البارت التاسع

120 6 2
                                    

البارت التاسع
مكتوبلك تشقي

غيظ يكتمه بداخله  ، وأخذ نفس عميق ، وإرجاع الكلمات التي تتزاحم في حلقه إلى قلبه ، وإغلاق فمه خوفا من أن تخرج الكلمات منه رغما عنه 

يجلس بينهم .. يكتم غيضه ، ملامحه مرهقة تماما ، نالت الشمس من وجهه وكان للتعب نصيب منه أيضا ، ملامحه مرهقه ، يصل قبل قليل ليجد تجمع أهله وأبناء عمه واخواله في انتظاره ، وكل منهم يحمل أسألة وعتابا ، يرفع عينيه أخيرا بعد ماتلقى سيل كلمات من أب وليد جارهم الذي اقتحم عليهم المجلس عندما علم بوصوله اخيرا وعودته للبيت بعدما هرب منهم ، ولم يترك ذالك الشيخ كلاما الا وقاله ، وأحمد إختار الصمت ، والصمت ، تارة ينتبه لما يقول ، وتاره يفكر بما حدث له ، ومالذي يجب أن يحدث في حين ان ذلك الشيخ لازال مستمرا في توبيخه وكلامه وهو غارق في أفكاره متجاهلا كل هذا

نظر بعينيه لأخيه الأكبر ، الذي كاان وجهه مسودا ، تعب يومين ، لوم كثير ، مسؤولية على عاتقه ، ومشاكل من كل حدب وصوب ، لاقى من اخيه نظرة تعبر عن مايختلج فؤاده ، فهو يريد جوابا ، لماذا ؟ لماذا حدث ذلك

أكمل ونظر ليساره حيث يجلس سامي مطأطأ رأسه متابعا في صمت ، عمامته على رأسه مثبته تخفي بعضا من ملامحه ، يديه متشابكتان ، ويدور في باله نفس السؤال ، مالذي دفعك أن تفعل هذا

ينظر يمينه لخالد الذي نظر إليه يستحثه أن يتكلم ويخبر الجميع ماذا حدث ، وأن يضع على الحروف النقاط ، يليه عقبه يتأمل عينيه خلف نظارته الطبيه وهو لايعلم متى ينتهي كل هذا ، فالأمر بدأ يتوسع ويسلك طرق أخرى

: احم ، يااعمي مسعوود ، على العين والراس حقك وحق ولدك تاخده مني نا ( وضع يده على صدره ) مايضيعش حقك بإذن الله ووسع بالك وهدي الجماعة الي في جيهتك راهو الامور ان شاء الله بتنحل ، باش تقولي هاهو يجيكم ولدي يفشخ ولدكم وناخدو حقنا هدا كلام مايجيش ، احنا الي غلط بيلقا جزاه والي ماغلطش حقه يوصله ، وسع بالك وخلينا نحلوها بالهداوة

الحاج مسعود : لانوسع بالي ولاتوسع بالك ، الولد امس طلع من العيادة ووجهه مزرقن ، هذا مش ضرب مومنين هذا ضرب يهود ، وانا هالفرخ هدا نبي حقي منه وحق ولدي

أحمد بعد طول صمت : زي ماقالك محمد يا عمي مسعود ، انا مستعد ومسلم روحي ، وانتهت القصه

وقف ليقف الجميع ويكمل مابدأه : نستأذن بس ، بنسلم على الوالده ونجي نمشي معاك يامحمد

خرج ، ليلحق به محمد مسرعا ويمسكه قبل أن يدخل لباب المنزل
: قولي علاش شن بينك وبينه
أحمد نظر لعينيه وبعد صمت نطق : دوة فاضيه
محمد : اسمع ، بعدين في التحقيق بيسألوك الجماعه وانا عارف كان حاجه كبيرة انت مش حتقولها ، قول قولي توا باش نعرف نصرف أقل شي
احمد ونظره معلق بعيني أخيه : انا مش مأنبني ضميري ومش نادم على الي درته فيه ، وماتخلوهش قبالتي راهو بنزيده ليين نفش غلي فيه ، والقصه خليها مطمووره يامحمد أحسن من تكبر الدوة ، واهو كلا على راسه ومعادش يعاودها انا ناادم على حاجه وحده بس ، ونستاهل الحبس على خاطرها

مكــتوبلك تـــشقي ! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن