part 28

491 18 3
                                    

الفصل الثامن و العشرون (ما قبل الاخيرة)
خطي الحب
اسماء ايهاب

راقب السيد سعد تفاصيل قاعة الحفل الذي اصر علي اقامة زفاف حفيده بها كهدية زواجه لعدم قبول الاخر بأي مساعدات اخري ، ابتسم و هو يتذكر سعادة عزالدين و زوجته حين اتي بهما لمعاينة تلك القاعة الفاخرة و التي تمثل اكبر احلام اي عروسين كم شعر بالسعادة لاجل حفيده وقتما احتضنه بفرحة شاكراً اياه بتهذب اكمل السير في أنحاء المكان يتمم علي جميع الاشياء و يلقي تعليماته السريعة في تعديل ما يلزم قبل وصول حفيده و في ظل هذا استمع الي صوت محبب الي قلبه يهتف من الخلف :
_ وحشتني يا جدو

التفت سريعاً الي مصدر الصوت و الذي لم يكن سوا حفيده الاصغر معاذ الذي القي بنفسه بين احضان جده ما ان واجهه استوعب السيد سعد وجود معاذ معه ليضمه اليه بحنان يربت علي ظهره برفق يخبره كم اشتاق اليه ، ابتعد معاذ يمسح دموعه بكف يده و قد تعلم انه كان آمن الي جواره لا يشغل له بال بأي شئ و الآن هو يركض بالحياة ركضاً حتي يمر يومه بسلام و حين علم بزواج شقيقه لم يقدر علي البقاء اكثر يريد ان يري هذا اليوم يريد ان يكون الي جوار اخيه مسد السيد سعد علي كتفه هاتفاً بهدوء :
_ جيت امتي يا حبيبي و مقولتليش لية

مسح معاذ دموعه بخفة قبل ان يجيبه قائلاً :
_ قولت اعملها مفاجأة يا جدو يارب عز يفرح بوجودي

ابتسم السيد سعد باتساع و هو يهتف مؤكداً :
_ هيفرح اكيد يا معاذ دا كان نفسه تحضر معاه

تحدث معاذ بقلق من ان يكون مصدر ازعاج لشقيقه بليلة زفافه :
_ انا بس خايف يضايق من وجودي

ما كاد السيد سعد يتحدث و يخبره الا يفكر في هذا الاحتمال ابداً فطالما كان عزالدين حنون مُحباً لشقيقه الا ان قطعه اقتراب احد العاملين بالقاعة ينبهه بحضور العروسين ليأخذ يد حفيده و توجه الي خارج القاعة لاستقبال عزالدين و زوجته ...

نظر اليها و هي تجلس الي جواره بالسيارة و قد رأي التوتر يخط علي صفحات وجهها الفاتن و المزين بلمسات جماليه تبرز ملامحها الخاطفة تفرك يديها بعضهما ببعض بخوف شديد مد يده يمسك بيدها الباردة رغم حرارة الطقس رفع يدها يقبل باطنها بحنو لتنظر اليه مبتلعة ريقها بصعوبة ليبتسم لها مطمئناً اياها متسائلاً بهدوء :
_ لية كل التوتر دا يا حبيبتي

حركت يدها امام وجهها تبعث لنفسها بعض الهواء و هي تجيبه بارتباك :
_ خايفة اوي يا عزالدين الموضوع كله توتر

ابتسم لها و هو يميل ليقبل رأسها بحذر حتي لا يفسد ترتيب خصلات شعرها ثم ربت علي كتفها قائلاً :
_ متخافيش يا عمري انا معاكي و مش هسيبك

خرج من السيارة و توجه نحو الباب المجاور لها فتح الباب و مد يده لها هاتفاً بهدوء :
_ انزلي يا قلبي متخافيش

خُطي الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن