهم رنيم سواء كان غناء أو تمثيل ومجموعة حضروا من أجل لقطة ستأخذها وسائل الأعلام في نشرتهم مساءاً

دميانة كانت تقف في الخارج في انتظارهم وتبكي بحرقة عليها في أحضان خطيبها بيتر

وبالنسبة للفنانين لم يحضر سوى حفنة قليلة من نجوم الصف الثاني والثالث ولم يحضر أي ممن عملت معهم رنيم
            ★***★***★***★***★
أقيمت جنازة عسكرية تكريماً للواء سليمان الصقر

في مقدمة جنديان بمشيتهما العسكرية يحملان نياشين التي حصل عليها طيلة حياته
ووراءهما جنود تحمل نعشه المغطي بعلم مصر
وخلفهم ممثلين عن الجمهورية ورئاسة الوزارة وبعض من الوزارء وبعض اللوءات الشرطة
الفرقة العسكرية تعزف موسيقاها
وعلي جانبي الجنازة موتسيكلات الشرطة مزينة بأعلام مصر

حب على أوتار الموسيقى "🌺 بقلم إسراء خالد 🌺"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن