إيطاليا احد أماكن التزلج...
وصلت للجلد من التوتر، ما حست بنفسها تاكل أظافرها من الخوف بالرغم من حنيته وهدوءه ما قدرت تثق فيه تحس وراه شي كبير تراقب تصرفاته على أمل تفهم شخصه الجديد لكن بدون جدوى...
كان حس فيها تراقبه وتنتظر منه الهجوم بأي لحظة رفع عينه وناظر بالمراية وابتسم لتعابيرها الطفوله وهي تعاتب نفسها لما انتبهت ليدينها...
فرح بسعاده: بنتزلج؟
فايز ضحك على ردة فعلها: هههههههههههههههه ايه بنطلع بالتلفريك فوق بعد ما نتجهز وننزل من فوق...
آسيل تناظر مصدومه من حماسهم: مجانين مستحيل اروح معكم...
فرح تشد على الشال وابتسامة الحماس عليها: والله وونناااااسه لا تفوتينها على نفسك ...
فايز: ما عليك فرح متدربه كم مره نجي هنا وانتي بتكونين معي...
أسيل توسعت عيونها: مستحييل اروح للموت برجولي مع مين معك؟
وقفت سيارتهم ناظر لخوفها باستمتاع ونزل بسرعه قبل يرد على أسيل اللي شافت ابتسامته وفهمت ان خبثه غلبه مثل كثير مرات يوهمها بحنيته وراحت معه تستعد مجبوره بسبب يده...
آسيل متمسكه بكتف فايز عشان ما تناظر لتحت: يا رب استودعتك روحي...
فرح تصور: بالعكس حماس شوفي الأرض وش بعدها...
شددت من مسكتها لفايز: ما ابغى اشوف بدوخ...
يناظر للجانب الثاني ما يبغى يظهر طيف ابتسامه انرسم على ملامحه بسبب قربها وكيف خافت ولا تمسكت إلا فيه...
فايز: وصلنا انزلي...
فرح تضحك على مشيت اسيل: ههههههههههه اول مره اشوف ام الركب على الطبيعه ليه تمشين كذا؟...
أسيل بخوف: لا خلاص برجع أنا خايفه روحوا لحالكم...
فايز: وكيف بترجعين؟
ناظرت أسيل كان الجبل جداً عالي: الله يأخذ اللي في بالي...
فايز بحده:مين اللي في بالك؟
خافت من نظرته: محد...
فايز يعدل القلفز: ايه احسب...
متأكد انه المقصود لكن ما عندها الجرأة تعترف قرر يعاقبها وبحركه جريئه منه شالها قدام فرح...
فرح تصفر بحماس: لبى الرومنسي...
أسيل برعب: خلااااصصصصص والله اسسسفففههه اااسستتتغغففررررر الله والله ما ادعي...
فايز مستمتع بخوفها: خلاص وقت الاعتذار خلص، همس لها، الحين وقت العقاب...
نزلها على لوح التزلج المزدوج: تمسكي زين مافي مهرب...
اسيل تحاول توقف: والله ما اجلس...
جلس بسرعه وشدها لحضنه بأحكام: يلا نقول بسم الله...
ارتفع صراخ أسيل مع ضحك فايز اللي كان يتزلج بمهاره يمر بين الأشجار ويتعمد يروح أماكن خطيره عشان تخاف وتتمسك فيه اكثر بعد جوله ممتعه بالنسبه له ومرعبه لها وقف أخيرا ونزلت بخوف...
أسيل بدموع: كنت بـ...ـمو...ـت بموت الله ياخذك...
فايز يعدل ملابسه: لا تبالغين بعدين اشوف ما خليتيها بخاطرك...
أسيل تمشي على يدينها بسرعه تبغى تبعد عنه عشان تضمن ما يرجع يجبرها تتزلج: ياويلك من الله...
فايز استغرب حركتها: وش تسوين؟
أسيل وقفت: ما ابغى ارجع اركبه...
فايز: بنكمل مشي بعدين ترا تبالغين...
أسيل عيونها تلمع من الدموع وخشمها احمر: كنت بموت انت تبغى تذبحني...
فايز ابتسم لملامحها وقال بحنيه: بسم الله عليك...
حب يبعد خوفها ويطمنها توجه لمكان فيه كمية ثلج كبيره وبدا يدحرجها عشان تتكون كوره ثلجيه كبيره...
أسيل مسحت دموعها وهي تراقبه: وش تسوي؟
فايز: ابغى اسوي رجل ثلج يشبهك...
استمرت تراقبه كيف يسويه بحماس وقتها حست الطفل اللي بداخله طلع حماسه وترتيبه لثلج كان غريب حسته اندمج ونسى وجودها تملكها الفضول تجرب احساسه...
أسيل تكور الثلج: وانا بسوي واحد مثلك، ناظرت فيه، ما راح أقول وش عشان ربي ما يبتليني بعيالي...
ابتسم فايز على نظراتها وعذوبة كلامها وكمل رجل الثلج ناظر لأسيل اللي كانت تحاول بس ما يضبط معها كل مره تفشل وتتعب اكثر...
أسيل بملل: اووففففف ليه ما يتجمع؟
فايز: تحتاجين مساعده؟
أسيل بدون تردد: يا ليت لاني تعبت، بهمس مسموع، مالومه ما يبغى يصير مثلك حمار...
فايز بنبره حاده: تقولين شي؟
أسيل تمثل القوه: ايه أقول يلا...
فايز تقدم يساعدها ويراقب كل تصرفاتها حس فيها شي تنهيدات متكرره وأنفاس ثقيله تقدم وسحبها لحضنه بدون سؤال شدد من حضنها عشان ما تدفه او تبعده لكن اللي صار العكس تمسكت فيه وانهارت تبكي بصوت عالي...
أسيل بصوت حزين: أنا تعععببببتتتتتتتتتت تتتتععبببببتتتتتتت ذكرياتي معه تعذبني ليه سرقني من اهلي ما تركني معهم ليه عيشني كل هالعذاب؟ تعبت منه وتتععبببتتتتتت منك ومن قسوتك وتعبت من نفسي...
يسمعها تندب حظها وحياتها ما كانت تدري انها صارت له حياه سمح لها تتكلم عن أبوها وعنه وعن قسوته يسمعها تتحلف فيه لو يمد يده بتضربه وما راح تخاف سمح لها تطلع كل التراكمات والتعب اللي بداخلها سمح ترمي حمولها على ظهره وترتاح...
بعدت أسيل تمسح دموعها سحب يدها فايز: شالك خشن، سحب كمه، تعالي امسحها لك...
شافها مستسلمه لها مغمضه عيونها وهو يمسح دموعها بيده ما قدر يقاوم عذوبتها واخذ من ريقها لشوقه قطره تروي ضماه...
فايز بصدمه: ليه ما صديتيني؟
اسيل بهدوء: انت زوجي واللي كنت أقاوم عشان ارجع له ما يصير لي شي ولا يربطني فيه شي وش بستفيد إذا قاومت غير الضرب والعذاب اشتري سلامتي احسن، ناظرت بعيونه، هذي كلمتك ولا؟
سحبها لحضنه وهمس لها بوعده وكملوا طريقهم مشي بعد كم صوره لذكرى...
________________
مطار الرياض...
جالسين بصمت ينتظرون الرحله كان هذا افضل حل بنظر أبو زياد لملم ما بقى فيه من شجاعه وهرب عن الرياض لحد ما تتقبل غصون الحياة مع راجح وتذبل بقلب زياد...
مركز نظره على نقطة صغيره بالأرض اخذ نفس عميق وزفره بصوت عالي وأردف بهدوء: بجيب لي شي اشربه اجيب لكم معي؟
ام زياد اللي كانت تراقب ولدها وتدعي له بقلبها: لا يمي ما يحتاج بس خذلك شي يدفي قليبك...
زياد: زين...
ناظرت لزوجها اللي كان الهدوء مسيطر عليه ولا له حس من قراره وهو صامت...
ام زياد بعتب: والله يا ظنتي انك أخطيت يا لافي...
رفع عينه يراقب ولده مسح على لحيته: لو ما أبعدته يمكن يوقف قلبه اللي للحين ما استوعب الصدمه..
ام زياد بدموع: واذا استوعب وش بيصير؟ انت كيف قويت تسكت عن شي كبير مثل هذا؟ يا قلبي من قلبها كيف تحملت؟
غمض عيونه بوجع: عاد هذا اللي صار ونكون أبعدنا بينا وبينها محيطات ودول وبيلتهي (ينشغل) بدراسته..
ام زياد: والله انك أخطيت..
ابو زياد ما كان بيده شي غير انه يتأمل وحيده ويسأل نفسه متى قلبه بيستوعب كلامه صمته وطريقة نقاشه للموضوع كانت غريبه توقع يروح يشق صدر راجح ولا يكون بهذا الثبات معقول حب غصون ما كان يكفي انه يروح يسحبها من حضن الوحش؟..
.............
زياد فتح عيونها: وش اللي ما قلته؟
ابو زياد بندم: سامحني يابوك ليتني تركت لك الخيار ولا اخترت عنك..
جلس زياد وناظر بعيونه وعاد نفس السؤال: وش اللي ما قلته؟
بدأ ابو زياد يسرد اللي صار مع غصون عليه: وهذا اللي حصل ليتني خيرتك ولا اخترت لكن سامحني وانا أبوك..
رفض عقله يستوعب كلامه كان سؤاله غريب للموقف: هذا كله صار ولا احتمت فيني؟
ابو زياد استغرب سؤاله كان متوقع يصرخ ويكسر ويكون هذا اقل شي يسويه ادرف: خلاص وانا أبوك اللي صار صار راحت الله يستر عليها..
غمض زياد عيونه يسترجع نبرات صوتها كيف تغيرت ونظراتها كيف ذبلت وتصرفاتها كيف صارت ما تشبه حبيبته غصون؟ سأل نفسه لو دريت وش كنت بتسوي؟
لاحظ ابو زياد شروده: انت بخير؟
بردة فعل باردة: بخير؟ عسى الله يجيب الخير..
سحب نفسه وابتعد زياد طلع من البيت من غير ما يكسر عود عشان غصون قلبه وأيقن بلحظتها أن خسارته خسارتين خسر خليل بهمجيته وغصون بعقليّته..
...........
همس ابو زياد: الله يهدي سرك...
اختار يجلس شوي مع نفسه بعيد عن اهله نظره مركز على قطعة كيك طلبها وأهملها مثل ما اهمل حبيبة الطفوله ابتعد بتفكيره وراح للبعيد القريب لقلبه ما يدري شوق ولا تأنيب ضمير مريض مثل عقله المريض اللي صنع له فكره من بشاعتها ما تحملها ولبسها غصون الندية عشان يحافظ على براءته الوهمية ومثاليته المشوهه..
زياد لنفسه: مالي وجه أقابلك بعد خسارتي فيك يا بنت عمي ودي اقول سامحيني لكن ما عاد انتي غصوني النديه آخذك اللي نجس نداك ورحتي له بأرادتك...
___________
الطوارئ...
السعاده اللي سكنت قلب العنود ما دخلت قلب أمواج اللي راحت بعالم غريب تسمع أصوات وتحس بيدين تلمس جسمها أجهزه كثير وأصوات اكثر قلبها الضعيف يبكي وعقلها يصرخ حست بيد تشق ظهرها وتسحب قلبها بشكل عنيف ومرعب تشد قلبها وتثبته شرايين صغيره متفرقه...
حاولت تصرخ لكن حبالها الصوتيه ما ساعدتها كل مره تحاول تصرخ اليد تمنعها وتسحبها اكثر لها تمكنت يد ثانيه منها تحاول تمنع انفاسها يدين ضخمه بالنسبه لحجمها الناعم حاولت تقاوم وتحارب عشان تعيش لكنها أضعف من الهجوم هذا كلها حست فيها لما اليد يأست من اخذ قلبها قررت تحول قلبها المكلوم لجزاء صغيره وبدون سابق إنذار شدت عليه بكل قوتها بدون رحمه...
رفعت يدها وكانت مقيده تحاول تمنعها تفتت قلبها والالم كل مره يكون اشد وأنفاسها كل مالها تضيق وصوت مزعج بالمخ وصوره مرعبه بين عيونها تبغى تهرب لمكان بعيد وقبل تبتعد غرست اليد احد أصابعها بأحد صمامات القلب بعنف غريب وتكهرب جسمها ورجعها للواقع...
صحت بنص الانعاش تحاول تقوم وهي تصرخ بشكل غريب وبتعب: ليييييييييه؟ لاااااا انااااا بنتتتتتت مطلللقققققققق اناااا بنت مطلقققققققق ااااااااااه يااا مممططلللققققق اااااااااااه ااااااااااااااااه...
حاول الدكتور مع الممرضات يرجعونها عشان يكملون اسعاف قلبها الضعيف اللي توقف من الصدمه ما يدرون ان امواج بعالم ووجع بعيد ما تسمعهم تدور بعيونها الحمرا من الدموع والصعق الكهربائي تدور على ابوها...
ام أمواج بدموع: بنننتتييييييي بببنننتتتتييييي أنا هنا يمي...
دخل مطلق بعد صراخها ما قدر قلبه يقسى وهو يسمعها ترجع من الموت تناديه وترفض الواقع طاح على ركبته يبكي من منظرها كانت الاجهزه مسيطره على جسمها وصدرها باقي فيه آثار جل الانعاش غطى وجهه بيدينه وفقد الكلام ما قدر يرد ويقول أنا ابوك اللي رباك واعطاك من عمره اقل من اللي بخاطره يعطيك أنا ابوك لو انكتب بعد اسمك غير مطلق أنا ابوك يا أمواجي استسلم لدموعي يسمعها تناديه ومن الالم والصدمه ما تشوفه يبكي قدامها...
تقدم ريان يطلع ابوه وقلبه يذوب عليها وعلى حالها تصرخ بأسم مطلق ولا تدرك وش حالها تدخل الإبر جسمها وهي تصرخ بمطلق حضن ابوه وقال: تكفى يا مطلق تماسك عشانها...
رفع مطلق كم ثوبه يمسح دموعه: بنتي يا ريان كبرت على عيني كيف يقولون بعد العمر هذا كله ماهي بنتك كيف سوتها امك؟
رفع راسه وشاف ثامر ملامحه عليها الحزن ما اعترفت بالانهيار وبنته تصارع الموت وحيده تقدم بدون شعور وسحبه بكل قوته يثبته على الجدار: دام قلبك ما يقدر غير انه يشفق عليها ليه بتاخذها، بنبرة ضعف، اتركها لي لا تقسم القلب قسمين تكفى يا ثامر...
ريان يبلع عبرته: انت يبه تفكى لا تخوفني امواج بتطلع بالسلامه بس تكفى لا تخوفني عليك...
قدر ريان وتميم يبعدون مطلق عن ثامر وجلسه جنبه رائد اللي كان صامت من وصولهم، شالها وأسعفها شافها تحارب الموت بحضنه وحس بثقل جسمها لما شهقت وظنها لحظة وداع...
عم الصمت وقت يكسر رعبه صوت مروج تبكي بعد ما أسعفوا ام امواج ورفضت تروح معها محد يبغى يبتعد عن الطوارئ ينتظرون اي خبر ذاب قلب مطلق ولا حن قلب ثامر عليها تعب تميم من صلته الجديده فيها وحرمانها عليه وانكسر بداخل ريان شي وتألمت روح رائد ومروج على أختهم اللي تحملت لحظة ضعف امهم...
بعد وقت طلع الدكتور والكل وقف له كانت عيونه تبكي اكثر من الكلام شد قلبه وقال: حرام بنت بهذا العمر وتعيش اللي عاشته...
رائد يتكلم وهو يشهق بين الحروف:مـ...ـ...ـاتـ...ـت؟
جلس مطلق بهدت حيل وصرخ تميم: تتكككللللمممممممم...
الدكتور: أنا زعلانه عليها...
تميم بعصبيه: يرررررححممممم امممكككككك تكككللللمممممم...
الدكتور: المريضه دخلت قسطرة للقلب ما اعرف وش الوجع اللي تحملت بهذا العمر وصلها لضعف عضلة القلب وانسداد احد الشرايين انها تواجه هذي المشكلتين بهذا العمر ومع بعض هذا بحد ذاته جريمه اتمنى يتعاقب فاعلها...
ثقلت الثواني وزاحمتها الساعات بدون خبر عنها تذكر مطلق تفاصيلها تكبر قدامه وحلمه فيها ودلاله لها وتذكر تميم حلمه اللي أنهاه براحة يده لما مسح وجه واستغفر ربه مثل ما استسلم رائد لضعفه وانحناء وجهه يبكي خوف ما كان مثل ريان اللي ما فهم مشاعره بعد الحقيقه مثله مثل ثامر...
حن قلب مروج وراحت لأمّها وجلست جنبها عاتبها بالنظر وسألت نفسها قوتها اللي حكمتنا فيها سنين ليه ما كانت موجوده وانصاعت لأمر امها وأخوانها؟
_____________
بيت أبو سهم...
جهزت قهوتها وحلاها ناظرت الساعه: يوووووه يا فشله تأخرت على الناس...
قبل تطلع رفعت يدينها: يا رب ما تجعل شمس بكره شرق إلا على خبر رجوعه وتحفظ جنيني...
طلعت الصاله ما شمت عطره مثل العادة او سمعت صوته يقرأ اخذت نظره سريعه بالحديقة ما كان له وجود مهما كابرت على مشاعرها غصب قلبها يشتاق لحبيبها المهزوم غمضت عيونها تستغفر فسرت انه عند بنته...
ام سهم تكابر على شوقها: زين يعطي بنته وجه الله يهديه بس...
استسلمت لشوقها اللي ساقها لغرفة نغم واخذت نفس قبل تدخل تحاول ترسم الجمود وتسيطر على مشاعرها الرقيقة وأرهفت سمعها على صوت نغم تغني محد كان يعرف ان صوتها حلو بدت تتلاشى ابتسامتها غصب بعد الكلمات اللي غنتها...
نغم تغني بصوت اشبه للهمس:
في وحدتي والحزن بي...كالموج يغرق مركبي...
والعين تحكي قصتي...ما حــل بــــي...
بلعت عبرتها وتغيرت نبرتها:
قد زال إحساس الأمان...وخسرت مع نفسي الرهان...
قد ذبت في يأسي وضعت بلا مكان...أضحيت في دربي وحيد...
أنا لم أكن هذا أريد...وكذبت حين مقولتي اني سعيد...
فأنا لوحدي في الظلام...ابكي ودمعي كالغمام...
وبداخلي الصرخات تمحو بي الوئام...
عضت على طرف شفتها تمنع صوتها وشهقاتها لا تطلع وناظرت لنفسها بالمراية كيف بدا الاكتئاب يتمكن منها فتحت شباك غرفتها تشم الهوا تحس روحها مكتومه من الإهمال من وصولهم لديرة تمر ساعات محد يفقدها لولا خوف منيرة من الله عاشت وحيده...
غمضت عيونها تستنشق ريحة المطر مع الهوا: يا حظك يا العنود اخونا يركض لراحتك عشان بس شربتي من حليب منيرة وانا...
سحبت أكمام بجامتها تخبي يدها عن البرد وحضنت نفسها: ليه صرت حساسه؟ وش اللي مزعلني وانا دخيله على حياتهم؟، نزلت دمعتها، بس حياتهم حلوه دفى بيتهم ما حسيته في بيتنا مع امي وخوالي...
مسحت خدها بظهر يدها ورجعت تكمل شال حاكته بكل حب لسهم على أمل توصل ربع غلا العنود عنده...
ما كانت حاس بأم سهم تبكي عند الباب على حالها تلين لها كثير لكن ماضي أمها وأبوها يصد بقلبها عنها...
اخذت نفس عميق تشد على نفسها وتذكرها انها ما وافقت تجي إلا عشان ما تنظلم اخت ولدها ويصير لها شي مسحت دموعها دخلت عندها وتكلم قلبها: نغم يمي بروح بيت أبو سليمان تجي؟
تغيرت ملامح نغم بفرحه على الكلمه وقالت بلهفه: هاه؟ وش قلتي؟
ام سهم: بروح بيت أبو سليمان تجين؟
ابتسمت لو ما عادتها يكفيها سمعتها مره منها: ايه بس خمس دقايق واجيك...
طلعت من البيت ونغم معها كانت راضيه على تصرفها تمام الرضا تذكر نفسها ان نغم مثل سهم ضاعت بظلم اهل أبو سهم مالها ذنب فيهم...
___________
بيت أبو سليمان...
نزلت رغد القهوة وجلست جنب سجى اللي كانت تحكي لهم وش صار مع اهل غدير ورجوع غادة كانت تتكلم ودموعها تشاركها الشرح...
ام سليمان بحنيه: يا بعد روحي ليه تبتسين؟ (تبكين)...
سجى تغير صوتها: مره حزنت عليهم، كملت بعبره، ما شفتوا كيف كان أبوها يبكي ولا أمها يا حياتي ما قدرت تقوم من الفرحه...
ريما حضنتها: يا عمري ام قليب رهيف...
مشاعل عدلت جلستها بحماس: كملي وش صار بعدين؟
رغد تصب قهوة: طيب وغدير وش سويت؟
سجى تمسح دموعها برقه: والله كلنا كنا نبكي حتى غادة...
ام فهد: ليكون بس دخلتوها عليهم على غفله؟
سجى: لا ابوي وعبدالعزيز، قدرت ريما تسيطر على فزت قلبها وهي تسمع اسمه كملت سجى، تكلموا معهم وقالوا لهم بعدين دخلت عندهم...
بعد ذكر عبدالعزيز سألت ريما نفسها وينه؟ ليه ماله حس ولا سجى لمحت لشيء بعد آخر زياره عندهم بدأ اليأس يتمكن منها اخذت نفس عميق وزفرته بشكل طبيعي عشان ما تلفت انتباه تتمنى لو تكون مثل رغد اللي ما يبين فيها الحب ولا تبين مشاعرها لو ما تكلمت مشاعل محد حس بحبها لعناد غمضت عيونها لوهله وسحبت شالها تحضن فيه روحها وتصبرها على جفاه...
مشاعل بصدق رفعت يدينها: يا رب مثل ما جبرتهم ورجعت غادة تجبر قلب العنود وترجع عمي وتفرحنا،خنقتها العبره، يا رب تجبر قلبها مالها غيره لو كثرنا من حولها ولا تنحرم منه مثل امها...
ام سليمان: اللهم امين الله يسمع منتس...
رغد تمسح على راس مشاعل: بتس شي؟ كود منتي صاحيه انتي تدعين للعنود؟ لا تطيح علينا السماء...
ريما: شكل شيطانها راقد اليوم...
مشاعل بنظرات: ليه ان شاءالله قلبي قلب جمل؟
ام فهد: لا يمي ما عليتس منهن عسى الله يجمعكن ولا فرق بينكن يا رب...
دخلت الهنوف تبكي: اابشششررررررككممممم عمي لقوووه أبو العنود ررجعععع لقووووووه...
وقفت ام سليمان: تقولينه صادقه؟
رغد بصراخ: اااحححللللففففيييييييي...
الهنوف تبكي: والله والله رجع...
ارتفعت الزغاريد وصراخ البنات كانت سجى حاضنه ريما تبكي ومشاعل حضنت الهنوف لكن رغد اختارت تحتفل بطريقتها تغني وترقص بعيون دامعه...
دخلت الصاله على صوتهم بين صراخ وزغاريد ما عرفت تحدد وش صاير غمضت عيونها وتمتم بـ:يا رب سترك...
تذكرت ابو العنود خافت يكون صار لأبو بنت قلبها شي ناظرت لنغم ونزلت سلة القهوه على الباب ودخلت بسرعه...
ام سهم بخوف: وش صاير؟
التفتت رغد على دخلتها ونغم وراها رفعت طرحتها ترقص وارتفع صوتها تغني بصوت متذبذب من الفرح:
هلا بالتوت والسكر...وريح المسك والعنبر...
هلا بسمتي وأكثر...هلا بالؤلؤ المكنون...
أخيلك بالسما غيمه...سحاب أمطارها ديمه...
لها في عالمي قيمه...رجوعك لسحاب امزون...
فتحت يدينها تستقبلها بحضنها وقالت: رجع أبو العنود؟
الهنوف قربت لها وحضنتها مع رغد: رجع ورجعت روحنا معه...
سجى تمسح دموعها: وين لقوه؟
ريما يدها على قلبها: بخير؟
الهنوف: كلمني مثقال يقول بخير واللي لقوه سهم وفهد وقبل شوي عبدالله طمنهم عليه وكل الرجال بالمستشفى...
مشاعل بحنيه: والعنود عرفت؟
الهنوف ابتسمت: ايه عرفت يأم قلب حنين...
ام سهم: وينها الحين؟
الهنوف: عندهم بالمستشفى بس تشوفه وتطمن عليه بيرجعون،ناظرت للبنات، مثقال يقول جهزوا المجالس بيجون رجال من المستشفى هنا، ناظرت لأمها، يقول بعد جهزوا قدور الذبايح بيجي مع عز وسليمان وبندر يجهزون الذبايح الليله عندنا عشاء...
ام فهد: ماهو بس المجالس تجهزها كل شي بنجهزه...
ام سليمان تمسح دموعه: يبشرون يبشر ابو العنود...
رغد تبكي بصوت عالي قربت منها ام فهد: وش جاتس يمي؟
رغد بصوت باكي: خفت عمي يموت ولا يصير له شي ونفقده...
ام سهم تحضنها: يا قلبي من قلبك الحمدلله رجع وبخير...
كانت تحضنها وتهديها وتهدي قلبها معها اختفاء ابو العنود كان مؤلم لهم كلهم ما كانت قاسي عليها لحالها...
بعد موجة فرح ومزح وضحك على رقص مشاعل اللي تحاول تضحك رغد طلعت ورغد تشاركها الرقص ريما وسجى والهنوف يضحكون عليهم...
جلست ام سهم تمسح دموعها وجلست جنبها نغم بهدوء بقلبها غصه من حضن منيرة لرغد وعلاقتها بالبنات وحنيتها عليهم...
ناظرت لها ام سليمان: بنتي يا نغم روحي مع البنات وسعي صدرتس...
ناظرت لأم سهم تنتظر منها الإذن ابتسمت لها: روحي يمي روحي...
انصدمت ام سهم بحضنها لها وبعدها طلعت بخطوات سريعه تمثل سعادتها فيهم كأنها طفله ضايعه وحصلت بينهم شي فاقدته كانت شفافه يبين فيها الفرح والحزن بوضوح ما تشبه بخوفها غير ضعف سالم...
ام فهد مسكت يد ام سهم: عسى ما يجيها منكم ضيم؟ انتبهي يا منيرة ترا ورانا يوم عسير حسابه انتبهي...
ام سهم بصدق: والله يا خواتي أعاملها باللي يرضي ربي لكن فيني شي تعلق فيها لو ما بينت لها بس قلبي يأكلني عليها...
ام سليمان: أمها وش صار عليها؟
ام سهم: تحت رحمة ربها...
ام فهد تشد على يدها: ما عليه هذي امانه عندتس...
__________
بيت آلـ زيدان...
غرفة خليل...
هرب من نفسه وضعفه لأكثر رواية يعيش فيها شخصه المفضل ما تحمل عتب زياد ولا بعد راجح يحاول يصنع لنفسه شي يبعده عن الالم بصدره، شعور الرواية وقوته فيها ينسيه هذا الالم المزعج...
أيتها الصفحات ما بالكِ تشعريني بالسعادة؟
كيف سرقتني بسعادتك من واقعي لحياتك الوهمية؟
لم اشعر بك عندما أسرتني بين أوراقك الضعيفه...
ربما لأني وجدت نفسي بين كلماتك العميقه او لربما شعرت بالقوه معك!!
حاولت جاهداً الابتعاد والثابت بواقعي لكني اجد نفسي بين كلماتك الرقيقة...
حصلت على ما يشعرني بالقوة وما يشعرني بالبقاء...
لا أخشى معك التخلي ولا اخاف الفراق فأنتي جماد يصبح لي ما أريد عند الحاجة...
ويعود صامتاً عند الانتهاء.. كثرت صفحاتك وتزاحمت في مكتبتي الصغير..
صنعتي لي عالماً من الخيال أكاد أنسى نفسي به..
رافقتني منذ الصغر كيف لك أن تأسريني هـ كذا؟
بقلم الكاتبة/ ريم الحربي..
إنها قرائتها للمره الرابعه على التوالي بنفس اليوم، قفل الكتاب وقرر يغرق بأحلامه فوقها سند راسه عليها بضيق...
خليل بعد ما غرق بتفكيره: ليه؟
رفع عينه على الاسواره تذكر شعوره وفرح تلبسه وتوصيه عليها قال بنفسه: طيب وين رحتي؟ مدري أنا حافظت عليها ونسيتك او غرابتي هي اللي غيرتكم علي، رفع نفسه وناظر انعكاسه بأحد أبواب المكتبه الزجاجيه، كيف صرت لحالك بدون ما تحس؟
مسح وجهه بضيق قبل يتعمق بسؤاله اكثر ويعترف بضعفه لذاته وأنه ما يقدر يواجههم بكلمة عتب، سحب رواية البطل فيها يمتلك الثقه والقوة يضحي بحياته عشان حبيبته ويحمي اهله من الشر وأردف بخيبه: هذا حدك خيال...
___________
المستشفى...
محد قدر يرجع البيت منهم صحبتهم ما كانت أيام وليالي وسنين لمجرد عشرة فقط كانت مواقف وأخوه صحبتهم حاربت وعاصرت مشاكل وسنين خوف وألم ما قدر الزمن بقسوته يفرقهم ما زادها إلا قوه وترابط امتد لعيالهم...
كان أبو سهم وأبو بندر وأبو عبدالعزيز مع سهم وعبدالعزيز وعادل بأنتظار الرجال وباقي العيال مع عز ومثقال بالواقف الكل ينتظر يشوف عبدالله ويتطمن عليه...
عبدالعزيز قرب لعادل وهمس: تهقى اخطفوه عشان ما تملك؟
عادل بنفس مستوى الصوت: ما كنت اهقى لين سعود قاله بس من له مصلح؟ إذا فايز مسافر قبل الخطف وراجح تزوج...
عبدالعزيز: بظنك فايز ما وراه احد يساعده؟
عادل مسح على وجهه: والله الحين ما ودي افكر بشي ابغى اتطمن على عمي وان طاعني ابوي ابغى أملك عليها مره وحده مع العزيمه...
عبدالعزيز: الله بيزينها...
ابو بندر: ولدي يا عادل روح شوف أبوك وتطمن عليه وطمنا...
عادل: ابشر...
طلع من عندهم وقف بعيد عشان يقدر يشوفها ويطمن قلبه عليها من وصولهم ما قدر يقرب لها او يكلمها استحى من ابوه ابتسم بحب ومسح على شاربه بوعد ما يتم الاسبوع إلا وهي على ذمته...
كانت تنتظر عبدالله يسمح لها تشوفه، روحها ملهوفه لأبوها اللي ما يشوفها إلا امه ما قدرت تبعد عينها عن الباب ما كانت تحس باللي يذوب قلبه كل ما يشوف دموعها...
أبو سليمان بحنيه مسك رجلها: هدي يا بنتي بيسمحون لتس بس انتظري شوي يتطمنون على صحته اكثر وانا بنفسي لو ما دخلوتس عليه بوقف لهم...
ابتسمت ومالت كلها حضنت كتفه: عبدالله رجع يا سعود والله رجع...
أبو سليمان يمسح على يدها: الحمدلله يا بنتي الحمدلله...
جالس جنب فهد بالمقاعد المقابله للعنود وابوه ما سمح له قلبه يبقى بعيد اكثر يحس بعيونها تهرب منه ابتسم بداخله يفهم هروبها خجل منه رجع عبدالله وصار الوقت تنكتب على ذمته...
عادل لأبوه: اجيب لكم شي تشربونه؟
ناظر أبو سليمان لها بحنيه: ابوي يا العنود خليهم يجيبون لتس شي دافي تشربينه...
العنود: لا يا عم لا تشغل بالك ما يحتاج...
أبو سليمان: إلا يحتاج شايفتس كيف قبل شوي ترجفين وتمسحين على بطنتس اكيد موجسه برد...
العنود توترت: ااااا لا يا عم...
ابو سليمان: إلا أنا شفـ...
قطع جملته ووقف اول ما طلع عبدالله مثله مثل الباقي واردف: ولدي يا عبدالله...
كان عبدالله مبتسم شافهم كلهم وقفوا قالت العنود: اقدر أشوفه؟
تمسك عبدالله بابتسامته عشانها: ايه تقدرين هو نايم الحين بس ادخلي تطمني عليه...
دخلت العنود بسرعه وناظر عادل لها برحمه ورجع يناظر بعبدالله: كيف وضع عمي؟
تلاشت ابتسامة عبدالله بعد ما حس بعيون عادل ترجع له وتأكد انها دخلت: كل شي بخير الحمدلله صحته زينه لكن مدري احس عمي متغير ماهو عبدالله اللي راح كنه تبدل...
أبو سليمان: كيف؟
عبدالله: هادي وسوالفه قليله ما تعودت عليه كذا...
عادل: يمكن عشان اللي صار لا تشيل هم يشوف العنود ويرجع مثل قبل واحس...
دار الحديث والسؤال لكن محد حس بغياب فهد وانسحابه مشغولين على أبو العنود وتأنيب الضمير للحين يأكل بقلبه يتذكر كلام العنود وكلامهم له اعترف بغلطته لكن جرحهم كان اكبر...
.....................
العنود وأبوها...
قربت لسريره تمسح على ملامحه بشوق نايم بهدوء قربت له وباست عيونه ورأسه تحسست ملامحه وتسبقها دموعها عليه ملهوف كلها لأبوها وولد قلبها...
العنود بدموع: خوفتني عليك يا عبدالله وين كنت؟
جلست على طرف السرير ورفعت يده تبوسها: الحمدلله على سلامتك يا روح بنتك وأمك ودنيتها والله ما عاد اخليك تفارقني لحظه لو يقطعون عني النفس...
صحى على صوتها ابتسم: امي العنود أنا رجعت...
حضنت بكل قوتها ما قدرت تمنع نفسها بكت بخوف وبادلها أبوها الحضن وقال بحنيه: خلاص رجعت رجعني عمتس لفهد وسهم...
جمد شعورها واستوقفتها الكلمة ابتعدت عنه وقالت: مين عمي؟
راقبت عيونه وهي تنتظر الجواب ما كانت عيونه ولد قلبها وحست بغربه وفراغ يسكنها وهدوء مهيب كانت المرة الاولى تخاف من نظرته...
بلعت ريقها وعادت سؤالها بنبرة مختلفه: مين عمي؟
أبو العنود بهروب: ابغى أنام أنا راسي يعورني ما اقدر افكر كثير...
العنود مسكت يده: مين عمي؟
سكت وقت يفكر وقال: نسيت...
مسحت على راسه وقالت: نام وارتاح إذا صحيت تعلمني...
تمدد ومثل عليها النوم ومثلت انها صدقته نسى انها امه العنود تفهم هروبه وتفهم تفاصيله بعد مرور وقت طلعت وقابلها أبو سليمان...
أبو سليمان: طمنيني يا بنتي وشلونه عبدالله؟
العنود بهدوء: بخير رجع نام ادخل يا عم شوفه ترتاح...
دخل أبو سليمان ورفعت عينها لعادل: يابو سعود عبدالله في بطنه علم بس خايف يقول...
عادل: وش علمه؟
العنود: قال كلمه ما فهمتها قال رجعني عمتس ويوم سألته مثل النوم وهرب أنا اعرف عبدالله زين...
عادل: لا تشغلين بالتس تعال، رفع بطانيه صغيرة، هذي اخذتها من عبدالله اجلسي ودفي نفستس وجبت لتس شي دافي تشربينه البرد ماهو زين لتس...
حست أطرافها بردت ووجها احتر من الاحراج فهمت انه عرف تعبها نست أبوها واللي صار ونزلت راسه بخجل واستسلمت لأوامر...
____________
بيت منيف...
ضاق فيه المكان وخنقه الهوا يعد الليالي وأيامها يتخيلها في بيت سهم وهو شالها بقلبه عمر سحب ثوبه يلبسه يحاول يهرب من ضيق غرفته الصغيره لحضن امه الكبير هنوف الروح اخذت روحه وقفت...
تمدد بحضن امه وقال: تكفين يا ميميتي مشطي شعري بدياتس غديه يزين...
ام منيف تلف طرحتها: فيك شي يمي؟...
منيف بخفوت: أقول وتسمعيني من غير ليه؟ ولا تنشاد وعتب؟
مسحت على قلبه وفهمت همه: قولي يمي...
منيف:
أضيق ويضيق نفسي واتنسم انفاس الغياب...
طيب اعرف ان العرب تزعل ليا بان زعلي...
ما لمت من كثر علي اللوم وأسرف بالعتاب...
أنا أدري اني من وقت ماني بذاك الأولي...
تمنيت ان لي شايبٍ ما يصك له باب...
والناس تلفى مجلسه كنه لدم احد ولي...
ذرب القبال وبسمته زادت مع قل الزهاب...
حتى تقهو اليا دعا تسوى لها ذبحة طلي...
يضيق صدره وان لفاه اللي ما تسعه الرحاب...
ضفه تحت بشت الضلوع وبين صدره خلي...
يا غايبه والشوق ذنب ارتكبه العاشق وتاب...
توبه تعب من لفضها بعد الذنوب المبتلي...
اخذ نفس وسيطر الصمت عليهم وقت وانكسر مع صوت سيف ينادي...
سيف عند الباب: يا ولددددد منييففففف...
عدلت طرحتها تغطي وجها فيها: هلا يمي تعال...
وقف منيف يستقبله كان هادي استنكر سيف استقباله: عسى ما شر؟
منيف: الشر ما يجيك...
سيف: ليه وجهك منقلب؟
منيف مسح على وجهه: السموحه منك ادري استقبالي ماهو اللي تعودت لكن مصدع شوي...
سيف ناظر ام منيف: علومتس يا خاله؟ ابشرتس أبو العنود لقوه ورجع بخير...
ابتسم منيف: تقوله صادق؟
ام منيف: تقولها صادق؟ الحمدلله لك يا رب...
سيف ضحك: ههههههههههه ايه وجيت اخذ منيف أبو سليمان مسوي عشا كبير لسلامته...
ام منيف بخوف على ولدها: لا منيف يمي ما يروح...
منيف بإصرار: الله يرضى عليتس هذا عبدالله إذا ما رحت له ماني على حق...
سيف: وأبو العنود يا خاله يستاهل واللي راح راح...
ام منيف: الله يستر عليكم ويجبر قلبك...
مد سيف يده لمنيف ومسكها قبل يتكلم عقد حواجبه سيف وقال: كيف عرفت ان يدي ممدوده؟
منيف بهدوء: الله يهديك يا سيف تعودت عليك صرت حافظك حفظ...
ابتسم سيف بمجامله عشان ام منيف وطلع معه لبيت ابو سليمان...
________________
بيت ابو سليمان عند البنات..
مشاعل تشغل المكيفات: يا ربي كتمه..
الهنوف: طفيه الجو بارد خلقه افتحي الشبابيك..
رغد دخلت معها نغم: شوفن من بتشاركنا..
ريما شهقت وضربت على صدرها: هئئ بتشغلين البنت عيب هذي ضيفه...
ابتسمت نغم وسحبت أكمام عبايتها: كلنا اهل نتساعد ونستانس..
الهنوف ابتسمت ما حبت تكسر حماسها: اجل تساعدين مشاعل بالمباخر وريما ورغد عليهم الكنس والمسح وانا بروح اجهز المعاميل..
بفرح قالت نغم: من عيوني، بنبرة متردده، يا زوجة اخوي..
دخلت سجى على الكلمة: كيييوووووووت..
طلعت الهنوف والخجل مرسوم على ملامحها وريما تراقبها بلهفه ليوم ممكن يجمعها مع عبدالعزيز بمشاعر مثلها اخذت نفس ولملمت أحلامها لليل طويل تسهره معها وراحت تكمل شغلها..
سجى جلست وسحبت يد نغم: خليهم يشتغلني وتعالي سولفي علي..
رغد جلست: ايه صدق نغم وش شعورتس وسهم النفسية اخوتس؟
نغم بصدمه: مين النفسيه؟ سهم؟ بالعكس صح عصبي شوي ويحب يجلس لحاله بس ترا فيه حنية الارض...
حست رغد انها تفشلت: لا اقصد يعني ما نعرف عنه شي وبس منعزل..
نغم: أنا ادري وش فكرتكم عنه مثل ما كانت فكرتي لكن سهم ترا حنون بشكل محد يتصوره لما دخلت مرسمه جميل ورسماته فيها شي حلو وأغلبها لخالتي منيرة..
مشاعل تركت اللي بيدها وقربت: يرسم أمه؟
نغم: اكثر شي يحب يرسمه خالتي أصلا ويرسمها بالساعات..
ريما تمسح الطاوله: طيب مدري إذا سؤالي غلط او يضايقتس بس عندي فضول اعرف علاقتكم..
نغم بعيونها كسرة: مافي بينا تواصل يحاول يتجنبني بس خالتي منيرة حنون ومرات عشانها يعطيني أشياء، زمت شفايفها قبل تقول كلمة ترددت على مسمعها كثير، عشان منيرة..
رغد: انشهد..
سجى: منيرة معروفه بحنيتها..
مشاعل رجعت لشغلها: وش بلاكن عليها بس تسألن،ناظرت لنغم، ما عليتس منهن وطنشي...
رغد قامت: اقول ما عليه نغم زعلتي؟
كانت سعيده بسوالفهم معها: لا والله حتى لو ما قلت اعتقد الكل متوقع كيف بتصير العلاقه بينا وغير كذا كل شي واضح..
سجى: حلو اجل نخلص ونكمل بالمطبخ نتقهوى ونحش وتقولين لنا وش عنده سهم..
ريما: يا حبكن لكثر الهرج طيب اخلصن...
رغد: حياتس الله لقروب الحشاشات...
مشاعل: لا يا غبيه ما تقال كذا...
سجى: حياك لقروبنا وخلاص...
بعد نص ساعه كان قسم الرجال جاهز بكل ما يحتاج والمباخر حاضره بدون الجمر على استعداد استقبال فرحة رجوع ابو العنود..
_________
حصة وعبدالله...
دخل جناحها يسرق مع زحمة الناس لقلبه ولهفته كلمة يبرد شوقه وحنينه فيها، يماشي الهوا بخفه لا يقطع نومها ما يدري ان قلبها نبض ترحيب برجوعه له ايام ما زارها مبتسمه لشعورها وهي تردد أبيات اسهرتها في غيابه تحاكي فيها الشوق والوله...
جلست حصه وقالت بلهفه قبل يطلب عبدالله الإذن يدخل:
ليه انا دونك احس إني فقدت الاتجاه...
الأوادم حولي وكني في وسط المقطعه...
وليه كل درب يودي لك يشد الانتباه؟
وليه اشوفك في عيوني الجهات الأربعه؟
غمض عيونه يستشعر أبيات اكتبتها عشانه اخذ نفس عميق من أقصى مكان بشرايين قلبه ما حسه ياخذه من رئته وابتسم وهو يمسح على صدره...
عبدالله بنبرة حُب: تدرين ليه؟
حصه عدلت نفسها وغطت وجها بطرحتها: ابغى اشوفك وانت تقولي ليه؟
سحب عبدالله الستارة وجلس بالكرسي اللي جنبها:
لاني مديت لتس عمري على كف يمناتس...
وغيرتس على رجوى "هلا" مد عمره...
نزعت بيبان "الثقل" غاية رضاتس...
وشرعت لك قلبي ويا طول صبره...
"ميت شعور" وفز قلبي لـ طرياتس...
واعرف شعوري ما يجي غير مّره...
نزلت راسها خجل من أبياته واردفت: حاولت أتعلم قلت يمكن أهزمك...
عبدالله: انتي هزمتيني من اول يوم جيتي هنا والشعر ما عرفته إلا من عيونتس...
حصه بعتب: ابطيت علي يا ولد سعود...
عبدالله قرب بلهفه بدون شعور: مجبور يا نور العين لكن وعد ما تتكرر...
حصه بنبرة حزن: ابوي يقول بيطلعني...
عبدالله: إذا الله كتب باذن الله ما تطلعين إلا على بيتي...
حصه: ما فهمت!
عبدالله بسعادة: بكلم ابوي اليوم دام عمي رجع بجي اخطبتس...
حصه: عبدالله لا يأخذك الحب ونشوته أنا عمري قصير وما اقدر أصير لك زوجة ولا ام لعيالك أنا عاجزه يا عبدالله...
عبدالله بعتب: ومن قال ابي زوجة وأم عيال أنا ابي نبض قلبي قدامي اصبح بوجهتس وانام على صوتتس حبي لتس يا حصه اكبر من نشوة حب ولا لحظة طيش يوم شفتتس مدري كيف قلبي ما شق صدري وهرب لتس من زود حبه...
حصه: عبدالله...
عبدالله بمقاطعه: تقبلين فيني يا عيون عبدالله ابو وأخو ورفيق وصديق لتس تقبلين نقضي الباقي من عمرنا مع بعض؟
حصه بدموع: عبدالله كثر ما يفرحني طلبك يوجعني الموضوع اكبر من مشاعر لا تعذبني وتعذب نفسك...
عبدالله: ما نبض قلبي لتس عبث ما شفتتس إلا في بيتي وأصبح على عيونتس الحور وأسامر الليلة وانا اعزف شعري على مسامعتس لا ترديني وانا احبتس...
استسلمت حصه لشعورها ونزلت راسها بخجل من اعترافه وكلامه بعد وقت وهي تحس بلهفه عبدالله ينتظر منها جواب مسحت دمعتها وقالت: إذا وافق ابو حصه أنا موافقه...
طلع عبدالله وهو ما يدري كيف قدر يحافظ على ثباته وثقله بعد موافقتها قرر يحسم الأمر دامه بدأه وتوجه لأبوه اللي كان يطمن أصحابه عن ابو العنود...
التفت ابو سليمان لعبدالله: هلا ابوي يا عبدالله بتروح معنا ولا بتجلس؟
عبدالله اللي ما كان قادر يثبت من الفرحه اكثر: أنا جيت اطلب منك طلب وانا في وجهك ما تردني يا سعود...
ابتسم ابو بندر: من بنته اللي جابتك على وجهك؟
عبدالعزيز يناظر لعادل ورجع يناظر لعبدالله: عسى ما أبعدت؟
ابتسم عبدالله وناظر بعيون ابوه: لا تردني قول تم وأخطبها لي إذا اصبحت بكره يمكن ما تصبح اللي بعده واذا ما اخذتها قلبي يمكن ما يمسي الليلة دامه خفق لا تطفيه ليالي أشقاني الشوق والخوف، مسح على شعره، شيب براسي ما هقيته يحس لين جابها ربي...
ابو عبدالعزيز اللي أيقن صدق مشاعره ومستحيل تكون عابره شد على كتف ابو سليمان: يكفينا مجنون حب واحد لا يلحقه سميه...
ابو سهم: ودي افزع معك وانا عمك لكن مراجلي ما تعدت كم ثوبي وشجاعتي عميا...
عبدالعزيز بمواساه: كل شي يا عم قسمه ونصيب واللي راح راح...
سهم بقهر: ما كل شي إذا راح يروح كله شعوره يستمر مرات للقبر، ناظر لأبو سليمان وكانت المره الاولى يرمي كلام على ابوه قدام الرجال، يكفينا ضعيف واحد دام عبدالله جاء بشجاعته لا ترده يا عم...
ابو سهم بخجل: صادق يكفي أنا...
ابو سليمان بعتب: ما يصير كذا يا سهم هذا ابوك...
شد على اسنانه سهم وقال: فعلاً هذا ابوي يا عم ما يصير حتى لو كان بس بالاسم...
عادل يشتت الموقف: خلينا بعبدالله من بنته؟
ابو سليمان بمقاطعه: ماهو الحين وانا ابوك الرجال بيسبقونا للبيت وسليمان لحاله بعدين ربك يزينها...
_________
بيت لافي...
وقفت سيارة راجح ومسك يدها قبل تنزل: تكفين خليها وقت ثاني..
سحبت يدها باشمئزاز: لا تلمسني مره ثانيه وعمي الوقت اللي ابغى أجيه محد يمنعني..
نزلت وكان راحمها يدري الصدمه بتكون كبيره عليها العتب بعيونها يوم وافق كيف لو تدري بغدره؟ يراقبها تحاول تفتح الباب ومفاتيحها ما قدرت تفتحه..
غصون تحاول وبداخلها خوف ما تبغى تتواجه مع زياد لكن لازم تشوف عمها وتحاسبه على تخليها عنها..
غصون بنرفزه: الله ياخذه ليه ما يفتح؟
بعد كلمتها انفتح الباب ورجعت خطوة ورا استنكرت ملامح الغريب..
...: هلا اختي امري؟
غصون ناظرت البيت مره ثانيه ورجعت تناظر بالرجال: هذا ماهو بيت لافي؟
....: لا هذا بيتي..
غصون: كيف بيتك؟ أنا متأكده هذا حوشنا..
.....: كيف بيتكم؟ هذا بيتي أنا شاريه..
غصون بصدمه: باعه؟ لا لاااااا لااا اكيد غلطان..
....: يا بنتي هذا البيت أنا شاريه وساكنه جديد..
تجمعت الدموع بعيونها ناظر الرجال لها ورحمها فيها ضياع حست ان داخلها فراغ مشاعرها صارت ثقيله ما لها قدره تحس من ثقلها...
......: انتي وش تصيرين للي باعه لي؟
غصون بأمل: مين اللي باعه زياد بن لافي صح لان عمي مستحيل يبيع البيت وانا مدري اصلاً هو قال إذا بغيتي تعالي أي وقت؟
.....: لا والله يا بنتي اللي باعه لي ابوه ابو زياد لافي بنفسه، ناظر لسيارة وشاف راجح واقف عندها، انتي بنت اخوه المعرسه؟
غصون كانت صامته ما تكلمت تتذكر وعد عمها لها وكلامه قبل الملكة ودموعه وقت زفتها ما حست انه وداعها الأخير وهروب منها...
قرب راجح لما تأكد انها عرفت وتحت تأثير الصدمة: هلا يا الغالي المعذره عن الإزعاج لكن عمها ما قال لها عن البيعه..
.....: يعني انتي غصون بنت تركي؟
راجح: ايه وانا زوجها راجح بن حامد..
.....: والنعم والله الحمدلله اللي ساقكم الله واعطيكم الامانه لكن تفضلو حقكم والم (جاهز)..
شد راجح على يده: العذر منك لكن زوجتي تعبانه والله يكثر خيركم..
ناظر الرجال لحال غصون وما حب يضغط عليهم الصدمه واضحه عليها ألجمتها وجمدتها بمكانها..
....: اللي يناسبكم لكن انتظر بجيب الأمانة واجيك..
دخل الرجال وبعد وقت طلع: هذي الامانه نصيبها من البيعه تركها عمها عندي وقال أوصلها لها عشان تطلع من ذمتي وذمته..
اخذ راجح الفلوس وشكرا صاحب البيت حاوط كتف غصون وشدها له ما اعترضت على لمسه او ابتعدت ولا ناظر فيها راجح كسرتها تعوره ما يبغى الزمن والوقت يكسرها اكثر من كسره لها..
كانت تسمع وتحفظ كلامهم ما قدرت ترد كيف الصدر الحنون اللي عوضها عن فقد ابوها سنين واليدين الدافيه اللي مسحت عليها بحنيه تصير شوق وجمر؟ كيف قسى بعد كل هالحنيه؟ كيف تخلى وهي اللي ضحت عشان سمعتهم؟
وقفت سيارتهم قدام بيت آلـ زيدان رفعت نظرها وايقنت صدق ألمها وما تحمل قلبها صدمتها بعمّها وكيف نستها معناتها من راجح وصنعت لها معاناة جديده انهارت غصون وفقدت وعيها بعد موجة صراخ عالي بدون ما تكسر شي غير حبالها الصوتيه من الالم..
_______________
بيت ابو سليمان..
كان الحضور كبير بمجالس بيت ابو سليمان تزاحم بالمحبه والموده تشاركوا فرحة رجوع ابو العنود مع أهلهم وناسهم..
عناد نسف شماغه: عز المعاميل ما تكفي فيه زياده ولا اجيب من بيتنا؟
دخل فارس: عز عناد هذي معاميل زياده وترا المجالس ما تكفي الناس واجد وكلمني ضاري بيجون جماعتهم باخذ عبدالله وسهم يفرشون معي بالحوش..
فهد: أنا اروح معك..
فارس بلحظة انشغال: يا رجال انتي ما تقدر تشيل عمرك بتساعدني خليك بس مع خالي لا تجيب لنا مصيبه ثانيه..
ابتسم فهد وبرد وجهه من الصدمه سحب نفسه بسرعه وقبل يبتعد مسكه فارس: سامحني والله ما قصدت، باس على راسه، والله مدري كيف طلعت مني..
كان وده يصرخ يقول حاولت بس ما قدرت لكن متأكد الجواب واحد من وزنك اكتفى يقول: لا عادي..
عناد بعد ما طلع فهد ضرب فارس على كتفه: انت ما تعرف تهرج؟
فارس عقد حواجبه: ماهو وقته يلا..
اخذ عز المعاميل يجهز القهوة مع عناد وجهز فارس الفرش والنار بالحوش مع عبدالله..
عناد لعز: ترا ما كان له داعي كلمة فارس فهد اللي مره فيه يكفيه..
عز يجهز القهوة: والله معك حق أنا حسيتها بكبدي كيف هو؟
دخل عليهم سيف: مساعده يا شباب؟
عز ابتسم: هلا والله حياك لا الله يعزك ما تقصر كل شي خالص..
عناد: ارتاح كلها كم دله على كم براد ما تبيلها شي..
سيف: بالعموم أنا موجود لو احتجتوا شي بس نادوني..
عناد يجهز الشاهي: يا حليلهم سيف واخوانه أجواد..
عز: بس عيبهم ما يحبون يختلطون بالناس واجد..
دخل عادل بعصبيه: وهرجهم ماهو كثير اخلصوا علينا القهوة خلصت على الرجال وأنتم للحين..
جواد دخل معه دلة القهوة: اللي معي خلصت بسيبها عندكم وباخذ التانية..
عناد: والله يا جواد لا هرجك ولا ملامحك تدل ان علومك غانمه لكن ما شاءالله عليك ذيبان..
جواد يعدل شماغه: اشبك يابويا ماني مالي عينك؟
مثقال دخل معه دلال المجلس الثاني: اللي معي خلصت ابوي يقول كثروا الدلال..
عز: خلصت اربع كل واحد يأخذ ثنتين وارسلوا اللي معكم يأخذون الباقي..
دخل سليمان: مثقال يا ولد تميم بيجي ولا لا؟ مالهم عاده يتأخرون ولا يجون عزايمنا...
مثقال: والله حاولت اكلمه اكثر من مره لكن ماش ما يرد...
عادل: بعدين الحين خلونا نلحق على الرجال...
طلع مثقال ومن بعده عادل وجواد اللي أصر يضيف مع الشباب بالمجلس الثاني ومثقال كان مع سهم وعبدالله بالمجلس الرئيسي..
كان الهدوء مسيطر عليه توقع إذا قدر يرجع عمه بتتغير نظرتهم وينتهي العتب كلمة فارس كانت عاديه لكن بالوقت الغلط..
الشيخ: ولدي يا فهد ما سمعنا حسك؟
فهد بهدوء: لا بس تعبان شوي بعد العشاء اخذ لي غفوه ويروح..
أبو عبدالعزيز: وجهك ماهو جايز لي؟
سهم حاس فيه: ايه تعب شوي اليوم أنا بعد احس تعبت وشكلي بعد بسري (بمشي) بدري..
ابو بندر: ما قصرتوا بيض الله وجيهكم رجعتوا عمكم..
فهد: هذا عمي مافيه شي نشكر عليه الروح ترخص له..
ابو سليمان يراقب ملامح فهد عليها الضيق لاحظ عادل عيون ابوه وناظر لفهد فهم وش بخاطر طلع جواله وارسل له رساله...
طلع فهد بعد الرساله وكان عادل ينتظره عند الباب الخلفي: هلا عادل بغيت شي؟
عادل قرب له وحضنه: لا تحسب محد حاس فيك كلنا حاسين وفخورين انت ما قصرت لو غيرك اعتمد على الشرطه لا تحط في نفسك وانا اخوك...
كان محتاج الحضن وقال: تكفى لا تفكني محتاجه بالحيل...
ابتسم عادل وشد من حضنه له: كنت كل مره تقول انتم فهود سعود لا تشمتون الناس فيه اتركوا حزنكم وراكم وقابلوا الرياجيل مثل ما يبغى سعود...
فهد خنقته العبره: والله حاولت لكن اللي صار لعمي والعنود...
عادل ابتعد عنه وقال بمقاطعه: اللي صار قضاء وقدر ما تقدر تمنعه لو كلنا معك لا تحط في نفسك ولا تركي (تزيد) عليها من الهم عبدالله رجع والعنود بخير واذا طلع بنحتفل فيه وبنملك لأختك...
ضحك فهد ومسح وجهه: قول انك تراضيني عشاني اخو العروس...
عادل: لا يا تنكه الشرهه على اللي جاي يآخذ بخاطرك...
فهد: ههههههههههههههه يا رجال خلنا نضحك...
عادل: زين اضحك بس تعال لا نتأخر على الرجال...
دخل عادل وفهد من بعده وكانت عيون أبو سليمان تنتظرهم واسفهل وجهه بضحكة فهد...
اخذ عز الدله من جواد وحلف عليه يجلس خف الحضور بعد العشاء اقتصرت على بيت الـ مسفر وجيران الديره وعيالهم اللي كان غايب بينهم سليمان مثل كثير مرات استأذن لشغله اللي يبعده عنهم...
جواد متمسك بالدله: سيبها مبسوط...
عز يحاول ياخذها: والله ان تتركها خلاص ما قصرت خليني اقهويك...
ترك الدله جواد: الله يسعدك مافيني اشرب قهوة مره كترت اليوم...
عز: روح ارتاح والحين ينزل لك احلى شاهي...
جواد جلس جنب عناد: الله يسعدك حبيب قلبي ما أحبو...
بندر لفارس: وينه ابو نايف اختفى؟
عبدالعزيز قرب لهم: يعني ما تعودت عليه طلع لشغله...
بندر: الله يعينه ويستر عليه...
انتبه عناد لنظرة النقد من مصلح وقال لجواد بهمس: تكفى طلبتك آخر مره بس نوسع صدر فهد شوي..
جواد بنرفزه: ايش تبغى مني يابويا سيبني فحالي...
عناد: فهد والله ضايق حرام خلينا نوسع صدره...
ناظر لفهد تذكر كيف يوسع صدورهم ويضحكهم جواد باستسلام: طيب بس اليوم مره تانيه والله أسيبك..
عناد ابتسم بحماس: ولا يهمك...
مثقال كان يراقبهم قرب لضاري وقال: بتجيك مسرحيه الحين على كيفك كيفك..
ضاري: من اول أتحراهم وعيني عليهم..
جواد بصوت مسموع: اقول يا عمي سعود..
ابو سليمان كان منتبه لهم من البداية ابتسم: قول وانا عمك..
جواد: الحين أنا ليا زمان في الرياض وعشت أجواء البدو حقتكم، انتبه لنظرة مصلح كتم ضحكته وكمل، وكتبت قصيده وابغى انا ومسطح نتبادل القصيد...
مسح وجهه جلال بحرج: قصدك تتحاورون؟
جواد عينه على مصلح: ايوا نتحاور كد أنا اقولو قصيده وهوا يقولي قصيده...
كان أبو سليمان فاهم حركات جواد قال: اسلم وانا عمك لكن انت تقول بيت وهو يقول بيت...
جواد: سلمكم يا الربع...
مصلح: اسمها سلمتوا او من قال سلم سلمكم منين لقطتها (اخذتها)؟
جواد: يا رجال مافي فرق...
مصلح بهمس مسموع: يمل بلشت العين وش يفكني منه الحين...
جواد: ايه يا مسطح...
مصلح: مصلح مصلح سطحوا بطن العدو...
جواد: ايش رايك تبدا الحوار؟
مثقال يضحك على تعابير مصلح: محاوررره يا ولد محاوره..
بندر بهمس لعبدالعزيز: الله يعينه مصلح...
جواد: اللي هوا...
قرر يختصر الموضوع مصلح اخذ نفس وناظر لجواد:اقول
ياللي تحسب ان المراجل بسيطاتِ...
هوينه وكل ملقوفٍ من حدر بيته لقطها...
المراجل ما تجي بالساهل يا مكبر المخداتِ...
تبغى لها قرمٍ شد متون العصيبات وعمدها...
جواد ابتسم:
وشب نار الضيف وجمع لها حطابت...
ونحط له فوقها دلةٍ لذيذه قهوتها...
ونيوتيلا وفراولة ومني كيكات...
وعنزه صغيره شقراء لذيذٍ لبنها...
عز نسى الرجال وصرخ بتعزيز: صصصصححححححح لساانننككككككك ياولد جدة...
عناد عدل جلسته: كفووووووو، بضحك، هههههههههههههههه مني كيكات...
جواد يعدل شماغه: ايوووااا يابوووويييااااا ايش تحسبوا ما اعرف بالقصيد حقكم والهرجه هدي؟
مصلح بصدمه من القصيده: انت تقوله صادز؟
جواد: ايش بنا يابوييااااااا تحسب بس إنتا تعرف تقول الهرج هدا؟ لا يا حبيبي أنا جواااد ولد جدة أهل الرخاء والشدة..
أبو سليمان بضحك: هههههههههههههههه صح الله لسانكم يا الشعار والنعم بجدة واهلها...
بندر: ونععمممممممم، ضحك، هههههههههههه والله انك منت هين...
صار جلال يفرك يدينه من الاحراج: حسبي الله على العدو لا عاد تقصد...
مثقال يأخذ نفس من الضحك وضحك مره ثانيه: هههههههههههههههه اااااه الله يسعدك يا جواد...
كان فارس وعبدالعزيز مثل سيف وضاري الضحك منعهم عن الكلام كانت قصيدة جواد صدمه لهم اكثر من تعابير وجه مصلح...
عادل: والله كفو عليك يا جواد...
أبو عبدالعزيز: وصح لسانك يا مصلح أبيات جزله...
مصلح على وجهه الذهول: صح بدنك...
أبو بندر: ما شاءالله يا ولدي يا جواد يجي منك...
عبدالله يناظر لمصلح: أي والله بس يبيله شوي تدريب ومصلح ما يقصر الله يسعده...
فز مصلح: لا تكفى أنا في وجهك بيتين لهد تسبدي فيها...
جواد: أنتا الخسران...
تلثم مصلح وهمس: درباً مابه زولك مابه خساره...
ضاري مسح دموعه: إلا بسألك ليه حددت عنزه صغير وشقرا؟
جلال بينه وبين نفسه: يا رب ما يقول اللي فبالي...
جواد باستهبال عشان يرفع ضغط مصلح: عشان يكون حليبها بشكولاته..
عبدالله: اسألك بالله تقوله صادق؟
سهم بصدمه: لاااااااا لاااااااا تكفففففى كيف فكرت فيها هذي؟
جواد يأشر على راسه: يابويا هنا في عقل...
مصلح: ليتك مشغله اجل فيه فرق بين حليب المعزا؟
فارس: كيف جت على بالك؟
جلال انحرج وبيشتت الموقف: وش يقول الشاعر يا فهد...
سهم بهمس له: انت ما لقيت إلا فهد؟
جلال: ليه؟
سهم تلثم مثل حال بعض الشباب: الحين تعرف...
فهد ابتسم: يبشر ولد جدة، بعد تفكير قال:
الشفايا جمرتين تواهج وسط نار...
توها من حر صلو اللهيب مجمره...
انت كلك نار تجمع بياضً مع حمار...
تقل شمسً توها للمغيب محمره...
والصدر...
جلال بصدمه: اععععققققققببببب...
سهم: تستأهل...
فهد يكمل متجاهل تعابير وجيه العيال:
والصدر صغار والبطن هافي تقل غار...
الردايف بالثياب الطوال مشمره...
والشعر...
أبو سليمان بمقاطعه: صصحححح صح الله لسانك وانا أبوك خلاص ما أبقى شي توصفه...
جواد بصدمه: ايش قلة الأدب هادي؟ انت كدا قصائدك قليلة أدب؟
مصلح بنقد: الله يخلف واحد حليب شقلاطه والثاني جمر وقلة حيا...
ضحكوا العيال بصوت عالي على نظراته وقال سيف: هذا طلب جلال...
جلال: لا تحطونها براسي أنا ما هقيت بيقصد كذا...
أبو بندر ناظر للعيال كيف ساكتين محد عزز: أشوف حسكم ما طلع اليوم؟
عز يناظر لعادل: ودنا نعزز لكن عقال بعض الناس ما يحرم...
ضحك أبو عبدالعزيز: ولدي يا عادل أبد حتى عناد لا توفره...
عناد يكح دقنه ويهمس لعز: هذا وهو للحين ما يدري باللي سويته...
عز: وش مسوي؟
عناد: بعدين...
بعد وقت من السوالف قام عادل وهمس لأبوه واستأذن وطلع بعدها...
عبدالعزيز لفارس: وين رايح عادل؟
فارس: من جدك تسأل؟ ما تركها بالرخاء حفر الطريق من مكتبه لمكتبها تبغاه يتركها بالمستشفى لحالها؟
عبدالعزيز بتنهيده عميقه: ااييييييييييه يا فارس هذا هو الحب ولا وش فايده بدون العذاب..
فارس: اقول عسى الله لا يغربلنا..
عبدالعزيز: تهقى ليه اخطفوه قبل الملكه؟
فارس: وانت تعتقد ان خطفه عشان عادل ما يملك على العنود؟
عبدالعزيز عدل جلسته: اجل؟
فارس مسح وجهه: غصون تزوجت راجح..
بردة أطرافه وتوسعت عيونه من الصدمه: ووووش! من جدك؟ كيف؟ وليه ما حسينا؟
فارس: اشغلونا بخالي ..
عبدالعزيز: وعادل والعنود يدرون؟
فارس: لا للحين مدري كيف بقول لها..
مر الوقت عليهم جميل بين عز وعناد وجواد اللي يخططون كيف يرفعون ضغط مصلح ومثقال كان يدق على تميم وجواله مغلق ما كان مرتاح لاختفائه مثل ما فهد ما كان مرتاح بجلستهم يحسها ثقيله ومرهقه يشوف العتب بعيون البعض مثل ما يعاتب سهم ابوه بالنظر كان فارس وعبدالعزيز يفكرون بطريقة يقولون للعنود خبر زواج غصون مثل ما يفكر بندر كيف يقدر يحافظ على خلود بعد رجعتها...
بعد وقت وقف مصلح: الحمدلله على سلامة أبو العنود والله يجعلها آخر الهموم والله يكثر خيركم أنا أترخص منكم واستودعكم الله...
أبو سليمان بصوت جهوري: الله يحفظك ويستر عليك...
طلع مصلح مستعجل تذكر انه نسى يقفل باب الحوش عن النياق وقال لنفسه: أنا كيف سهيت عنه ونسيت الله لا يضيع لنا عقل...
كان يمشي بخطوات سريعه لسيارته الموجوده بالجانب الثاني من الطريق قطع الطريق بذهن غايب وصدمت سيارة كانت راجعه بسرعه متوسطه...
مصلح وقف بعصبيه: سلامااااااتتتتت ما تششوووووف كنت بتدعسني...
نزت جود من السيارة: أنا اسفه ما كنت منتبه أنا مرررررره اسفه...
رفع راسه بعصبيه بعد ما كان يمسح على ثوبه: وش بتفيد اسف لو دعستيني؟
جود نزلت طرحتها عن وجها: اووووووووف انت اللي طلعت فجأه مالي صلاح أصدمك بعدين سيارتي جديده مستحيل اضحي فيها عشانك...
تلاشت عصبيته وغضبه لما شالت الطرحه عن وجها وشاف ملامحها ما قدر يتكلم انفتن فيها وبطريقة كلامها ما عاد سمع غير صوت قلبه يخفق بسرعه...
كانت تتأكد من سلامة سيارتها وتتكلم ولا يرجع لها جواب استغربت صمته رفعت رأسها واخجلتها نظراته توترت اكثر من نبرته وحنيته بالسؤال...
مصلح بحنيه غريبه على قلبه: انتي بخير؟ صار لتس شي؟
جود بخجل: أنا مره اسفه الحين اكلم جلال وجواد يجو...
مصلح بصدمه: انتي اخت المايع جواد؟
جود بعصبيه: اخويا رجال المايع وجهك اللي يسد النفس...
ركبت سيارتها ووقفت بمكان قريب لبيت ابو سليمان نزلت تمشي بعصبيه وتحاول تستعجل بخطواتها وتهرب من نظراته لها...
مسح على وجهه والابتسامه مرسومه عليه: الوكاد ما هقيت ان الغزلان تخطف القلب وتقلب الحال...
*******************
أنت تقرأ
وأن ارتماء شوق الحنين في صدري العاري؟
Romanceتربت العنود في بيت عمها ابو سليمان وسط اجواء عائلية دافئه مع ابوها اللي بعد ما كان افضل محامي ورجل حكيم فقد عقلة بسبب مجهول وصار مثل الطفل يناديها "أمي العنود" تقرر تكمل مسيرة ابوها وتكتشف السر وراء مرض ابوها وتتولى قضية بتوصيه خاصه من شخص مجهول وت...