part 8

726 26 2
                                    

الفصل الثامن
خطي الحب
اسماء ايهاب

هذا ما كان ينقصه ان يكتشف انها متزوجة و ايضاً ليس زوجاً شرعياً و زواج معلن انما زواجاً عرفياً في الخفاء و كأنها لم تسمع عن الاخلاق يومأ ازدادت وتيرة انفاسه و اجبر قدمه علي التحرك نحوهم قسراً وقف بـ المقابل لهم في حين خرجت ريحان بـ حذر من خلف ظهر جهاد ، رغم ان جملة ذلك الشاب كانت واضحة الا انه اخذ يقنع نفسه انه توهم ليس الا لكن هل الانسان يتوهم موقف كهذا !! اضطربت دقات قلبه متسارعة و كأنه سيصاب بـ ذبحة صدرية تفقده الحياة و وقتها سيصبح شهيد الحب الفريد من نوعه وضع يده علي رأسه يسأل بـ حذر و عينه تتفرس ملامح ذاك الوسيم :
_ انت بتقول جوزها ؟

ضحك الاخر بـ سخرية علي ردة فعله و ايقن ان هذا الرجل هو حبيبها الذي يعلم بـ وجوده منذ اشهر لـ يعقد ذراعيه امام صدره ينظر الي عزالدين من اعلي الي اسفل بـ استهزاء قائلاً :
_ ايوة جوزها و معايا الورقتين العرفي ، انت بقي الغندور الجديد

لم يهتم عزالدين الي النصف الاخير من الجملة حين تعلقت نظراته القاتمة بها هي المرتجفة التي تتمسك بـ ذراع رجل اخر من دائرة علاقتها التي لا تنتهي وجدها قد بدأت بـ البكاء و هي تهز رأسها بـ نفي بـ عنف تهدر بـ حُرقة :
_ كذاب و الله كذاب يا عزالدين هو مش جوزي و لا حاجة

اقترب منها أنس و قد احتل الغضب قسمات وجهه يدس يده بـ جيب سترته الثقيلة و يخرج منها اوراق مطوية يشهرها بـ وجهها يهتف غاضباً :
_ و دول اية يا حلوة انا معايا ما يثبت شوفي مين هيصدقك

دفعه جهاد الصامت منذ البداية بـ قوة يبعده عن ريحان و قد امتعض وجهه بـ ضيق شديد و صرخ به قائلاً :
_ انت اية شيطان ، انت عايز اية احنا مش مقطعين الورقتين دول قبل كدا !

افصح صديقها عن حقيقة ما يقول الشاب و اكد علي صدق حديثه و كذب حديثها هي ابتسم ساخراً علي نفسه للحظة كاد ان يصدق دموعها الزائفة كـ التماسيح كيف يقيد حبها عقله عن العمل الي هذه الدرجة ، استفاق من دوامة افكاره السوداوية اتجاهها علي صوت أنس يتحدث من جديد بـ نبرة شامتة و هو يقف بـ ثبات يدل علي قوة موقفه :
_ لا يا حبيبي صاحبتك مضت علي اربع ورقات اللي اتقطعه دول اتنين منهم يعني هي دلوقتي مراتي بمزاجها او غصب عنها

صك عزالدين علي اسنانه و هو يرمق هذه المتلاعبة بـ غضب و اعينه تكاد تخرج شراراً يصيب قلبها المتبلد ان كانت متزوجة لما كانت علي علاقة بـ معاذ اخيه و حين تذكر ذلك أيضاً قامت ثورة بـ صدره المستعر بـ نيران الغضب لـ يصيح يوقف هذا الشجار السخيف قائلاً :
_ و لما انت جوزها كنت فين و الهانم بتحب غيرك

نظرت ريحان نحوه متفهمة مقصده و ازدادت دموعها متساقطة علي وجنتها بـ حرارة تلهب صدرها و قررت متابعة ما يحدث تاركة لـ جهاد حُسن التصرف لم تعد قادرة علي مجادلة  هذا المستفز الذي يخرجها عن شعورها متفاخراً بما اوقعها به سابقاً و ما يوقعها به الآن .. حمحم أنس ناظراً الي عزالدين يتفحص ملامحه الغاضبة الحادة لـ يضحك ضحكة قصيرة اثارت استفزاز الاخر قبل ان يجيبه قائلاً :
_ لاني كنت مسافر بقالي سنة عند اخويا في المغرب و لسة راجع

خُطي الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن