..
..
البـــارت الاول
..
..
..
قبل أعوام .. هنا بداية حكايتنا
كان يجلس في سيارته وهوا منسجم مع هاتفه المحمول ومندمجا تماما. .. لاحظ ظلا واقفا على النافذة .. نظر وإذا بها هي .. تعدل من حجابها وقد جعلت الشمس الرؤية صعبه عليها وهي تظن ان السيارة خالية من اي شخص .. نظر بهلع لجمالها وقد ادرك انها تغيرت كثــــيرا عما سبق .. بل كثــــيرا كثيرا .. يال جمالها ... يال عينيها العسلية .. يال وجهها المشرق الصافي .. اما ابتسامتها وهي تحادث اخته بإندماج عذب احذث نبضا داخل قلبه .. يعلو ويعلو
..
..
تلقت ضربه قوية من ابنة عمتها على كتفها لأنها تأخرت في تعديل حجابها الذي كان بالأصل معدلا .. ولكنها تحب ان تكون هكذا .. بدون اي اخطاء .. مسطرة تسطيرا .. كما هي فعلا
" مسااوي مساوي هيا عطلتينا يا بنت "
" اح .. هيا خلاص "
" ساعة عاد .. شكلك ناوية اطيحي ولد جارتنا انتي وهالعيون .. من توا هيا جارتنا طايحه فيك طايحه وغير يشوفك ولدها ما عاد يفكه منك شي "
" لاا شن جارتكم وولدها .. ولدها قصير انا نبي واحد طويل عريض جميل "
"يووه عاد علينا .. بدت تشرط "
ابتسمت برقه غير مصطنعه " ههه خلاص نبصر معش بنشرط .. الي يجي يا محلاه "
نظرت اليها بعمق وابتسامه بينت غمازتيها التي هدمت سقوف الجمال .. ببشرتها الحنطيه وعينيها الداكنه .. وملامحها الهادئه .. " قولي امين يا مي .. ان شاء الله تاخدي واحد يستحق هالجمال "
" وانتي قولي امين يارب نجاوب غدوة في اختبار الدين يا بنت مالنا ومال الماخدة مزال سريبها "
وصلا الي بيت الجارة .. وكان فعلا يقف خارج البيت بالقرب من سيارته السوداء .. وقد نظر للتو الي الفتاتين الداخلتين الي بيتهم .. استغرب وجود تلك الفاتاة مع ابنة جارهم اميمة .. لم يعط الموضوع اهتماما. .. شغل سيارته وركبها
.
.
ف الداخل رحبت الجارة بهما ترحيبا شديدا و عينيها لم تبتعد عن تلك الفاتنه .. لا تستطيع .. جمالها يجبر كل احد ان ينظر اليها .. اعطتهم اغراضهم وهي تتمتم لهم بدعواتها المعهوده.. ان يحفظكم الله .. ويرعاكم .. ودعت سرا ان يجعل تلك الفتاه من نصيب _ المعتصم _.. وذهبا فورا بعد رفضهما للدخول
.
.
عندما كانتا خارجتان .. تبعتهم عينيه متأملة كل تفاصيلهم .. كانت بجمالها تغطي على جمال اميمه التي لطالما رآها جميله .. من هذه يا ترى ...
..
..
" لا خدمه ولاشي فالح غير ف النوم نووض نوض.. اخدم على راسك وطيحلك قرشين تعيش بيهم .. مش عارف شن هالولد الي بلاني ربي بيه "
يستمع لكلمات ابيه المعتادة كل صباح وهو يبتلع معها غصه تلو الاخرى كسكاكين تجرح حنجرته بدون رحمه .....
..
..
في وسط الضجه التي تحدثها النسوة وهن يتبادلن الاحاديث الكثيرة .. خرجن مع "سجى " ليكملن ما بدأن به ف المطبخ
فاليوم هو يوم الثلثاء ..
وبقى يومان على زفاف " اسماء " وكل فرد في هذا البيت يقوم بعمله استعدادا لهذا الحفل الذي لطالما كان منتظرا ..
.
امتلأ البيت بالأحباب مساعدين .. ومدو يد العون ل أميمه وأمها ليساعدنهن بما يستطعن
..
..
وصلن المطبخ ودخلت ذات البشرة الحنطية والعيون المتوسطه .. ذات الشعر الاسود الطويل. الطويل .. الذي يصل ألى منتصف ساقها .. وقد زاد من جمال شعرها جمال جسمها الممشوق .. وهي تتحدث بكل حماس " الله بس .. امتا الخميس متحمسه متحمسه للقفطان الي بنلبسه .. "
اردفت أميمه بتعليقاتها المعتادة " لا عاد .. كل شي وذوق سجى .. يووه يقتل يقتل يختي نبو شوي عطينا .. لا شعر لا ذوق. .. شن هدا "
رنت ضحكة ناعمة في مسامعهن واردفت صاحبتها " لا عاد اميمه انتي وغمازاتك محد ينافسك .. كل وحدة عندها شي مميز "
" اي صح انا غمازات .. وسجى شعر .. وانتي من مجاميعو .. عطك حبه "
" هههههه ... لا مي الي يميزها عيونها وبشرتها .. "
" شفتي يختي بشرتها .. تقول برصا .. هههههه شاكه انا اعترفي مي صح ولالا "
كشرت بملامحها " لا والله هدا الي مزال .. قولي عن جمال بشرتي الخلاب برصا .. " دفعتها عن المجلى وادخلت يديها لتكمل العمل بدل ابنه عمتها " بري اجري بدون دوة زايدة شوفي الخيمه بنوها ولا لا "
اميمه" ههههههه خلاص خلاص كل شي ولا بشرتك .. هاني ماشيه وبنوصي احمد على الي اتفقنا عليه بعدين"
سجى" اي راك تنسي وصيه عليه بالحرف "
اميمه وهي تهم بالخروج" هههههه مشفوحه تبي بس تاكل .. الجسم معش صاير منه "
مي" هههههه .. والله هالبنت تهبل "
سجى وهي تساعد مي " ههههه ربي يسعدها مدخله خشمها معانا مع انها اصغر والله دواها الا مع ميرال وغنا الصغنونات هههه"
..
..
..
..
يجلس في سيارته وهي توصيه بالنواقص واللوازم وهو منتبه معها تماما .. حتى ذكرت اسمها. .. فرفع عينيه الي تختبئ داخل نظارته الشمسية ونظر لأخته بتمعن .. وهو منتبه معها حتى النخاع .. اوصته ان مي تريد نوعا معينا من الشكولا .. لكي تستخدمه ف التزيين ...
وذهب وكل غايته ان لا يخطئ في نوع الشكولا .. ولا اي شي ..
هكذا وجد نفسه منذ ان كان صغيرا .. انه يحبها .. يعععشقها حتى النخاع .. انها ملهمته .. انها فاتنته .. ولا يظن انه قد تنظر عينه لأنثى غيرها .. كانت كل ذكرياته وكل عالمه الطفولي .. وكانت حاضره .. واختفت قبل بضعه سنوات .. عندما دخلت الثانوية .. واصبحت تقل زياراتها لبيتهم .. كم اتعبه هذا ولكن ممادامت موجودة فهو بخير .. وسعيد
سعيد ..
..
..
..
كان قد وصل للتو من مكان عمله الذي كان بعيدا عن منطقتهم .. متعب جدا جدا .. ولكنه لايستطيع الدخول الى بيتهم فمن المؤكد انه سيكون مليئا بالضيوف ..
دخل بسيارته الى حيهم ليرى تلك الأضواء التي تتوهج بجمال فوق منزلهم .. وتلك الخيمه التي يكاد الشباب على انهاء بنائها .. واصوات الأطفال تصله عندما انزل النافذة واصوات ضحكات الشباب .. ورنة الطبل الذي بدأ بوصوله واصوات الزغاريد. .. تعلن عن فرح سكن اعماقه .. فهاهي أسماء اخيرا .. ستتزوج .. وستسقر في بيت لها وستصبح زوجه .. وهاهو يخلو من مسؤوليتها التي يحس انها امانه على عاتقه .. هي وأميمه ..
لطالما كان لهم الأب الذي فقدته كلاهما منذ الصغر .. لاكن كان لأسماء مكان خاص في قلبه .. فهي التي كانت مع ابيه عندما فارق الحياة .. وهي الأكثر تعلقا بأبيها .. فلم تتقبل موته بسهوله .. ولازمها حزنها عليه في عينيها حتى كبرت .. وهاهي الآن اصبحت عروس .. يسلمها اخوها لذلك الرجل الذي يشهد له الجميع بشهامته .. وفعله الطيب .. ورزانته . ومكانته .. فأي رجل خير من هدا يستحق اسماء .. جوهرة ذلك البيت الذي زينته الأضواء ..
احس بحزن يخالط فرحه لتخيله انه سيدخل البيت ولن يجدها... ولن يمزح معها .. ولن يستشيرها في امور لباسه وأثاث بيته وكل شي فهي كانت الأقرب له ..
اوقف سيارته جانبا وهوا يترجل منها ويراقب البساطه والسعادة امامه ويقبل ليسلم على الشباب امامه وهو سعيد بوجودهم جانب احمد لمساعدته فهم في كل مرة احتاجوهم فيها .. يجدونهم .. فنعم العزوة والأهل ..
اقبل عليه .. عقبه .. سامي .. خالد .. خليفه .. فيصل .. وغيرهم من الشباب الذين يسكنون حيهم .. وجاءو للمساعدة وكل يحمد الله على سلامته ويبارك له زفاف شقيقته ..
ثم دخل من الباب الصغير الحديدي ونزع نظارته الشمسية لتفضح عيونه السوداء الجميلة .. ويبتسم عندما رأي جدته مقبلة مع امه وخالاته لتظهر غمازته على الجانب اليسار عكس غمازة احمد اليمين .. فكانت هذة العلامه التي تميز كل واحد منهم لفرط الشبه بينهم عدا لون عيونهم
" مرحبا بوليدي .. مرحبا بالغالي .. مرحبا بالتريس .. كيف حالك يا وليدي "
" الحمدالله يا جتي كيف حالك انتي ان شاء الله بخير وبعافيه "
" الحمدالله يا وليدي يا غالي حالي باهي وصحيحه "
سمع صرختها المشتاقه تصل لأذنه وهو يرفع عينيه " محمد "
جاءت تلك الطفلة المدللة بنظره واحتضنته بشوق " الحمدلله على سلامتك .. معش فيه مشي بنصكر عليك الدار مرة تانيه ومعش مخلياتك تمشي "
" هههههه اطلقيني باهي بتقتليني "
الام" اطلقي خوك دهشان مش ناقصك "
اميمه" ههههه .. والله ليك وحشه اسماء من بكري تراجي فيه .. بنمشي اناديها " قفزت بسرعه وحماس وذهبت وبقي هو يأخذ اخبار خالاته وجدته وامه
حين ارتفع صوت الطبل وبدأن في الغناء .. وهم يزفون أسماء التي ترتدي " الرداء الوردي" ليوم الحناء .. وتمشي بشوق لاخيها الذي كان غائبا لمدة اسبوعين
أنت تقرأ
مكــتوبلك تـــشقي !
Romanceرواية منقولة من الكاتبة اليمامة❤ قريبتي❤ احيانا نجد انفسنا نعبر عن ما بداخلنا بكلمات لاتتجاوز الاربعة اسطر وما حولها ... ونجد انفسنا نعبر عن مشاعرنا بكلمات تتناغم مع بعضها لتشكل خليطا متناغما من الحروف يكون لنا شعرا ! او اغنية! تطربنا بها الاصوات ال...