الاخيرة 2

463 15 2
                                    

الفصل الثلاثون و الاخير
خطي الحب
اسماء ايهاب

نطقت بتلك الكلمة ثم فارت هاربة من امامهما تخفي دموعها عنه تاركة اياه في صدمة من هذا الخبر و لم يخرج من صدمته الا علي صوت زغاريد انطلقت من والدته بفرحة عارمة جعلته ينتفض سريعاً يستفيق علي نفسه ليضحك بقوة و هو يصرخ مهللاً بالحمد لله و الشكر له ثم التفت مهرولاً نحو شقته التي ركضت اليها براء باكية ، فتح باب الشقة سريعاً و اغلقه خلفه منطلقاً نحوها حيث كانت تجلس علي الاريكة بالردهة واضعة يدها علي وجهه تبكي بقوة و شهقاتها مرتفعة تقدم منها يجلس الي جوارها ثم لف يده حول كتفه يضمها بحركة مباغتة الي صدره يقبل قمة رأسها بحنو و هو يشعر بقلبه يقرع بقوة بين اضلاعه بجانب سعادته انه سيرزق بطفل جزءاً منهما و بجانب اخر بكائها من حديث والدته اللاذع الذي مس قلب تلك الرقيقة ظل يمسد علي ظهرها و خصلات شعرها حتي هدئ بكائها ابعدها عنه قليلاً ينظر الي وجهها بحزن لما تعرضت له في اشد لحظاتها سعادة ليمسح دموعها عن وجنتيها المتشربة بالاحمرار مال نحوها يقبل عينيها قبل ان يهتف بهدوء :
_ حبيبي اهدي حقك عليا انا

رفعت عينها تنظر اليه و هي تحاول السيطرة علي شهقاتها المرتفعة و عقلها ينبهها ان لم تكن تحمل طفله باحشاءها كانت ستسمم والدته حياته حتي يرضخ لطلبها و يتزوج بتلك الفتاة التي وضعتها تحت اعينها لتكون زوجة لابنها دمعت عينها من جديد و غزت العروق الحمراء اللون الابيض بعينها و تهمس بقهر :
_ اذا ما كنت حامل كنت راح تتچوز مو هيك

حاوط وجهها بين راحتي يده يقبل جبهتها بعمق قبل ان يجيبها بصدق :
_ صدقيني عمري ما اعمل كدا يا حبيبتي ، انتي مسمعتيش انا قولت لماما اية

صمتت و لم تود ان تخبره انه من الممكن ان يضعف و يرضخ بل حديثه الحاد مع والدته يشفع له عندها ابتسم حين وجد ردها واضحاً بعينها الخضراء ليرفع يدها اليه يلثمها بحب قائلاً :
_ مبارك يا حبيبتي ربنا يقومك بالسلامة

تنهد بقوة و هو يحاول ان يجعلها تتخطي ذلك الموقف و تسعد بخبر حملها ليمرر يده علي خصلات شعرها المرتبة بعناية متحدثاً بصدق :
_ انا بحبك يا براء و عمري ما افكر اعمل حاجة تجرحك او تكسر قلبك و عمري ما اقدر استغني عنك ابداً و لا اقدر اتجوز واحدة غيرك

و أخيراً قد رأي ابتسامتها التي ظهرت علي محياها ليجذبها برفق نحوه يضمها اليه و هو يتنهد بارتياح لتضع هي يدها علي بطنها تتحسسها برفق و تتفاقم السعادة داخلها شعرت بيده تمتد الي بطنها يضعها علي يدها و هو يهمس الي جوار اذنها متسائلاً :
_ روحتي للدكتور لوحدك لية و لية مقولتليش لية لما كلمتك انك عند الدكتور

رفعت رأسها تنظر اليه و هي تجيبه بما كانت تنوي فعله :
_ كان بدي تكون مفاجأة حبيبي

قبل رأسها بحب و هو يسأل من جديد :
_ حامل في اد اية

خُطي الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن