part 20

613 18 2
                                    

الفصل العشرون
خطي الحب
اسماء ايهاب

_ انتي يا بنتي افتحي هقع من علي السلم ، افتح بقي يا سلامة

كانت تلك الكلمات يصيح بها ياسين و هو يقف علي الدرج الخشبي أمام نافذة سلمي التي لم ترد عليه رغم سماعه صوتها بـ الداخل فقد اضطر ان يأتي هو بـ نفسه اليها بعد ان هاتفها عدد لا حصر له من المكالمات و لم ترد علي واحدة منهم و كأنها تعاقبه علي اخبره لها بـ حقيقة ما اخفاه عنها تجعله يندم حتي بعد ان بعث لها بـ رسالة طويلة يحدثها فيها عن معاناته تلك الفترة في غيابها و محاربته لـ هؤلاء بكل مجهوده حتي يتخلص منهم اخبرها بها انه لم يكن يريد سوا رؤيتها او سماع صوتها لـ تهون عليه الصعاب و رغم ذلك كله و رغم علمه بـ رؤيتها للرسالة تصديقها له الا انها لم ترد عليها و لو بـ كلمة واحدة تطفئ اشتعال مشاعره ، تنهد بـ أسي و هو ينظر الي النافذة لـ يطرق من جديد عليها هاتفاً بـ نبرة اقربها للتوسل :
_ افتحي يا سلمي عايز اشوفك

لم ترد أيضاً و لكنه استمع الي صوت ارتطام قطعة زجاجية بـ الارض الصلبة مصدرة صوت صاخب لـ يعلم انها تريد مغادرته و لم تتحمل اعصابها كلماته لـ يحاول الضغط اكثر عليها حتي تضطر لـ فتح هذا الحاجز السخيف بينهما و ازداد من طرقه علي النافذة مناجياً اياها بـ صوت مسموع :
_ سلمي افتحي هما خمس دقايق بس و همشي افتحي يا سلمي هقع بجد

حاول استعطافها في نهاية جملته و قد نال ما اراد حين فتحت النافذة بـ قوة صدرت عنها ضجة كبيرة لـ ترمقه بـ حدة و هي تضم المئزر الفرو عليها عاقدة ساعديها امام صدرها متحدثة بـ غيظ شديد :
_ ياريت عشان تتكسر رقبتك و اخلص منك

ابعدها بـ يده عن النافذة دافعاً اياها بـ قوة طفيفة حتي يتغلب علي عنادها و قفز الي داخل الغرفة ينظر اليها مشيراً الي نفسه قائلاً بـ براءة لـ يغضبها أكثر :
_ اهون عليك يا سلامة

تأففت و هي تستند علي الحائط قائلة بـ غضب :
_ نعم عايز اية جاي هنا لية ؟

وقف امامها يستند بـ كفه علي الحائط الي جوارها يدنو مقترباً منها لـ يغمز بـ عينه اليسري بـ مشاكسة لها و هو يري غضبها المرتسم علي معالم وجهها الملطخ بـ الحُمرة ثم هتف بـ عبث :
_ جايلك انت يا قمر ، عايزة رقبتي تتكسر يا سلمي يهون عليكي ياسين حبيبك

دفعته بـ صدره حتي يبتعد عنها و قد حاولت السيطرة علي نفسها علي لا تصب جم غضبها عليه و صاحت بـ ضيق :
_ انا مش بحب حد اتفضل بقي امشي زي ما جيت

ثبت محله كـ الحجر و لم يتزحزح مع دفعتها له انما وضع كفه الاخر يستند علي الحائط بـ الاتجاه الاخر لـ يصبح محاوطاً لها بـ الكامل نظر اعينها المنتفخة اثر البكاء و هو علي يقين انها لم تتوقف عنه البارحة ابداً يتنهد بـ حزن قائلاً :
_ سلمي لو سمحتي افهمي الموضوع كويس انا مكنتش هقدر اغامر بحياتك اللي ممكن ناس زي دول بحركة غدر منهم يــ

خُطي الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن