الفصل السابع والعشرون...

1K 34 6
                                    

بيت آلـ زيدان...
ضاق فيه المكان وطلع يشم هوا تثاقلت نفسه يحضر زواج اخته وهو بعيد ما قصرت رغد أرسلت له ما قدر يشوفها والشوق وصل حده في قلبه...
فهد بصوت حزين:
يا رب خذني بين أياديك تايب..
قدام اجيك علو الأمتان مشيول...
لو ماني العبد المطيع المثايب...
وماني بسيفٍ فوق أعاديك مسلول...
لكني اطهر من مزون السحايب...
كأني من مياه السماوات مغسول...
ان جيتني ياليل وش انت جايب؟
يا مرحبا واللي يجي منك مقبول...
نفسي لها مده قوية صلايب...
من دونها باب الوناسات مقفول...
كلن يشوف اني مقصر وغايب...
وانا مقصر صدق مدري وش أقول...
كنت أتعذر بالشغل والطلايب...
وانا قسم بالله ماني بمشغول...
عيت على صدري تهب الهبايب...
لا داني الجمعة ولا أداني الصوت...
ما كن لي بين الحبايب حبايب...
لو اضحك شوي اتكدر على طول...
خسرت ربع(ن) طيبين وقرايب...
احبهم... لكن مابي منهم الزول...
معي بلاً عجزت عليه الطبايب...
يتكني وانا ما عندي له حلول...
غمض عيونه واخذ نفس بعمق يفكر بقراره وغيابه عن بيت ابوه وبعده عن امه زفر النفس وهو يقنع نفسه انه صح ما يبغى يحملها لوم فوق لومها اللي جاها...
ام العنود: صح لسانك يا ولدي...
فتح عيونه وناظر لها بصدمه: هلا يام العنود...
جلست جنبه: مر علينا شهر ولا اذكر مره ناديتني يمه او امي فاطمه ليه؟
ابتسم: هذي تربية بنتتس العنود...
لمعت عيونها على ذكرها: العنود؟
فهد: ايه العنود كانت تقول أنا احب امي نرجس لكن ما اقدر أناديه يمه...
ام العنود بدموع: ليه؟
فهد قرب لها ومسك يدها يبوسها: يمكن عشان عندها أمل يوم من الأيام تناديتس يمه...
سحبت يدها وغطت وجها بيدينها تبكي: كيف وهي ما تبغى تشوفني...
فهد بحنيه: دام ما تبغى تشوفتس ليه انتي ما تشوفينها عروس...
رفعت راسها وعيونها الدامعه كلها شوق لضناها: عروس؟
فهد: اليوم ملكتها على عادل اخوي ورغد ما قصرت صورت لي كل شي ،ابتسم، وأبو الوليد ما قصر اخذ عيالتس وراحوا يحضرون صاروا أطيب مني، حضنها لما شهقت، بس لا تقولين اني فتنت عليه يبغون يفرحونتس وترا حتى راجح راح معهم...
ام العنود تمسح على قلبها: يا قلبي من قلبها...
قرب وفتح جواله تشوف عروس قلبها وهي تتجهز تسمع صوتها وتشوفها كانت اول مره تشوفها تضحك وتسولف تزينت بفستان ابيضّ ناعم اخذ من نعومتها وجمالها كثير ملامحها الجميلة ميزت طلتها الأنيقة مثل ما ميزها ربها بقلب أمها عن اخوانها...
فهد بحنيه: يكفي يام العنود...
مسكت يده وشهقت بشوق: تكفى يابو نرجس لا تحرمني، انتحبت وهي تقول، ما اقدر أشوفها إلا كذا تكفى...
نزل الجوال بحضنه وحضنها يهدي رجفتها ودموعها ويوعدها انه بيحاول يجمعها وهي تسمع مثل ما سمعت وعود كثير اندفنت مع السنين ولا تحققت...
___________
بيت أبو سليمان...
قل الحضور وصار محدود على القرايب والأصحاب تدور بينهم سوالف وضحك وبعض القصيد والذكريات كان الغريب فيها صمت أبو عبدالعزيز...
دخل عز على وجهه طيف ابتسامه: عبدالله تعال ابغاك بكلمة راس...
عناد: أنا وعبدالله راسنا واحد بجي معكم...
عز: لا خليك انت...
وقف جواد قال بمزح: خليك أنا دحين اروح معو واقولك...
عبدالله التفت لعز: ينوب عني جواد؟
جلس جنبه وقربه له يهمس بأذنه: تعال فيه مصيبه برا...
عبدالله بكسل نزل شماغه: والله لو قنبله ما طلعت جسمي مكسر...
أبو بندر: خليه يا ولدي خذ حد العيال معك إذا شي ضروري...
توتر لما حس التركيز صار عليهم: لا خلاص كنت امزح معه...
جواد ناظر لعز وابتسم بخبث: أنا بطلع أتمشى واخد قهوه، ناظره عز وما قدر يتكلم شاف ابوه ينتظر ردة فعله وأردف جواد لعناد، ايش رايك تجي معي؟
عز: يلا وأنا بجي معكم...
دخل مثقال: عبدالله سيارتك مقفله علي تعال بعدها عندي شغل..
عبدالله طلع مفتاح السياره ورماه على مثقال: هاك أبعدها انت..
لف عز يمثل انه يحك رقبته بيده اليسار: حصه برا..
فز عبدالله يناظر لعز: سئلتك بالله..
ابو سليمان: وش العلم يا عيال؟
مثقال: العلم سلامتك طال عمرك بس عبدالله ملتمس اليوم ماله عاده يخلي احد يسوق سيارته..
وقف عبدالله وأخذ شماغه: عند اذنكم يا الربع..
طلع وطلع بعده عز ومثقال، التفت يدور عليها رغم بعد الكلام عن الواقع قلبه صدق انها اشتاقت وجت..
عبدالله: وينها؟
مثقال: دخلتها حوش الحريم..
عز: اما عاد سلمتها امك وخواتك؟
مشى عبدالله لباب الحريم ووقف مثقال بوجهه..
مثقال بحزم: ماهي لك عاده يا ولد سعود وش جاب بنت الناس بالليل لبيتك؟ وش مسوي من ورانا؟
ارتبك وتلعثم: مـ..ا مدري والله ما...ما سويت شي..
عز: ما اخبر هذي علومك!
عبدالله نفخ بضيق من ظنهم: هذي مريضه عندي و...وبس..
مثقال: البنت داخل روح ولنا كلام..
عبدالله بتبرير: والله فاهمين غلط بس اروح اتطمن واجي اشرح لكم..
..................
عند الحريم..
حصه بندم وخوف حطت يدها على قلبها: ليه سمعت كلامها؟ يا رب تستر...
حاولت تخبي نفسها بالجانب المظلم من الحديقة تنتظر عبدالله بعيد عن الأنظار...
حصه بهمس شدت على عبايتها: لا تطول علي...
تكلمت رغد اللي كانت جالسه مع نفسها بصدمه: مين انتي؟
شهقت حصه: بسم الله مين انتي؟
رغد: انتي أللي مين؟ داخله بيتنا!
بشكل لا إرادي نزلت دموع حصه وبكت ما عرفت ترد او تبرر وجودها لو ردت موقفها بيكون غريب وبايخ...
رغد بحنيه: ضايعه؟
حصه: لا جيت عشان الدكتور عبدالله...
رغد: الدكتور عبدالله بن سعود؟ اخوي!
حصه ناظرت للباب والرعب مسيطر عليها: ايه...
رغد قربت منها قال بهمس: هو اللي قالتس تعالي؟
نزلت راسها بدون رد وتخصرت رغد: اجل هذي علومك يا ولد سعود والله انك ما تستاهل السمايه على عمك الذيب...
مسكت يد حصه: خلاص لا تبكين انا أربيه لتس...
حاولت تسحب يدها لكن رغد كانت أقوى منها: وش بتسوين؟
ابتسمت واخذتها معها: لازم تعرفين على اهل حبيب قلبتس...
عبدالله بصوت هامس: حصه!
طال الصمت وصور له عقله انها ممكن تكون تعبت من التوتر وفقدت وعيها دخل وما شفها دور بكل مكان بس ما حصلها طلع للعيال...
عبدالله ورجفة صوته واضحه: مثقال متأكد انها دخلت؟
مثقال: ايه ما جيت إلا بعد ما تأكدت انها دخلت ليه؟
عبدالله: ما لقيتها...
عز توسعت عيونه: يمكن دخلت عند الحريم؟
رغد من ورا الباب: أنا دخلتها يا الردي...
دخلوا العيال عندها كانت ملامحها غريبه تقاوم عبرتها وتحاولت خفي دموعها...
مثقال: رغد فيتس شي؟
عز قرب لها: مين مزعل سابعنا؟
عبدالله: البنت وينها؟
نفجرت رغد تبكي وتتكلم: اسمع ماهي حركات عيال سعود هذي ترا انت سمي عمك اللي راح عقله من الحب إذا ما قدرت تصير احسن منه امشي على خطاه ولا تصير ردي بنات الناس ماهي لعبه وترا دخلتها على امك وخواتك عشان ما تقدر تلعب عليها، بدأ صوتها يتغير من عبرتها، انت ما تخاف علينا يا خواتك ولا مواعدها في بيت ابوك يا وسع وجهك انت دكتـ...
قاطع كلامها يد عبدالله: اسكتي خلاص هذي مريضه عندي وعندها مشكله عشان كذا جت...
سحب مثقال رغد: ليه تبكين؟
حضنت مثقال وانهارت تبكي محد كان عارف ليه حاول مثقال وعز لكن بدون فايده...
نايف بصدمه: عمه ليه تبكين؟
بعدت عن مثقال تمسح دموعها بشماغه: ولا شي...
عز بمزح: ييييييع يا مثقال الحين دموع رغد بتصير بشماغك لازم تغسلها سبع مرات وحده منها بالتراب...
رغد بقهر ضربت كتفه: ليه كلب أنا؟
عز بغزل: لا والله اليوم اميره وش هالزين؟
رغد ضحكت ومسحت دموعها: أنا اصلاً كل يوم أميره بس انت عيونك ما تشوف...
نايف: عمه خلصتي صياح؟
تخصرت رغد: لا وش تبغى؟
نايف: طيب وقفي شوي وسوي لي اكل جوعان ما أكلت مع الرجال بعدين كملي...
مثقال: الله اكبر من اللي يدفني على الصحن قبل شوي؟
نايف يمسح على بطنه: لعبت وراح الأكل هضمته خلاص...
رغد: اسمع يا أبو شدوق أنا الحين نفسيتي صفر من جدتك...
مثقال: وصلنا على خير وش مسويه لتس امي هالمره؟
نايف: بعدين تقولك، ناظر لرغد، فيه دراسه بريطانيه تقول المرأة إذا طبخت وهي تبكي وحزينه تتعدل نفسيتها تكفين سوي لي اكل امي ما راح تخليني اكل إذا رجعنا البيت...
رغد: العاملات بالمطبخ قول لهم يحطون اكل...
نايف: بس أنا مشتهي نودلز من يدينتس...
مسحت بقايا كحلها بمنديل: ماشاءالله عليك يا ولد تغريد ترا مقطوع سرك بسيارة ابوك وجدتك اللي قطعته لا تسوي لي فيها من كوريا اللحم قدامك والخير...
نايف: قولي وألله انا امي جابتني بالسياره؟ بس هي تقول لصديقتها انها جابتني بمستشفى خاص...
قربت له وقالت بخبث: ما عليك أنا اسوي لك الحين اللي تبي وبقولك كيف جابتك امك عشان تقولها لصديقاتها...
عز: هالبنت تحب المشاكل...
كان عبدالله بعالم ثاني متأكد اللي جاب حصه شي كبير...
عبدالله: وش اسوي الحين يا عيال؟
طلع مثقال جواله: أنا بكلم ريما تجيبها ،ناظر لعز، وانت روح لرجال لا يجون الملاقيف...
طلع عز وبعد مكالمة مثقال وقف عند الباب من برا ينتظر البنت وعبدالله اختار ينتظرها داخل...
حصه: عبدالله...
نسى خوفه وتلاش كل إحساس بداخله مابقى غير الحب: عيونه وش اللي جابتس لدربي؟
حصه: اللي كان يسوقك لدربي وينظم القصيد بقلبك لي هو نفسه اللي ساقني لبيتكم...
ريما: ااحمممممم...
ناظر لها عبدالله ورجع يناظر لحصه بعيون ولهان: كيف جيتي؟
نزلت راسها بداخلها تعرف اللي سوته غلط لكن هذا الحل: عبدالله أنا انجبرت اخواني بيزوجوني لولد عمي وبيجبرون ابوي يوافق تكفى لا تخليني...
عبدالله قرب خطوه داخله يبغى يحضنها ويطمن قلبها: يخسون أنا بعد بكره راجع الدوام...
قربت له خطوه ومسكت يده: ان كان فيه سبب رجعني للحياه وابعدني عن الموت بعد ربي دخولك حياتي لا تعلقني يا ولد الناس وتهرب أنا في وجه شيبانك...
عبدالله: والله ما يصير إلا اللي تبينه لو الثمن روحي...
حصه: بسم الله عليك...
عبدالله: احد يعرف انتس هنا؟
تذكرت عبير وعدلت عبايتها وهربت عيونها من عبدالله: أنا لازم اطلع عبير تنتظرني...
وقف قدامها: عبير؟
ناظرت له وشدت على يدينها: والله كنت مجبوره وخفت هربت لأمانك ما قدرت وهي استغلت حاجتي...
سكت عبدالله وابتعد عن طريقها بدون رد وصلت الباب والتفت عليه وما ناظر لها وفهمت اللي سوته شي كبير...
___________
الفندق...
دخل بعد سلامه على سهم وتوصياته ما قدر ما يسمي عليها: بسم الله تبارك الرحمن...
العنود بخجل: لا تبالغ يعني ما شافتني قبل؟
وقف قدامها وفتح بشته لها: وده يحس بقربتس ويسمع نبض قلبتس...
نزلت راسها ما قدرت تتحرك وحضنها بكل عروق قلبه نزل يدينها لخصرها ورفعها لمستوى طوله شوي...
عادل عيونها على رقبتها: كل مره اشوفتس فيها يجي بخاطري شي وابلع رغبتي وأصبرها لهذا اليوم...
نزل لرقبتها وطبع قبلة عميقه رسمت بعدها اثر ضمها لقلبه واستنشق ريحة المسك حاول يختزن اكبر قدر منها داخل صدره قبل ينفث أنفاسه الحاره على رقبتها ويتقشعر جسمها...
ابتعد عنها يتأمل رجفت شفايفها وربكتها الواضحه: صرتي حلالي يا ريحة المسك...
سحبت نفسها وجلست على الكنب تحاول تسيطر على روحها اللي تاهت منها بين حنانه وقرارها ما عرفت تسوي شي غير انها تخجل من غزله وتستسلم لحضنه...
ابتسم لها وجلس على طرف الطاولة المقابله لها يتمعن ملامحها ويشبع عيونه من جمالها...
انتزعتك من البعد وجبتك لأحضان الحنين...
وتلاقت عيون العشق وأزهر قلب مشتاق...
سرقتك من هموم السنين...
وشيدت لك من ظلوعي بيت ما يسكنه سوا عشقٍ...
يباري خاطرك عن كل ضيق...
تعالي نبني لنا دنيا ما تناسب غيرنا عشاق...
تعالي نعيش الأمنيات...
ونطرد طيف الهجر وطاري بعاد...
عشتك عمر مجرد أمنية مالها مثيل...
وعشتيني كبر وغرور وظهر عن عثراة السنين...
خيبت ظن حساد ونفس دجال...
وارويتي عروق القلب بدلالٍ كساك...
بقلم الكاتبة/ ريم الحربي ...
نزلت راسها خجل رفعه بأبهامه: الحين بتقنعيني ان العنود بنت عبدالله مستحيه؟
العنود بصوت متذبذب: لا بس متوتره شوي بعدين من متى تقول مثل هذا الكلام؟
عادل بمزح غمز لها: انتي بس عطيني فرصتي واسمعتس شي عمرتس ما سمعتيه بعدين وينه لسانتس؟، قرب منها شوي، ولا لازم اجي اتأكد؟
العنود اخذت نفس حطت يدها على صدره تمنعه يقترب منها اكثر وتكلمت بجديه: عادل معليش تسمعني شوي؟
رجع مكانه استغرب ردة فعلها: فيتس شي؟
العنود شدت على طرف فستانها الأبيض وعيونها تدور بالغرفة: ادري يا ولد عمي صرت على ذمتك ولك حقوق عندي وانا ما امنعها عنك لكن لي طلب صغير...
عادل يجاريها يحاول يفهم: لتس اللي تبين باللي اقدر عليه...
العنود: باذن الله بتقدر بس، اخذت نفس بتوتر، عادل انت كنت ملازمني بكل شي عشته وكل شي مريت فيه، شدت على طرف فستانها وناظرت يدينها، أنا اسفه ما اقدر اكمل هذي الليلة معك كأي زوجين وأتمنى انك تتفهمني وتعطيني مساحتي أنا عقلي مشوش من استلام القضية وحنا كل يوم بمشكله ما راح اقدر ارتاح واعيش معك طبيعي إلا إذا انهيت الموضوع...
ما كان متوقع منها هذا الشي حس بركان بينفجر داخله غمض عيونه وقدر يسيطر على أعصابه: لتس اللي تبين يا عنودي ما اضغط عليتس وانتظرتس العمر كله...
ابتسمت العنود براحه وأردف: بس اسمحيلي بشي خاطري فيه من سنين...
توسعت ابتسامتها وزاد خجلها وهي بين يدينه يحضنها بقلبه ويشد عليها سحب طرف شعرها يشمه ويتحسس وجودها بين يدينه ورفع راسها يستشعر قربها ركز عيونه على شفايفها وجذبها بعشق ولهفه ما قدر يبتعد وياخذ نفس كتمها بحبه خوف ما يقدر يكررها...
دفته العنود: كتمتني...
عادل مغمض عيونها ما قدرت يطلع من شعورها تكلم بصوت خادر: ياويلتس من الله بتحرميني منها؟
العنود بهروب: بروح ابدل وامسح المكياج بكره عندنا عرس لازم نرتاح قبل...
ابتعدت بعد ما سمح لها وراقبها تأخذ ملابسها وروبها قبل تدخل الحمام...
قفلت باب الحمام وحطت يدها على صدرها تحاول تسيطر على نبضها شافت انعكاسها بالمرايه وكان الأثر واضح...
العنود بهمس: اوووف الحمدلله يا رب تعدي الموضوع على خير...
طلعت بعد وقت تمشي بهدوء وهي ترطب يدينها بلوشن تحاول تتأخر قد ما تقدر عشان تضمن ينام...
قربت لسرير وحست براحه لما شافته نايم على جنبه الأيمن جلست على الطرف الثاني من السرير بخفه عشان ما تصحيه التفتت وشافته على نومته تمددت جنبه وقبل تزفر انفسها براحه حست فيه يحضن ظهرها...
عادل بحب: ما اقدر انام وعنودي بعيده عن حضني هذا طلبي دام لبيت طلبتس...
حست عروق جسمها تشنجت وردت بصوت هامس: مقبول...
لمعت عيونه فرح وشدها لحضنه اكثر يشم ريحتها ويحس بدفى جسمها همس بأذنها الوعد والمعوذات ولا قدر ينام قبل يتأكد ان ريحة المسك راحت لعالم الاحلام...
___________
بيت أبو غادة...
جلس على كنبة قريبه من الشرفة منظرها مبهر للعين كيف بقايا الثلج متوسده الأغصان وألوان بدايات الصباح زاد بجمالها...
حاول يتأمل المنظر وينسى كسرته جرحه ما برى من اخوانه كل مره يشوف بنته غادة يتذكر غدرهم ومكرهم معه...
سند راسه على الكنب وغمض عيونه: ربي اجعلني كما تحب وترضى ربي تقبلين من الصابرين ولا تكتب لي ذنب القطيعه...
ناظر الساعه كان الوقت بدري اخذ الجاكيت وطلع قبل تصحى زوجته وبنته...
وقف على باب البنايه: بسم الله توكلت على الله ولا حول ولاقوة إلا بالله...
التفت يمينه كان هدوء مهيب يكسره صوت الرياح وبعض قطرات الندى تبتعد عن أغصان الشجر...
جمع يدينه وقربها لفمه ينفث فيها هوا حار قبل يلبس القلفز...
أبو غادة بحنين: مافيه مثلك يا المملكة...
كمل طريقة وهو يتمتم بالأذكار واستوقفه صوت رجال يبكي فز قلبه لما سمع كلامه وعرف انه عربي كان يتوجد ويلوم نفسه...
أبو غادة بتعزوي: أبو غادة ابوها من هذا؟
تبع الصوت بهروله ومع كل خطوه يزيد ويقرب وصل عند بحيرة كان رجال كبير بالسن الحزن حنى ظهره والهم زاد من تجاعيد السنين بملامحه...
ابو غادة يقرب منه: انت بخير يا الأجودي؟
كان أبو زياد مستمر بالبكاء يردد كلام ماهو مفهوم...
جلس جنبه: انت بخير؟
أبو زياد: يوووووووووه يا وجع قلبي وين يجيني الخير وانا ظلمت بنت اخوي ظلمت اليتيمه وأحسبني سترتها...
ابو غادة: إذا ضايقه فيك انا أسمعك...
التفت له أبو زياد: وش تبغى تسمع اني ظلمت بنت اخوي؟ ظلمت اليتيمه ودفنتها حيه؟
أبو غادة بتفهم: إذا ودك اسمع...
كان أبو غاده بالنسبه لأبو زياد فرج  بحه الكتمان ثقلت نفسه من الهم ،ابتدأ يحكي تفاصيل قصة غصون بتحفظ بحيث يحافظ على صورة عائلته الصغيره ونسج لها خيوط جديده شوهت من حقيقتها عشان براءة ولده...
أبو غادة: إذا العلم مثل ما قلت أنا أشوف انك ما ظلمتها الله يستر عليها وزين انك تحملتها...
أبو زياد بندم: بس هي ماهي حامل لو ما زوجتها وتأكدت...
أبو غادة: اسمع وانا اخوك البنت راحت لحال سبيلها الله يستر عليها انت سترت على غلطها دام غلطت تتحمل فعلها لو غيرك ما يرضى إلا بالدم...
أبو زياد: تهقى؟
أبو غادة: الله الله بعد القصة اللي قلت لي ابد ما أخطيت بشي والله يلوم اللي يلومك ودام زوجتها ولا طلعت حامل ربي يرزقها بعدين...
غمض عيونه يتذكر رجائها...
......
غصون برجفه: عمي أنا ماني حامل عمي تكفى لا تخليني معه بعت نفسي للوهم تكفى يا لافي لا تتركني له وانا رضيت عشانك...
أبو زياد بعدم تصديق: انتي وش تقولين؟
غصون بشهقات عاليه: انا ااااااانـ...ـ، قطع صوتها البكاء استمرّت تبكي وقت اخذت نفس وقالت، أنا ماني حامل تكفى تتتتكفى يا لافي لا تتركني له طلقني وخذني تحت جناحك مابي زياد بس لا تتركني له...
أبو زياد بقل حيله صار يبكي معها: والله يا بنتي ما بيدي شي ما اقدر آخذك تحت جناحي بعد اللي صار وزياد عرف كل شي يا انتي يا ولدي...
غصون: واااالله ووواالله مالي خاطر بزياد ولا أعيش معكم بس خذني من عنده أنا إذا شفت ،شقته ،اكره نفسي تكفى يا عم أنا وصية تركي لا تتركني للموت لافي يااا لاااااااففففيييييي...
ما عرف وش يرد عليها طال صمته ونفذ صبرها أردفت بأنهيار: لاااافي ررررررررد علي لااااا تخلييييننننيييي ان في وجهك يا عم لا تتركني ليييييييه ما ترد علييييي؟ ما رحت اشتكيت عشان كلام الناس وعشان سمعتك ابتعدت عن زياد عشانك ،سمع صوت جسمها يطيح على الأرض بقوه وكملت بقهر، قلت لي يا بنتي ما اقدر على كلام الناس رحت للموت عشانك ظنيت اني حامل عشان لا تنفضح والحين تقولي ما اقدر؟
أبو زياد مسح دموعه بعجز:أنا يا بنتي ما انام الليل...
غصون بمقاطعه: تعال خذني وريحني وارتاح...
أبو زياد يكمل بنفس النبرة: العذر منك حنا نحاول نبني نفسنا وحياتنا من جديد ما عاد لك مكان معنا خليك معه الله يستر عليك ويحفظك...
...............
غمض عيونه يسترجع شعوره وهو يقفل الخط وينهار يبكي ما يعرف وش صار فيها بعد كلامه اقنع نفسه انه صح مثل ما اقنع أبو غادة بالحقيقة المشوهه...
____________
بيت عيال سعد...
فز على صوت فرح سحب نفسه بسرعه قبل تصحى اسيل واخذ التيشيرت...
فرح بصرخ عند الباب: فااااييييييززززززز ابببووووووويييييييي...
فتح الباب: وش فيه؟
فرح بانيهار: تكفى فايزابوي يمووووووت كلموني المستشفى...
حس بلحظتها الدنيا لفت فيه وعموده الفقري تقشعر همس لذاته كيف يموت وهو ما تحاسب؟
استجمع بقايا انتقام نسى يذوقه سعد واخذ فرح وتوجه للمستشفى تارك اسيل وراه تصارع خوفها وصدمتها لما صحت وشافته يفتح الباب لفرح...
وصل فايز المستشفى يلهث حقد من سمح له يروح قبل يأخذ بثار نورة من عطاه الحق يرتاح بعد العذاب اللي ذاقته؟
مشى لأقرب ممر يوصل لغرفه وهمس: بدري عليك الموت لازم أذبحك قبل تروح لربك وياخذ حق نوره منك...
فرح تمشي بخطوات سريعه وراه: فايز ما أسمعك ابوي بخير؟
وقف واخذ نفس عميق يشتت مشاعر الحقد عشان اخته ناظر لها برحمه مسك كتوفها ناظر لملامحها دقائق وأخذها بحضنه: فرح إذا الله ارد له الموت لا تجزعين...
فرح صرخت: مااااااااات؟ مااااااااات؟
فايز: حنا ما نعرف وش وضعه أنا ابغى يكون فيك يقين...
بعدها عن حضنه ومسح دموعها: فرح لا تجزعين من رحمة ربك وش ما كان اللي بنواجه داخل لازم يكون إيمانك بالله كبير...
فرح بقل صبر تكلمت بصوت باكي: تكفى خلينا ندخل تعبت...
مسك يدها ودخلوا شاف الظالم بأضعف حالاته ماحس برحمه ولا حس بخوف عليه ولا حتى تشفي يحسه تجرد من كل مشاعره واحاسيسه رحمه من ربه...
كان يشوف فرح تحضن ابوها وتبكي وتكلمه وهو عيونه تدور بينهم بندم فهم فايز سؤاله بدون كلام وقرب منه يزيده فوق عذابه عذاب...
فايز وقف عند راس ابوه ناظر له: تمنيت لو تركت لي ذكرى حلوه تشفع لك واترحم فيها عليك لكن ظلمك وجبروتك شمل حتى عيالك ودي لو أنطقك الشهادة لكن الجنة كثيره عليك...
فرح بانهيار: خلااااص يافايزماهو وقت العتب ابوي يموت...
شد سعد على يدها وكمل فايز: متى وقته؟ قبل ما كان وقته لاني ما أشوفه وصار ماهو وقته لانه مريض والحين بيموت متى وقته؟
فرح: تكفـ... تكفى خلاص...
فايز بحرقه: سسسنننييييينننن سنننيننن تمنيت اسمع منك كلمة يا ولدي او حتى كلمه طيبه ما سمعت غير يا ولد الحـرام طعنتني وكسرت ظهري بأمي نورة اللي تعبت عشانك وحبتك وضحت وتحملت اتهمتها بشرفها مع اللي ما يخافون الله، انحنى له وهمس، أنا يا سعد سويت التحليل من زمان وما قلت لك عشان تتعذب بتأنيب ضمير ووجع ودام الموت بيريحنا منك تدري أنا ولد مين؟
شهق سعد وشد على ملابس فايز قبل يلفظ أنفاسه الاخيره...
فايز قرب له وهمس: موت بحسرتك أنا ولدك اللي بيدعي عليك بكل صلاة ولا يذكرك بالخير ابد...
ارتخت يده عن ملابس فايز وفاضت روحها لخالقها وانهارت فرح من وفاته ما كان حُب له كثر ماهو خوف من الدنيا بدون أب او أم...
__________________
بيت آلـ زيدان...
سمع فهد صوت سيارتهم الحماس يأكل قلبه، مشتاق يسمع سوالف عن بيت ابوه اللي فاقده وقررت فاطمه تهرب لغرفته ما تعرف وش بيكون بقلب فواز بعد لقائه بعبدالله ولا تعرف وش بتحس إذا تكلم عنه مشاعر كثير مرت داخلها بثانيه كان الهروب هو الحل بنظرها...
دخل الوليد بحماس ومن بعده خليل توجهوا لفهد يتسابقون مين تسولف له اول واحد...
الوليد رفع ثوبه وثبت شماغه بيده وراح يركض عكس خليل اللي استغنى عن حذيانه (يكرم القارئ) وشماغه ويركض بنفس السرعه...
الوليد: لا تتسسممعععع منه...
خليل صار يركض اسرع: قفل أذنك أنا بقولك كل شي...
فهد بضحك على حالهم: هههههههههههههههههههه اول واحد يصل بسمع منه...
كان أبو الوليد واقف يراقبهم مبتسم ناظر لخليل كيف تغير وتعلق بفهد قدر يسوي بفتره بسيطه شي ما قدر راجح يسويه سنين والوليد سعادته بأخوانه وتقديسه لجمعتهم همس بـ: الله لا يفرقكم...
راجح بصد: الله لا يقبل منك...
ناظر له بأستحقار وأردف: ما تتغير لو يغسلونك بزمزم ما تنظف يا ولد حامد...
راجح بسخريه: ههه هذا أنتم إذا ما عجبكم الكلام نسبتوني لحامد...
تجاهله وانتبه لغيابها رفع عينه شاف جناحها شباكه مفتوح اختصر على نفسه السؤال وتركها لنفسها عرف انها عرفت بروحتهم الخوف ماهو بس بقلبها ما يعرف كيف بتسأل عنه وعن بنتها ما يدري إذا له قوه يرد سؤال عيونها عن عبدالله ويشوف لمعتها من ذكره او بيندم على خطوته؟
الوليد مسك راس فهد: والله اني وصلت قبله، لف راس فهد له، اسمعني أنا لا تسمع منه...
خليل سحب يد فهد: والله ما تقول حرف أنا وصلت قبلك...
نزل شماغه وجلس قدام فهد: ههههههههههههههههههه خلاص ياعيال اجلسوا نسولف جميع...
جلس فهد وعينه على أبو الوليد: طمني يابو الوليد كيف حال آلـ مسفر كلهم؟
ابتسم أبو الوليد يتذكر حضن عبدالله وكلامه اكتفى انه يقول: بخير باقي العلوم خل اخوانك يعلمونك...
خليل بحماس: اخوك عز ومعه واحد اسمه عناد والثاني اسمه جواد يا أنهم جننوا واحد من الضيوف كرهوه عيشته يا رجال ماني قادر امسك ضحكتي ياخي مدري كيف يسوون حركاتهم ومحد ينتبه...
الوليد بنفس الحماس: ايه شفته المسكين والله انه على نيته وأجودي...
ضحك فهد: هههههههههههههه هم للحين؟ هذا مصلح صديق مثقال اخوي وصديق العائلة حياته كلها بالبر مع حلاله وحلال ابوه إنسان يختلف عن باقي الناس طيب وواضح على وضح النقى ما يعرف يكذب او يجامل وهذا اكثر شي حبب ابوي فيه إذا رحنا عنده نرتاح ونحس الدنيا بخير...
أبو الوليد: ايه لاحظت من سوالف سعود معه...
فهد بحنين: وش حال سعود بعدي؟
أبو الوليد: بخير وما عليه بس لا تطول عليهم، وقف وناظر لجناحها شاف الانوار مطفيه عرف انها نامت، أنا بطلع اريح يلا تصبحون على خير...
فهد والوليد وخليل: وانت من اهله...
فهد تربع ولف على العيال: ايه كملوا...
الوليد: ليتك كنت معنا الصدق على انه عائلي إلا ان الضيوف كثير والجلسه توسع الخاطر ما كان ودي نطلع من عندهم...
راجح يفك زرار ثوبه بعدم اهتمام: وانت الصادق تسد النفس نفوس ثقيله ذابحها الكبر...
فهد بنظرات: قصدك ما قدرت تباري طيبهم وذميتهم...
ضحك راجح بسخريه: هههههههههههه اول مره احس ان دمك خفيف فعلاً، وقف وناظر لخليل، انت نام بدري عندنا مشوار بكره...
خليل بهدوء غريب لراجح ناظر لفهد: أنا بكره مرتبط مع فهد خلها يوم ثاني...
ناظر لفهد بحقد قبل يدخل ويتركهم كان يمشي خطوات سريعه يتمتم بوعيد وعتب ما قدر يقوله لخليل ويفكر متى قدر فهد يغير خليل كان معه وين لقى الوقت وكيف انشغل عنه؟
وقف قدام جناحه وتشتت أفكاره عن فهد وخليل تذكر المظلومة اللي تزاحمت ذنوبها على ظهره...
ما عنده الشجاعه الكافيه يدخل قرب للباب ومسح عليه: وش بيصير الحين الله وحده يعلم لكن اللي اعرفه مالي وجه اشوفك...
___________
المستشفى...
دخل بعد حرب مع الدكتور وأقنعه بس يشوفها ويتطمن عليها قرب لسرير ومسك يدها كانت بارده لأبعد حد ناظر للاجهزه محاوطتها ناظر عيونها وتذكر بالنقاب كيف كانت جميله واليوم الهالات والحزن مخفي جمالها...
سحب كرسي جلس قريب منها: حبي كان كبير بس كنت احس بشي غريب حبيتك وحفظتك بس ما قدرت أتخيلك زوجتي شي من الله يمنعني...
تحركت أصابعها بهدوء ورجعت لسكينه: الف لابأس عليك يا ،رفع راسه وشاف انعكاسه الباب الزجاجي زعل على نفسه وعليها، يا اختي...
تميم لنعكاسه: لما صارت المشكله وكلمنا مطلق تخيلتها وحيده وعدت نفسي أصير لها سند واحميها بس الموضوع طلع اكبر مني حاولت بس...
غمض عيونه وتذكر ليالي مرت يصحى على صوتها تدعي وتبكي بالوتر يجلس عند باب غرفتها ينتظرها تهدا وتنام: سهرت معك ليالي بصمت خفت على قلبك الضعيف وقهرني حملهم إلا يحملوك واوجعني اكثر منك صد ريان وكلامه الجارح لك ،مسك يدها، ودي اعتذر لك عن كل اللي صار بس قومي بخير...
شدت على يده فتحت عيونها بتعب وغمضت، انسحب لما حس انها بترجع لوعيها شجاعته ما تعدت فقدها ما تماسكت بوعيها...
صحت تتذكر اللي سمعته دارت عيونها بالغرفه وظنته وهم تحاول تتذكر اللي صار وعقلها ما ساعدها كل مره تحاول تتذكر تحس بألم قررت ترتاح وتريح عقلها وتنام...
نامت على أمل الكابوس ينتهي لان صوت الاجهزه مزعج وألم أدوية الاكتئاب بمعدتها حياه مرهقه وصعبه اكبر من استطاعتها وتحملها...
بين حال الصحو والإغماء حست بيد بأرده تغير لها المحلول وتردد: لا حول ولا قوة إلا بالله ناس ما تخاف الله...
كلمته أوجعت قلبها ونزلت دموعها حاره على خدها البارد همست: يارب انام عطـ...ـوني مـ ...منوم ما ابغى أصـ..ـحى...
_________
بيت أبو سهم...
واقفه على اول عتبه من الدرج تراقب عيون سهم الهاربه وعيون سالم الحنونه تضيع بين الشك والشعور اول مره ما تعرف تقراء ولدها ولا تعرف داخله وش يخبي...
سهم عند باب غرفته: نغم بكره عندي شغل لازم انام زين نومي مرزوقه عندك...
ابتسمت ولمعت عيونها: من عيوني...
ما قدر يرد الابتسامه ومنيره تراقب اكتفى يهز راسه ولأول مره يقفل الباب قبل يتطمن على منيرة...
ايش ما كان سره تمنت لو ما كسر قلبها وقفل الباب بوجها تذكرت حنيته قبل يرجع سالم وتدخل بنته حياتهم مستقرين وسعيدين ليه يجون؟ نست نفسها وغرقت بأفكارها وسحبها من عمقها يد سالم يمسح دمعتها بحنيه...
سالم بنظرات رحمه: لا تنزل والله تمشي مع عروق قلبي وتذبحه...
اختنقت بردها وراحت لغرفتها بخطوات ثقيله تفكر بسهم، تمددت على السرير تحضن جوفها المكلوم شدت عبايتها اكثر لصدرها تذكرت صد سالم وهمست بسؤال ما توقعت تفكر فيه بيوم...
منيرة بهمس: معقول يتركني مثل ابوه؟
تمدد وراها وحضنها بكل مشاعره: هذا ولد منيرة ما عمره صار سالم ولا يشبه غير منيرة...
تمسكت بيد سالم واردفت: طيب ليه؟
سحب طرحتها وترك شعرها ينزل على دقنه الكثيف يستشعر نعومته ويشمه حضنها وهمس عند أذنها: بكره بتزفينه عريس متوتر وشايل همك لا تفقدينه، نزل لرقبتها وطبع قبله ناعمه، هذا ولد منيرة ما يخون...
تذكرت مشاعرها وغربتها منه وتعب سنين مر روحها بثانيه بدون شعور غرست أظافرها بيده وتألم بصمت...
فهم وش مر في بالها وخاف يضيقها بحضنه: سامحيني، طبع قبلة على كتفها، تصبحين على خير...
حاول ينسحب لكن منيرة كان لها طلب ثاني تمسكت فيه واردفت بخفوت: لا تتركني...
ابتسم الفرح من قلبه ودمعت عينه: محد يترك روحه...
لفها له وتأمل عيونها واستسلامها لحضنه مسح دمعتها بأبهامه وباس خشمها: اشتقتلك يا منيرة سامحيني واوعدك أصير رجالك اللي ما يخذلك حبيني من جديد خلينا نبني بيتنا من اول سطر ونكتب قصتنا مثل ما نحب اسمحي لي بفرصه امسح اللي راح وانسج لك من روحي وعروق قلبي حياه...
بصوت مبحوح ورجفه نطقت مشاعرها: لا تخليني يا سالم ما صبرت كل هالسنين إلا من ضعف قلبي...
حضنها اكثر له تمنى لو يفتح صدره ويدخلها فيه لا يرجع صدها وتبتعد...
ابتعد عنها وهمس لقلبها: اقبليني لك زوج الليلة الوله بلغ منتهاه ومن شوق الحين  في صدري العاري الروح مكلومه...
منيره بخجل نزلت عيونها: مقبول...
سحب نفسه وراح للباب يقفله بالمفتاح وهمس بـ: تطمن...
ابتسم سهم ومسح على الباب ورد بنفس مستوى الصوت: كله عشان منيرة لازم يزين...
سمع صوت باب غرفة سهم تقفل وراح لها بلهفه وبدون تردد طبع قبله عميقه على شفايفها بشوق وحب حس كله انتثر فيها تحسس ملامحها الحنون وبأسها مع راحت كفوفها اللي صبرت وربت، آخذهم الطوفان بدون رحمه وأبعد حبيبة الروح عنه بعد العذاب والصبر بين يدينه يكسيها الخجل وكأنها عروس بأول لياليها...
ابتعد يلهث فيض مشاعر: احبك...
ما قدرت ترد او تناظر سحبت طرف المفرش تغطي ملامحها الخجول ذاب كله من خجلها وعذوبتها وعوضها عن ليالي قضيتها وحيده...
__________
بيت أبو عبدالعزيز...
ما قدرت تعرف وش مضايقه من رجوعه مهموم وصامت اعتذر بالنوم عشان يبعد عن عياله بس ما قدر يمثل عليها...
كان الحل الوحيد عبدالعزيز نادته بصوت هادي: عبدالعزيز! أبو فالح...
فتح عبدالعزيز على وجه أثار الضحك: هلا غدير حياك ترا الربع كلهم عندي...
سجى تضفر شعر عناد: لا تحرك راسك المربع هذا خلني اخلص، ناظرت لغدير، تعالي خلينا نخلص مكياجها...
كان متمدد ورأسه على فخذها رفع نفسه بصدمه: اسمعي تغلطين على راسي وتنتفين شعر ما قلنا شي بس تكلميني بصيغة المؤنث اقلب جون سينا واهبدك الحين...
عبدالعزيز: خلاص انت وياها، ناظر لغدير، فيك شي؟
غدير بصوت هادي ما تعدا عبدالعزيز: ابوك مشغل بالي من رجعتكم وهو مهموم واحس فيه ضيق الارض ما يتكلم واذا نطق توجد على عبدالله أنا خايفه عليه...
عقد حواجبه: وينه الحين؟
غدير: طلع الحديقة يقول مخنوق يبغى يشم هوا...
تنهد وناظر اخوانه مشغولين مع بعض التفت لغدير يطمنها: لا تشيلين هم اكيد ضايق صدره على عمي عبدالله اليوم صار شي ضايقنا كلنا ولا تشيلين هم بروح له الحين...
غدير بتردد: لا تقول اني أرسلتك اخاف يزعل...
عبدالعزيز اخذ الجاكيت: ولا يهمك، التفت لأخوانه، بروح اجيب لي من السياره شغله واجي...
نزل الدرج بخطوات واسعه وسريعه وغدير واقفه تراقبه ناظرت لسجى اللي كانت تنادي عليها: هلا سجى...
سجى: تعالي اسهري معنا...
ابتسمت بمجامله: مصدعه بروح انام مره ثانيه ان شاءالله...
رجعت غرفتها طفت الانوار وتوجه للبلكونه وفتحت جزء بسيط من الباب تحاول تسمع وش يدور بينهم...
وقف وشاف ابوه محني ظهره مثل اللي شايل على ظهره جبل ومغطي عيون بيدينه: وش عنده ابو عبدالعزيز سهران لحاله؟
مسح وجهه بيدينه الثنتين وناظر لولده بعيون سيطر عليها الهم تحبس عبرتها لا تنتثر وينهار ثباته من سنين...
جلس عند رجول ابوه بخوف: لااا لاااااا يا الغالي ليه؟ وش اللي حملك كل هالهم؟
كان وده يرد بس ما قدر عبرته تمنعه وتخق صوته ناظر لولده بعجز ورفع يدينه يبين ضياعه...
مسك يده وبأسها بخوف: تكفى يا فالح لا تخوفني عليك من اللي ركبك الهم؟
رفع راسه لسماء واخذ نفس مكتوم عض شفته السفليه يمنع صوته لا يطلع وهو يبكي ناظر لعبدالعزيز ونزل راسه على كتفه...
ابو عبدالعزيز بصوت مخنوق ورأسه على كتف ولده: كسروا ظهري عمانك...
عبدالعزيز بخوف: وش صار يبه؟ فيه شي صار وانا برا؟
رفع راسه وانصدم عبدالعزيز من ملامح ابوه كيف كبرت بساعه: هقيت اللي ذبح قلب عبدالله ويتم بناته وغرب امهم سعد وحامد دعيت عليهم وصدقت ما كنت أظن أنهم اقهروه وابعدوا عنه الراحه وهم يضحكون بوجهه ،شهق بصوت عالي، ياكيف يسوونها؟
عبدالعزيز: ما فهمت مين تقصد؟
عناد كان واقف يسمعهم أردف: عمي عبدالله فضحهم مرتين مره بخطبة سهم واليوم بملكة بنته هذا وانت فطين...
حاول يكذب اللي فهمه: تكلموا بدون الغاز عشان ما يختلط علي الأمر...
جلس عناد جنب ابوه: اللي ابعد فاطمه وضيع اخت العنود عمك سعود وعمك صلاح ماهو سعد وحامد...
جلس على الارض بهدت حيل: كيف كذا؟ بس سعد هو اللي خطفها وطلقها منه وزوجها غصب...
ابو عبدالعزيز: وسعود وصلاح كملوا الباقي والظاهر انها رجعت وقفل البيبان دونها...
ابتسم بعدم تصديق: انت يبه تتكلم عن عمي سعود اللي لو يصير لعمي عبدالله شي بيوقف قلبه اكيد فاهم غلط وملتبس عليك الموضوع...
عناد: لا تحاول يا عبدالعزيز ترا ابوي معه حق عمي فضحهم اليوم بس محد تكلم عشان العنود وعشان سهم...
تكلم بصوت مخنوق وأنفاس سريعه: تعبنا وحنا ندور على بنته مرض مات وحيا من الهم ما رحموا حاله دخل غيبوبه من الحزن ودخل مراحل تعب نفسي وصدمات نفسيه مرض عقله وقلبه ونسى حياته رجع طفل لبنته ،بكاء قهر حضنه عناد عكس عبدالعزيز اللي ما صحى من صدمته وأردف، ما رحموا حاله يتفرجون عليه هالناس وش عندها من قلوب لو عدوا حن عليه...
جالس بالأرض يسترجع كلام ابوه وقصيدة ابو العنود ورد فعل الكل وقتها: وش بيصير الحين؟
ابو عبدالعزيز اخذ نفس بصوت عالي: نزف سهم وتدري منيره عن بنتها وبعدها مالنا غير القطيعه ناس ما تصون لحمها وترحمه ما راح تصونا وترحمنا وحنا عشرة...
التفت عناد لعبدالعزيز وكانت له نفس الصدمه ما قدروا يناقشون أبوهم وضعه يقلقهم كان يبكي ويردد "عزتي لك يا عبدالله تناهشوك" مر الوقت وهم محاوطينه بخوف وغدير تسمع انهياره وتبكي بعد ما ظنت القسوة ما عرفها غير عمانها واليوم الأصدقاء خيبوا ظنها...
__________
بيت أبو بندر...
مجتمعين على القهوه بين ضحك ومزح وسوالف عن الملكة كانت خلود جنب ام بندر وقدامها وصايف وفارس جنب ابوه وجلس بندر جنب امه يناظر يدينها...
ابتسم وناظر لأبوه: اقول صلاح تشوف بدور وش مسويه عشانك؟
حمرت خدودها وعقدت حواجبها: بس ياولد وش هالكلام عيب...
ابو بندر يمسح على شاربه: افااا عيب تزينين لصلاح؟
وصايف بمزح: يبه لا تحرجها اكثر ترا بنيتنا خجول...
قربت خلود لعمتها وحضنتها: يا ويلكم من الله أحرجتوها...
ضحك ابو بندر وعيونه تتأملها وبادلته ام بندر الابتسامه ورجعت السوالف عن ملكة العنود وغلب قلب عمتها الحنين...
ام بندر بدموع رفعت يدينها: الحمدلله اللي بلغ اخوي بالعنود وشافها عروس...
خلود تعدل غطوتها: عقبال ربي يبلغكم بالحلوه وصايف...
تنهدت وبدت تشيل أظافرها: لا حبيبتي أنا قررت امدد عقد العزوبيه عند اهلي...
ام بندر بنظرات: ماشاءالله وليه؟
لمت الأظافر وحطتهم بعلبه صغيره: والله يمه خليني اتدلع على ابوي واخواني بلحق على العرس والهم...
كان بندر يراقبها وهو مصدوم تنزل رموش التركيب وتمسح المكياج بعدها بدت تسحب خصلات من شعرها...
التفت لفارس: اما اختك طلعت كلها غش عز الله طاحت بكبدنا...
ضحك فارس والتفت عليه: حبيبي هذا اسمه إبراز جمال...
أبو بندر بعتب: ابرزي جمالك يا بنتي بس لا تلعنك الملائكه...
وصايف: يا ساتر يبه تلعني ليه؟ عاد لا تبكرون الموضوع ترا كلها كم خصله...
أبو بندر: عن ابن عمر رضي الله عنهما( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة) حنا يا بنتي إذا كبرنا الموضوع بنظرك نخاف عليك بيوم محد بينفعك إلا اعمالك ورحمة ربي واللعن طرد من رحمة الله حتى ابليس وهو أبليس امرنا الله نستعيذ منه ما نلعنه اللعنه ماهي هينه كيف لو يلعنك الرسول والله عز وجل الواحد إذا حس بالشي شبهات واختلاف يتركه ربي خلقك بأحسن صوره وعطاك من الزين ما تحتاجين هالخرابيط وتعصينه...
فارس: واذا تكلمنا ونصحناك ما يعني نكرهك او نكبت حريتك حنا نخاف عليك انتي شمعتنا...
بندر بمزح: تخيلي كل يوم تصحين تركبين لك وجه...
خلود ضحكت بهدوء: حلوه تركبين لك وجه...
وصايف: والله يبه أنا احسبه عادي لانه ماهو ثابت اقدر اركبه وقت مابي والنصيحه اللي تجي منكم اكيد بمكانها...
دار حديث بسيط وساد الصمت يكسره همس بندر لخلود وأمه ونظرات وصايف لفارس اللي استأذن بهدوء دخل غرفته وراح كل واحد غرفته إلا وصايف راحت لفارس...
فتحت الباب وشافته واقف غارق السماء وعالمها ترسم عليها البروق خرايط ومعاني للبعض ويهز أركانها صوت الرعد ثابت بوقفته ونظرته لكن داخله بركان وفوضى مالا نهاية داخله هجره وغربه محد يحس فيها غيرها...
دخلت وقفلت الباب قربت له وحضنته من ظهره: راحت لنصيبها يا فارس أنسى تكفى...
عض شفته السفليه وتكلم بحسره: كان عندي امل يتغير ما بقلبها وتنتبه لصوته ينادي بأسمها ويسمي عليها من بين ظلوعي ،غمض عيونه بحسره، وانتهى اليوم شفت توقيعها راقبتها سنين توقع وتبصم وتكتب وترسم اسمها بين السطور وبكل مره أتخيل توقيعها بعقد يجمعنا واليوم شفته لكن بعقدها مع غيري...
وصايف بدموع: فارس كذا احسن مليون بنت تتمناك بس انت اشر...
عقد حواجبه وناظر للبعيد: بس أنا أتمناها وهي تمنت عادل ونالته بيصبح على وجها كل يوم ويشم المسك منها ،شد على اسنانه بقوه وغمض عيونه، وبتنام بحضنه وله كامل الحق فيها وبعيونها بيجرب لينها ودلالها بين يدينه نعمه أتمنى يعرف يحافظ عليها...
لف على وصايف وجلس على الأرض: كنت اكذب اللي يصير وهروبها له كل مره اكذب وأقول بيجي يوم تعرف وتشوفك راحت وانا ما كنت أتوقع تروح...
حس راسه لف ومر ألم بعرق من بداية راسه لنهايته تشنج عرق بصدره وبرز وكتمه لما تخيلها تضحك له أردف بخفوت:
مدري خطاك انت ولا الحظ ولا خطاي!
سؤال منه الاجـــابات استشفيتها...
علوم الونة المتفجره في خفاي...
غفت على وسادة ضلوعي وصحيتها..
وبقت لي الذكريات اللي عزاها عزاي..
الله لو هالليل سرتني وسريتها..
ليتها مكسبي من مقاديري ورحلت شقاي..
هي راحتي لاشتكيت الها وناجيتها..
معها اسولف لحالي من خلاي بخلاي..
كم خففت ضيفةٍ بالصدر كنيتها..
يا ليل ليت تغيب ولا تكدر صفاي..
يكفي علي جروحً منك عانيتها..
حضنته ونزلت دموعها على راسه: فارس خلاص استجمع نفسك بالموت أقنعت امي وابوي انك تحب وحده برا العائله ما صدقنا تتقفل القصه لا تنفتح من جديد ويرجع شك ابوي أخاف تصير مشاكل بينا وبين خوالك والحين هي على ذمة ولد خالك...
فارس بعبره: والله ووووالله لو ما خالي أصر ما ياخذها غير عادل ما تنكتب على ذمته اليوم...
تاه الكلام منها مافي ش يواسي قلبه اليوم حضن نفسه وحضنته اكثر تسمع ونينه وضعفه يهوجس ويشكي ويتكلم عنها يأخذ أنفاسه ويختنق فيها إذا تذكر انها بتنام على نفس المخده مع غيره...
سحب نفسه من حضنها وتمدد على الأرض حط راسه على فخذها وقال بخفوت: نوميني او بيذبحني شعوري وغيرتي نوميني تكفين...
وصايف بصوت باكي تمسح على شعره: بسم الله عليك...
بدت تقراء عليه ما تيسر من القران وتردد عليه الدعاء لحد ما حسن فيه نام ما قدرت تبتعد خافت عليه وقررت تنام عنده حرص ما يوقف قلبه من القهر...
___________
بيت منيف...
يحس فيهأ تناظره وقد ما يقدر يحاول يتجاهلها ما يلتفت لها ويكمل تمثيل يخاف تزل عينه وتكشفه...
ام منيف تناظر ولدها: تمنيت كل شي إلا انك تصير مثل ابوك...
بدون شعور من كلمتها توسعت عيونه وناظر لعيون امه شاف حجم الخيبه فيها حس بخجل من نفسه وتمنى لو ما حده الزمن على الكذب...
دمعت عينها لما التفت لها: جبان ما عرف يحافظ علي أخذني من ورا اهله وضحك على عشاني يتيمه ويوم جاء الوقت هرب وتركني أشيلك في بطني امشي بين الناس ادور الستر وانا عفيفه كنت اشوف بعيونهم الكلام يقطع كبدي ويسومها وقتها ما صدقني غير أبو سليمان لان ابوك ما كان رجال مثل ما وعدني، بعتب، وانت لحقته...
منيف قرب لأمه: ليه هذا الكلام يالغاليه؟
ام منيف: علقت البنت فيك وفتحت قلبها وسكنته ويوم صار الصدق هربت مثله تحججت بعماك وانت عمى بصيره قلبك اللي كان اعمى ماهي عيونك...
مسك يدها يبوسها ويشمها: ليه اكمل وسعود ما راح يعطيني؟
ام منيف: ليه تكذب وتخاف وانا امك؟ دافعت ووقفت بوجه الناس عشانك وعشان شرفي ما راح اقدر أوقف قدامهم عشان قلبك؟
منيف بندم يبوس رجول أمه: تكفين سامحيني تكفين...
تأملت حال ولده وفيها من الخيبه كثير أردفت بقلب ام: أنا يا قطعة من حشاي يوجعني مسكنتك وضعفك دفيتك بين عيال سعود وتركتك تربى تحت جناحه لجل تصير شجاع ولا تصير مثل اللي تركنا ،بحزن واضح بصوتها، لكن اليوم خيبت ظني وأوجعتني بكذبك وضعفك ليتك ما كنت ولدي يا قطعة مني كسرت ظهري وأوجعت جوفي...
عتاب امه كان ثقيل حاول يبلعه ما قدر قرب لها وأردف: والله بخليتس تفتخرين فيني لكن اصبري علي يا الغاليه والله محد يأخذ شي لي وارجع حقي وحقتس بس لا تتركني ما يهمني شي كثر ما يهمني رضاتس...
قامت وناظرت له: إذا صرت ولد بطني تعال دور رضاي لكن دامك صرت ولد منصور لا تجيني ولا تشوفك عيني...
_______________
بيت مطلق...
دخل البيت بقلبه ثقل وحزن كبير دخل ريان وراه وعيونه تراقبه بخوف ورحمه دخلت ام امواج تسحب رجولها من التعب رمت نفسها على اقرب كنبه سحبت طرحتها وجمعتها على وجها تبكي بدون صوت حالهم كسيف من بعدها شعور تأنيب الضمير مرهق...
قرب منه وسبقته دموعه من وجع قلبه عليه: يبه انت بخير؟
كان سؤاله ثقيل لدرجة ما قدرت رجوله تشيله وطاح على ركبه صرخ بصوته رفع راسه لسماء وبدا يتلاشي صوته ويتحول لنحيب وأنين حضنه ريان مثل الطفل تمسك فيه يهرب من وجع قلبه...
حس بعجز من حال ابوه: تكفى يا مطلق لا تقهرني فيك تكفى...
مطلق بنحيب: مالها قلب يتحمل ولا جسم يشيل صغيره وشالت ذنبهم ،ناظر لزوجته، وش بتقولون لربكم؟
رفع راسه يحاول يخفف من دموعه ويخفي عبرته: لها رب يحفظها صارت بخير الحمدلله لا توجعها فيك وانت تدري وش مطلق لأمواجه...
رائد بجمود: وأمواجه وش لمطلق؟
وقفت مروج جنب رائد ملامحها عليها البكاء والحزن تنتظر مثلهم جواب مطلق بخيبه وتعرف ان قلبه صد مستحيل يرجع...
مطلق سند راسه على صدر ريان وأردف بخفوت: ماضي مايرجع اخذتها الرياح مع شارع سفينة شالت بداخلها ذكريات ومشاعر مطلق لها وابعدها عن دياره...
مروج برجاء ضعيف: يبه لااااا لا تقول كذا هذا امواج...
ناظرت بنتها وطالت فيها النظر: مروج نامي بحضني الليله...
مروج بحرقه ونظرات متألمه: وأمواج؟
مسك رائد يدها ناظر رجفة شفتها وعيونها الدامعه يعز عليه اللي تعيشه بسنها: إذا بصدرك حنان ورحمه بنتك بالمستشفى احق فيه تركتيها لحالها تصارع الموت بغرفه ما تجي ربع غرفتك باردة وموحشه، ناظر ابوه بعتب، بأمر منه والحين أمومتك تحركت على دموع مروج ودموع امواج ليالي ما حركت فيكم شي؟
مروج بخفوت: بنام عند رائد...
ما انتظر جواب مشى وأخذها معه تاركهم بأنهيارهم ،يوجعهم حالها لكن محد يتنازل عشانها تنازلوا عنها وعن ذكرياتها يحاولون يتأقلمون بحياة مالها وجود فيها وكأن اللي عاشته وضحت فيه عشانهم ما يشفع لها ذنب بريئه منه تحملت اللوم عن امها وتقبلت صد مطلق عنها ومحد تقبل انها مثلهم مجروحه ومظلومه...
***************

وأن ارتماء شوق الحنين في صدري العاري؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن