part 26

592 20 1
                                    

الفصل السادس و العشرون
اسماء ايهاب
خطي الحب

ارتجف جسدها بخوف شديد ما ان خرجت من سيارة الاجرة امام تلك البناية التي شهدت علي حياتها التعسة مع ذلك المدعو صفوان تنفست بقوة حتي تهدئ من ذعرها و محادثة والدها تتردد باذنها تحثها علي التقدم بشجاعة و خصيصاً حين انهي المهاتفة بجملته المعتادة التي تجعلها مطمئن " لا تخافي يا ابي انا معك" تلك الجملة كافية لان يرتاح داخلها ، تقدمت من الداخل و هي تردد ذكر الله و ما ان وقفت امام الشقة حتي اغمضت عينها بألم و صوت صراخها سابقاً حين كان يبرحها ضرباً يتردد بقوة حولها شهقت بقوة تدخل الهواء الذي انعدم الي رئتيها و رفعت يدها تطرق علي الباب و مرت ثواني حتي فتح ذلك الحقير الباب و علي وجهه تلك الابتسامة الخبيثة كادت ان تبكي من شدة الخوف و هو يزيح جسده عن صد الباب يشير اليها بالتقدم الي الداخل قائلاً بسخرية :
_ اهلا يا سنيورة اتفضلي

و باقدام كالهلام تقدم بخطوات بطيئة الي الداخل لكنها وقفت بالمنتصف و انتفض جسدها برعب اثر صوت اغلاق الباب التفتت اليه سريعاً تسأل بارتباك واضح بنبرتها المتهزة :
_ وينه چهاد

اشار الي غرفة الاستقبال الخاصة بالشقة و هو يتطلع إليها بدقة قائلاً بتهكم :
_ في شرف استقبالك يا ملكة

اسرعت الخُطي نحو الغرفة بلهفة لتقف عند بابها و شهقت بصدمة من مظهره الذي يرثي له اقترب منه سريعاً و هو يجلس علي مقعد خشبي بمنتصف الغرفة مقيد اخذت تفك قيده و قد بدأت عينها تنهمر منها الدموع و ما ان ازاحت عن فمه ذاك اللاصق حتي انفجر جهاد بغضب من افعالها قائلاً :
_ اية اللي جابك يا براء سمعتي كلامه لية

انتهت من فك وثاق قدمه ثم وقفت امامه يمسك وجهه بين كفيها و هي تتحدث بصوت باكي مختنق :
_ لحتي ترچع عبيتك لحتي ما يأذيك انا راح ضل هون و انت روح عبيتك مشان امك

رمقها بغضب ساحق و هي تتفوه بترهات ايمكنه ترك زوجته مع رجل اخر و الذهاب هل يمكن ان يكون عديم الشرف الي تلك الدرجة اشتعلت نيران حاقدة بقلبه و هو يجدها تفضل ان تبقي مع هذا الحقير حتي و ان كانت تفعل لأجله وقف بعنف عن المقعد امسك بكتفيها يهزها بين يديه قائلاً بحدة :
_ انتي عبيطة انتي مراتي و لا يمكن اسيبك معاه و لو دقيقة واحدة

بكت بحُرقة و هي تمسك بذراعه تتوسل قائلة :
_ بترجاك تروح

ثم تصفيق من الخلف مع ضحكات ساخرة جعلهما يلتفون الي الخلف ليجدا صفوان يقف مستند علي حافة باب الغرفة يشاهد هذا المشهد بغضب مشتعل سيحرق الاثنين معاً تقدم منهما و هو يتحدث من بين اسنانه :
_ حلو المشهد الرومانسي الجميل دا

اقترب من چهاد امسكه من تلابيب يسحبه الي خارج الغرفة و هو يهدر بغضب و حقد :
_ اختار يا تمشي دلوقتي يا تموت هنا تحت رجلي

خُطي الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن