الفصل العاشر...

1.4K 43 11
                                    

مزرعة عادل...
متمدد على فراشه بالمجلس يفكر وجنبه اخوه نايم التفت له وارتكاز على يده رفع راسه يتأمله تذكر ملامحه وثباته قدام فايز نبرته وتصرفاته تمنى لو استمر بثباته...
أبو سليمان تنهد بشوق: تكفى يا عبدالله لا تبطي علي اكثر اخذت من عمري فوق ما اقدر ما عاد لي بين الناس قبله من بعد قبلتك...
رفع الفروه عليه اخذ جواله وطلع بهدوء يكلم عادل يتطمن عليهم ويصلي الوتر...
كانت حاسه بأبوها وحزنه على اخوه حتى لو ما تكلم تفهمه وصلت المجلس على طلعته...
الهنوف: كنت حاسه ما راح تنام...
أبو سليمان: والله يا بنتي مجافي عيني النوم والشوق...
تقدمت وحضنت ابوها نزلت دمعته بشوق: والله ما حسبت الا ان ربي رجع له عقله والله ما كان الا هو والله...
الهنوف: ربي له حكمته بكل شي لو عقله برجعته خير ما اخره ربي ادري وش بقلبك لكن صدقني كل شي له حكمه يمكن لو رجع له عقله ما قدر يعيش يوم بدون فاطمة...
ابتعد عنها ورفع طرف شماغه يمسح دموعه: الحمدلله على كل حال، رفع يدينه ونظره لسماء، والله يا ربي ماهو اعتراض الا بالله شوق لعضيدي...
الهنوف تمسح كتفه: تعال يبه عندنا مجتمعين نلعب اشرب لك شي دافي وصل الوتر...
أبو سليمان: والله يا وليدي مالي نفس بصلي وبرجع عند عمتس...
الهنوف: لا يبه تعال وسع صدرك شوي...
رفع راسه لسماء وشاف الغيم متراكم تمتم بالدعاء وراح معها وعقله عند اخوه يخاف المطر يزورهم وهو نايم ويصحى مفجوع...
رغد: يا شينك يا عز والله خلينا نجرب اخر مره...
عز يتلثم بشماغه عن دخان النار: خلاص والله بتخسرين...
رغد تناظر لمثقال: ثقوووولي...
حس مثقال التمره نشبت بحلقه من الصدمه وارتفع ضحك عز وريما على الدلع...
عز: ههههههههههههههههه ليتتس مستخيره قبل هالدلع...
ريما تمسح دموعها: هههههههههههههههههههه ثقولي ههههههههههههههههههههههه يا ربي طارت الهيبه والثقل والله...
نزل كوب الماء وناظر فيها يهز رأسه: هذا اللي طلع معتس؟
رغد بضحك: هههههههههههههههههه والله مدري كيف طلع...
مثقال: خلاص قده طلع...
أبو سليمان: وش اللي قده طلع؟
قبل يجاوب وقف عز واخذ ورقة خاصه بالالعاب: احم احممم من هذا المنبر نحن معالي الشاعر عز بن سعود حفيد آلـ مسفر نعلن تغيير اسمه هذا، يأشر على مثقال، السلوقي من الطيار مثقال إلى ثقولي وهذا بناء على طلب سابعنا رغيد...
ضحك أبو سليمان من قلبه واردفت رغد: الا يا جعلني فدوه هالضحكه يا جعل والله محد يضحك من العرب غيرك يا شيخهم...
مثقال بصدق: أي والله يا زينها من ضحكه...
جلس واجتمعوا قريب منه حول النار تأمل بناته بلسم جروحه وعياله عزوته وسنده حمد ربه على نعمة الرحمه والموده بينهم كانت رغد جنب عز وكل شوي يتهاوشون على اتفه الأمور ومثقال كان يشرح لريما عن معلومه ثقافية بحث عنها من فتره التفت وجت عينه بعين الهنوف كانت تراقب نظراته وابتسم لها غصب...
ريما: أبو سليمان ما ودك بكم بيت من شاعرنا؟
ابتسم أبو سليمان: الا ودي وليه ما ودي...
عز: العذر منك يا بعد روحي ما جهزت شي...
مثقال ورغد بنفس النبرة والوقت: افااااااا ترد ابوك لاه لااااااه وين بر الوالدين هذا ااببوووووووك...
عز بصدمه: يهب كيف جابوها...
أبو سليمان: ههههههههههه ما عليك منهم وانا ابوك عارف وش بداخلك...
عز: ولا يهمك بس عطني شوي واجيبها بس كيف ودك بها؟
أبو سليمان: توجد...
الهنوف ناظرت ابوها وقالت:
وجدي عليه وجد الهم بقلب اليتيم...
كل ما غفت عينه سود الليالي تذكره...
تحرك بداخله جروح الماضي الأليم...
ولا ترحم جروحه ولا بلياليها تستره...
كل جرح يهون الا الجرح القديم...
وكل شي قد مضى منه نذكره...
جرحك وذكراها والليل البهيم...
ادمت فوادك وروحك مثل المنشره...
والوجع اكرم من الحظ الكريم...
لنفتح باب صوبه وازريت تسكره...
وجدك اللي لاطر لك رحت تهيم...
وتوجد على اصغر فعوله واكبره...
ليت قلبه عند الهوى توه فطيم...
ما كان الفرح قفى واعطاه ظهره...
وانغرست رماح الشوق في الصميم...
وسيف الغدر بالظهر باقي يدمي اثره...
لا يغرك صبر وحلم رجال حليم...
بداخله نيران وبراكين متفجره...
ولا تظنون الجفن من دمعه عقيم...
يستحي منكم ولا صرت بحالي انثره...
رفعت عينها لأبوها برحمه وحاسه فيه وبمشاعره:
ولا يغركم لو بدا قلبي سليم...
والله انه اضعف من سوار المقبره...
وشعوره امر من ضحك الغريم...
وهو ينثر سمه علي الجرح اشكره...
قد قاله ابن فطيس بالجرح القديم...
وحدد وجده بأخر ابيته وذكره...
وجد حره احر من دمع اليتيم...
دمعة الرجال من فرقا مره...
بقلم الكاتبة/ ريم الحربي...
أبو سليمان عيونه على الهنوف بنت الكبيره وصندوق اسراره كيف وصفت وشرحت له الوجع بداخله وفهمته حاول يتماسك وقال بصوت متحشرج: صح لسانتس وانا ابوتس...
الهنوف: صح بدنك...
استمرت الجلسة بهدوء مر وقت عليهم بعدها افترقوا...
___________
المستشفى...
طلع فهد على صراخ العنود مفجوع شافها تلهث وجع وعادل يحاول يهديها ومتمسك فيها بقوه وكأنه يحاول يدخلها بجوفه ناظر لعيونها والتفت للحرمه المنهارة تبكي وتعتذر وتطلب السماح...
عرف من تكون لما سمع الوليد يناديها يمه عرفها فاطمه اللي ارضعته وظلموها هذي فاطمه اللي هزت عقل المحامي عبدالله بفقدها...
ام العنود: سسااممحيييننننيييي يا ررروووحححيييي وحياااتتتييي ساممححيييننننييييي يا روووححححح امممكككككككك...
العنود متمسكه بيد عادل: اااااااااااااااااااااااه ااااااااااااااااااه ااااااااااااااااااااااااااااااااااااه، صرخت بصوت متجرح، اااااااااااااااااااااااااااااه...
عادل مشدد على العنود: العنووودددددد تتتككفففييينننن خلاص...
بدون شعور خبت وجها بحضنه تكلمت بشهقات ودموع: ما ابغى اشوفها ما ابغى ابعدني لا اشوفها لااااا ما ابغى اشوووففففهااااا...
عادل فتح الجاكيت يخبيها عن الوجع عند قلبها: تعال معي...
قبل يرفعها طاحت وارتخاء جسمها بحضنه وفقدت وعيها صرخ على فهد: ففففهدددددددد العنوووووود...
فهد تقدم بخوف: العنود...
عادل: اغمى عليها بسرعه دخلها...
رفعها عادل بيدينه حضنها وقلبه خفق بخوف عليها دخل الطوارئ مع فهد وفاطمه واقفه تراقب بنتها تنهار بسببها ما توقعت ان ألقى بيكون أصعب من الفراق ويحرق اكثر من الجفا...
بدون شعور تقدمت بتدخل بعدها وقف قدامها عبدالعزيز بجمود: اسفه ممنوع...
ام العنود بضعف: بـ...ـبس بس انا أمها...
عبدالعزيز: الحين ذكرتيها وينك كل هالسنين بعد موت حامد ومرض سعد وش ردك عنها؟
أبو الوليد: بس نتطمن عليها بنتنا...
عبدالعزيز بقهر: ولدكم يباشرون حالته غيره مالكم دخل بشي، شد على اسنانه بتهديد، والعنود بنت عبدالله ماهي بنت احد غيره...
ام العنود: والله غصباً عني...
عادل طلع يلهث غضب: ما لكم بنت اتركوها بحالها والله لو يصير لها شي حسابكم بيكون عسير...
رباح سحب عادل: خلاص يا عادل تعوذ من بليس...
أبو الوليد: باي حق تمنعها من أمها؟
عادل: ززوووججتتتييييييي وانا وليها هذا ححققققيييي فييهااااا، ناظر لفاطمه، حبيتها وحاربت عشانها لا تنتظرون بسمح لكم تعورونها واللي صار اليوم يكفي لا تخلوني اشوفكم قريب منها...
ناظر رباح لأبو الوليد: خلاص روحوا ماهو وقته...
اخذ الوليد امه وطلع برا المستشفى وطلع معهم أبو الوليد وخليل...
بعد مرور وقت ما قدر يمنع نفسه قلبه خايف على نبضه دخل بهدوء بدون احد يحس يتطمن...
شافها تناظر السقف بكسره يتأمل القهر بعيونها والتعب على ملامحها الحاده...
صحت تسترجع شعور الوجع والقهر بداخلها تتذكر كيف كانت جالسه وعيالها من حولها يلمسون يدينها ويستشعرون حنانها وهي الكبيره احق بهذي الجلسة والاحساس منهم...
عادل بهدوء: تبغين نروح المزرعه؟
العنود ما اهتمت اذا متغطيه او لا تمتمت: ابغى اهرب منها ما ابغى اشوفهم ابعدني...
عادل قرب لها همس بحب: اللي تبينه بصير...
قامت بهدوء: وش صار على غصون؟
عادل عينه بالأرض: طلعت للعناية وولد عمها طلع كان عنده ارتفاع بالضغط اثر الصدمه...
اخذت طرحتها: خذني للبيت ما راح انتظر فهد...
عادل: لازم احد يجي يشيل المحلول...
قبل يكمل كلامها سحبت الابرة: ما راح انتظرهم، نزل دم من يدها، عادل بدوخ دم...
لف راسها بسرعه عشان ما تدوخ من الدم وسحب مناديل ومسح على جرحها طلع واخذ قطن ومعقم ولصق جروح محد لاحظه غير عبدالعزيز ورباح...
عبدالعزيز يناظر رباح: ياخي هالادمي يتغير حاله اذا صار معها يصير واحد ما نعرفه...
رباح: الله يخلف احد يسرق قطن ومعقم...
عبدالعزيز ابتسم برضا عليهم وارتاح دام عروقه ما خانت رفيق عمره ونبضت لحبيبته ما نبضت الا للي كان يهرب منها سنين...
دخل وهي على وضعها مغمضه عيونها ابتسم لها: بتعورتس شوي بس تحملي...
شدت على اسنانها بألم: بسرعه ابغى اطلع...
عقم جرحها وهو هيمان بقربها وعطرها رفع عينه لها يتأملها عن قرب قبل تحس فيه غير مسار عيونه لجرحها...
عادل: خلاص يلا مشينا...
طلعت تهرب قبل تصادف من سلبوها طفولتها وكانوا سبب بمرض ابوها تهرب من اللي حلمت بحضنها سنين وليالي...
انصدم عادل لما شافها تركب بالمقعد الامامي ما تكلم ركب وحرك السياره...
ناظر كان الطريق شبه فاضي فتح لها الشباك: طلعي يدتس للهوا الحركه هذي تريحتس ...
بدون تردد طلعت يدها وتوسدتها تتأمل الطريق تتذكر عيونها كأنها سرقتها منها ونظرة أبو الوليد اللي كانت كلها شفقه غمضت عيونها تحاول تسترجع ملامح اخوانها لكن شي بداخلها يرفض يمكن ألم او كبرياء...
ناظر لها كيف الهوى قوي عليها وما كانت حاسه فيه خفف من السرعه شوي سمح لها تأخذ كفايتها من البكاء لو كتمت شهقاتها تفضحها...
العنود بصوت متقطع من البكاء: ليه طلعت بعد كل السنين هذي؟ تعبت وانا اهرب من كلام الناس وشفقتهم علي قسيت قلبي عشان محد يتجراء يناظرني بضعف وشفقه، عضت على طرف شفتها، بالاخير يجي زوجها يشفق علي؟
تنهدت ببكاء: ما ابـ...ـغـ..ـها ترجع تجلس عند عيالها وزوجها...
عادل شد على يده يشوفها تبكي وما بيده شي لو يقدر يحضنها ويخفف عنها وده يتكلم لكن يخاف يقول شي ويجرحها او تظنه شفقه كان خايف ومحتار...
العنود تناظر انعكاسها بالمرايه الجانبيه: ادري محتار وش تقول بس صدقني انت الوحيد اللي كلامه يريحني واثق فيه...
عادل: تقوين تسمعين وش بخاطري؟
العنود خانتها دمعه راحت مع الهوا بلعت اخره بألم: بقوى بس ماهو اليوم قلبي ما يتحمل...
عادل: ابشري...
كمل طريقه يراقبها مره تناظر لسماء يمكن تقدر تطير وتبتعد عن شعورها ومره تناظر عيونها بالمراية بألم...
غمضت عيونها وكأنها بتقدر تنسى عضت على طرف شفتها تمنع صوتها يطلع لكن خانها وارتفعت شهقاتها المكتومه...
وقف جنب الخط التفت لها ونظرته ما كانت شفقه ولا رحمه كانت خوف عليها...
عادل بهدوء: اسمعتس...
حست بكلمته عطاها صوت عدلت نفسها وناظرت فيه ونطقت بصوت متحشرج وباكي: ما كنت ادري شوفتها بتوجع كذا والله حسبتها هوينه، ارتفع صوتها تحسه ما يسمع صوتها من عبرتها وغصتها تكلمت بأنفاس متقطعه، كان المفـ...روض المفروووض انا أكون مكانهم انا ااااناا احقققق بكلمة يمه منهم أنا البكر والكبيره...
حبست باقي ألمها ومشاعرها ووجع قلبها رفعت يدينها تغطي عيونها وتبكي وكل مره يترفع صوتها كان يشد على يده وعينه عليها يتمنى لو عنده ربع الجرئه لما كانت تبكي بالمستشفى ويحضنها بس ما يقدر...
رفعت عيونها له وشاف الألم والدموع فيها: انا المفروض تدعي تـ...، انهارت تبكي بصوتها كملت بشهقات، المفروض انا تدعي لي...
عادل بضعف: تكفين لا تبكي عيونتس والله ما تنزل الا جمر على قلبي يكفي اللي نزل منها عشانهم...
العنود بخفوت وغصه: ما بكيت عشانهم كثر ما بكيت زعل على نفسي ،اخذت نفس، خذني للبيت...
عادل: لا بنروح ناخذ قهوة ونلف لين تهدين ونروح المزرعه وتستانسين وتعينين من الله خير عشان عبدالله عشان اللي حاربتي وصرت شخص ينضرب فيها المثل عشانه...
العنود: احس ما اقدر...
بدون شعور مسك يدها: بتقدرين وانا معتس...
هامت بعيونه ثواني هربت لها من وجعها له واخجلها حنانه سحبت يدها وهزت راسها بالرضا...
_________
بيت عيال سعد...
طلعت من غرفتها تحس بثقل وضيق رفعت عينها بتردد لجناح فايز وتنهدت قررت تنزل تحت ما تبغى تزعجهم، طلبت اكل من المطعم ورفعت جوالها تكلم الحرس...
فرح بجمود: ناصر بيجي المطعم بعد ٤٠ دقيقة لا تخلون الاكل يبرد...
ناصر: ابشري طال عمرك...
رفعت رأسها على صوت أسيل وابتسمت لها...
اسيل: وش مصحيك يا قلبي؟
فرح: توقعتك نايم!
جلست بالكنب المقابل لها: لا كنت اقراء كتاب وسمعتك وانتي نازله...
فرح: اصلاً توقعت طلبت لك معي عشاء...
اسيل: كنك حاسه اني جوعانه...
فايز نازل من الدرج: مين الجوعانة وانتي ما بقيتي شي بصحنك...
ابتسمت لسخريته قالت بنفسها: ما كنك مانع عني الاكل تجيبه بالقطاره...
فايز: هيييه وين رحتي؟
اسيل: ااا... موجوده بس جعت ما شبعت باكل معها...
جلس جنبها وحاوط كتفها بخبث: تصدقين حتى انا ما شبعت شكلي بشاركك منها ما يزيد وزنك وتصيرين دبه...
فرح تناظر فايز تعرف تصرفات اخوها: طلبت لكل واحد وجبه اعرفكم تحبون المشاركه...
فايز يغير الموضوع: وش اخترتي فيلم؟
فرح بتفكير: ااامممممممممم خاطري نشوف فيلم رعب...
فايز: فكره حلوه ليه لا؟
اسيل فهمت اصراره ما كان الا انها تخاف قالت بثقه: فكره حلوه...
فايز يناظرها: نشوف الحين...
وصل الاكل اسيل كانت تحاول تسيطر على جوعها الواضح قدام فرح...
كان يراقبها كيف تناظر للاكل مستمتع بجوعها وعذابها اخذ البطاطس حقها...
فايز: زين جابوا بطاطس انا باخذه يكفيك البرجر...
فرح اخذته منه: ياخي مناشبها بكل شي انت بعد عندك بطاطس...
سكت وناظر لها على وجها طيف ابتسامه توعد بسره فيها وهي تدري ما راح يعدي الموقف على خير بس كان اهم شي تاكل وقتها الجوع هد حيلها...
ابتداء الفيلم وكان فايز مركز على خوف اسيل وكيف لو كابرت يبين عليها...
بلحظة رعب صرخت وتمسكت فيه تخبي وجها برقبته بشكل ألي حاوطها وبلع ريقه من شعوره كان غريب كان بيبعدها لو ما شاف اخت مبسوطه عليهم تناظر لهم وتبتسم...
اسيل سحبت نفسها من حضنه تكلمت بهدوء: اسفه بس خفت...
فرح: سلامات تتأسفين من زوجك؟
بعد مرور وقت ناظرت فرح لهم كيف مندمجين وبلحظات حماس صرخت عند اسيل نفجعت وتمسكت بفايز ما قدر ما يضحك بصوته على خوفها ونعومتها بحضنها...
اسيل انحرجت عقدت حواجبها تمثل العصبيه: يا شينك خلاص...
فرح: افااا هذا وانا اعطيك عذر تحضنينه...
ناظر فايز لاسيل كيف تناظر لفرح وتتوعد فيها بالنظر تحاول تكتم ضحكتها...
فايز سحبها لحضنه بعصبيه: ما يحتاج تصرخين خلاص هذي هي عندي كملوا وانتم ساكتين...
_________
بيت ابو سهم..
صحى من النوم بسبب نور الشمس على عينه يحاول يرفع يدينه لكن ما قدر يحسها ثقيله بسبب نومه الغلط..
سهم بنوم: يا ربي أنا كيف نمت كذا؟
تذكر الرسمه اللي كان يشتغل عليها قبل ينام جلس بسرعه: كيف نمت عن الصلاة..
وقف يحاول يرجع احساسه بيدينه ويصحصح نفسها طلع بعد ما تأكد ان يدينه رجعت طبيعيه لغرفته وكان حريص ما يناظر مكان بالبيت ما يبغى يلمحها ما كان داخله جاهز اخذ حمام سريع وصلى الفجر..
سهم بتفكير على سجادته: كيف بتقبل بنت سالم؟..
تنهد بعد تفكير اخذ منه وقت قرر يصلي الضحى وقرا اذكاره اخذ مصحفه وفتحه يقرا فيه...
بتعجب سأل نفسه ليه يهرب ويشغل نفسه خوف يكون فيها شبه من سالم و أهله او خايفه يكون لها مكانه بقلب منيره؟
قرر يواجه ولا يترك منيره لها رفع سجادته ومصحفه واخذ نظره سريعه على نفسه...
ابتسم وهو نازل يشم ريحة الكيك سهم: وش عندنا يا منيرة اليوم مسوين كيك من بدري، اخذ قطعه من الصحن وحطها بفمه، اليوم تكفين ابغى أرسمك لي فتره ما رسمتك..
التفت لزولها حارت عيونه وثقلت اطرافه قبل يبلع الكيك ما كنت منيره وقف يشوف اخته لأول مره اخذ نفس عميق بصدمه من الشبه الكبير اللي بينهم وكأنها انخلقت من بطن منيرة..
نغم بخوف ورجفة صوتها واضحه: صباح الخير سهم او اخوي مدري وش أناديك بسـ..
بدون ولا كلمه طلع للمرسم يحس برودة بأطرافه وثقلها يزيد قال بخوف: ليه بعد كل هالسنين والوحده تطلع لي أخت وفيها من ملامحك يا منيرة..
رفع نظره لأخر لوحه رسمها لمنيرة وتأمل تفاصيلها كيف الشبه بينهم شد على يده بقهر...
______
بيت آلـ مطلق...
ريان: يمه كلمني ابوي يقول تميم يبغى منه موعد...
ام أمواج تصب الشاهي: موعد ايش؟
ريان ناظر للمطبخ يتأكد ان أمواج منشغله: يبغى يجي يخطب أمواج...
انتبه لملامح امه كيف تغيرت لقلق: بعدين بعدين اختك توها صغيره...
ريان: مين الصغير؟ يمه ترا أمواج تعدت ٢٥سنه وش صغيره إذا هي تنتظر وهو ينتظر ليه تأخرين كل مره؟
ام أمواج بهمس: خلاص قلت بعدين...
ريان: يمه ليه كل مره عندك عذر؟
أمواج: عذر لأيش؟
نزل ريان الخبزه وقام مقهور على اخته كيف بكل مره امه تظلمها وتأخر زواجها من تميم...
مروج نزلت العصير على الطاوله: وش فيه؟ ليه قام كذا فجأة؟
ام أمواج قامت: ما فيه شي إذا خلصتوا شيلوا مكانكم...
رائد طلع من غرفته: افطرتوا وتركتوني؟
أمواج تنهدت: تعال امك وريان مدري وش بلاهم إذا حطينا العيشه تقابسوا (تهاوشوا)...
سحب الكرسي وجلس: وش الجديد المهم امس والله كان وناسه المره اللي تجي نطلع مع امي وريان...
مروج: لا تكفى تنفس علينا امك وتجلس تقول هذا ما يصيروالمكان ماهو زين...
أمواج: ما عليه امك وغير كذا فرق الزمن بينا طبيعي تستنكر شي حنا نشوفه عادي...
رائد: والله امك تستنكر كل شي...
أمواج: أنا بفطر وبطلع عندي شغل بس اسمعوا إذا رجعت خلونا نزين قهوة وحلا نجلس مع امي بالحديقة نوسع صدرها...
مروج: أنا ما عندي مانع فاضيه...
أمواج: يلا عشان لا اتأخر...
رائد: اسمعي أبوي ما قال متى يجي؟
أمواج: ريان مكلمه اسأله...
رائد: ترا الحلا علي لا تسوون شي...
مروج: زين طلع منك شي زين...
أمواج ابتسمت: هذا الشيخ ما يقصر يلا لا تقعدون تسولفون وتنسون نفسكم...
طلعت غرفتها تأخذ نفس تهدي روحها فيه تغافلها عن رفض أمها وخوف المواجهه يضغطها نفسياً ما كانت قادره تفسر شعور الخوف داخلها عندها إحساس ان زوجها من تميم ما راح يكون له وجود وبكل مره يكبر الشعور تحاول تقاومه لحالها...
__________
بيت ابو بندر..
صحى من النوم يحس بثقل على صدره يمنعه يتنفس بشكل طبيعي يحس النفس ثقيل قرر يميل ويرمي الثقل عن صدره استوقفه صرخة خلود..
خلود: لااا لا يطيح..
فتح عيون بخوف وبشكل ألي حاوط الثقل وحضنه ابتسم لما شم ريحة ولده وهو نايم على صدره..
ناظر فيه وقت يتأمله بحب: شعور حلو وهو نايم على صدري..
خلود تجهز ملابس ولدهم: من اول يوم كان شعور حلو بس انت تكبرت على خلقة ربي..
ما قدر يرد من كلمتها مر عليه كل لحظه عاشها وهو منحرج من ولد وكل كلمه قالها حس بتأنيب ضمير تأمل براءته وعاتب نفسه بصمت...
تقدمت تبغى ترفعه وحاوطه اكثر برجاء: لا خليه شوي مستأنس فيه..
ابتسمت على كلامه: اجل إذا صحى حممه وغير ملابسه أنا بروح لعمي وعمتي..
ناظر فيه وقال: أخاف ما اقدر...
خلود: بتقدر انا اثق فيك...
طلعت وهو كمل نوم وولده نايم على صدره مبسوط بشعوره نسى كل خوف وكل كبر وكل شي سيئ..
__________
المستشفى..
فتحت عيونها تحاول تحدد مكانها تحس بدوخه غمضت عيونها بتعب ورجعت تفتحها عقدت حواجبها على ريحة المعقمات حاولت تبلع ريقها لكن حلقها ناشف..
انتبهت لها الممرضه قربت لها قالت بابتسامه: الحمدلله على سلامتك، رفعت ملفها تتأكد من الاسم، يا غصون..
غصون بوجع وصوت مرهق ويأس: يعني ما مت؟
الممرضه: الحمدلله خطيبك أنقذك بأخر لحظه..
غصون بتمتمه: خطيبي؟
انهارت بعد الكلمه وصارت تبكي بشكل هستيري وتكح من جفاف حلقها..
الممرضه اعتقدت سبب البكاء خوف: لا تخافين خلاص الحمدلله عدينا مرحلة الخطر..
غصون بصوت متقطع من الكحه والجفاف: لا لااااااا ابغــ...ـى أموت..
الممرضه: بسم الله عليك ليه تقولين كذا؟
استدعت الممرضة الدكتوره وقدرت بعد مقاومه منها تعطيها ابره مهدئة..
الدكتوره: وش صار معها عشان تنهار؟
الممرضه: مدري صحت وبدت تقول كلام غريب وانهارت...
طلعت الدكتوره لعم غصون: الواضح البنت متعرضه لضرر نفسي كبير كان سبب انها تحاول تنتحر أفضل إذا فيه شي تتكلمون مع الضابط عبدالعزيز المسؤول عن الحالة..
ابو زياد بخفوت: والله يا بنتي ما اخبر صاير شي لكن ان شاءالله..
زياد بخوف: كيف صارت حالتها يا دكتوره؟
الدكتوره: للأسف على وضعها هذي رابع مره تصحى تتذكر انها عايشه تنهار تصاب فقدان الذاكره مؤقت لان هذا وارد من الاكتئاب..
زياد: طيب إلى متى بتجلس على وضعها هذا؟
الدكتوره بأرتباك: للأسف يمكن تطول عشان تتخطاها لازم تطلع من الاكتئاب اللي هي فيه..
جلس ابو زياد على الكراسي وجلس جنبه زياد سند رأسه على يدينه..
زياد بوجع: وش وصلها للحاله هذي، التفت لأبوه ، تكفى يابو زياد فيه شي ما اعرفه؟
ابو زياد: الظاهر فيه لكن محد يعرفه بس تزين حالتها لازم نعرف..
.................
الطرف الثاني من المستشفى..
دخل خليل وشافه على حاله تنهد بأسى نزل كوب القهوه قدامه وسحب الكرسي وجلس..
خليل بهدوء: طول عمرك تغلط وتجيب العيد ويمر عليك الخطاء مرور الكرام ليش هالمره ما تخطيته ومامر عليك؟ لا تقول العنود العنود مالها دخل بتعبك..
راجح يناظر بالفراغ: فعلاً صدقت مامر علي مرور الكرام مر وأخذ مني شي وترك داخلي لهيب لاهو اللي راضي يطفي ولا يحرقني وارتاح..
خليل يشد على يده بحنيه: أسمعك ياخوي تكلم يمكن يخف..
راجح: ما يخف ما يخف، غمض عيونه لوهله تذكر صوتها وهمسها، الله ياخذك يا فايز..
خليل: توقعت هو وراه وش سويت تكلم..
ناظر لخليل بعجز ونظره اول مره يشوفها بعيون راجح..
راجح: مرات يكون القهر اكبر من الكلام وحمله اثقل من حمل الجبال..
خليل: راجح لا تتكلم بالألغاز تكلم بوضوح..
راجح مسح وجهه بيده ناظر خليل برجاء: ابغى اطلع..
خليل: انت ما جاتك نزله معويه ولا سخونه وراحت انت معك انهيار عصبي لازم ترتاح..
فضل الصمت يعرف مستحيل يطلع إذا خليل ما ساعده وطاقته ما راح تسعفه الالم استنزف كل قوته..
خليل يحاول يشغله: وش رأيك باسم غصون؟
راجح التفت بخوف: وين سمعته؟
خليل ابتسم طرف ابتسامه:لما وصلنا سمعت اختك العنود تقول..
عقد حواجبه: وش جابهم؟
خليل رفع رجله على طرف الطاوله : كانوا فيه عشان بنت صدف وصولنا على وصولها منتحره وخطيبها جابها بس من حسن حظنا وصلت العنود وفهد ولد عمها وهو اللي أسعفك..
صارت الدنيا هدوء يشوف خليل يتكلم بس ما يستوعب وش يقول الشي الي يتردد بداخله غصون انتحرت..
خليل بخوف: راجح بسم الله عليك راجح وش فيك راجح تسمعني؟..
طلع عند الباب وصرخ: اااااااحححتتتااااااجججججج مسسسااااععدددددددهه اااححدددد يججججي يساعدني ...
استجابوا له بسرعه بعد وقت من الكشف تبين لهم إصابته بتشنج طفيف بسبب صدمه..
_____
مزرعة عادل...
وقت الصباح كانت الأرض رطبه فيها اثار المطر والندى على الزرع ريحة الزرع مع المطر تفوح بكل مكان وتعطي للبرد لذه فاحت معها ريحة القهوة والبخور...
ام فهد: يا بنياتي ريحة المطر والعشب بخور من الله ما نحتاج نتبخر...
ريما تنزل القهوة: من غيرها مشاعل تبخر حتى بالبر...
مشاعل تحط المبخره جنب النار: والله مافي ازين من ريحة العود مع النار والمطر...
ابو العنود يطلع راسه مع شباك المجلس: عمي سعود خلص المطر؟
أبو سليمان: ايه تعال ياخوي والحق على الفطور قبل يبرد، التفت لمثقال،روح وانا ابوك جيب عمك...
مثقال: ابشر...
ام سليمان معها الفطور والهنوف وراها بالحليب: ابعدي يا بنت لا يحرقتس الحليب...
مشاعل: يمه ترا اخذت من بخورتس اللي جابه لتس خالي...
ام سليمان: قطع يقطع يد العدوا وليه؟ انا شايلته لعرس عادل...
عز فروته على راسه واقف بملابسه الداخلية عند باب المجلس توه صاحي: وانا متى بتزوجيني؟
أبو سليمان بضحك: انت صحصح عمرك والبس هدومك بعدين فكر بالعرس...
مشى لهم وسلم على راس ابوه وامه وام فهد ناظر له أبو العنود وعقد حواجبه...
أبو العنود: عز انا عمك تعال سلم على راسي...
ضحك عز: ابشر بس هاه يا عم تحبني مثل عبدالله...
أبو العنود سوي نفسه ما يسمعه: وين الفطور...
مثقال بضحك: هههههههههههه لو ما سواها ما يكون أبو العنود...
رغد بصوت عالي: لا تخلصون الفطور علي والله ما اسامحكم...
ام فهد ترفع طرف طرحتها تضحك: هههههههههههههههههه تعالي محد بيحتريتس...
ريما: والله محد قالتس تنامين عند الرجال...
ام سليمان شهقت: هئئئ ياللي ما تستحين وش منومتس عندهم...
عز: انا يمه قلت لها...
رغد تناظر لأبوها: يا ناس انحسد والله المطر والخضره واللحيه الغانمه...
صبحت عليهم وحضنت ابوها وبادلها الحضن: والله ما قدرت افوت حضن ابوي...
مثقال: والله تقول نونو متوسده يد ابوي ولا بعد مخليني ابوي أقول لها قصه...
عز: بس والله كانت النومه حلوه...
أبو سليمان: صبي لي حليب نفطر عقبها ناخذ فنجان قهوه، ناظر للعيال، وانتم مالكم دخل بيني وبين بنياتي لو انومهن كلهن بحجري (بحضني)...
رغد: عاش القائد...
ام سليمان تتوعد فيها بالنظر ما تقدر تقول شي قدام أبو سليمان اجتمعوا على الفطور...
عادل بصوت عالي: عسى ما سبقتونا؟
أبو العنود وقف بفرح يحضن بنته: العنود تعالي ناكل فطور حلو...
مسك يدها وجلست بين ابوها وعمها كانت عيونها ذبلانه اعتذرت بالنوم ما تبغى توجع قلب عبدالله عليها اللي مره فيه يكفه عن همها...
جلس عادل جنب امه ومن بعده عز ومثقال وريما ومشاعل اللي كانت جنب عمها ورغد بين ام فهد وابوها...
مشاعل بهمس لريما: امتس لو ما تخاف ابوي يهاوش لقمت (اكلت) عادل بيدها...
ريما: من قال ما تلقمه شوفي كيف تحطها له تحت الصحن تقولين تهريب...
مسكت مشاعل ضحكتها: ما أقول غير الله يعين العنود...
رغد ناظر فيهن وتصغر عيونها: والله لو تحشن بدوني ما اسامحتسن...
أبو سليمان بهدوء: أفطروا وعينوا من الله خير...
__________
بيت أبو عبدالعزيز...
واقف عند باب بيتهم مبتسم يتذكر ملامح ريما حاله اليوم يفرق عن حاله امس غمض عيونه ومسح على قلبه: أثريك يا عادل بنعمه يوم محد يشاركك حبيبك وانا مدري...
ضحك على نفسه وتأكد مافيه احد شافه قبل ينزل من سيارته...
نزل اخر صحن على السفره ابتسم برضا رفع راسه لسماء واستنشق ريحة المطر رجع يجيب جواله يأخذ صوره...
عناد يناظر بجواله وهو يمشي: والله لقهرك يا أبو فالح...
رفع راسه وانصدم بسجى جالسه وتفطر صرخ: مممغغصصصصص ما صورته بقهر اخوك...
سجى تحط الزيتونه بفمها: عادي تقدر تقهره وانا اكل بالعكس كذا بينقهر اكثر...
عبدالعزيز: مين هذا اللي بتقهرونه؟
عناد بقهر: والله محد انقهر غيري...
أبو عبدالعزيز يعدل شماغه: من قهرك وانا ابوك؟
عناد نزل جواله وجلس جنب سجى اللي كانت تضحك عليه سحب الكاسه يصب له حليب: مستانسه ما شاء الله...
عبدالعزيز يغسل يدينه عند المغسله الخارجية: خلها تستانس وش محرق رزك؟
أبو عبدالعزيز: وش مزعلك يا عناد؟
عناد غير الموضوع استحى من ابوه: ولا شي يا الغالي...
أبو عبدالعزيز: وش رايك اليوم تخاويني للمكتب إذا ما عندك دوام...
عناد: ابشر...
عبدالعزيز: انا بعد الفطور بروح مزرعة عادل وانتم لحقوني اذا رجعتوا...
أبو عبدالعزيز: كنا عندهم امس لا نضيق على الناس...
عبدالعزيز: عادل مغدي منيف اليوم عشان اللي صار معه امس...
سجى: بروح معك...
عبدالعزيز: اجل اذا خلصتي تجهزي بسرعه لان عندي شغل مع عادل والعنود...
سجى شربت كوب الشاهي بسرعه: اجل بقوم البس بسرعه عشان يمدي اخلص...
عناد: وانا بروح اجهز عشان ما أتأخر عليك...
ابوه فاهمه: اختك لا تجيها فكنا شرك...
عناد بصوت عالي: ما اسمع يبه...
ثواني وسمعوا صراخ سجى قال أبو عبدالعزيز بأسى: هذا ما يتوب رح شوف اختك لا يكون اوجعها...
عبدالعزيز يناظر ابوه ويأشر على الباب: اسمع...
ارتفع صوت ضحكهم بعد ما انسمع صوت صراخ عناد: بنتك ما ينخاف عليها...
أبو عبدالعزيز: الله يصلحهم الا وش صار معكم امس؟
عبدالعزيز: قول وش ما صار البنت هذي كن الشقى مكتوب عليها...
بدا عبدالعزيز يروي اللي صار على ابوه وموقف العنود...
__________
بيت أبو سهم...
دخلت عليه وشافته كيف جالس متأكده صدمته بالشبه اللي بينهم بتوجعه قفلت الباب وتوجهت له...
ام سهم: صدمتك ما تقل عن صدمتي وانا امك والله حسبتها طلعت من بطني...
سهم: كيف وانا ما اشبه سالم ما شلت من الشبه الا ملامح منيرة...
ام سهم نزلت وجلست جنبه سند راسه على كتفها احتضنت راسه ومسحت خده براحة يدها...
ام سهم: مدري وانا امك لكن اوعدني ما تخليهم يعذربون بتربية منيرة ولا تنسى كيف ربيتك على الدين، رفعت راسه بيدها، وقت انك تثبيت لمنيرة ما غلطت يومها تعبت عليك وضحت عشانك وكبرتك انت روحها وعيونها، حست بوجع قبل تنطقها، وثمرة حب عشته مع ابوك...
شاف انعكاس ابوه المبتسم من كلمتها وتظاهر انه ما يشوفه: وش الحب هذا اللي كله عذاب؟
ام سهم: ما اقولك نسيت ولا كرهته بس ابوك مغلوب على امره تربى انه ما يزعل امه وابوه حتى على حساب نفسه ولا هو طيب وقف بوجه اهله عشان يتزوجني...
سهم بمقاطعه: بس كان بشرط...
ام سهم: ما كنت ادري عن شرطهم...
سهم: لو عرفتي بتكملين؟
ام سهم: ما فيه داعي ذكر للماضي الحين انا عندي اكبر نعمه انت عسى ربي يبلغني فيك عريس وغيره ما يهم...
حس بسكون أبو سهم من حديثهم وتكلم بخفوت: منيرة...
توترت من وجوده ما تبغى يسمع مشاعرها: هلا...
قال بتردد: اااا اليوم معزومين على الغدا عند سعود وأهله ولا ودي...
ام سهم ناظرت لسهم: نغم انا باخذها معي لا تشيل هم...
أبو سهم: اصيله يا منيرة...
طلع وبقلبه غصه لو وقف بوجه اهله ولا كسرها وكسر ولده معها تذكر كيف اهله اعتذروا عن بنته وكل واحد عايش حياته بسعاده واستقرار وما تشتت إلا بيته وعياله...
_________
بيت عيال فايز...
صحى من نومه رفع جواله يشوف اتصال ناصر زفر أنفاسه بضيق مسح على وجهه حاول ينام على ظهره بس فيه شي يمنعه...
قبل يلتفت شاف يدينها الصغيره متمسكه فيه ابتسم وهو يتخيل شكلها اذا صحت وهي حاضنته...
فايز بصوت خفيف: اسيل اسيل...
ما صحت لف جسمه بصعوبه حس فيها كيف زفرت أنفاسها بانزعاج وعدلت نفسها ونامت على ظهرها...
سند نفسه على يده اليمين مستمتع وهو يتذكر شكلها كيف كانت خايفه وتتخبى بحضنه ومره تضربه من الخوف وتمثل انه بدون قصد...
مسح على خدها بحنيه: والله ماودي اقسى عليك لكن مجبور...
رفع شعرها عن خدها الناعم وابتسم على حضنها له وخوفها قبل تنام...
بدت تتحرك تحاول تلف لكن فيه شي محاوطها وظلام دامس حست بحركه غريبه غمضت عيونها...
اسيل بخوف: والله يا فايز لو تكون انت اذبحك...
بلحظه صرخ عندها وحضنته بخوف ضحك بصوته عليه...
فايز: هههههههههه يا خوااافه...
رفعت راسها بدموع: حرام عليك ياخي وقفت قلبي...
ابتسم لها: بسم الله عليك بعدين ترا زين يقوي قلبك...
جمدت عيونها عليه من كلمته هذا فايز اللي ما ترك عظم فيها ما كسره لا خاطر الا وكدره؟ حاولت تبلع سؤالها لكن ما قدرت ما تسأله...
بعد وقت اسيل بنظرات وخفوت: ليه؟
عقد حواجبه: وش اللي ليه؟
اسيل: عجزت اعرف اذا احبك او اكرهك مرات حنانك يطغى على قسوتك ومرات قسوتك تنسيني حنانك...
تبدلت ملامحه بثانيه للجمود: لا تحبيني ولا تكرهيني اشتري سلامتك...
وقف ودخل الحمام وهي بمكانها مصدومه من تحوله طلع وكانت على حالها وقف عند الباب وقبل يطلع قال: الموضوع ما يحتاج كل هالتفكير...
اخذت نفس بقهر من التناقض اللي يسببه لها بكل مره والتعب النفسي...
______
مزرعة عادل...
منيف وسيف بصوت جهوري: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
ابو سليمان بنفس مستوى الصوت: يا هلا حياكم الله..
دخلوا يسلمون كانت جمعة مختصره على الأحباب من جيران وأصحاب..
ابو سليمان يسولف مع جيرانه واصحابه وعينه على اخوه مع عياله مطمئن انه بينهم يشوف كيف يدارونه...
منيف يدينه بالهوى: يا عيال وينكم؟ نسيت درب المطبخ...
ابو العنود نزل التمر وقرب له ومسك يده: تعال أنا اوديك لهم..
ابتسم وتمسك فيه: يازينك يا عم نسيت عصاي اليوم...
أبو العنود: انا عصاك...
منيف: تصدق أنا اكثر شي متحمس له إذا فتحت أشوفك..
ابو العنود: ليه انت مغمض؟
ضحك منيف: لا انا اعمى اقصد إذا سويت عمليه وصرت أشوف..
وقف والتفت ابو العنود له وقال:
عمر البصر ما كان اهم من البصيره..
دام القلب يشوف في ليلة العتيم..
لا تقول اعمى والعمى للقلب وتدابيره..
ولا يهمك هرج شمات غشيم..
وان كثروا حمولك بالعلوم الكثيره..
وانت حراً ما تنثني بالليل المستهيم..
اطلب ربك وكل همن لك يجيره..
ويغفر الذنب على السراط المستقيم..
بقلم الكاتبة/ ريم الحربي...
ابتسم منيف له ورفع يده يحاول يوصل لحية ابو العنود: صح لسانك وحي لحيتك اشهد بالله انك رجال وان سلبوا عقل ما هزوا مهاب ولا فصاحة لسان..
ابو العنود: نروح عبدالله قلبي؟
منيف: يلا خذني لهم..
مشى معه وهو يسمع سوالفه وكلامه عن العيال..
استوقف حديثهم الأبيّات من أبو العنود وعم الصمت وقت يفكرون بقصيدته حالته ما توجع اخوه بس كانت الم وصدمه لكل شخص يعرف آلـ مسفر والمحامي عبدالله..
...........
المطبخ..
كان الكل مشغول ارهف منيف سمعه لحركتهم ابتسم لتحلطم عناد وعز يساعد عادل وسليمان يجهزون الذبايح واستوقفته انفاس الضيق من صدر عبدالله وضحكت عبدالعزيز وسعادة قلبه الواضحه وهو يجهز البخور كان يحس بكل واحد فيهم من غير ما يشوفهم...
عز لعناد: والله يا الحريم يكرفون وقت العزايم..
عناد نزل الكاسات: يا عيال يااا عييييال مو من جدكم ما يغسل الكاسات إلا أنا؟
ضاري عند المغسله: احمد ربك انا عطوني الكرش اغسلها...
سليمان يجهز البهارات: اذا ماودك يا عناد بدل مع ضاري...
عادل يغسل الرز: لا تمسك ريحة الكرش بالكاسات كل واحد يخلص شغله...
عناد: من قال باخذ مكانه...
سيف دخل يرفع اكمام ثوبه: يلا جيت عيال وش اسوي؟
عبدالله: تعال قطع معي السلطه...
عبدالعزيز: لا خذ المباخر ودها لرجال انا اكمل مع عبدالله...
عبدالله كان واضح عليه التفكير قرب له عبدالعزيز يساعده: وش فيك؟ وش صاير معك؟
عبدالله: ولا شي بس إرهاق من الدوام..
عز: الله ياخذ شكل العدو وش تسوي؟
عناد: تعبت ما اقدر اغسلهم كلهم والله لو ايش..
عادل: ترا للحين ما خلصنا غسل الذبائح اذا ما ودك تكمل سيف يشيل مكانك وتعال معنا...
عناد: ياخي انتم ما تعزمون الا عشان تكرفون ضيوفكم؟
عبدالعزيز ياكل قطعة خيار: من الضيف؟ استح انت صاحب مكان...
عناد: لا انا اذا فيه كرف اصير ضيف...
عادل بضحك: هههههههههههه كل هالزعل عشان ما طبخت؟
تميم: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته وش نساعد فيه؟
عادل: هلا والله انت ضيفنا روح خلك مع خويك...
تميم: تبشر يابو سعود...
فهد دخل: انا جيت وش اساعد فيه؟
عناد: وش اللي معك؟
فهد: طلعت بدري اليوم وسويت حلا بالبيت قلت اجيبه معي...
عز: تسلم يدييننككككك يا شيخ...
تميم: ايه هذي العلوم الزينه...
مثقال دخل بالدلال: عيال فيه ماء حار القهوة خلصت، شاف وضع العيال، ما خلصتوا انتم للحين؟ ابغى احد يساعدني...
عناد: يلا قربت اخلص اجيك واساعدك...
عز: يلا هذي الدلال جاهزه والشاهي بيلحق الحين...
سليمان: حنا خلاص خلصنا تقريباً بحط الذبايح واخذ فنجان قهوه معكم بعدين ارجع ابهرها...
ضاري: وانا خلصت اللي معي...
عبدالعزيز: وانا وعبدالله خلصنا السلطات...
بندر دخل: يعطيكم العافيه يلا وش اسوي؟
أبو العنود: عادل خلص التمر حق الرجال...
عادل رفع عينه لمثقال ونطق بحده: عمك يضيف معك؟
مثقال: عجزت عنه وابوي يقول اتركه براحته...
دخل فارس وملامحه مرهقه سلم وتوجه لعادل وعبدالعزيز بشكل مباشر..
فارس معه أوراق: فيه مكان نقدر نقابل العنود فيه موضوع ضروري الموضوع ما يتأجل....
التفت فهد: ليه وش فيه؟
أبو العنود عقد حواجبه: وش فيها العنود؟
عادل: ما فيها شي بس عندها شغل قالت إذا جاء فارس نعلمها...
اخذ التمر بعدها أبو العنود وطلع مع مثقال وعناد وتميم...
بندر: وجهك تعبانه انت ما نمت؟
فارس: لا والله للحين ما نمت...
عبدالله: ليه؟ ترا ما يصير ترهق نفسك...
عادل توتر من ملامحه: وترتني وش فيه؟
عبد العزيز: فيه صاير للبنت؟..
فارس: أنا ما اقدر اشرح مرتين،ناظر لعادل، فيه مكان ولا نطلع برا؟
عادل استغرب اصراره: لا فيه مكتب صغير..
عبدالعزيز بصدمه: مكتب بالمزرعه؟ وش هالهوس يا شيخ..
عادل: بتجي ولا كيف؟
كلم العنود واجتمعوا بالمكتب أنصدم عبدالعزيز وفارس من تفاصيل المكتب عكس العنود اللي ما كان يخبي عليها شي..
.....................
عند الحريم...
مثل عادتهم مجتمعات مع بعض ما تصبر رغد عن ام فهد ولا تصبر ام سهم عن الهنوف دخلت عليهم ام بندر ومعها وصايف وزوجة بندر...
بعد السلام رغد اخذت ولد بندر: يا سبحان الله ما عمري حبيت ولد مثل حبي له...
ابتسمت خلود: الله يسعدك حبيبتي...
مشاعل تبوسه: أي والله لا تحسبين نجاملتس والله ولدكم ياكل القلب...
وصايف: الله يسعدكم...
ريما جلست ومعها القهوة: خالتي منيرة ما جت للحين؟
الهنوف جلست جنب خلود: لا للحين تقول بتجي معها ضيفه...
العنود بهدوء: اخت سهم...
شرقت رغد بالقهوه: وش؟ اخت مين؟
سجى: بنت طبينتها (ضرتها)؟
تغريد: يا قلبي الله يصبرها انا لو سليمان يتزوج علي يا عمه والله اخليكم تجمعونه من كل مكان...
ام سليمان بصدمه: يهب يا وجه العدو ووجهتس...
رغد بهمس: طالعه الدعوه من تسبد ام سليمان...
مشاعل: بسم الله على اخوي...
العنود هزت رأسها بأسى على كلامها وطنشتها والهنوف ووصايف وخلود كان لهم نفس ردة الفعل...
ابتسمت رغد لدخول ام سهم وعينها على البنت متغطيه سلمت بهدوء وهي تشيل الغطوه: السلام عليكم...
صدم الكل الشبه الواضح بينهم كل وحده تحاول تسيطر على ملا محها وعيونها عشان ما تنحرج وبعد السلام جلست نغم جنب ام سهم بهدوء وخجل تحس فيهم يراقبونها وتعرف معنا نظرتهم ما قدرت ما تتمسك بعباة ام سهم بتوتر...
واجتاح صدرها شعور غريب حبت وجودها جنبها كانت تتصرف معها بالحسنى...
جلست رغد بين ام فهد وام سهم قالت بهمس: متأكده يا خاله ماهي بنتتس؟
ابتسمت نغم على السؤال تنتظر الأجابه من ام سهم اللي اكتفت بالابتسامه واخذت فنجان القهوة بهدوء ما كانت تدري ليه انسبت نفسها لها حبت لو كانت امها...
رفعت جوالها: هلا عادل؟
حست الأنظار عليها وتجاهلت غمزات البنات: يلا الحين...
رغد: الله يكافي بس ما نصبر...
سجى بنفس النبرة: يا بنت انتي نسيتي القضية؟
العنود تمثل العصبيه: بتسكتين انتي وياها ولا كيف؟
وصايف: اسكتن يا بنات القضية مهمه لا توترنها ونبلش...
ام سهم بابتسامه: خلاص يا بنات اتركوها...
حست رغد ان نغم ضايعه التفتت لها: انا بشرح لنغم هذا الله يسلمتس عندنا قضيه تموت عليها النفسيه هذي بس تكابر والقضية بعد تحبها...
ابتسمت نغم: قصدك المحقق عادل؟
صرخت رغد مع البنات وضحكوا بصدمه وكانت تعابير وجه العنود كفيله انها تزيد من ضحكهم...
ريما: وش عرفتس؟
نغم: انا تشدني القضايا وتحقيق والأشياء هذي، ناظرت للعنود، وانا من اشد المعجبين فيها وبذكائها واتابع القضايا اللي تمسكها ولاحظت الاغلب اذا ماهي كلها المحقق عادل يكون معها لو بس يكون متواجد وكل الناس تشوف نظرته لها...
رغد رفعت علبه الشكولاته القريبه لها: قالها محمد عبده، كملت بغناء، 
كيف نخفي حبنا والشوق فاضح؟
وفي ملامحنا من اللهفه ملامح...
من عيونك صعب تسرقني البشر...
وانا النظر وانت لعيوني النظر...
الهيام اللي سكن فينا تعدانا وكبر...
صار مثل الريح جامح...
العنود بنظرات تقاوم ابتسامتها: بتسكتين ولا كيف؟
سجى تكمل: وابتسامتنا على ذيك الملامح...
طلعت على ضحك البنات وابتسامت نغم لما حست بدفى جلستهم وقلوبهم لو ما دار بينهم حديث كثير ارتاحت لهم ولجمعتهم المتواضعه...
............
الغرفة...
العنود: وش فيه يا فارس؟..
فارس: عادل ساعدني نبعد اللوحه هذي..
عادل:ليه؟
فارس: ابغى اجيب اللوح واشرح لكم شغله هنا..
ساعده عبدالعزيز وعادل ورتبوا المكان بحيث تكون اللوحه واضحه لهم..
فارس بعد ترتيب الصور والأوراق: هذي صور الضحايا وبيناتهم من اول ضحيه إلى آخر ضحيه اللي كانت غصون تركي شاهده عليها، ابتعد عنها، وش تلاحظون؟
عادل بتمعن: فيه شبه فينهم..
العنود: لون الشعر والعيون قريبه بالشبه بشكل كبير..
عبدالعزيز: يمكن صدّفه؟
فارس: طيب بمشي معكم وحده وحده نقول صدفه لون الشعر والملامح والعيون، طلع ورقه، الضحيه الأولى سلمى علي العمر ٢٢ سنه الضحيه الثانيه سارة متعب ٢٢ سنه الضحيه الثالثه سلوى غانم ٢٢، ناظر فيهم وشدد بالكلمه، كلهم تخصص هندسه وباق بالضحايا على هذا النمط إلى آخر ضحيه..
العنود: قصدك تقول انه يختار ضحاياه بأتقان؟
عادل: ويقتلهم بطريقة معينه..
عبدالعزيز:  ما اعتقد الضحيتين القبل الأخيره كانت ملامحهم شبه مختفيه وللحين ما انكشفت هويتهم..
عادل: يمكن يحاولون يضيعونا؟
العنود: أنا مع عادل واهمال القضيه غريب لكن فيه شي ثانيه لاحظته..
فارس بنظره غريبه للعنود: الأسورة؟
العنود: بالضبط نوع معين من الأسوار يحطه بيد كل ضحيه..
فارس: وفيه شي مدري إذا اقدر أقوله او لا؟
عبدالعزيز: تكلم..
ناظر العنود وقال: النوع هذا مطلوب طلب تصميم خاص من برا من ماركة مشبوهه مافي له اي شبيه باي ماركه او محل وحنا بالمستشفى شفت نفسها على يد شخص..
العنود عقدت حواجبها وقال عادل بغيره من نظراته للعنود: اخلص وناظر فيني..
فارس بتوتر ونظره على العنود: على يد خليل بن حامد، حاول ما ينطقها لكن مجبور، اخوك..
رمشت عيونها بعدم استيعاب بعد كلمة اخوك اختفى الكلام وتكلم داخلها بـ لا لا تكون بينا صله ولا احساس اخوه بس ما تكسر ظهري وتصير عدوي يكفي أبوك عدو ابوي وحرمني امي وطفولتي لا تعاديني لو كان عندي أمل ضئيل تجمعها الايام اخوان ولو بالكره وتكونون عزوتها بس لا تصير عدوي..
***********

وأن ارتماء شوق الحنين في صدري العاري؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن