part 23

544 16 1
                                    

الفصل الثالث و العشرون
خطي الحب
اسماء ايهاب

يركض عزالدين اتجاه منزل السيد سعد بعد ان خرج من سيارة الاجرة لوجود ازدحام مروري التقط انفاسه اللاهثة حين وصل امام البوابة الرئيسية و اخذ يطرق بـ كلتا يديه سريعاً و ما ان فُتحت البوابة إلكترونياً حتي اندفع الي الداخل يكره كونه بكل مرة يلجأ اليه يكره كونه ضعيف دون سلطة يمكن بها ان ينقذ زوجته الآن زفر باختناق و عينه تدور بالمكان حتي يري جده و لكنه لم يكن موجوداً لـيرتفع صوته و قد ظهرت نبرة غليظة جافة تظهر عند حاجته اليها يصيح بغضب :
_ يا سعد يا مغربي اطلع شوف اخر حاجة عملها حفيدك

ظهر السيد سعد علي مقدمة الدرج يتكأ علي العصا ينزل بهدوء قائلاً بضيق من صياحه الغاضب دون الاهتمام الي احترامه حتي :
_ في اية يا عز بتزعق كدا لية

صك عزالدين علي اسنانه و عيناه الحادة تتابع الجد و هو يتقدم نحوه و استطرد بصوت في غل يملئ قلبه مما آلت اليه الامور بسبب دلاله لـمعاذ :
_ ريحان اتخطفت و السبب معاذ و انا كالعادة مفيش في ايدي حاجة اعملها و غصب عني جيتلك بردو

توقف عن الحديث بعد ان اخرج اخر جملته بغيظ انه يطلب منه المساعدة مرة اخري :
_ عايز اعرف هتحل اللي عمله حفيدك ازاي بعد ما ضيعت تربية ابوه فيه و دلعته و خليت الطمع يملي قلبه من كتر الفلوس اللي بيصرفها شمال و يمين من غير حساب

ازدادت نبرته حدة و هو يخرج ما داخل قلبه من حديث يتهم فيه السيد سعد انه المتسبب الوحيد بما اصبح عليه شقيقه و ما اصاب جنونه اكثر هي جملة الجد الهادئة و هو يُشعره انه لا يهتم لحالته المزرية :
_ اهدي و ان شاء الله هنلاقي حل

نفض عزالدين يد السيد سعد الذي يربت بها علي كتفه قائلة بحدة و جنون :
_ اهدي اية انت متخيل اني حتي مش عارف اروح ادور عليها فين بسببكم دايما بحس بضعفي و قلة حيلتي

بنبرة خافتة حزينة يملئها الحسرة ختم عزالدين حملته و لمح السيد سعد دمعة تلتمع تعلن عن وجودها في مقلتي حفيده لـيتنهد بثقل و يربت علي كتفه من جديد هاتفاً بهدوء :
_ استهدي بالله يا عز و انا هرجعلك مراتك متقلقش

ما ان انتهي الجد من جملته حتي اندفع معاذ الهلع الي الداخل يصرخ باستنجاد :
_ الحقني يا جدو

انتبه الي وجود عزالدين الغير مبشر بالخير ابداً لـيقترب بحذر منهما يقف بالقرب من الجد يهتف بخوف من هيئة اخيه :
_ اخدو ريحان و بعتولي لو مجبتش حاجتهم علي اخر النهار هيقتلوها

صرخ عزالدين بـغضب صرخة كانت اقرب الي زمجرة عنيفة يتخللها شعوره بالقهر و جلس علي الاريكة يمسح عينه بعنف يزيل عنها تلك الدمعة التي تنب عن ضعفه بتلك اللحظة و اخذ يردد بقلة حيلة :
_ حسبي الله و نعم الوكيل ، فوضت امري الي الله

خُطي الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن