الفصل الثامن...

1.2K 38 1
                                    

مزرعة عادل...
مثل العادة اذا الكل موجود بالرياض تكون الجمعة بمزرعة عادل وصل أبو سليمان وعياله من بعده ابو سهم واهله وبعد وقت جاء أبو بندر وأهله وأبو عبدالعزيز وعياله...
عادل لمثقال: الله يرحم والدينك اخلص علي النار أحرقت وجهي..
مثقال ابتسم وقال بهمس: من عمك؟
أبو العنود يرتب بالحطب: انا انا عمه...
عادل: اشهد بالله اطلق عم...
ضحك أبو العنود وكمل ترتيب الحطب كان رافض يجلس مع الرجال وقت الجمعات دائماً يحاول يشغل نفسه ويبتعد عنهم شعور الشفقه وعدم الراحه من نظراته يضايقه..
عيون أبو سليمان كانت تراقب اخوه يحس فيه تغيير بتصرفاته ما كان مرتاح له طريقة همسه المتكرر لنفسه بشي ما كان واضح ونظرته للباب وتفكيره الوضح وردوده الثابته تزرع بداخله شك مستحيل يكون فيه ذره من اليقين إلا بأمر الله لاحظ أبو عبدالعزيز وشد على يده..
بعد وقت دخلوا أصحاب عادل رباح وضاري وسيف اللي ارتفع صوته الجهوري: مسهم بالخير...
عناد يفرش الزوالي (الفرش) مع عبدالله: حيالله اللي ليا جاني دبل تسبدي ولاغاب عني ولو ساعة تباطيته...
رباح ابتسم: أي واحد فينا؟
مثقال وقف يمسح يدينه عشان يسلم: هذا علومه خذ وخل منها اذا خصص اعرف يبغى منك شي...
عناد بصدمه: ياويلك من الله والله من قلبي طالعه...
سيف: طيب حدد...
عناد يبتسم: لرباح...
رباح حط يده على قلبه: امر تدلل وش تبغى؟
عناد: ابغى الخيل حقك...
رباح: تخسي إلا هو...
عناد بصدمه: افااااا ليه؟
مثقال: ما قلت لك؟
دخل عز وقطع كلامهم يغني ويرقص بسعاده غريبه كان يهز كتوفه لرباح:
انتظرته وقلبي احساسه يقول...
صوت خلي اليوم ماظني اسمعه...
تفاعل معه رباح وحط يده على راسه يثبت عقاله ومسك طرف ثوبه بأطراف أصابعه وضاري مسك ثوبه بمزح ورفع طرفه بيديه الثنتين يرقصون ويغنون معه بصوت واحد:
الخبر عندي وغيبته بتطول...
وقتي من اليوم حسابه بجمعه...
انتظرته وقلبي احساسه يقول...
صوت خلي اليوم ماظني اسمعه...
لف رباح لعادل وصار يمشي له وهو يهز ويغني وعز وضاري مستمرين يرقصون لحالهم محد كان قادره يتكلم من الضحك...
أبو العنود: عييييب عععييييييييبببببببب الرجال يشوفونكم...
لتفت عز وضاري بنفس الوقت: قول والله؟
رباح لعادل: لا تقول ابوك وعمانك داخل...
ما قدر عادل يرد من ضحك طلع بعدها عبدالعزيز يضحك...
عبدالعزيز: هههههههههههههههه الله يأخذ بليسكم المجلس ملياااااان...
رباح توسعت عيونه: ابو محمد اسألك بالله من فيه؟
عبدالله: قول من اللي ما جاء حتى أبو حرمتك فيه...
رباح تلثم وطلع ولحقه عز وضاري اشر لهم مثقال: تعالوا خربت خلاص...
ضحك سيف بهيبه: تعالوا ما عليكم...
دخل أبو العنود عند الرجال وطلع: ياوليكم عمي سعود زعلان...
رباح بنرفزه: انتم ليه ساكتين ليه ما تكلمتوا؟
عادل: وانتم تسمعون؟ بس ترقصون على عماكم...
ابو سليمان بصوت جهوري: يا ولد اخلص علينا وانجزوا شغلكم بنصلي ونطلع...
عادل بنفس النبرة: ابشرررر...
أبو العنود يضحك بصوت خفيفه ويتشمت فيهم: ياويلكم من عمي فضحتونا عند الرجال...
سيف: شد حيلك انت وياه عشان يترقع الموضوع شوي...
كان عز ورباح وضاري واقفين عند الباب الجانبي للمجلس عشان ما يكونون قدام الشباك الزجاجي التفت ضاري وابتسم يسحب اللثمه عن وجه رباح ورباح يمثل الخجل ارتفع صوت ضاري يغني...
ضاري يلعب بحواجبه: شيلي الطرحه عن الوجه السموح...
عادل: ههييييييه هييييييييه يا الحبيب انتم ما تتوبون؟
التفت ضاري ورباح وكان الشباك الجانبي مفتوح ونظرات الرجال كلها عليهم ناقدين حس ضاري اطرافه بارده من الاحراج ورباح تمنى الموت من نظرات ابوها وعمه...
ضاري يحاول يبتسم: مسهم بالخير...
التفت أبو رباح لأخوه: يمل بلشت العين هذا مدري كيف قبلتوا فيه وزوجتوه...
عز: لا يا عم ترا رباح رجال بس تعرف...
أبو سليمان قاطعه بحده: بس انت لو تعرف تقطع وتخسى ازين لك ورح عاون اخوانك...
بعدها دخلوا العيال يساعدون بهدوء يسمعون شماتتهم وضحك الشيبان عليهم...
_____________
بيت آلـ مطلق..
سمعت صوت باب غرفتها ينفتح بشويش تحاول تكتم ابتسامتها عشان ما تحس عليها تشوفها تمشي على راس أصابعها عشان ما تحس فيها..
امواج مسكت يد اختها: صدتك انتي اللي تاخذين شاحني..
مروج: هههههههههههه والله ارجعه السلك حقي زفت الطين ريان اخذه..
امواج: وش ذنبي أنا تاخذين شاحني وتضيعينه؟
مروج: والله أرجعه يا بنت..
امواج تعدل مخدتها: شاحني ما يطلع برا غرفتي تبغين اشحني هنا..
مروج جلست على الكنبة: ازين وازين ارتاح من زن رائد..
امواج بنوم: كم الساعه إذن العصر؟
مروج: اوووه أذن المغرب مو بس العصر..
فز امواج: احلفي؟
مروج: والله ليه؟..
امواج نزلت من سريرها بسرعه: أنا متفقه مع العنود وفارس يا ربي كيف راحت علي نومه؟
مروج: طيب ليه ما قلتي اصحيك؟
امواج: حطيت منبه، رفعت جوالها كان طافي شحن، يا ربي ماهو وقته بالله اشحنيه عبال ما اخذ شاور..
مروج: طيب كلمي العنود من جوالي يمكن رجعوا..
امواج دخلت الحمام: كذا ولا كذا لازم اروح..
مروج: يا شينك خلينا اليوم نطلع مع بعض..
امواج بصوت عالي: إذا رجعت نطلع بس لازم اروح...
بعد نص ساعه سحبت شنطتها وعبايتها على يدها: يلا أنا بمشي وشاحني ياويلك يضيع..
مروج: زين بس انتبهي ترا تميم عند ريان بالحوش..
توسعت ابتسامتها: احلفي؟
مروج: يا ربي بس يعني بالله بتقدرين تشوفينه واحد مرابط بالصاله بيقول،تضخم صوتها، هاتي مفتاحك اجيب السياره من الباب الثاني قدامك رجال واذا نجيتي منه ريان قدامك لا تتحمسين على الفاضي..
امواج تتنهد: يكفيني اشم عطره وادري انه قريب..
طلعت وعيون مروج تراقبها بنقد: الحمدلله والشكر..
___________
بأحد الأماكن..
جالسة تراجع اخر التطورات بالقضية مع فارس يشاركونهم الطاولة فهد يراجع أوراق الدوام والهنوف تكتب...
العنود: فارس انا عندي شغل انت اللي بتروح وتقابل المتهم...
فارس: العنود انتي المفروض تقابلينه هذا اول لقاء لنا معه وجودك مهم...
فهد: تشتغلين على قضيته وما قابلتيه للحين؟
العنود: ترا لنا شهرين مستلمينها وانا ما احب اقابل المتهم الا بعد ما ادقق بأوراق القضيه بالذات اذا كانت مثل هذي قديمه وصعبه...
فارس: انا اشوف تروحين انتي هذا الشي مهم...
فهد: انا مع فارس...
العنود بتركيز: انا اعرف وش اسوي، رفعت راسها لفارس، فارس احتاجك تدقق لي بهذي الأوراق..
فارس يشرب رشفه من فنجان قهوته: اللي يناسبك يا بنت خالي ،اخذ الأوراق، اوراق ايش هذي؟
فهد: وش اسمه المتهم؟
العنود: مشاري بن نافع، رجعت تناظر للورق، هذي تخص شهادت غصون احس فيه تناقض وفيه شي غريب بس ماني عارفه ايش بالضبط..
فارس: انا بعد حسيت فيه شي غريب حتى تصرفاتها غريبه فيه حلقة ناقصه بالموضوع بحثت عنها بس ما لقيتها بحاول ادقق بالاوراق من جديد يمكن احصلها..
الهنوف تنزل القلم: اممممممم اقول شي؟
العنود انتظر الاوراق: اسمعتس..
الهنوف زمت شفايفها بتفكير وقالت: انا صراحه اخذت نظره على الاوراق امس وانتي نايمه..
العنود رفعت عينها: ليه؟
فهد قفل الأوراق وفتح قائمة الطعام: لقافه ليه يعني؟...
الهنوف تنهدت وناظرت العنود وفارس: لا كنت مضيعه ورقه وصراحه بنفس الوقت خلصت افكاري قلت اخذ من عندك نظره يمكن احصل فكره جديده لقصتي الجديدة والصدق اكتشفت شي مدري اذا لاحظتوه او لا!..
فارس بأنتباه: اللي هو؟
الهنوف: البنت بالتحقيق الاول قالت وقت وحددت مكان والتحقيق الثاني قالت كلمه غريبه..
العنود: كيف ما فهمت؟
الهنوف: فارس وين الشهاده الاول والشهاده الثانيه؟
طلع فارس الأوراق اخذتهم واخذت قلم تحدد عليها: الهنوف هنا قالت الوقت والمده وهنا لما انعاد نفس السؤال بنفس الصيغه بالجلسه الثانيه قالت اي مره بعدين جاوبت نفس الإجابة الأولى..
العنود بصدمه: قصدتس مهددينها او شافتهم مره ثانيه؟
فارس بأنكار: مستحيل البنت عليها حراسه..
الهنوف: وانت تعتقد محد بيخون؟
فارس: قصدك؟
الهنوف: أي نعم انا كتبت قبل روايه مشابهه للحدث وهذا اللي شدني للقضية وصفتها من خيالي لكن ما توقعت بتصير حقيقه ممكن الخاين يكون احد الحراس، بنبره هادية، والصدق يا رب ما يكون صار فيها مثل ما كتبت..
تذكرت العنود تصرفات غصون الغريبه وهروبها من القضيه وملامحها الذابله وشحوب عيونها بأخر زياره...
رفع فارس جواله وكلم عادل وعبدالعزيز اللي بدورهم توجهوا للمركز عشان اللازم ويتأكدون من سلامة غصون وطلعوا فارس والعنود بسياراتهم متجهين لهم...
جاهله وجود شخص جالس بالمقعد الأمامي يراقب كل تحركاتها وهي لو رفعت عينها لثانية عرفته من ملامح أخوها طلعت قدامه وهو بقمة السعادة انه قدر يشوفها عن قرب...
__________
مزرعة عادل الحريم...
رغد جلست بتعب: يا عمري عليتس يا الهنوف اثاري اخيتي تتعب وحنا ما نحس؟
مشاعل: زين حسيتي تعبت انا اقولكم بس محد يسمع مني...
ريما بصدمه: اللي يسمعتس يقول ابدا ما نساعد ترا كلنا نشتغل بالبيت...
ام فهد بصدق: بس الصدز (الصدق) يا بنتي الهنوف تكرف كرف الويل...
ام سليمان: ما عليه هي الكبيره واللي اعتمد عليها وغير كذا البنت اذا جاء نصيبها لازم تكون جاهزه...
ابتسمت ام سهم رغم رفضها لكلام ام سليمان...
سجى تجلس وتنزل الدونات: الصدق خالتي ترا الهنوف يا حياتي كل الشغل عليها وتتعب حتى هواياتها ما تقدر تستمتع فيها...
ام سليمان بزعل: من متى البنت عندها هالخرابيط؟
وصايف تاخذ ولد اخوها من امه وتحطه بحضنها: ليه يا خاله البنت مالها وجود؟
ام سليمان: تكفين لا تجيني فلسفة خالتس ماني ناقصه...
ام بندر: ما يصير تلغين وجود بناتك يا رجوى اذا انتي يا أمهن كذا وش تركتي للغريب؟
ام سهم بتأييد: فعلاً كلامهم صحيح ترا حنا بزمن البنت لازم تمسك شهادتها وتكون نفسها...
ام سليمان: عشان بعدين تنفخ ريشها على الرجال لا يختي خليها عندي لين يجي نصيبها...
ام سهم بصدمه: كيف تنفخ ريشها؟ ترا الهنوف موهوبه لا تدفنين موهبتها بخوفك عليها...
ام سليمان: ماني خايفة عليه بس وش بتفيدها دامها بالاخير بتطبخ وتنفخ هذا السنع تجلس في بيت ابوها تخدم واذا جاء من يستر عليها توكل معه...
ام فهد: اعوذ بالله اااعوذ بالله وش هالتفكير مالوم بنيتي يومها بس ذبلانه البنت مستوره وربي حافظها هذا الكلام ما يطلع من وحده مصليه ومسميه ترا بنتتس أمانه يا أم سليمان لا تقهرينها في نفسها...
كانت ريما مقهورة من تفكير امها وتفضيل العيال عليهن مثل رغد لكن ما يقدرون يقولن شي عكس مشاعل اللي ما كانت تسكت...
مشاعل بأندفاع: خخخييييييرررررر آن شاءالله وش يستر عليها هذي الهنوف اصلاً يحمد ربه اللي بياخذها بعدين يمه ترا ربي بيحاسبتس على كلامتس هذا ترا حنا بناتتس مثل عيالتس ما يجوز لتس تفرقين بينا وغير كذا الهنوف بأذن كلنا بندعمها لين تصير أحلى كاتبه...
ام سليمان ترمي عليها الشنطه: اقطعي وخسي يا الخاسيه تردين على امتس وترفعين صوتتس بوجها؟
مشاعل بنظرات: الظلم ظلمات يوم القيامة والصامت عن الحق شيطان اخرس ما راح اسكت عن حق اختي...
ام سليمان: يمل الوجع اللي يوجع تسبدتس اقطع يمل القطع اللي يقطع جرتتس (اثر القدم) مره وحده...
ام فهد حطت يدها على راسها: ياويل فيه احد يدعي على ضناه هاللون؟ اعوذ بالله...
ام سهم: استغفري ترا ما يجوز لك تدعين عليهن بناتك من لحمك ودمك...
ام بندر: ترا اللي تسوينه ما يرضي رب العالمين...
ناظرت ام سليمان بمشاعل تتوعد فيها وهي تسمع نصح الحريم بعد ثواني طلعت سجى بدون ما تقول شي وطلعت بعدها رغد بسرعه...
رغد: سجى حبيبتي فيتس شي؟
سجى بدموع جلست وحضنت نفسها: اذا شفت خالتي نرجس وخالتي منيرة وخالتي بدور أتمنى لو امي عايشه لكن اذا شفت خالتي رجوى أقول يمكن لو كانت عايشه بتعاملين مثلها وتدعي علي...
ابتسمت لها رغد وجلست جنبها على ان كلامها اوجعها لكن ما بينت لها: تدرين يا سجى على قسوة امي وحبها للعيال الا ان مكتفيات بحنان ابوي واخواني مدري اذا تعودنا على دعواتها او على زعلها اللي كل يوم بدون سبب بس عشان تكرهنا عيشتنا بس اذا جلسنا مع ابوي والعيال ننسى كل شي...
جلست جنبها ريما: وانا اخذت عهد على نفسها اذا جبت بنات مستحيل اخليهم ينامون زعلانين مني، التفت لسجى، امتس مستحيل تكون قاسية تدرين ليه؟
دمعت عينها بشوق وقالت: ليه؟
مشاعل حضنتها من ورا: لان كل الناس يشبهون طيبة قلبتس بأمتس وعمي متعلق فيتس لانتس تشبهينها...
ألتفتت سجى وسألت مشاعل تحاول تبعد البنات عن موضوع امها: مشاعل ليه ما تحبين العنود؟
عدلت نفسها مشاعل وكأن السؤال هذا جاء بوقته كان ردها مختصر بـ: مدري، ورجعت عند الحريم بكل هدوء...
رغد: خلنا نرجع قبل امي تلقى سبب تلعن خيرنا عليه...
ضحكت سجى وهي تمسح دموعها: ههههههههههههههه يلا ..
جلست ريما جنب ام سهم: خالتي فيتس شي؟
ام سهم بهدوء: زعلانه على الهنوف ما تستاهل...
ناظرت لها ريما وقالت: الهنوف قويه وسندنا لا تشيلين همها...
ابتسمت ومسحت على يد ريما ورجعت السوالف بعيد عن النقاش الحاد...
سجى بدلع عفوي: يووووووه نسيت أقول لبابا يجيب زيادة عشان الهنوف والعنود...
رغد تتربع: والله ودي اتدلع على ابوي بس ماش ما تجي...
مشاعل بضحك: تكفين لا تدلعين تكفي المره اللي راحت...
سجى بحماس: ليه وش صار؟...
............
دخلت المجلس بعد تردد كبير تمشي بخطوات ناعمه عند ابوها واخوانها...
رفع فهد راسه بصدمه من دخولها الهادي: عبيد شوف...
عبدالله يراقب مشيتها انتبه مثقال لنظراتهم والتفتت يشوفها تمشي بطريقة غريبه عيونهم تراقبها بدقه يحاولون يحللون وش فيها...
عادل بخوف: رغيد فيتس شي؟ رجلتس توجعتس؟
رغد بصوت ناعم: لا...
أبو سليمان يراقب حركات بنته بهدوء ما تكلم ولا علق...
عادل: تعبانه؟
قبل ترد كلهم اجتمعوا حولها مثقال: اذا بطنتس يعورتس نوديتس المستشفى...
عز يربط ثوبه على خصره: لا شكله جني تلبسها يحسبها بنت وتوهق انا الحين اصارعها وانقذه...
عبدالله بخوف عليها: اسكت ماهو وقت مزحك...
تغيرت ملامحها بزعل من ردة فعلهم وصارت تبكي...
فهد: بنت ليه تبكين؟
عبدالله: وش فيتس؟
راح أبو سليمان لها بخطوات سريعه: وش يوجعتس يا بنتي...
رغد تبكي بقهر: ممحححححدددددد يتدلع عندكم ابغى اصير انثى بس انتم ما تساعدون...
مثقال بصدمه: كنتي تدلعين؟
رغد: اااايه بس انتمممممم ما تساعدوووووووننن...
عز: قلت لكم جني متلبسها بس ما صدقتوني...
ارتفع ضحك العيال وزاد بكاء رغد حضنها أبو سليمان يهديها...
أبو سليمان يضحك: تعالي يا قلب ابوتس ما عليتس منهم تدلعي علي...
رغد رفعت راسها له بدموع: صدق بابا؟
فهد وعبدالله ما قدورا يكملون وقوف من الضحك تسدحوا على الأرض وعز يضرب على رجوله من الضحك...
مثقال: ههههههههههههههههههههههههه اسألتس بالله صادزه؟
أبو سليمان يمسك ضحكته: ولد تضحك على اختك وانا فيه، التفت لها، انا عندتس تدلعي علي مثل ما تبغين...
عبدالله لفهد: تقول بابا هههههههههه الله يرحم أيام، يضخم صوته، يييببببه ههههههههههههه...
فهد بضحك اعلى: تقول تدلع تخيل بس رغد الدلوعهههههههههههههههههههههههههه...
عز: هذي سابع واحد فينا يا العيال تبغى تدلع ههههههههههههههههه مالتس إلا تصيرين بويا هههههههههههههههههههههههه...
لتفتت لأبوها: يرضيك يأبو الهنوف؟
أبو سليمان: لا الله ما يرضيني...
سحب عقاله وجلدهم عشان ضحكوا عليها...
...............
سجى: كيووووووت عمي سعود...
ام بندر بضحك: يا حليلك يارغد...
رغد: تكفون احس بكتمه كل مره أتذكرها اكبر تحطيم...
ريما تضحك: هههههههههه لين اليوم ماسكينها عليها...
ام سهم تمسح دموعها: يا زينك يا رغد وزين اعلومك...
وصايف: هههههههههههههههههههههه عيال خالي غاسلين يديهم منك مررره...
استمرت الجلسة بشكل لطيف ينتظرون العنود والهنوف وزوجة سليمان...
________
بيت اآلـ زيدان...
واقفه بكل هيبه وثبات قدام الورد تتأمله تتخيل لو تقدر العنود تشاركها ابتسمت لشعور مر قلبها وانعش فيه عروق الأمومه الذابله من الحنين...
طفلتي المدللة...
كيف أصبحت ملامحك عند الكبير؟
هل شاركتني تلك العيون الناعسة!
ام أصبحت تنتمي لذلك الوسيم؟
لا أعلم كيف تكون تفاصيل وجهك الحسن...
وهل كبرت بداخلك ام تنازلتي عني كما فعلت؟
اعذريني فما أنا الا مجبورةٍ مقيدة...
سمعت انكِ ورثتي الشموخ والقوة منه...
قولي يا صغيرتي كيف كانت أيامكِ؟
اعلم كم شعرتي بالنقص والألم...
وانا اعتذر عن ذلك واعتذر عن ضعفي...
والخوف الذي سكن ارجاء كياني...
وزعزع مشاعر حُب بداخلي...
ما كنت سوا طفله...
هل سوف تغفرين لي ذنبي؟
وتسمحين لي بترميم تلك الذكرى المؤلمه؟
وبناء حائط من الموده لنضع تلك الصورة...
التي سرقتها الأيام...
وبتنا محرومون من الدفى في قلوبنا...
بقلم الكاتبة/ ريم الحربي...
قدر يدخل بهدوء بالرغم من حماسه يشوفها سرحانه بعيد ويعرف من اللي شغل بالها...
ابوالوليد يناظرها بحنيه: شفتها يا نظر قلبي...
التفتت له بشوق: شفتها؟
مسك يدها وناظر بعيونها الدامعه والمشتاقه: شفتها وكيف ما اشوفها وانا قلبي يشوف فيك كيف ما اروح ادورها وقلبي متقطع عليك؟
ام العنود بصوت يرجف: كيفها؟ من تشبه؟ كيف ملامحها نبرتها وكلها؟
أبو الوليد: ما شفت إلا عيونها لكن والله ما كانت الا عيونك يا نظر قلب فواز متغطيه ومحتشمه ما شفت غير عيونك فيها...
ام العنود بصوت غلبته العبره: كمل اسمعك...
أبو الوليد: حسيت بفخر انها اخت ولدي من امه بكل هيبه وذكاء تدرس أمور القضيه حيرت عباقره وتدرب المحامي فارس بن صلاح من امهر المحامين يتدرب على يدها ما شفتي كيف تبحث بتركيز وتناقش اخذت منك الذكاء والعيون...
نزلت راسها: الحمدلله ما ورثتها ضعفي او الخوف الحمدلله ورثة من ابوها قوته وحضوره...
كتم غيرته بقلبه يفهمها ما تمدحه تتكلم عن بنتها ابتسم وقال: يكفي دمك يمشي بعروقها هذا يميزها عن الدنيا وما فيها...
قبل ترد دخل خليل وانصدم من دموعها...
خليل: يمه يا روحي ليه تبكين؟
مسحت على وجهه وابتسمت: اسمع اخبار اختك...
ابتسم خليل لها وجلس عند رجولها: وش اخبارها علميني؟
أبو الوليد بحده: انتم فكوها شركم وتصير بخير...
خليل بندم: انا منحرج منكم ومقهور من نفسي وندمان والله ما تهون علي بنت فاطمه لو أيش...
ابتسمت له تعرف عيالها قلوبهم بيض لكن لازم تبعدهم عن ولد سعد: الله يكملك بعقلك وانا امك...
أبو الوليد: انت ما تجي وتجلس عند رجول أمك الا وعندك شيء...
ناظر خليل بأمه كيف مبسوطه ماحب ينرفزها قال: بالعكس جيت اخذ منها جرعة حنان واروح...
حضنته بحب دخل الوليد وشافهم: هاه فطيم توزع حنان من وراي! وانا وين نصيبي ان شاء الله ؟
أم العنود تضحك: تعال لك مكان يمي...
أبو الوليد: يا حبكم لدلع...
خليل يغمز له: علينا ترا كلنا دارين وش تسوي اذا شفتنا حولها قلبك ياكلك ودك لو تخليها لك لحالك...
أبو الوليد يمسح اذنه بحرج: والله هذا الصحيح لكن لو ما مسكت لسانك باخذها واخليكم تتقابلون انت وياه وفيكم خير تعالوا...
ابتسم لخجلها وحبها لعيالها كرهها لأبوهم وقسوته وانانية اخوها ما قسى قلبها عليهم...
_______
مزرعة عادل عند الرجال...
دخل عادل ومعه فارس وراهم سهم اللي كان يتطمن على امه سلموا على الرجال...
عادل لعبدالله: العشاء وش صار عليه؟
عبدالله: لا تشيل هم العزيمة ماشيه مثل ما تبغى بس فيه شي...
عادل عقد حواجبه وانتبه له عبدالعزيز اللي جاء: فيكم شي؟
عادل ناظر فيه ورجع يناظر عبدالله: تكلم وش فيه؟
عبدالله: الرجال اللي جاء مع أبو رباح طلع يكلم وانا كنت برا ما كان منتبه لي سمعت يكلم رجال...
دخل عز: ليه مجتمعين؟
عناد قرب لهم: عادل قالك عبدالله...
عادل يحاول يمسك اعصابه: انتم مثل نقالين العلوم مجتمعين وانت تكلم بسرعه ابوي لا ينتبه...
عبدالله: سمعته يقول انا جيت بكلمهم واذا دقيت تعال و ان شاءالله يعفون...
عادل: اكيد ولد الملعون سعد...
أبو سليمان بحد: ولدددد القهوة...
سليمان بصوت جهوري: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...
أبو العنود: هلا أبو نايف...
تقدم يسلم عليه وكان أبو سليمان يراقب تصرفات اخوه وقلبه ما كان مرتاح وبعد السلام والسؤال عن الحال والكل جلس بمكانه...
تنحنح ابو راكان وقال بصوت جهوري: انا اليوم جيت اتشرف بمعرفتكم وشوفتكم وجيت لجل امر ثاني...
أبو سليمان: الشرف لنا تفضل يابو راكان...
أبو راكان: جيت وانا ادري قلوبكم قلوب اجواد وكبيره وصدوركم رحبه للخير ولو ادري غير كذا ما تعنيت لكن هقوتي فيكم من بعد الله اكبر...
من كلامه فهم الكل ما جاء لخير أبو عبدالعزيز: تكلم وش اللي عندك بدون مقدمات...
ناظر أبو رباح له بأستفهام: وش عندك يابو راكان؟ ما قلت لي انك تبغى شي منهم حد علمي تبغى جمعتهم وبس...
أبو راكان يناظر بأبو سليمان: انا جيت وسيط وابغى تسمح لضيوفي يلفون (يدخلون) هم يتحروني ( ينتظرون) قريب...
أبو سليمان حس انه فهم منهم ضيوفه لكن ما يقدر يرده قدام الرجال...
أبو سليمان التفت لعياله وعطاهم نظره محد فهمها غيرهم وقال بثبات وجمود: حياهم الله...
رفع جواله ونزله بعد مكالمه دامت نص دقيقه أبو راكان: هذا العشم بعيال مسفر...
عبدالعزيز لعادل: انا كنت حاس فيه بلا يومه يتلفت...
عادل ناظر اخوانه كل واحد فاهم مكانه وعارف وش لازم يسوي وشاركهم الاستعداد سهم وفارس وعناد...
عادل بتحدي: يجيب بلاه كله ما قدامه غير فهود واشبال اذا جاي بشره حنا له...
فهد لسهم: قلبي يقولي الموضوع يخص العنود يا خوفي يستغلون مرض عمي وياخذونها...
سهم: طارفه لهم (جاهزه) ياخذونها حنا اخوانها مستحيل نسمح...
ابتسم فهد: أي والله اخوانها وعشان هدب عينها والله احرق من يقرب لهم...
عز لعناد: حسي الأمني يقول جايه مصيبه...
عناد يراقب الوضع: حسك الأمني ما قال ان عبدالله ماسك القهوة لحاله يلا فز معي...
شد أبو العنود على يد اخوه بتوتر همس له: بياخذون العنود؟
أبو سليمان لانت ملامحه لأخوه: والله ما يلمسونها، مسك شنبه، وهذا على وجهي...
ابتسم وعدل شماغه والكل يراقب كيف تصرفاته متغيره جلس برزة وثبات وقال بصوت ثابت وجهوري رجفت له قلوب الرجال: القهوة يا ولد...
التفت أبو سليمان من نبرته واهتزت عروق قلبه بشوق لهيبته اللي ما فقدها مع عقله لكن كان يتماسك قد ما يقدر قدامهم...
بعد وقت وقف أبو راكان بترحيب: ارحبوا يا رجال اقلطوا...
احتدت النظرات بدخول فايز بن سعد وجاهة كبيره معه شد أبو سليمان على يده وفهم لعبتهم...
فايز بصوت جهوري: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الله يجعله مجلس خير وفرح...
بعد السلام والترحيب الجاف جلسوا الضيوف والعيال على استعداد...
كبير الجاهة: حنا يا وجيه الخير جينا بمقصد صلح وخير وكلنا بشر ونغلط وحنا ما تعنينا الا من طيب ذكركم واصلكم...
.........: وأبو فايز سعد غلط وكلنا ما حنا راضين لكن حنآ جينا نطلب تسامحونه هو الحين بين يدين ربه لاهو عايش ولا ميت...
......: وفايز ولدكم جاكم يعتذر ويطلب العفو منكم والصلح...
أبو سهم بقهر: جرب تذوق ربع اللي ذاقه عبدالله من اول ما سعد حط السلاح براس ام عياله ولا فكر حتى انها اخته وخيره بين انها تموت او يطلقها...
أبو بندر: او جرب تعيش متحسر على اخوك بعد ما كان عقله ينوزن بالذهب صار ضايع...
أبو عبدالعزيز: اللي انتم جايين تطلبون العفو له تجبر وطغى يمه بصحته ويوم طاح ارسلكم وينه وهو بقوته...
.........: قلته قوته الحين هو ضعيف ربي اخذ حقكم...
أبو سليمان بجمود: وعشانه ضعيف نسامح؟ ليه ما رحم ضعف اخته؟
كبير الجاهة: اخته راحت بنصيبها خلاص وانتم رجال لا تقسي قلوبكم حرمه وهي الحين عندها ثلاث وتزوجت عم عيالها بعد موت زوجها وعاشت معه...
فايز بثبات: انا جيت اطلب العفو لأبوي واذا مالكم خاطر معذورين انا متفشل ومقهور كيف عمي عبدالله؟...
كبير الجاهة: حنا ما جينا عشان كذا وبس حنا جينا طمعانين بنسبكم ونطلب بنتكم العنود بنت عبدالله لولدنا فايز بن سعد ولد خالها يمكن اذا صار بينكم دم ورحمه تلين القلوب...
شد عادل على يده وكسر فنجانه بقهر ومثله بقلب عبدالعزيز والعيال قبل يتقدم احد من العيال او يقول شي رفع يده أبو سليمان يطلب منهم يهدون...
قام فايز وراح يجلس عند رجول أبو العنود: انت يا عم حبيت وعشقت عمتي وانت تدري قلب العاشق وش يسوي فيه وانا والعنود عشاق لا تعذبنا وترفضني عشان ابوي...
سكت أبو سليمان لفت انتباهه نظرات أبو العنود لفايز...
أبو عبدالعزيز: يا قو عينكم جاين تبغون تاخذون بنته بعد ما احرمتوه عقله وحرمته...
......: افا هذا الكلام يطلع منك يا فالح؟ هذا وانت العاقل وتحسب حساب الكلمه قبل تطلع...
أبو سهم بأندفاع: وانتم خليتوا فيها عقل؟ استح على وجهك...
كانت اول مره يشوف سهم ابوه قوي شخصيه ما قدر يمنع ابتسامته اللي زادت من حماس وقوة أبو سهم...
أبو سهم يكمل بحماس وقوة استمدها من ردة فعل ولده: حنا ما نبغى الشر لكن اذا تبونه حنا له والعنود بنتنا تستاهل رجال يصونها ماهو ردي ردى ابوه وغدره يمشي بدمه يأخذها...
فايز يطنشهم وناظر لأبو العنود: يا عم لا تعذبني انا وبنتك وحنا نحب بعض مثل ما تعذبت...
أبو سليمان بحده: ولد ابوي كيف تقول على البنت وتبتليها برداك وهي لو تعرف بوجودك فرغت الفرد برأسك...
فهد بقهر: صحصح قبل نصحصحك واعرف تكلم عن مين هذي بنت عبدالله ما يدنس ثوبها العيب يا العايب...
عبدالله: وبنت عمي ما توصل لها وحنا حيين...
مثقال: واذا هقوتك بكلامك ذا بتدنس ثوبها الأبيض بكذبك غلطان بنتنا صيتها وسمعتها الطيبه سابقتها...
أبو رباح: وانا اشهد واذا هذي علومكم عيب على وجيهكم تشيل اشناب...
بكل هدوء فايز لأبو العنود: وش قلت يا عم؟ بتعذبنا ولا تسعد بنتك وتزوجنا؟ انت ما تبغى العنود تكون سعيده؟
مر وقت والكل صامت والعيال يحاربون نفسهم لا يذبحونهم بعده وقف أبو العنود بكل هدوء وبدون ينطق بحرف ابتعد عنه فايز اللي هزه ثباته ودخل المجلس والكل يراقبه بتعجب...
بعد دقائق طلع ومعه اربع سيوف والخمس سيفه تقدم لأبو سليمان وأبو سهم وأبو بندر وأبو عبدالعزيز وكل واحد اخذ سيف...
وقف بشموخ ونسف شماغه مثل ما كان ينسفها قبل يفقد عقله كان اخوه يراقبه بحنين رفع سيفه وارتفع معه صوته بـ:
يا عيالي قوموا نبي صفين...
بعض السواليف مالي بها...
استجابوا العيال وكل من بقلبه ذرة معزه للعنود وأبوها ومثل ما طلب صفين كأنه يبغى الناس تشوف درع العنود المتين...
ارتفعت الأصوات مع صوته يرددون ابياته من بعده، واقف بقوه وشموخ بين أبو عبدالعزيز وأبو سليمان اللي جنبه أبو بندر وأبو سهم جنب أبو عبدالعزيز...
خالف عادل الصفوف بكل مهاره مع عبدالعزيز ابعدوا المنافسه على العنود وقت أنهم يوقفون ولد سعد عند حده وعيونهم تشع تحدي:
يا عيالي قوموا تبي صفين...
بعض السواليف مالي بها...
صف لهيافا يشوق العين...
بالعز مخلوط والهيبه...
احتدت نظراته لفايز ورفع سيف:
يفرح بنا بالنهار الشين...
من عاف ربعه وأصاحيبه...
حنا مناته بيوم البين...
والموت لجله نهلي به...
من رؤوس قومً ترد الدين...
والسيف نحكم مقاضيبه...
ارتفع صوت العيال بمستوى اعلى يطمنون العنود محد يضرها وهم بظهرها ويهددون كل من تمشي بعروقه قطره من دم سعد وحامد...
قطع صوتهم صرخت فايز بسبب القهوة اللي نكبت على رجله...
منيف يحاول يقوم: العذر والسموحة منك انا اعمى ما اشوف يا عادل عاد...
شده فايز مع ملابسه بتهديد وكأنه جاء بوقته يفرغ غضبه فيه: احرقتني ما تشوف؟
منيف يدينه بالهوى: والله ما اشوف هذي ماهي مزرعة عادل انا اعمى ما اشوف...
وعادل مثله كان محتاج تصرف مثل هذا عشان يقدر يلمس فايز تقدم بسرعه وسحبه بكل قوته وضربه على وجه بقوة...
عادل يتنفس قهر: وكسر الا منيف الا مننننييييييف ما تلمسه تفففههههمم منيييييف لاااااا...
الكل يعرف المقصود العنود ماهو منيف خوفه عليها ماهو على صاحبه...
قبل يرد الضربه فايز تدخل كبير جاهتهم: حنا جينا نبغى الصلح ونبغى الخير لكن انتم واضح ما تبونه...
أبو العنود بثبات: وين الخير اللي تبغونه واللي جيتونا عشانه مافيه خير؟ وحنا مسلمين وما يجوز تخطب على خطبة مسلم وبنتي خطبها ولد عمها عادل بن سعود وانا معطيه من وقت وقريب بتكون على ذمته باذن الله...
خفق قلب عادل بحب وهو يسمع ابوها يشهر خطبتهم ويربط اسمها بأسمه قدام الناس بالعلن ماهو بالسر او مزح بينهم يناظر بعمه مستغرب من ثباته مثله مثل الحضور اللي الجمتهم تصرفاته وكلامه...
طلع فايز مع الجاهة بعد وقت طلع أبو راكان بعد ماتعتذر منهم وتقدم أبو سليمان لأخوه وقلبه يرجف يتمنى لو ثباته حقيقه...
أبو سليمان وعيونه عليه وكلها امل: كيف كذا؟
أبو سهم: عبدالله انت من انت؟
أبو العنود عينه على الباب تأكد انهم راحوا خلاص ضحك وصفق بيدينه...
أبو سليمان غمض عيونه بخيبه: من قالك تسوي كذا يا عبدالله؟
أبو العنود يناظر أبو سليمان: العنود علمتني وهي خلتني احفظ وقالت اسوي كذا عشان محد يقدر ياخذها...
عبدالعزيز بتوتر: وهي اللي قالت تعلن خطبتها من عادل؟
أبو بندر: والقصيده؟
أبو العنود: كله كله العنود علمتني، ناظر عبدالله، عبدالله قلبي انا بطني تصيح جوعان متى ناكل؟
عبدالله بلع ريقه: الحين ناكل وش تبغى؟
أبو العنود ناظر بعادل: عادي فهد ياكل معنا؟
كان المكان هدوء محد متوقع ردة فعله وان العنود ورا تصرفه كلهم كان عندهم امل هزيل برجوع المحامي عبدالله...
عادل بخفوت: ايه عادي روح فهد معهم...
كلهم واقفين محد قدر يجلس يراقبون الامل اليتيم اللي هد حيلهم لو استمر هالأمل وزرع بصدورهم من الفرح شي لو بالقليل يكفيهم بعد سنين عجاف من الهم والخوف والقهر...
أبو سهم بفخر: اشهد بالله انها ذيبه فهمت وعرفت قبل يجون...
بثانيه عادل استرجع بعقله كلام ريما رفع جواله وعرف من الهنوف ان العنود بعد اللي صار طلعت بخيلها...
________
عند الحريم...
عيونهن تراقب العنود كيف متماسكه وهي تسمع اتهام ولد خالها لها ومحد مصدقه ورد الرجال عليه ما كفاهم يسرقون فاطمه رجعوا يبغون يسرقون بنتها...
خانتها دمعه هجرت رمشها ونزلت على خدها حاره وكأنها نزلت من جرحها النازف غمضت عيونها تحاول تشتت خوفها وحزنه تحس بعيونهم تراقبها ما تبغى تبين ضعفها قدامهم...
ام سليمان: حسبي الله ونعم الوكيل...
مشاعل بقهر: كذاااااب كيف يتبلى كذا ما يخاف ربي يخسف فيه؟
رغد تعض يدها: ااااخخخخ بس طلعوني له هالسلوقي والله اربيه...
الهنوف تشد على العنود: لا تهتمين محد مصدقه ماهي بنت عبدالله اللي تسويها...
ريما: الله يبلاه في نفسه...
مشاعل بقهر: جعل الفضيحه ترجع بأهله الله يلعنه...
ام فهد: لا تدعين على اهله يمكن احسن منه...
وصايف: لا والله ما ظنتي من نسل سعد بيطلع شي زين...
ام بندر: حسبي الله كيف يقول كذا قدام الرجال؟
ام سهم حست بقهر على بنت قلبها تراقبها كيف تمثل التماسك والكل يدري بنهيار داخلها وصوتها المحبوس يسمعونه لو ما انطقت...
العنود تقاوم عبرتها الواضحه: انا بروح اتمشى مع الأملح شوي...
ام فهد بعد ما اختفت عن نظرهم العنود: يا بعد روحي الله يجبر قليبتس...
سجى: لو صدق يحبها ما كان اتهمها قدام الرجال وخاف على سمعتها وهو يدري انه كذاب...
رغد بقهر: كذذذذااااااببببببب اجرب سلوقي الله يغثه مثل ما اغثها الملعون...
ام فهد: لا تلعنين يمي...
ريما: هذا ما يستاهل اللعن بس هذا يستاهل أقوم الليل عشان ادعي عليه ..
مشاعل: هئئئئ يمكن يبغى يرجعها لأمها...
الهنوف: ما اعتقد وغير كذا الكل يعرف العنود ما تترك عمي...
...............
عند العنود...
اسرجت خيلها واستعدت تبعد عن وجعها وشفقتهم عليها تحتاج تهرب قبل يجي عمها وعيالها يطمنونها وهي تدري بوجودهم لكن تكرار الأمر صار يتعبها...
يا قلبي اللي شقاه ما كان عادي...
تشقى ونار الظلم بداخلي حيه...
تحملت الشقى قبل اثبت شدادي...
واعرف حضن امي ودفى يديه...
وهجرهم يا الاملح بالظلم بادي...
لو تنكروا بثوب الطيب والمعنوية...
وجهت وجهي للواحد الباري...
يجبر من صار عقله على النية...
بقلم الكاتبة/ ريم الحربي...
بعد الابيات اللي رددتها بصوت مسموع همست: وش نيتتس يا فاطمة...
أرهفت سمعها لخطوات خيله قبل ترفع طرحتها سمعته ينحنح وهي تعدل لثمتها...
عادل بصوت عالي: يا ولد انا جيت تغطي يا بنت...
العنود بخفوت: ليه جيت؟
عادل بدون مقدمات: قلبي اللي جابني لحاجتين...
العنود ما قدرت تمنع نفسها ابتسمت: وقلبك ما قال لك ابغى أكون لحالي؟
عادل بحنيه: لابس قالي عنودي بحاجتي...
العنود بصوتها عبرة من كلمته: يكذب عليك...
عادل: لو كذب يا بنت عمي ما جابني لتس وعشقتس وادري وش بخاطرتس قبل تنطقين حنا يا بنتي عمي نعرفتس ما نصدق ردي مثله...
العنود بشموخ: ولا يهمني ولا يقدر يدنسني بنجاسته هو وأهله انا بنت عبدالله حفيدة آلـ مسفر خلقني وفرقني..
ابتسم عادل: وانا اشهد...
ضربت على خيلها وقالت بغرور: ما احتاج شهادتك...
عادل بحب: يحق لتس...
العنود: والشي الثاني؟
مشى بخطوات سريعه ووقف قدام خيلها: ليه ما قلتي عن اللي صار؟
تنهدت: اكيد ريما قالت لك...
عادل: ما تثقين فيني؟
العنود بنظرات: لو ما اثق فيك ما جلست معك بمكان معزول عن الناس بالليل ولحالنا، ضربت على خيلها ومشت، ولا زوجتك نفسي...
توسعت عيونه فرح: يعني تحبيني...
العنود: مو شرط لكن اضمن سلامتي...
عادل يمشي معها: ليه ما تعترفين بحبتس لي؟
العنود: اشوفك اخذت راحتك يا ولد العم؟
عادل: قصدتس يا زوجي ولا؟
ضربت على خيلها يسرع كانت تبغى تهرب منه بخجل لو اخفته عنه عيونها تفضحها تسمعه يضحك بصوته ويتوعد فيها إذا ما اعترفت بحبه وقت الملكه بيخليها تعترف مجبوره...
________
بأحد الأماكن...
يتأكد من تطورات خطته واخبار بنت قلبه...
......: وش صار معك قبلت؟
المحاميه ميساء: للأسف حاولت كثير ودخلت واسطات لكن البنت عنيده...
......: ما حاولتي تقابلينها؟
المحاميه ميساء: قابلتها وتكلمنا مع بعض وأثنت علي لكن تقول ما تقدر تشتغل معي...
... فتح علبة الدواء واخذ حبة من دواء سكّر وشرب كوب الماء: والملف؟
المحاميه ميساء: المحقق رباح وصله لها...
......: حلو هذا المطلوب...
المحاميه ميساء: كلمني امس ضاري وقال ان العنود بتحتفظ بالملف وتشكرني عليه...
......: لما قابلتيها ما ناقشتك فيه؟
المحاميه ميساء: لا قالت بتراجعه...
رجع على الكرسي وابتسم: هذا المطلوب يوصل لها الملف، ناظر فيها، شكراً استاذه ميساء على جهودك وصدقيني ما راح ننساك...
المحاميه ميساء: بالخدمه طال عمرك لكن عندي سؤال...
......: وقت المقابله انتهى وتذكري اللي بينا محد يعرفه، بنبرة تهديد، لان الثمن بيكون حياتك...
طلعت ميساء ورفع جواله يتأمل صورتها: والله ادري يا بنت عبدالله مالك ذنب لكن انتي الحل الوحيد عشان ينتهي كل شي ودام وصلت الأمانة كل شي بيزين...
__________
بيت لافي...
جالسه على الكرسي قدامها مرايه صغيره تراقب ملامحها المرهقه تشوف كيف عيونها الجميلة ذبلت من الحزن والخوف...
رفعت يدها بهدوء تمسح دمعه نزلت على خدها تشوف فيها ضعفها وانكسارها...
وش عاد بقى يا شتات الروح والقلب الحزين؟
بعد ما انهدم سور الأمل في قلبي والاحلام...
انتخيت بردي(ن) ما له بالرجوله موازين...
ارتفع صوتي يناجي بليل(ن) يغشاه الظلام...
من قوي باس كسر بداخلي مشاعر محبين...
تجرح صوتي بالرجاء وحكموا عليه بالإعدام...
ما رحموا ضعفي قيدوني وصار البعد بعدين...
بُعد الأمل وبُعد حب بنيته من شهور وأعوام...
ولا ترك بداخلي غير هم وسهر ودمع عين...
بداخلي صرخة يتيم تلج بخافقي والعالم نيام...
ودموع عيني صارت اقسى من دمعة البين...
تجرعت الخوف لين صارت روحي اقسام...
من الهم وجور الوقت واقدار الجانب الشين...
تصبري يا غصون القلب لو ما عاد لك انغام...
احرموك من كان اقرب لك من عرق الوتين...
وما عاد لك غير ربً ينصفك لو بعد مية عام...
بقلم الكاتبه/ ريم الحربي...
رفعت جوالها تشوف عمها يتصل كان ودها تهرب من اهتمامه وخوفه عليها تحس بتأنيب ضمير إتجاهه بالرغم من براءتها من اللي صار...
غصون بخفوت: هلا...
أبو زياد باهتمام: وينك يا بنتي مالك حس من كم يوم عسى ماشر...
غصون ما قدرت تتماسك انتحبت بصوتها: عععممممييييييي انا تعبااانه تتتععبببااااااااانننننننه...
طاح منها الجوال وكأن سؤاله خلها تصحى بعد ثواني حست روحها تحتضر صرخت بقهر وسحبت المرايه ورمتها على الجدار رفعت كرسي مكتبها الصغير وحذفته على البارتشن الزجاجي...
غصون بنحيب: ااااانننننننااااااا ضضععععتتتتتتت انااااااااا تتتتععبببببتتتت...
تلهث قهر تبغى تفرغ الألم من داخلها مشت بخطوات سريع ما كانت تحس بقطع الزجاج تدخل برجولها صارت تكسر أي شي قدامها تبعثر ذكرياتها واوراقها تشتت اشيائها مثل ما تشتت روحها واحلامها...
كسر زياد الباب ودخل مع ابوه وامه صدمهم منظرها كيف يكسر الخاطر بالصاله اثار خطواتها الداميه وشعرها المنثور على الأرض مرمي عنده المقص...
وكأنها تحاول تغير ملامحها عشان تقدر تبني نفسها وتنسى اللي صار وتنسى شتاتها وتتخلص من ملامحها الضعيفه اللي كرهتها...
أبو زياد: وش فيك يا بنتي ليه كذا؟
غصون بضعف: عععممممميييييييي...
كان زياد وده يتقدم ويحضنها لكن ما يقدر غير انه يصد عنها بوجع...
تقدم ابوه وحضنها اول ما حست بيدين عمها تحاوطها صرخت بأعلى صوتها وكأنها تعوض صراخها واستنجادها اللي كتمه راجح بطرحتها...
ام زياد بدموع: بسم الله عليك يا بنتي وش فيك؟
غصون مستمره تبكي بشكل مرير: ااااااااااااه يا عععمميييي اااااااااااااااااه  اااااااااااااااه اااااااااااااااه ععععممممممييييييييي نناااددييييتتتتتككككك لييييه ما سمعتنننيييي ااااااااااااااه ييااااااا عععمممممميييييييييي ااااااااه...
أبو زياد بخوف ودموعه غرقت لحيته لما طاحت بين يدينه: بنتي يا غصون غصون يا زززييااد بسرعه تعال ساعدني البنت ما تتحرك...
تقدم زياد وخوفه أكبره منهم وشالها مصدومين بمنظرها وشعرها المنثور اشغلهم عن عروق يدها النازفه...
يمشي بهروله وهو يردد الرجاء بقلبه لحبيبته اللي بنا معها احلى أحلام العمر وتفاصيل الأمل مع كل خطوه وكل قطره يتلاشى حلم مشاعره صارت مثل الطفل اليتيم بدون مسكن ولا أهل يشوف غصون عمره تذبل بين يدينه ولا يقدر ينقذها...
شهقت روحها المكلومه وطاح على ركبته يصرخ بأسمها يمكن خوفه وضعفه يمنعها من الرحيل ويذكرها بحبيب الطفوله واحلامهم...
***************

وأن ارتماء شوق الحنين في صدري العاري؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن