الفصل الثالث والثلاثين...

923 33 7
                                    

بيت آلـ زيدان..
دخل البيت على ملامحه التعب والنوم طلع الدرج بخطوات ثقيله متجاهل فهد والوليد وقف على باب الجناح رفع راسه لسقف وغمض عيونه: هونها يا رب انت وحدك تعلم..
اول مره تحس بالذنب اتجاهه ما قدرت تنام انتظرت يرجع تشوف بملامحه وش صار..
رفعت راسها لما دخل لكن كان عكس كل مره ما دور عليها بعيونه ولا حتى التفت يتأكد إذا هي بخير دخل غرفته وقفل الباب بالمفتاح..
غصون بعتب على نفسها: انتي وش تبغين؟ ما تركك الفضيحه ولا هجرك مثل عمك ما جبرك ولا استغل ضعفك ويوم طلبتي لبى وش تبغين؟ ،همست بضعف، أنا ابغى أعيش..
كانت تتكلم وتسأل فيها ضياع من كل شي مشاعرها وكرهها وذكرياتها وحلمها تسأل وترد الجواب من نفسها وهو واقف جنب الباب حرص ما تشوف ظله من تحت الباب يسمع كلامها وزعلها يعرف جوابها قبل تنطقه ويتألم معها بصمت..
مسح على صدره: كل مره احاول تصدين ،سحب نفسه وارتماء جسمه على السرير بأهمال، من كثر صدكم صدقت بشري وكرهت نفسي إذا حاولت اصلح شي ذكرتوني بالباقي مدري وش نوع الصلاح اللي تبغونه لي!
ناظر لنور الشمس المتسلل لغرفته: معقول أنا سيئ لدرجة مافي ولا بذرة خير فيني؟ وش السوء اللي يشوفونه فيني وانا معمي عنه! ،ضحك بسخريه على وضعه، والله يا ظني شبه حامد هو شري..
فز على صوتها عند الباب تناديه فتح الباب وسأل بخوف: فيك شي؟
غصون بتوتر شدت على يدينها: لا بس أنا ابغى ارسم لا تقفل باب غرفتك اخاف يصير معي مثل قبل..
رد بملامح جامده: ان شاءالله شي ثاني؟
بلعت ريقها وناظرت له: بس..
فتح باب الغرفه بشكل واسع وراح لسريره تمدد على جنبه الأيمن وترك الباب خلفه كان يحس فيها منعصر قلبه عليها بس يخاف من الرفض المستمر...
كانت تناظر له وبداخلها اعتذار تشوفه كثير عليه بس يستحقه ،سحبت نفسها تفرغ مشاعرها باللوحات وتحملها همومها لكن ماهو مريحها هدوءه تعمدت تطيح علبة فراشي الرسم وناظرت له تنتظر ردة فعل لكن بقى ساكن بمكانه صدت عنه بزعل وما تدري وش سوت فيه بحركتها فهم اعتذارها ابتسم ودفن نص وجهه بالمخده براحه اول مره احد يشيل هم مشاعره ويعتذر لو كان الاعتذار ماهو صريح..
........
الوليد وفهد..
نزل جواله وناظر لفهد كان مندمج بشغله التفت وشاف غرفة المكتب مقفله وناظر لدرج كان المكان فاضي وهادي ابتسم بفرح وهو يناظر لفهد...
الوليد برجاء: تكفى فهد والله مافي احد لا تردني هي بيتين بس..
فهد: فكني شرك عندي شغل مهم بخلصه..
سحب يده فهد: ابوي إذا كان فيه ما راح تقول شي..
نزل فهد القلم وناظر له: وش تبغى تسمع..
خليل نازل عليه بجامته: قلة أدب ،ناظر للوليد اللي كان يناظره بصدمه، ايه انت تبغى قصيده من قصايده وقصايده كلها قلة أدب..
ضحك فهد بصوت عالي: ابشر وش ودك؟
رفع رجوله على الكنبه بحماس: اي شي..
قال بعد تفكير فهد:
ردفك المليان والخصر النحيل..
توسعت عيون خليل وحط الوليد يده على راسه من البيت...
والصدر اللي عواقبه وخيمه..
والعيون السود والعنق الـ..
خليل بهمس: ابوك جاء..
التفت الوليد وشاف ابوه ابتسم: ما شاءالله عليك يبه تعرف متى تجي..
ابتسم لهم بهدوء: ليه ما ودكم بجيتي؟
خليل: حياك باي وقت ،ناظر فيه، بين عيالك..
رد بابتسامه بارده وجلس ثواني وجلست جنبه ام العنود واضح عليها أثار البكاء قرب لها الوليد بخوف..
الوليد: يمه ليه تبكين؟
ابو الوليد: خير ان شاءالله ارجع مكانك ،ناظر فيهم وعيونهم على امهم،وش كنتوا تسولفون فيه؟
ناظر فيه فهد: يبغون قرص ولا اعرف لكن اليوم اكلم المزيونه تعلمني...
غمز له الوليد: مين المزيونه؟ ماشاءالله اشوف الحياه عندي سهالات من قصايدك وانت ماش...
ضربه فهد بالقلم: امي يمل العمى للعدو...
ضحك الوليد بحرج من تفكيره وناظر فيهم وخليل ترك كل شي وركز مع امه مثل ما فهد حس بقلق عليها عكس ابو الوليد اللي كان تركيزه على فهد كيف بيزف خبر مثل هذا له؟ كيف بيذبحه وهو ما يسولف إلا عن المزيونه؟
ابو الوليد بهدوء: أمكم بخير بس فيه شي صار ،قرر يعمم الكلام عشان يسهل عليه شوي، تدرون يا عيالي الدنيا مالها أمان وان هذي ماهي الحياة الحياة هي الأخره اللي يعمل خير بيلقاه واللي يعمل شر بيلقاه وكلنا ماشين بطريق الحق لكن الاختبار لصبر والإيمان بقضاء الله وقدره..
فهد بمقاطعه: العنود فيها شي؟
بكت ام العنود بصوت عالي وتغيرت نبرة ابو الوليد: لا اختكم بخير الحمدلله ،قام وجلس جنب فهد حاوط كتفه، ولدي يا فهد تدري ان الله..
انقبض قلبه: الله يرضى عليك بدون مقدمات اصلاً من يوم صحيت وانا قلبي معورني وفيه تكاك وضيقه ما يعلم فيها إلا ربك تكفى إذا فيه شي تكلم لا تحرق أعصابي إذا فاطمه ما تبكي العنود تبكي مين؟ ،توسعت عيونه، عمي فيه شي؟
تنهد بصوت عالي: عظم الله اجرك يا ولدي بأمك نرجس..
برد حيله وحس نفسه بدوامه بعد اسم نرجس ما عاد يسمع شي حاول يبلع ريقه يبعد خوفه اللي وقف بنص حنجرته لكنه بلع الفراغ بداله حس نفسه فارغ وعقله رافض الخبر يسمع ابو الوليد يناديه لكن صوته بعيد وكأنه داخل حفره ما يسمع غير صوت انفاسه ونبضه السريع صحى على كف منه يرجعه للواقع..
ابو الوليد يهزه وملامحه حزينه عليه: ففههددددد فففففففهددددد ولدي يا فهد لا تسوي بنفسك كذا خلك صبور..
رد بخفوت: مين مات؟
أبو الوليد: ولدي يا فهد ادعي لها بالرحمه هذا حال الدنيا...
دفه فهد وهز راسه بالنفي: لاااااا لااا لا لا لاااااااااااااا انت غلطان نرجس تنتظرني قلت لها برجع ما ماتت ،قام يبغى يروح لها، الحين بروح واوريكم انها حيه ما ماتت...
حاول خليل يمسكه ودفه فهد: بعد عنييييي تسمع وش يقول يقول امي ماتت يقول صرت يتتتتتيييييييمممم يتيم تعرف وش يعني؟ لاااا نرجس ما تخليني هي قالت بتزفني عريس كيف؟ ،ناظر أبو الوليد قال وهو يكابر على عبرته، من كذب عليك وقال انها تتركني؟ ماهي نرجس اللي تترك فهد...
أبو الوليد بدموع: ولدي يا فهد قول لا إله إلا الله اذكر ربك...
فهد: الف من ذكره الف من ذكره بس لا لاااا...
نزل راجح على أصواتهم قال بعصبيه: وش فيكم وش صاير؟
تشتت عصبيته لما شاف ملامح فهد يلهث ودموعه تنزل بدون شعور ناظر ليدينه ورجفة جسمه لتفت لأمه تبكي وتناظره بحزن مثل ابو الوليد وخليل...
قبل يسأل راح له فهد: تعال شوف وش يقولون يقولون اني يتيم وامي ماتت والله كذبوا علييه الحيييننن الحين ادق عليها وبترد وتشوف بس جوالي وينه؟...
كان يدور جواله بكل مكان يبغى يثبت لهم ان نرجس عايش وابو الوليد غلطان حتى من بين كتب الوليد دور عليه وما لاحظ انه بيده من الاول مسح دموعه بأكمام ثوبه حس انها تمنعه يشوف زين ولا يقدر يحصله صرخ بقل صبر: ووويييييننننه؟
حس بألم من منظره ضايع وخايف يكون حقيقة يوهم نفسه ويبعد عنها شعورها وما قدر راجح ينتظره يستوعب سحبه وحضنه بقوه من قوته صرخ فهد بـ: ييييييمممممممممممه ييييييييييممممممممممممه...
حطت ام الوليد يدينها على وجهه تبكي والوليد يهديها بحزن وغصون بأعلى الدرج تبكي على منظره وخليل وأبو الوليد واقفين يناظرون حضن راجح لفهد...
راجح بصوت هادي: كلنا على هذا المصير...
كان مثل الطفل يبكي بحضن راجح ويردد: ما تروح وتخليني من اقولها يمه الحين؟ راحت مشتاقه ليتني ما سمعت اللي براسي ومشيت ورا قلبي اكيد زعلت...
استمر يتكلم ويبكي وينكر وفاتها بعد لحظات ما قدر راجح يمسك جسم فهد وصرخ قبل يطيح الأرض فاقد الوعي: بيطيح ساعدوووننيييييي...
____________
بيت أبو بندر...
دخل يرجف ويردد لا إله إلا الله إنا لله وإنا إليه راجعون طلع بندر على صوت ابوه وشاف وصايف واقفه بخوف مثله...
ناظر لأبوه: يبه وش فيك؟
طلعت ام بندر من المطبخ: وش فيك يا صلاح؟
جلس على طرف الكنب عليه الحزن: لا حول لله عظم الله اجركم بأم فهد...
طاحت العلبة من ام بندر وصرخت: انت وش تقول؟ صلاح وش تقوووووول؟ امس معنا مافيها شي...
شهقت وصايف وحطت يدينها على وجهها: عمتي نرجس؟
جلس بندر على الأرض حط يدينه على راسه: إنا لله وإنا إليه راجعون لا حول ولا قوة إلا بالله...
ارتخت يدينه بحضنه: يقولون لقوها متوفيه بفراشها...
بعد كلامه ارتفع صوت وصايف يبكي وترجف ما كان حالها احسن من ام بندر اللي ارتخاء جسمها ومسكت وصايف بسرعه جلستها وجلست جنبها كانت تبكي مع أمها وهي حاضنتها الخبر كان مفجع لهم...
طلعت خلود على أصواتهم كانت ما سكت بطنها وعليها جلالها: وش صاير؟ ،ناظرت لهم، ليه تبكون؟ فيه احد صار له شي؟
قام بندر ومسكها جلسها على الكنبه جنب ابوه وهي تناظر فيه تنتظر يتكلم واردف: عمتي ام فهد تطلبك الحل...
خلود بصدمه وعدم تصديق مسكت قلبها: ااييييشششش؟ متتتىىى وكييييف؟ لاااااا تككففووووون...
مسح أبو بندر على راسها: قولي لا إله إلا الله يا بنتي لا تجزعون من رحمة الله وهذي حكمته...
خلود برجفه ودموع: لا إله إلا الله استغفر الله ،بلعت غصتها، استغفر الله يا عمري امس كانت تكلمني تسأل عني ماني قادره استوعب استغفر الله...
وصايف بشهقات: امـ ...ـس ،غصت عبرتها، امس ،ما قدرت تكلم شهقت بصوت عالي تكلمت وهي تبكي، امس كانت معنا مافيها شي كانت تقول لرغد أنا ماني جويده...
عضت على شفتها تمنع صوتها وغلبتها عبرتها انهارت تبكي بصوت عالي وتشهق كان حال ام بندر من حالها تبكي وتدعي محد مستوعب وفاتها...
أبو بندر بصوت حزين: لازم تقوون نفسكم عشان أهلها وفهد ما ندري كيف بيكون حاله وجه مثقال ،كمل بعبره، يكسف لازم تروحون تسندونهم لا تزيدونهم ادري الخبر ماهو هين لكن حاولوا ،قام وناظر لبندر، خذ حرمتك عند أهلها والحقني...
خلود بدموع: لا يا عم تكفى بروح معكم...
أبو بندر: يا بنتي خايف عليك من الحزن...
ما تحملت بكت وهي تتكلم: والله ما راح ارتاح خذوني...
هز راسه ومسح على ظهرها وطلعوا لبيت أبو سليمان يستثقلون خطاهم وهم اللي كانوا يسابقون الوقت لهم بفرح يغمر سيارتهم بين قصيد وضحك وطلبات وصايف للبنات واليوم كان الوضع صمت مهيب يكسره صوت ام بندر تبكي وتنهيدات وصايف واستغفار خلود كانت لحظات ثقيله وطويله لهم...
____________
بيت أبو سهم...
دخل سهم غرفتهم شافها نايمه جلس على رجوله ومسح على وجهها ما يعرف كيف بتكون ردة فعلها يعرف بمكانتها عندها غمض عيونه لما تذكر فهد وزم شفايفه ناظر يدور على جوالها شافه عند راسها سحب جوالها يقفله ويشيله بثوبه طلع للمطبخ يجهز لها فطور متأكد بعده ما راح تذوق شي...
نغم بصدمه: سهم وش تسوي؟
أبو سهم نزل من غرفته: ماشاءالله وش هالبر تجهزون لنا الفطور؟
كان سهم صامت وكمل ترتيب الفطور ناظرت نغم لسهم: سهم فيك شي؟
نزل الخبز من يده وسند راسه على الرفوف العلويه: شايل هم الهنوف...
راح ابوه له وسحبه يناظر بملامحه: صاير شي؟
سهم ناظر لدرج: منيرة وينها؟
أبو سهم: نايمه ليه؟
بلع ريقه وهمس: ام فهد تطلبكم الحل...
شهقت نغم: هئئئ ام العنود زوجة ابو سليمان؟
أبو سهم: لا حول ولا قوة إلا بالله حرمتك تعرف؟
رجع سهم يجهز صينية الفطور: لا ابغى تفطر وترتاح بعدين اقولها حتى جوالها أخذته ،ناظر لنغم اللي كانت كاتم بكائها بيدينها، تكفين روحي لغرفتك لا تشوفك أنا بالقوه متماسك...
أبو سهم: ومنيرة وش بتسوي؟
حس بثقل وحمل كبير عليه جلس بالأرض: وفهد وعز وعمي سعود وكل أهلها وش بيسوون؟ الله لا يفجعنا بغالي...
سحب أبو سهم سهم: قوم روح لحرمتك وشد نفسك قبل تصحى مهد لها لا تفجعها...
رد بخفوت: ان شاءالله...
اخذ صينية الأكل وطلع غرفته اول مره ما يكون ملهوف يروح كثر ماهو خايف وقف على الباب سحب يده تحت الصينيه ثبتها بيد وحده وبيده الثانيه مسح وجهه يطرد الحزن عشان يصبح عليها بأبتسامه...
دخل وشافها جالسه ابتسم لها واردفت: صباح الخير سهم شفت جوالي؟
تمسك بأبتسامته: ايه معي قفلته عشان ما تكشفيني...
وقفت تناظر الفطور: الله السيد سهم مبدع اليوم وش الدلع هذا؟
نزله على الطاوله وابتسم لها: يلا تعالي نفطر أنا طاق من الجوع...
جلست جنبه وناظرت عيونه: سهم فيك شي؟
رد بكذب: تهاوشت مع سالم...
الهنوف: سهم حبيبي ماهو وقته الحين لا تنسى خالتي منيرة حامل...
ابتسم وهز راسه وبدا يحرص انها تشبع استنكرت إصراره يأكلها وبعض الكلام اللي يطلع منه عن الصبر والرضا بالقضاء والقدر كان يمثل العفويه بالسوالف ويمهد لها قد ما يقدر...
صرخت منيرة وفزت الهنوف بخوف: خالتي منيرة لا تكون طاحت؟
مسكها سهم قبل تقوم وحضنها: لا اكيد عرفت...
شدت على ثوبه بقوه خافت من كلمته: وش عرفت؟
شد عليها رفع راسها له: انت انسانه مؤمنه بالله وعندك يقين وصبر متأكد بتكونين قويه إذا ماهو عشانك عشان اهلك...
تجمعت الدموع بعيونها من كلامها واردفت بخوف: وش فيه؟
طبع قبله على راسها: عظم الله اجرك بخالتك ام فهد...
ناظرت فيه وقت بدون حركه تحاول تستوعب كلامه هزت راسها بالرفض لما ترجم لها عقلها الخبر وتجمع الدمع بعيونها تناظر عيونه الدامعه والحزينه...
شهقت بصوت عالي: سهم الله يخليك قول غيره إلا خالتي نرجججسسسس...
حضنها يحاول يهديها وهي تنتحب بحضنه: اذكري ربك وادعي لها...
بدت تنهار اكثر وسهم يحضنها اكثر ويمسح على شعرها يحاول يهديها ويهدي رجفتها استمرّ يذكرها بالله ويدعي لها وكل مره يدعي يزيد بكاء الهنوف...
_____________
بيت أبو غادة...
وصل ابو زياد وولده واعلنوا الخطبه رسمي رغم الرفض الواضح بوجه ابوها وتهكم زياد على شروطه مشت الخطبه وتحدد موعد الملكه بعد اسبوعين..
ابو زياد: الحمدلله اللي كتب بيننا صله وولدي ما راح يلقى افضل من بنتكم..
ابو غادة بهدوء: الله يبارك لهم واكيد مافي مثل غادة..
ابو عبدالعزيز: خير ما سويتوا وعاد هاه يا ولدي يا زياد لا نوصيك على بنتنا حطها بعيونك..
عصف بعقله ذكرى وصية ابوه لراجح على غصون شد اسنانه يمنع ابتسامته تختفي: بعيوني ولا يهمكم ،ناظر ابوها، غاده بتكون بعيوني لا تشيل هم..
ابو غادة بحده: غصب تكون بعيونك...
ابو عبدالعزيز لما شاف نظرات ابو غاده: ولدي يا عناد صب القهوه..
قام عناد بسرعه يصب لهم القهوه ويقدم الضيافه كان يحس ابو زياد بنظرات ابو غاده تحرق ولده تذكر نظراته بوقت عقد غصون همس بينه وبين نفسه كيف راجح معها؟ وتجاهله بسرعه لما حسه ممكن يرجعه نقطه تعب عشان يطلع ولده منها ومر بداخله شي من الرعب ربط اصرار زياد بإصرار راجح ونظرات ابو غادة لزياده بنظراته لراجح ناظر لزياد وهمس لنفسه هل ممكن؟..
مر الوقت وطلع أبو زياد وولده كسر أبو غادة الفنجان بيده من القهر والتفت عناد بصدمه على ابوه...
أبو عبدالعزيز بهدوء: عناد ولدي روح لسجى لا تستاحش (تخاف) لحالها...
عناد: ابشر...
طلع عناد وقرب أبو عبدالعزيز لأبو غاده: الله يهديك يا عايض ما يصير كذا تحسسهم باللي بينكم ايش ما يكون بنتك لا ترخصها قدام احد ولا تخلي احد يستهين فيها...
مسح على صدره: نار هنا يابو عبدالعزيز ما قدرت كيف قلب حال البنت...
قاطعتهم ام غادة عند الباب: عايض يا عايض...
أبو عبدالعزيز: ما عندك احد يا عمه حياك...
ام غادة: الله يخليك ابغى عايض بكلمة راس...
قام أبو غادة وراح لها بهدوء يفكر كيف بيقابل بنته الحين يحس بزعل كبير بعد خطبتها وكسرها لكلمته...
أبو غادة: وش بغيتي؟
ام غادة: تعال خذ بخاطر بنتك لو بكلمه يكفي اللي صار فرحها...
قسى على شعوره واخذ نفس دخل عليهم شاف غادة تبكي وغدير تطبطب عليها...
أبو غادة: وش تبكين له؟ وش يبكيك؟ لا جبرناك وغصبناك عليه؟
غادة بدموع: ليه ما تبغون افرح؟
شد على يده ورفعها بتهديد: اسمعي العلم اللي يجمد على الشارب أنا ماسك نفسي عنك بالقوه لا تخليني ادق يرجع يملك وتنقلعين معه هي أسبوعين يملك وياخذك...
وقفت غادة: اكيد بترميني عليه ما راح تفرح لي مثل غدير لانه اختياري ماهو اختيارك وادري ما راح تحبيه مثل حبيب قلبك أبو عبدالعزيز انت طول عمرك أناني...
غدير بعصبيه وقفت قدامها: هيييييييييييه خلاااصصص انتي متى تحسين؟ عشان ساكتين لا تعتقدين انك صح سمعت كلامك عني وسكت لكن تتكلمين عن أبوي أنا ما اسمح لك...
راحت ام غادة لبنتها: بنتي يا غادة تعوذي من بليس ابوك يبغى لك الزين ما قصده...
ناظرت لأمها: والزين هذا هو زياد خلاص ليه لازم تخربون فرحتي...
غدير بقهر: أسمعي انا ساكته عشان امي وابوي والله يا غاده إذا ما حشمتي نفسك لين تروحين معه بنسى انك اختي الكبيره...
ناظرت لأبوها: اكيد ما راح تمنعها هي حبيبة قلبك اللي تسمع الكلام...
طلعت من الغرفه وراحت غرفتها التفتت لابوها: لا تأخذ بكلامها والله معميها الحب بس تصحى على نفسها بتعرف وتجي تعتذر...
رد بضعف: أنا مقهور عليها ماهو منها والله زياد ماهو كفو لها أخاف يضرها...
حضنت ابوها و سمعت صوت باب البيت تقفل عرفت ان أبو عبدالعزيز كان فيه وسمع كل شي انهارت مع ابوها بزعل على حالهم اللي تغير بين يوم وليلة قسى قلب اختها وضعف قلب ابوها...
_____________
بيت أبو سليمان...
راح سليمان معه عبدالله وبندر مع سيارة الإسعاف ما قدر أبو سليمان يروح معهم كان جالس على عتبت بيتها يردد "الله يرحمها" ما قدر يستوعب فقدها وعز رفض يطلع من بيتها متمسك بجلال الصلاة شافها تصلي فيه الوتر قبل تنام وتروح لربها اختزن من ريحتها ما يطبطب عليه شوي كل مره يناظر فيه يتذكرها ويشهق بصوته ويحضنه عكس مثقال اللي كان متماسك عشان ابوه وأمه يقاوم دموعه بكل جهده...
أبو بندر بمحاولة موساه: الله يرحمها وهذا حال الدنيا وانا اخوك ادعي لها بالرحمه الحين ما تحتاج غير الدعاء والصدقه...
أبو سليمان بصوت حزين ومكسور: حارقني انها ماتت زعلانه ومشتاقه لولدها...
مثقال بصوت مكتوم من اللثمه: ما عليه الحين بيجي حاله ما يسر ماهو وقت العتب يبه...
دخل سهم عليهم: يا عم فيه سيارة وقفت نزل فهد منها ومشت لكن هو رافض يدخل ابوي حاول فيه لكن رافض...
سحب شماغه ومسح دموعه شد على عكازه: يا عيالي اخوكم وصل...
قام أبو سليمان وطلع مع أبو بندر وسهم ومثقال مسانده فتح الباب الكبير وشاف فهد يناظر البيت بتعب وحزن...
ناظر فهد لأبوه: راحت صدق؟
نزلت دموعه وهز أبو سليمان راسه سأل وتمنى السؤال من حرفين: زعلانه؟
صد أبو سليمان بوجع من سؤاله مر في باله حالها بعد غياب ولدهم ومن دموعه ما قدر فهد يتماسك اكثر دخل البيت يركض ينادي عليها كان يصرخ بأعلى صوته كان عنده امل يكون كذب كان يركض وهو ماوده يصل مستعد يركض العمر كله بس ما يصل ويكون بيتها فاضي...
حجبت دموعه الطريق تعثر وطاح على وجهه ما ترك فرصه للألم رفع نفسه بصعوبه من الحزن وكمل لما وصل وشاف الباب مقفل حس انفاسه ضاقت وداخله غربه اول مره يشوفه مقفل رفع راسه لسماء يحس نفسه في فراغ بين السماء والأرض ضايع بدونها ما يعرف وش لازم يسوي يبكي ويحزن يدعي ويناديها او يسألها وش يسوي مثل كثير مرات احتار وتنقذه ناظر الارض بداخله حزن وألم بصدره نزلت منه دموعه....
أبو بندر: سهم مثقال الحقوا اخوكم...
قبل يقول راح له مثقال وقف عنده يلهث: فهد صار لك شي؟
طلع عز لما سمع اسمه فتح الباب وطلع: ووشششش جابك؟ وش جاي تسوي الحين ،تغيرة نبرته سيطر عليها البكاء ونزلت دموعه، يوم راحت جيت قهرتها واسهرتها الحين جاي؟ ما تفيد رجعتك...
كان واقف ورأسه بالأرض رجله تنزف وملابسه عليها الحزن والغبار رفع عيونه المرهقه والحزينه له: كيف كان وجها امس؟
عز بعتب وصوت متحشرج يقاوم حزنه: كان حزين وباكي كانت تنتظرك كل يوم عند الباب واذا دخلنا تناظر ورانا إذا انت معنا اول لا وش عندك قلب والله لو قلب حمار حس ،عض على شفته العلويه من داخل يمنع غصته تأثر على كلامه اللي بدأ يختفي منها، كنت تجهز غرفتك كل ليلة على امل تـ... تجي وتشوفها...
فهد بمقاطعه: توقف عتب شوي وتضمني؟
نسى عز وش كان بيقول وراح له بسرعه حضنه وصار يبكي معه لف عنهم سهم يمسح دموعه وطلع مثقال قبل ينهار عندهم وانهار بكل حزنه بعد التماسك لما شاف تميم وحضنه صار يبكي بدون صوت وتميم يحاول يواسيه...
اختار ابو سليمان يجلس مع ابو بندر وابو سهم قدام البيت ماله طاق يشوف انهيار عياله على امهم الثانيه...
...............
عند الحريم...
كانت رغد بحالة انهيار شديده تفقد وعيها تصحى تدعي لها وتغيب محد كان عارف كيف يواسي كل شخص محتاج من يواسيه ام سهم تحاول تواسي ام سليمان واذا تكلمت خنقتها العبره وبكت معهم وام بندر تمسح على راس رغد وتسمي عليها ما عرفت كيف تهديها ومثلهم البنات الوضع صعب جداً يواسون نفسهم او يخففون على بعض...
دخلت زوجة سليمان معها امها وخواتها نزلت نقابها عن وجها الحزين والباكي قبل تتكلم جلست رغد وناظرت فيها...
رغد بصوت باكي: امي نرجس ماتت يام نايف محد بينتظرتس ويستقبلتس مثل استقبالها راحت...
جلست زوجة سليمان على ركبها وانهارت كأن الخبر وصلها بهذي اللحظة نزلت اختها تهديها وراحت ام تغريد لام سليمان تحاول تواسيهم...
ام تغريد: انتن مسلمات ومؤمنات بالله لا تجزعون من رحمته وام فهد ،ارتفع صوت البنات يبكون بعد كلمتها طلعت ريما ومشاعل من بعدهن وصايف وكملت، إنسانه مصليه ومسميه ما ضرت احد هي الحين ان شاءالله بمكان كلنا نتمناه لا تجزعون وادعوا لها...
تغريد تماسكت شوي وناظرت لخواتها: الحقوا البنات لا تتركونهم لحالهم...
قامت وجلست جنب ام سليمان حضنتها تحاول تمسك نفسها قد ما تقدر وبدت تواسيها مسكت امها يدها وقالت: عمتتس أنا عندها روح شوفي الحامل لا يضيع حملها من كثر الحزن...
قمت وجلست جنب خلود لما حضنتها انهارت معها حاولت تهديها وتذكرها بالله وتقرا ما يتيسر معها بعد وقت وبعد كلام ام تغريد هدت ارواحهم الحزينه شوي...
ام سهم مسحت دموعها: نغم وينها الهنوف؟
ناظرت نغم: مدري...
ام نايف: خليتس أنا بروح أشوفها انا اعرف مكانها...
طلعت للحديقة ومثل ما توقعت عند حوض الورد راحت لها: الهنوف وش تسوين هنا؟
رفعت راسها ملامحها متغيره من الحزن: البيت يخنق من غيرها...
زمت شفايفها تمنع دموعها وتنحنحت تبعد عبرتها: عظم الله اجرنا فيها ،حضنتها وشدت عليها، قومي معي عن الشمس...
سليمان بصوت مبحوح: يا ولد فيه احد؟
قامت ام نايف وناظر فيه ابتسم لها وهز راسه بالرفض يتمنى لو يقدر يرفض الواقع قربت له ومسحت كتفه...
سليمان: أنا الكبير بس ما توقعت بصغر على الحمل بنص الطريق وارجع تركت عبدالله وبندر ما قدرت...
حضنته تغريد وشدت عليه دفن وجهه برقبتها وبكاء بصوته شد على ظهرها بيدينه وهي تواسي بصوت محشرج والهنوف جلست على الارض تبكي معهم مرت عليهم لحظات صعبه قدر يمسك نفسه شوي ابتعد عنها ودخلت بسرعه جابت ماء بارد تغسل وجهه فيه...
سليمان وهو يمسح وجهه بشماغه: سهم وراي يبغى يشوف الهنوف ادخلي يا نظر عيني...
هز راسه تمنع دموعها قربت له وحضنه بقوه قبل تبوس خده وتبتعد لف ينادي سهم اللي كان ملهوف وخايف على الهنوف...
سهم بخوف نزل وحضنها: ليه جالسه بالشمس؟
الهنوف: البيت يخنقني...
سهم يمسح دموعها: ودك أرجعك البيت؟
الهنوف: ما اقدر اترك امي بس انت لا تتركين...
حضنها كلمتها أوجعته لو يقدر يفتح صدره ويدخلها ما يقصر ،مرت عليهم لحظات ويوم صعب وطويل ما رضى يخلص وينتهي من ثقله على صدورهم ينتظرون شمس بكره تطلع وتمر صدمتها قبل تاخذ من عمرهم اكثر من اللي اخذت بلحظة حضورها...
___________
بيت أبو زياد...
نزلت القهوه: وش صار يمي؟
أبو زياد يناظر ولده: الحمدلله خطبنا وعطونا موعد بعد أسبوعين للملكة...
عقدت حواجبها: بالسرعه هذي؟ ليكون البنت فيها شي؟
زياد: لا يمه وش هالكلام بس ابوها عنده شغل لازم يرجع له وبيطول كذا افضل حتى لو ترضى بخليها ملكة بس وأخذها ما عندي حق المصاريف...
عقد حواجبه أبو زياد: وش الكلام هذا؟
زياد: وش أبيع كليتي ماعندي...
ابو زياد: ما عندك ولا مسوي بلا وتبغى تستره؟
زياد بقسوه: وتظن أنا ادور الرخاص اللي مثل بنت اخوك واروح وراهم؟
أحرقته كلمته وظلمه لها ضربه كف: تعقب يا الردي بنت اخوي عفيفه واطهر من ثوبك يا قليل الحيا...
زياد يمسح على خده: وليه تركتها دام عفيفه؟
ابو زياد بقهر: عشان جبان ما صرت شجاع وانت طلعت أردى مني...
وقف زياد: أنا ما اعرف شي عنها وعن سوالفها لا تحطه براسي وش منتظر مني ما شفت غير تحليل حمل إيجابي في بيتها وهي ما تزوجت...
ابو زياد بنظرات: متى يوم دخلت مثل الحرامي يا الردي لبيتها؟
زياد: دخلت اشوف وش مخبين علي وطلع شكي بمكانه اللي بجيبها بنت رجال متربيه تسواها وغصباً عن اللي ما يرضى...
طلع وتركهم مثل كل مره يحس ان النقاش بينهم ممكن يحتد اكثر وينقلب ضده ما عاد عنده طاقه للكلام...
جلس ومسح على راسه بزعل: الله يهديك ولا يسامحني على سواتي فيها تشك في بنت عمك يا الردي...
عقدت حواجبها وناظر لزوجها: ولدك وش فيه وش قلبه ماهو ولدي اللي ربيت...
أبو زياد عينه على مكان زياد: والله ما عاد اعرف وش يفكر فيه او وش حنا فيه...
ام زياد بتردد بعد كلامه عنها: أقول لافي،هز راسه لها ورفعت فنجان القهوه له، إذا رجعنا لرياض على خير...
ابو زياد بمقاطعه: لا...
ام زياد: وش اللي لا الله يهديك ما كملت...
أبو زياد: اعرف وش بتقولين أنا ما بعت بيتي عشان ارجع لها خلاص ولدك بيتزوج وبيصير عنده زوجة ما نبغى مشاكل البنت في بيت رجالها...
ام زياد بغصه: بس ماهي سعيده كفر عن ذنبك...
ناظر لها وتجمع الدمع بعيونه: كيف عرفتي؟
ام زياد: هي كلمتني...
أبو زياد بعجز: ما ينفع ترجع يام زياد عشان تمشي الحياه لا ترجع ما راح اقدر احط عيني بعينها ولا راح نعيش...
__________
عناد وسجى...
طلعت سجى على وجها ماسك شافت عناد داخل واضح يفكر قررت تفجعه تخبت ورا الباب..
عناد بصوت مسموع: سجى يا بنت..
استغرب مالها حس: اكيد بالمطبخ تخلص المئونه ونجلس جيعانين ااااااااااااه سجى يا ززززززفففتتتت وش حركات المبزره هذي؟
ضحكت سجى بصوتها عليه واردفت بشماته: ليتك شفت وجهك قسم بالله يضحك..
عناد بقهر ماسك قلبه: ضحكتي من سرك وش هذا..
ناظرت سجى له: يا سامج وش ضحكت من سرك؟
نقد عناد على نفسه: والله مدري طلعت معي كذا قهرتيني بعدين وش هذا اللي على وجهك؟
ارمشت بعيونها: هذا اسمه ماسك للبشره عشان يزيد جمالي..
عناد بنذاله: والله لو تغسلينه بفيري اللي يلمع الصحون ما يلمع وجهك..
ناظرت فيه من فوق لتحت اشرت بأصبعها: ولا يهمني..
دخلت الصاله وجلست على الكنبه: تعال سولف لي عن الخطبه..
عناد نزل شماغه على الكنبه: عاديه الصدق اغرب خطبه خلصت بسرعه وابوي أرسلني واضح في بينهن كلام...
سجى تناظر أظافرها: أقول عناد ليه تركت رغد وانت تبغاها؟
ناظر فيها وما عرف يرد مرت عليه ثواني حسها توجع حرك راسه وقال: النصيب...
سجى: ما فهمت!
عناد طلع جواله وقبل يرد عليها شهق بصدمه: اعوذ بالله إنا لله وإنا إليه راجعون...
سجى بخوف: عناد وش فيك؟
ناظر لها عناد: خالتي ام فهد توفت...
سجى بعدم تصديق: كيف؟ مستحيل لاااا يا ربي وش تقول مين يقوله؟
عناد رجع يقرأ الرساله: سهم مرسل يعلمني...
حطت يدها على فمها تبكي بصدمه قرب لها وحضنها وهو قلبه يرجف من الصدمه ومثل كل شخص يصله الخبر اول شي يفكر فيه فهد...
دخل وسمع صوت سجى مشى بسرعه وقال: وش فيكم؟
وقفت سجى تكلمت بصوت باكي ودموع: بابا خالتي نرجس ماتت...
أبو عبدالعزيز بصدمه: ووش وش تقولون؟ من قالكم؟
عناد: سهم مرسلي...
أبو عبدالعزيز بصدمه: إنا لله وإنا إليه راجعون الله يرحمها ويصبر أهلها متى؟
عناد: اليوم...
جلس وجلست جنبه سجى كان يردد الذكر ويفكر بأبو سليمان خبر وفاتها كان صدمه ما قدر يصبر حتى لو بينهم زعل ماهو وقته الحين...
ابو عبدالعزيز: عناد يا ولدي احجز لنا اقرب رحله لو نص الليل لازم نروح...
عناد: ابشر...
________
بيت أبو سليمان...
بعد مرور يومين...
وقفت سيارة عادل عند البيت رفع راسه وتذكرها لف عن العنود اللي استغربت حال البيت وقبل تنزل مسك يدها وابتسم لها بشكل غريب من يومين متغير عليها تحس فيه شي مخبيه وقلبها حاس بس ينكر...
العنود بهدوء: وش فيك؟
بلع ريقه بما تجمع الدمع بعيونه وتنحنح: لحظة لا تنزلين..
العنود برجفه: ليه؟
رفع عينه وشاف عمه ولفت العنود لما شافت نظراته وقالت بخوف: ابوي ليه وجهه كذا؟
شد عادل على يدها: العنود اسمعيني قبل تنزلين انتي إنسانه عاقل وعندتس يقين..
العنود همست بمقاطعه صدمت عادل: فاطمه فيها شي؟
كان وده يبتسم لسؤالها عنها وخوفها الواضح بعيونها لكن الالم منعه وأردف: تدرين ان الموت علينا حق ،هزت راسها والدمع تجمع بعيونها ناظر لشقتها السفليه بدت ترجف بشكل واضح، وان كلنا مصيرنا واحد العنود ،تغيرت نبرته ونزلت دموعه بغزاره، خالتي نرجس تطلبتس الحل..
صرخت بـ: كككييييييييف؟
فتح ابو العنود الباب لما سمع صوتها والتفتت عليه: يبه صدق اللي يقوله عادل؟ امي نرجس ماتت؟
حضن بنته وشد عليها: كلنا يا بنتي هذا مصيرنا قولي لا إله إلا الله..
سيطر عليها الصمت جمدت كل حواسها بحضن ابوها تسمع كلامه لكن عقلها يتذكر وقلبها يتألم لفقد امها الثانيه تطلع منها شهقات متقطعه بين فتره وفتره وعيونها حايره بمكان واحد بثانيه مر عليه شريط ذكرياتها معها..
مسك يدها ابوها واليد الثانيه عادل اللي كان متلثم وعيونه حمرا ما قدرت تمشي ولا قدرت تبكي حست نفسها معلقه بمكان كله فراغ ،دخلت مع عادل البيت بخطوات ثقيله وأول ما شافت ام سليمان انهار كلها بكل جوارحها انتحبت بوجع وشوق..
العنود بانهيار: ييييييييممممممممه ييييييممممممه والله مشتااااقه لها...
حضنها عادل وحضن راسها على صدره يحاول يهديها ويهدي نفسه معها مرات يواسيها بالكلام ومرات تخنقه العبرة..
سحبتها ام سليمان وحضنتها: يا قلبي من قلبتس يا بنتي ،بصوت هادي وحزين، اذكري الله وادعي لها..
حضنتها العنود اكثر وارتفع صوتها تنتحب على كتف ام سليمان كانت مشاعل وريما واقفات ما تحملت ريما ولفت راسها عنهم تبكي ومشاعل تمسح على ظهرها تحاول تهديها وتبكي معها..
بعد وقت ابتعدت عن حضن ام سليمان وطلعت رغد من الغرفه شهقت بصوت باكي: العنووود امـ..ـ امي امـ...ـي امي نرجس ماتت راحت وتركتنا راحت لربها..
بعد كلامها حضنت وجها بيدينها وبكت ،هز راسه بوجع عليها وراح يحضن رغد يهديها وبداخله غصه وده يبعد عنهم ويطلع كل حزنه عليها ما يتخيل البيت بدونها ما كانت إلا امهم الثانيه...
طلعت ام بندر على اصواتهم تحاول تهديهم لكن الالم كان اكبر والصدمه أقسى محد يتخيل مكانها فارغ من بيحن على بنات ابو سليمان إذا قست امهم من بيفقد العنود إذا غابت من بيدافع عن عز والعيال من بيملي فراغ تركته بقلب مشتاق لولدها...
عادل يمسح دموعه بشماغه: يلا استعجلوا عشان الدفن اللي بيروح يسلم عليها يلبس بسرعه...
العنود: من غسلها؟
ام سليمان: ولدها هي موصيه لو صار لها شي هو اللي يغسلها...
عبدالله عند الباب: يمه يلا السيارات عند الباب من بيروح؟
ام بندر: كلنا يمي بنروح...
طلعت خلود معها عباية ام بندر: عبايتك يا عمه...
ام بندر: بتروحين؟ المشوار طويل عليك وانتي ثقيله...
بلعت ريقها: خليني اروح برتاح إذا شفتها...
طلعت العنود مع عادل وام سليمان والبنات بسيارة وام بندر راحت مع ولدها وزوجته وبنتها...
بعد الدفن تزاحم البيت بالمعزين وصلوا اهل جده ومن اهل الديره من يعز أبو سليمان والمعارف القرايب والأحباب يساندون بفقد ام فهد الكل شهد لها بالطيبه والحنيه مرت عليهم ساعات اثقل من حمل الدين بصدر الفقير شي اشبه للموت بالحياة...
___________
مرت ثلاث أسابيع محد تخطى وفاتها ولا قدر فهد يدخل بيتها من بعدها ولا رضا عز عليه كان يلومه على وفاتها وتعبها من كثر شوقها له...
وما قدرت العنود ترجع إيطاليا وتترك فهد بحالة الاكتئاب او تبعد عن بنات ام سليمان استمرّت بينهم الجمعات لكن ما كانت للفرح والشوق كثر ما كانت مواساه وطبطبه لفقدها...
تزوجت غادة من زياد مثل ما حب وطلب منها ورجع أبو غادة لرياض بروتين وحياة مختلفه...
توقف موضوع حصه بسبب حالة فهد وحزنه كانت عبير تعيش خوف ورعب عليها تمر الأيام وتخاف يرجع اخوها يسوي لها شي...
صار بيت آلـ زيدان كئيب بعد فهد رغم رفضهم له بداية وصوله لكن سكن قلوبهم بطيبة قلبه وشخصيته المميزه وكان مكانه خالي بشكل واضح...
____________
بيت عيال سعد...
صار يسمح لها تروح تسهر عند فرح وما عاد يفرض عليها وقت الأكل او النوم رغم راحتها لكن نومه بدونها ما صار يسعدها تناقضها ومشاعرها الملخبطه صنعت منها انسانه ثانيه...
نزلت صحن الشبس: تصدقين فرح ،سكتت وناظرت فيها هزت راسها فرح وكملت، مدري إذا المفروض اقولك او لا لكن أنا ما اعرف احد غيرك...
فرح تناظر جوالها: تكلمي أسمعك مافيه إلا أنا...
ابتسمت: تلاحظين اخوك متغير؟
تنهدت: إلا وانا اعرفه فايز ما يتغير إلا إذا فيه شي...
اسيل بكره: مافيه شي جني...
ناظر فيها فرح وهزت راسها: هيييييه ترا اخوي...
أسيل: ادري بس تدرين كم مره عصبت عليه الفتره اللي راحت مدري ليه أنا صايره عصبيه وهو هادي والشي الغريب انه يتقبل عصبيتي بصدر رحب مدري من فينا اللي متغير...
فرح: كل البيت ملاحظين حتى الخدم انك صايره عصبيه فيك شي صاير لك شي؟
ناظرت لأظافرها: الصدق احس بضغط أنا اللي كنت ابتعد عنه واكره إجباره لي وتحكمه فيني حتى وقت النوم لما ينام وهو متمسك فيني اتنرفز بس لما ترك لي حرية الاختيار وابتعد شوي حسيت بفراغ غريب بين سعيده ومتلخبطه...
فرح: حبيبتي آسيل انتي طول عمرك عايشه مع اللي كنتي تظنين انه ابوك واهتمامه الدائم فيك لما تزوجك فايز الرغم من قسوته عليك كان يحاول يغطي مكانه بشكل غير مباشر...
رفعت حاجبها: كيف؟
قربت لها: يعني سفراتنا كلها عشانك وبسكوت البندق اللي تحبينه يوفره قد ما يقدر والمطاعم اللي تكون حجتها أنا والصدق انتي والهدايا اللي يجيبها لي عشان أقول انها مني ترا فايز طيب بس الظروف والزمن قسى عليه وغيرته...
أسيل: بس أنا ما حسيت...
فرح: طبيعي انتي بحالة دفاع دائم وما ألومك الشي اللي مريتي فيه ما كان سهل والحين فايز ترك لك مساحه وهو كل حياتك ما عندك احد غيري أنا وياه طبيعي بتفقدينه وانا ما اقدر اقولك حبيه أنا لو مكانك مستحيل احب شخص يعاملني مثل معاملته لك صح اخوي بس هذي الحقيقة لكن انتي تعودتي...
كلام فرح فتح عقلها على شي كثير ما كانت منتبه له ولا فاهمته حست قلبها يرجف وتشتت عقلها بعد كلامها قررت ترجع غرفتها...
لما دخلت شافته متمدد ونايم على الكنب واضح متعمق بالنومه تعمدت تقفل الباب بقوه وما تحرك نفثت براحه وتوجهت للحمام...
اسيل تكابر على شعورها: الواحد يأخذ باث براحه...
طلعت بعد نص ساعه وشافته نايم ما تحرك من مكانه ولا حتى غير وضعية نومه هزت كتوفها بعدم اهتمام وراحت تمشط شعرها...
حطت مسحت عود على يدها وبدت تعطر شعرها ناظرت له وهي تمشطر شعرها باصابيعها: ليكون مات!
رجعت شعرها على ورا وشدت روبها عليها راحت له بحذر قربت له وما حست انه يتنفس قربت له اكثر ورجف قلبها مر في بالها سؤال لو مات وين بروح؟
همست: يا الجليد؟
ما كان يستجيب رفعت نبرة صوتها شوي: هي انت...
قربت يدها لرقبته تحاول تشوف النبض وصرخت لما شالها وثبتها على الأرض وهو يلهث...
أسيل برعب: فايز وش فيك؟ بعد يدك عند صدري كتمتني...
ناظر فيها وقت حاول يستوعب ايش يصير بعد ثواني نفث أنفاسه براحه وخفف من مسكته لها: فجعتيني وش كنتي تسوين زين ما كسرت رقبتك...
سحبت يدها تحاول تعدل روبها تغطي نفسها اكثر: خفت تموت...
فايز بصدمه: هاه!
بلعت ريقها: شفتك ما تتنفس وخفت...
صفن بعيونها ونبهه عقله لملامحها المحمره خجل وشعرها المبلول ما قدر يقاوم عذوبتها بين يدينه بلع ريقه بصعوبه ناظر لنفاسها ورجفة شفايفها حس انه ممكن يسوي شي يندم عليه وهو اللي حفاظ عليه عشان يشفع له إذا ذكرته وما تكرهه...
سحب نفسه بصعوبه وأردف بصوت مبحوح من مشاعره: قومي استري نفسك ونشفي شعرك لا تمرضين...
اخذ مفتاحه وطلع برا البيت احتاج يبعد لحد ما تهدا مشاعره اللي متلهفه لها كل مره يتذكرها يطرد طيفها عنه يحاول يشغل نفسه ويبعدها عن رغبتها وشوقها...
____________
بيت أبو سليمان...
من وصولهم نامت بغرفة الضيوف عشان ابوها وشاركهم عادل الغرفه فتحت عيونها على صوت اذان الفجر لفت راسها وشافت ابوها نايم بالفراش اللي جنبها ناظرت يمينها ما شافت عادل اخذت نفس بثقل وجلس...
العنود بهمس: اصبحنا وأصبح الملك لله لا إله إلا الله...
قامت بهدوء وسحبت البطانيه على ابوها وصحى: اذن الفجر؟
ابتسمت: ايه يابو العنود لا يفوتك الصف الأول...
ناظر مكان عادل: عادل وينه؟
سحبت ربطتها: مدري والله صحيت وما شفته...
أبو العنود: امي العنود ،رفعت راسها بخوف من زمان ما سمعتها منه وكمل، روحي نامي بغرفتكم أنا انام لحالي هنا عادي...
تجمعت الدموع بعيونها خاف تكون انتكاسه بحالته: أنا بنتك...
ناظر لها وقرب يمسح دموعها: انتي امي وبنتي وصديقتي وكل اهلي لا تخافين العقل ما عاده يغيب مثل قبل وصار يدرك وش انا عليه...
قرب يبوس خشمها: أنا وعدتتس ارجع قوي عشان احميتس وانا عند وعدي...
حطت يدها على صدرها ورفعت راسها لسماء بابتسامه: الحمدلله لك يا رب...
أبو العنود: بس العنود هذا سر بس أنا وانتي وعز وعبدالله يعرفون عادل لا يعرف...
تلاشت ابتسامتها: ليه؟
مسك يدها يمسح على راحتها: يا بنتي كثر ليه توجع وكثر السؤال يبدد الفكر ركزي على شغلتس وانا اركز بالباقي ومثل ما قلت لتس الوقت اللي تحسين فيه الهروب طيب لا تترددين أنا واثق بحكمتتس ومعتس باللي تسوين...
العنود: يرجف قلبي كثير من كلامك ودي اسبق الوقت واشوف المستور لكن ثقتي بتدبير ربي وحكمته تنزل علي الصبر...
أبو العنود: يلا نروح نصلي...
طلعت بعد ابوها وشافته واقف عند الباب يناظر بعيونه الحزن التفت وشهقت حطت يدها على قلبها مشت ومسكها ابوها...
أبو العنود: اتركيه...
طلع يتوضأ وجلست على المدخل ما قدرت تتركه تراقبه نايم عند باب بيت امه من وفاتها وقف بالنص بين خوفه يدخل بدونها وبين شوقه لريحتها...
جلس جنبها عادل: صباح الخير...
العنود: صباح الشوق لمن زولها غاب...
وقفت وناظر لها: وين؟
العنود: بصحيه ماهو زين النوم عند البيبان والعتب...
عادل: البسي عباتتس ولا جلال يمكن يمرون العيال عليه...
رجعت واخذت جلالها مرت من عنده بخطوات سريعه يراقب خوفها عليه رغم تخليه عنها وهروبه ما قدرت تقسى عليه حنت وخافت اكثر من رغد وعز اللي يتواصلون معه شبه يومي عذرته وتناست لان محد كثرها بيحن وهي تدرك وش يعني فراق الأم والحياة بدونها...
العنود تمسح على شعر فهد: فهد قوم صل الفجر لا تفوتك يا عيني...
لف وجهه اكثر على المخده وتكلم بصوت مكتوم: صاحي ماني نايم سمعته شوي وأقوم...
العنود: طيب خليني اشوف وجهك...
فهد: منتفخ من النوم وش بتشوفين؟
جلست على طرف الفراش: فهد بكره الفجر رحلتي لازم ارجع وأكمل شغلي لا تخليني اروح وانا بين نارين قوم اجلس معي اليوم مشتاقه لك لا تخليني اسافر بشوقي...
رفع راسه وانعصر قلبها من كمية الدموع على المخده العنود: ليه يا روح اختك كذا؟
فهد يحاول يبعد آثار البكاء: مدري نمت بالمجلس ولقيت نفسي الا هنا..
العنود: اسمع مني وداخل البيت عشان ترتاح...
تنحنح عز وقال بصوت عالي: ماله لزوم يدخل اللي كانت تنتظره راحت وملابسها كلها غسلتها وتبرعت فيها..
فهد بقهر وصدمه وقف: لييييييييه غسلتهااااا؟ وش اشم الحين وين ألقى ريحتها؟ من سمح لك؟
شد على اسنانه بقهر: وينك عنها وهي تبكي عليك وتنتظرك وينك عنها وعيونها سهيره ترقب جيتك؟ الحين تدور ريحتها حتى الحنا تركته لرجعتك دفناها يدها بيضاء مابها لون تقول ليه؟ اسألك لنفسك هذا السؤال ليه ليه تركتها وانت وحيدها؟ ،نزلت دموع عز وكمل بغصه، كم مره جلست بالحوش تنتظرك وكم مره طلعت بنص الليلة تشوف إذا جيت وياليتك يا فهد شفت عيونها إذا دخلنا تدورك من بينا وتقول الحين ليه؟ انت اللي ليه؟
عادل مسح على وجهه بعد كلام عز اللي اوجعه مثل الباقي: خلاص يا عز..
عز بصراخ: لا لاااااااااااا ماهوو خلااااصصصصصص ماهو خلاص لازم يعرف وش عاشت نرجس قبل تموت تدري وش حست فيه قبل تموت انت متخيل وش كانت تحس؟ تعبت من بعدك انت سبب مرضها كانت تقول جوفي يلطمني (يوجعني) ومن الشوق والله لو كنت أدل مكانك سحبتك لها سحب جاي الحين تبكي وينك وهي تترجاك ترجع وانت تقول يمه الشغل مهم لازم أخلصه ،رفع يده مسح دموعه وشد على اسنانه، والله سؤالها للحين بقلبي قالت لك شغلك اهم مني قلت لا بس ما اقدر اجي هذا وماهو اهم منها ما جيت إلا على جنازتها والله ،بلع ريقه، والله ان ذيك الليله ما قدرت انام ،بدأ صوت يتقطع وصوت فهد يبكي يرتفع، رحت لقيتها تدعي لك وتبكي كان كذبت ولا أوجعتها بردك..
دفه وصرخ: خلاااااااصصصصصص أنا حمار ووححيييوووووااانننننن وما افهم بس ارحموني أنا ماني عارفكم ماني عارف حتى نفسي عجزت انام بالمجلس وما قدرت ادخل بيتنا رجعت طفل وبداخلي شي شاب أنا ترا احس ولا تظن إذا كلمتني انام مرتاح والله اسهر ،بدأ البكاء يتغلب على صوته، اسهر الليل كله اهوجس فيها ولا أتكلم إلا عنها كنت مجبور والله مجبور ،جلس بثقله على ركبه يبكي ويتكلم، والله العظيم مجبور وندمان..
نزلت العنود لمستواه وحضنته بعدت جلالها الغرقان دموع عن وجها وقالت بصوت حزين: خلاص عز العتب ما يفيد اللي صار صار ادري مقهور عليها وزعلان بس خلاص اللي فينا يكفي..
رغد بزعل واقفه ورا عادل: انتم تقولون كذا لأنكم ما شفتوا نرجس تبكي وتنظف غرفته ولا تطبخ وتنتظر يدخل يأكل معها معذورين محد شاف وجعها غير أنا وعز ليه ما كان يكفي وهي عايشه؟
طلعت ام سليمان مصدومه من حال فهد وعز كان عز وجهه احمر من الغضب تطلع منه تنهيدات قويه وفهد بالأرض مكسور وحزين يبكي بحضن العنود ورغد تعتب عليه محد وقفها وكأنهن راضين عن كلامها...
ام سليمان بزعل: اسككتتييي اسسككتتيييييي اقوووول ياويلكم من الله وش تسوون فيه اليتيم؟
رفع راسه فهد لها بألم من كلمتها حس نفسه أضعف من انه يعيش بدون ام قال بصوت متذبذب: أنا ما اقدر أعيش بدون ام ما اعرف كانت امي ام لعيالتس تصيرين امي؟
فتحت يدينها بقهر وبكت بصوتها: يا بعد روحي يا جنيني أنا امك وأبوك واهلك كلهم من قال ما عندك ام أنا امك يا روحي...
تمسك فيها فهد وانتحب كانت تمسح دموعه وتبكي معه وراح عادل يحضن العنود يهديها وكان مثل حالهم عز ورغد ومثقال وعبدالله اروح مرهقه تمر كل صباح تطمن على فهد وتدعي لها...
قال ابو سليمان اللي كان يراقب من بعيد: ام فهد الله اختارها والله يرحمها ما راحت لعذاب ولا راحت بسفر وفراق راحت لأرحم الراحمين لمكان كلنا باذن الله بنروح له ونجتمع فيه ام فهد ما كانت تأذي نمله صايمه ومصليه واذا الله اخذها هو ريحها من عذابها بفراق ولدها الحين الكلام ما يفيد انتهينا والحين كلكم محد فيكم ينقص قدامي لصلاة..
طلع ابو سليمان وطلعوا العيال من بعده واخذت ام سليمان فهد لغرفتها ما رضت ينام إلا عند فراشها وراحت العنود عند البنات تحاول تقضي وقت كافي معهم...
____________
بيت آلـ زيدان..
مرت عليهم أسابيع صمت لاهي رجعت طلبت ولا هو بادر يحس بصوتها ونظراتها تغيير لكن يقنع نفسه بكل مره انه يتوهم..
دخل وشافها مندمجه برسمتها نزل البوكس على الطاوله وناظر لها مره ثانيه زم شفايفه وميلها بتفكير قرر يتركها براحتها..
قبل يدخل غرفته سمع صوتها: راجح..
التفت لها: هلا..
ناظرت البوكس: ايش هذا؟
ناظر راجح له ورجع يناظر لها: محل الحلا اللي دايم امره مسوين عرض وجبته قلت يمكن اشتهيه بعدين او إذا تبغين بالعافيه..
غصون بتردد:شكراً..
راجح: عفوا شي ثاني؟
شدت على الفرشاه اللي بيدها: عادي ،بلعت ريقها وشدت ظهرها،عادي نتكلم شوي؟
انتعش داخله من طلبها وصغرت عقدة حواجبه وكأن شريان من البرد تفجر داخله وده يقول كلي لك وممكنه ومتمكنه من كلي وده يشرح اللي صار لها بقلبه لكن الخوف يمنعه ويجبره يمثل البرود عليها..
راجح ببرود وثقل عكس العواصف اللي داخله: اكيد وش بغيتي؟
ناظرت بوكس الحلا: اجهز قهوه وتشرب معي؟
ابتسم بلطف: اللي يناسبك..
غصون: بروح أجهزها بسرعه واجي..
مسح على شعره من الخلف: وانا بجيب كتابي واجي..
وقفت وناظرت له: كتابك؟ انت تقراء كتب؟
راجح بتعجب: ليه مالي عقل ولا لسان؟
انحرجت من سؤالها: لا اقصد يعني ما توقعت..
توجه لغرفته وأردف: عادي أشياء كثير ما نتوقعها تصير ،كمل بهمس، مثل اني ما اتخيل حياتي بدونك وانا اللي اهرب منك ومن ذنبي صرت اهرب للمكان اللي تكونين فيه يا ذنبي الحلو..
غصون بصوت مسموع: قهوة سعودية ولا مقطرة؟
ابتسم: اكيد سعودية..
وقف وشد على كتابه ميل على المراية يشوف ملامحه وشكله يرتبه اكثر قبل يطلع لها رتب شعره واخذ علبة العطر يحاول يكتم صوتها بيده وهو يرش منه مسح على ملابسه وطلع..
غصون: القهوه جهزت..
طلع وهو يمسح على شنبه: الله يعطيك العافيه...
جلس وأخذ منها القهوه: ما عليه انتي تسوينها وانا اصب حلوه المشاركه..
ما تدري ليه حست بخجل لما مد الفنجان لها وسمعت "سمي" منه انرسمت ابتسامه صغيره على وجها وتقشعر جسمها لما لمست إصبعه بالغلط وهي تاخذ الفنجان توترت وخافت شجاعتها تكون وهو بعيد عنها تتلاشى اذا حست بقربه او صار ولامسها او حضنها بنوبات الهلع والربو..
راجح بتعجب: فيك شي؟
مسكت نفسها: لا لااااا مافي بس أنا كنت بسألك عن موضوع الجامعه أنا فكرت زين واستخرت وارتحت اني اكمل بنفس التخصص اللي سجلتني فيه..
راجح: زين الله يوفقك..
همست بـ: أمين..
فتح البوكس قبل ياخذ منه بلحظة حلم وتفكير قالت: اللي عليها لوز حلوه جربها..
اخذها لطلبها وابتسم: بجرب ذوقك واذا ما اعجبتني وش اسوي فيك؟
بهت وجه غصون من الخوف معقول يسوي فيها شي مثل اللي كان؟ رفع راسه لما حس انفاسها بدت تتغير ناظر لها بعيونها رعب استغرب وضعها..
راجح: وش فيك؟
أردفت بصوت مرعوب: وش بتسوي فيني؟
نزل الفنجان بغضب: الواحد ما يقدر يسولف ما يقدر يقول شي بتربطون وتفسرون كل شي على كيفكم؟ خلاص ادري أخطيت ما يعني برجع اخطي خلاص حتى اللي يتوب يتوب عليه ربي ويسامح انتم ما تشوفون وش اسوي عشان اكفر عن ذنبي وش اسوي اكثر ليه ما تساعدوني أتغير ليه مصرين تثبتوني بنفس النقطه؟ ،كمل بزعل على نفسه، لا ام تحن ولا اب كان راحمني ولا عم يعرف يتكلم ويعلم ولا اخوان يهتمون لازم اكون إنسان زين من الهوا بدون جهد منهم عمر محد سألني تعرف تصلي ولا احد علمني أهمية الصلاة حتى المدرس اللي كنت اهرب من حصصه يقول اريح ما فكر كيف يصلحني كل كلامهم امر صل ليه ما تصلي؟ محد يبغى يبادر يساعدني أتغير ولا احد يبغى فهد الوحيد اللي حاول يصلح شي فيني ،ناظر لغصون، ادري أخطيت ولو يرجع الزمن مستحيل اسوي فيك شي لحظة شيطان ظني بصير شي كويس وبتفتخر فيني أمي إذا صار عندي فلوس استغلوني مثل ما استغلوك ولعبوا فيك لكن الفرق أنا ما تركتك للفضيحة وصلحت غلطتي لكن أنا ثابت عند نفس النقطه بذيك الليلة بنفس المستودع ماني قادر اكمل من تأنيب الضمير ولا حتى اموت وارتاح لا تظنين انتي بس اللي تعبتي أنا من القهر عليك كنت بموت بنفس اليوم اللي حاولتي تنتحرين فيه دخلونا مع بعض الطوارئ لا تظنين اني سعيد بسواتي والله كلمتك تنام وتصحى معي كل يوم ما تفارقني..
سكت فجأه لما صحى على نفسه غمض عيونه ومسح على وجهه بندم ما كان لازم يتكلم كتم كل هالوقت ليه تكلم الحين؟ وقدامها!
قال بهمس وهو يلهث بعد كمية الحمل اللي طلعه: استغفرالله..
ناظر لها كانت تبكي بصمت وهي تناظر حس بشعور غريب من نظراتها كانت غريبه ماهي رحمه او شفقه حس برهبه منها يمكن لانها كانت حنونه بصدق..
غصون بصوت باكي: كمل اسمعك..
حس بحرج منها: أنا اسف بس كنت مضغوط ومدري ما حسيت..
غصون: صدق كنت بتموت عشاني وندمت؟
تنهد بهدوء يحاول يوزن انفاسه شد ظهره وهو يناظر كتابه: اسمعي غصون يمكن كلامي يضايقك ويسبب لك نوبه لأسمح الله بس بنرتاح أنا أخطيت لما مشيت غلط وقتها كان هدفي اثبت لهم اني بقدر اكون ثقه واشيل مسؤوليتي ولي دخل ،رفع كتفه دليل التعجب، ما كنت واعي باللي اسويه حسيت نفسي مغيب او فاقد للوعي او يمكن إنسان ثاني تركزي كيف اثبت لأمي وعمي اني إنسان اقدر اكون مسؤول ،ناظر لها يشوف رجفة شفتها ويدينها، بعد ذاك اليوم عرفت اني أخطيت ولا عمري فكرت اسويها انتي اول بنت دخلت حياتي ولا سويتها من قبل مرضت وصرخت وبكيت تقطعت من داخلي ما عرفت كيف اصلح غلطتي حسيت بنار تحرقني من داخل تأكلني بسرعه كل شي صار بعيني باهت فكرت كيف بوقف قدام ربي يوم القيامه وش بيكون عذري لو انتي بيني وبين الجنة بترضين تسامحيني على حياتك اللي دمرتها ،تغيرت نبرته، ادري انك كنت تحبين ولد عمك وهو بعد توقعت بيوم الزواج يذبحني وياخذك لكن صدمني كيف تركك لي بسهوله وكنتي سعيده مرتاحه همك دراستك ورسمك ورضا ربك ،تنهد عدل جلسته وغير مسار عيونه لطاولة، فكرت لو الزمن ما جمعنا مره ثانيه ولا عرفت من تكونين وش بيصير فيك؟ من رهبت السؤال قمت وقبلت القبله كنت اول مره اصلي من سنين دعيت ربي ما يمر اليوم إلا وانا عارف عنك شي ويستر عليك بعدها نمت نومه طويله وبيومها عرفت انك حامل وكأن الله سخر لي اللي ورطنا ارسلي كل معلوماتك وعرفت من تكونين بدون تردد رحت لعمي وقلت له أنا تجبرت وابغى اصلح غلطتي وقتها عمي..
غصون بمقاطعه وصدمه: عمي ابو الوليد يعرف؟
راجح: كنت مجبور عشان يوافق محد يعرف غيره واندفن الموضوع من وقتها ،تغيرت نبرة لرجاء، غصون أنا اللي ابغى منك تساعديني واساعدك كلنا غلطنا..
غصون باندفاع: أنا ما غلطت؟
راجح: من قال انتي اخطيتي بجيتك لو ما صدقتي وكلمتي الشرطه ما كان هذا كل صار هم يكذبون عليك ما يقدرون يورطون نفسهم وانا أخطيت خلينا نساعد بعض..
غصون: كيف نساعد بعض؟
راجح: أساعدك ترجعين تعيشين وتساعديني اعرف أعيش صح..
غصون: إذا ساعدتني ارجع أعيش بتقدر ترجع لي نفس المشاعر اللي ماتت فيني؟
راجح: ما اقدر ماااااا اقدر لكن أوعدك بسوي كل شي اقدر عليه عشان ترجعين...
صفنت فيه وفكرت كيف كلمة فهمتها غلط فتحت كل هذا المواضيع ورتب لهم افكارهم وقفلت أبواب كان لازم تتقفل من زمان حست بنوع من الطمئنينه واستمرت تسمعه وهو يتكلم ويشرح كانت منصته ومتألمه عليه سمحت له يطلع اللي بداخله كان بخاطرها عتب بس تلاشى اكثره بعد كلامه وندمه واللي بقى استثقلت تقوله بلحظتها له..
__________
السجن...
دخل مشاري وشاف ابو عبدالوهاب ينتظره مبتسم بداخله كمية حقد وكره لو الثواني تطيعه وتجمد يأخذ حق فاطمه وحقه وحق عبدالله من عيونه..
اخذ نفس وأردف: حياك..
قام ابو عبدالوهاب وحضن مشاري رغم صبره ما قدر يلم يدينه عليه حاول لكن جمرة على عرق صغير بقلبه المكلوم تحرقه وتكبله.
ابو عبدالوهاب بحرج: ما اشتقت لنا؟
سحب مشاري نفس وجلس: وش الجديد؟
توجه بسرعه لشنطته طلع منها ملف: اكتشفت ان العنود وأختها بنفس الدولة..
عدل نفسه على الكرسي وثبت بسرعه لما سمع كلامه: ما فهمت..
ابو عبدالوهاب بكذب خوف يعرف ان الملف ما وصل للعنود: بعد الملف اتوقع حلت العنود أشياء كثير..
ناظر فيه بشك من ارتباكه: الحمدلله..
كمل ابو عبدالوهاب: وعرفت معلومه مدري إذا بتساعد بشي..
مسح مكان الكلبشات: اللي هي؟
ابو عبدالوهاب: عماد متورط مع العصابه نفسها اللي العنود تحاول توصل لهم..
مشاري : شي متوقعينه من زمان غيره!
تبددت ابتسامته وهو يحاول يبهر مشاري بمعلوماته ويثبت جديته وصدقه: صح متوقعينه لكن اللي محد يعرفه ان عماد كذب على بنت يتيمه وتزوجها بعد حملها تركها ولا اعترف بولده..
مشاري بأنتباه: عرفت مين تكون؟
عبدالوهاب: ايه عرفت لكن اللي يصدم ان عماد كاذب عليهم حتى باسمه مفهم الحرمه ان اسمه منصور كذب عليها بعقد وهمي مع اثنين شهود زور وتركها حامل خوف من الناس وجماعتها يذبحونها هربت لديره قريب الرياض وصارت بحماية ابو سليمان اللي هو عن العنود وين ما يروح ياخذها معهم لها بيت بالرياض قريب لهم ولهم بيت بالديره قريب بيتهم تعمد سعود يخليهم قريب وكبر ولدها مع عياله ولدها اعمى يقاله منيف محد يعرف عن ابوه غير ان اسمه منصور وقبل فتره راح يدور عليه..
مشاري: كيف راح وهو اعمى؟
ابو عبدالوهاب: مع سيف صاحب عادل ولد سعود وصاحبه..
مشاري: وش النتيجة..
ابو عبدالوهاب: قصدك اللي راح عشانه؟ ،هز راسه مشاري وكمل، اكيد ماهو عماد لانه مختفي من شهور محد يعرف مكانه ظهوره بعد السنين هذي غريب واختفائه اغرب..
مسح على دقنه: خير ان شاءالله انت روح وبلغ العنود بكل المعلومات هذي والجاي ربك يسهله..
*********

وأن ارتماء شوق الحنين في صدري العاري؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن