الفصل الرابع و العشرون
خطي الحب
اسماء ايهابيصدح صوت الاجهزة الطبية الموصلة بتلك الغافية لا تدري عن الواقع شئ بعد ان تم نقلها الي المشفي بواسطة عزالدين الذي يقف بوجه ممتعض بالحزن يراقب وضعها الحالي من خلف زجاج غرفة العناية المشددة بأعين خاوية للحظة اعتقد انها فقدت الحياة حين اقتحمت رجال الشرطة مقر شوقي و هو معهم و وجدها متسطحة علي الارض تسيل منها الدماء بغزارة حتي انه تجمد بمكانه ناظراً اليها بصدمة غير قادر علي التحرك و لو قيد انملة لا تسعفه قواه لتخطي هذا المشهد الدموي الذي ارتج له قلبه و لم يفق الا حين رأي اشارة منعم له ان يقترب منها غير قادر علي سماع كلمة واحدة منه و لكنه اسرع دون تفكير متقدماً نحوها امسك برأسها بايد مرتجفة ينادي بها حتي تستيقظ و لكن لم يجد منها اجابة حتي انفاسها كانت منقطعة ليستجيب لصراخ منعم به ان يستفيق و يأخذها الي المشفي حتي يتصرفون مع شوقي و رجاله حملها بصعوبة بالغة رغم بنيته القوية الا ان خوفه عليها اهلكت قوته ، تنهد بقوة و هو يتململ بوقفته بعدم راحة و هو يجدها غارقة في عالم اخر بعد ان خرجت من عملية جراحية لاخراج الرصاصة التي اخترقت صدرها مرر يده علي الزجاج و كأنه يتلمسها من خلاله ، انتبه الي تلك اليد التي ربتت علي كتفه بحنو التفت ليجد السيد سعد يقف خلفه يربت علي كتفه مواسياً اياه و للعجب ارتمي عزالدين يحتضن جده بقوة لعله يبث له بعض القوة هامساً باختناق :
_ انا خايف علي ريحانخرج السيد سعد من صدمته لاحتضان عزالدين سريعاً يضمه اليه شاعراً بسعادة غامرة و هو يري مبادرة عزالدين الطيبة اتجاهه مرر السيد سعد يده علي ظهره قائلاً :
_ اهدي يا عز الدكتور طمني عليها الصبح هتكون فاقت باذن اللهابتعد عزالدين عنه يصك علي اسنانه و هو يشير بيده الي ريحان ينبهه علي تلك الكدمات و الضمادات الطبية المغطيه لجروح وجهها قائلاً بصوت حاد :
_ انت مشوفتش هي جاية ازاي وشها مكنش باينله ملامح الدم مغرق وشهاتنفس بهدوء حتي يهدئ الغضب الثائر بقلبه ثم هتف متسائلاً دون ان يلتفت :
_ عملوا اية في شوقي و معاذ فينتنهد السيد سعد بثقل و حسرة علي ما اقترفه حفيده بحق نفسه قائلاً :
_ شوقي و رجالته اتقبض عليهم و معاهم معاذ كمان لانه كان من ضمن رجالة شوقي و مستنين ياخده اقول ريحان لما تفوق بالسلامةالتفت اليه عزالدين بصدمة جلية علي وجهه ثم مرر يده علي شعره يجذبه بعنف قائلاً :
_ يعني اية معاذ اتقبض عليه يعني معاذ هيتحبس زيه زي الناس ديربت السيد سعد علي كتفه من جديد هاتفاً بهدوء حتي يطمئن :
_ هيخرج منها ان شاء الله متقلقشزفر عزالدين بقوة و هو يراقب ريحان من خلف الزجاج من جديد رغم معرفته باحتمالية افاقتها في الصباح الا انه فضل ان يراقبها حتي يطمئن قلبه الملكوم عليها تجمد جسده و هو يري اصابعها تتحرك كان يظن بالبداية انه يتخيل ذلك من شدة انتظاره لاستيقاظها و لكن تكرر ذلك الفعل حين رفعت اصابعها مع يدها بوهن و كأنها تناجي احد ثم ارتمت يدها الي جوارها غير قادرة علي الصمود لتزداد دقات قلبه بسعادة و هو يهمس مبتسماً بامل :
_ ريحان بتفوق
أنت تقرأ
خُطي الحب
Romanceعلي خطي الحب تسير نحو دائرة القدر و حتي ان تألمت كثيراً سـ تصل يوماً لـ نهاية تلك الخطي خطي الحب