الفصل الخمسين...

1.1K 42 34
                                    

بيت أبو سليمان...
تمر القهوه بينهم بصمت وهدوء بعد رفض العنود وإصرارها ما يحضرون اجتمعوا في بيت أبو سليمان فيهم حيره من طلبها ناظر أبو عبدالعزيز لأبو العنود من ملامحه واضح الزعل والسهر...
أبو عبدالعزيز: إذا ما خيبتي ربي عينك يا عبدالله ما مره النوم من امس!
أبو العنود: كيف تنام والفجر اللي تنتظره من سنين اليوم؟
أبو سهم: الله لا يخيب مسعاها ويحقق مرادها ونفرح بفرج أبو مانع...
قرب أبو بندر لابو سليمان وهمس: عبدالله عنده علم عن سبب طلبها؟
ناظر أبو سليمان لأخوه: عنده ولا راح يقول...
رجع الصمت وقهوة عز مستمره بينهم ما كان يحسهم يتقهوون بشكل طبيعي يرتشفون الفناجين بلحظتها بدون تأني كأنها منفذ لشي بداخلهم مع ذلك يفهم خوفهم اللي شمل حتى عيالهم وما كانت إلا لحظات دخل عليهم سليمان مبتسم بملامحه البشاير...
فز أبو سليمان: وجهك فيها البشاير!
سليمان: ابشروا بالحق وبراءة مشاري وتمام الوعد والخسيس أنحكم بأدانته والله انها كفو من رجال من ظهر رجال...
كيف تحول صمتهم لصراخ وحمد سجد أبو العنود يحمد ربه سحبه أبو سليمان يهنيه ويهني نفسه بالخلاص من ثقل السنين وخوف الفقد مثل حال أبو بندر وأبو عبدالعزيز اللي حضن عناد بحجة الفرح والنفس مشتاقه لحضنه ولا خيبه ولم يدينه عليه...
عز نزل الدله بحماس وفرح: والعنود كيفها؟
تغير وجه سليمان وناظر لعز: العنود تعبت عليهم وشالوها للمستشفى...
أبو العنود قرب له بخوف: امي العنود؟
أبو سليمان: ليه وش فيها؟
سليمان: يبه ناسي انها تعبانه من الأصل والجلسه طلبتها حضور كلمني عادل ولزم علي، ناظر أبو العنود، اجيب عمي بأسرع وقت بيدخلونها عمليات...
أبو سليمان بعصبيه: وش تقول؟ ليه ما تكلمت من اول ما دخلت؟
أبو بندر: أرواحكم أرواحكم (مشينا) نلحق بنتنا...
طلع أبو العنود مع عز وأبو سليمان وسليمان اخذ معه أبو بندر وأبو سهم وأبو عبدالعزيز راح مع عناد بسيارته محد متخيل ايش بيكون الوضع الكل يعرف الضغط اللي مرت فيه والتعب لهجت الأنفس بالدعاء ونبضت القلوب بالرجاء بعد تمام الوعد تشرق شمسهم وتكون ولادتها اول تباشير الفرح من شروقها...
_________
المستشفى...
رفضوا يدخلون احد معها الطوارئ مرت نص ساعه من وصولهم بدون خبر يصارعون فيها مشاعرهم صراخها من الألم بقلوبهم للان وآثار الشد على يد راجح كان يمسح عليها ويدعي ان الله ما يختبر صبره فيها بعد رجعتها والحاجز اللي كسره من حضنها اليوم تماسك قد ما يقدر وحاول يكون أقوى عشانها وهزمه حضن عبدالله له...
شد عليه عبدالله: باذن الله بتقوم بالسلامه بس انت شد نفسك شوي...
تنازل عن ثقله وجموده على كتف عبدالله يبكي ويدعي بصوت عالي تأثر منه الماره ولا كان حاله احسن من الوليد وابوه او حتى من فهد وعادل محد مستوعب اللي صار ولا قادر يتخيل انها ما تطلع بعد دخولها...
طلعت عبير من الطوارئ على ملامحها القلق: راجح العنود مصره تشوفك قبل تدخل...
ابتعد عن كتف عبدالله وناظر لها: أنا؟
عبير: ايه تكفى استعجل لازم تدخل...
هز راسه وراح بسرعه معها وقف عند الباب يمسح دموعه عشان يقدر يطمنها ودخل ما تردد عادل بعدها يروح لفهد ويطلبه...
عادل: دبرني أنا لازم ادخل معها...
سمعته عبير على خروجها: ما يحتاج يدبرك هي طالبه دخولك تقدر تتفضل معي عشان نجهزك...
مسكه عبدالعزيز قبل يروح: ترا ما حنا سامحين لك تطلع إلا بمسك وامها...
عادل بتوتر: يعني بتولد؟
رباح: لا بيمددون لكم شهر زياده روح تكفى وأخلص علينا...
دخل معها ولا كان في باله إلا ان العنود تطلع بخير وجلس فهد جنب الوليد وابوه ينتظرون وصول أبو العنود وخروجها بالسلامه...
دخل وشافها تقاوم الألم وتفتح يدينها له بكل حب وحنان: تعال عيد حضنك وطمني عليك...
قال وهو يقاوم عبرته: اصير بخير إذا طلعتي لنا بخير...
بعد جملته ترك نفسه بحضنها ما قدر يمنع دموعه يحس فيها تطبطب عليه وتمسح على راسه تطمنه انها معه والحق اللي يبغاه لأبوه هي مستعده تاخذه وتعرف حجم الشي اللي يحسه وله كل الحق بعزل والضيق...
ناظر لها ورفعت يدها تمسح دموعه الغزيره اردف: ليه سميتيه شجاع؟
ابتسمت: لان اللي يمنع الظلم شجاع وأبوك يا، ابتسمت، ياخوي شجاع بس انخدع ابوك ما كان بكل السوء اللي ربوك عليه ابوك قلبه مثل قلبك نظيف، شدت عليه وصرخت، ااااااااه لا تروح بعيد ابغى اطلع واشوفك تستقبل حبيبة خالها...
رجع يحضنها بقوه ويحلف لها ما يطلع بدون ما يتطمن عليها ويطمن قلبها عليه بعد كلامه طلعت من عنده بسريرها يراقبها تروح ويدعي الله ترجع من نفس الطريق بخير شايله ضناها...
_____________
إيطاليا...
مثل كل يوم تستمتع بكوب القهوه وتراقب الناس مع النافذه تضحك على حماس الأطفال وتحزن على المسنين اللي ما يكون عندهم احد يساعدهم وتزعل على نفسها إذا شافت عائله تدلل بنتها...
فرح: الحمدلله على ما كتبت يا رب...
رفعت كوبها واخذت رشفه وقفت بنص حنجرتها ما قدرت تبلعها من الغيره والصدمه تشوفه يضحك ويسولف مع بنت صغيره وجميلة وزادها قهر لما اخذ البنت حماس الضحك ومسحت على كتفه...
فرح: وجع يوجع بطنك سنه ما تلقين له علاج، عقدت حواجبها، فرحان بنفسه المريض هذا؟ أنا اعلمك...
رجع لها ويعرف انها بتطرده لكن اختار يراقبها بدون ما تحس يكفيه يتطمن عليها من بعيد وكان المكان المناسب متجر الجدة والحفيده...
خليل: مرحباً...
إيفا: اهلاً أيها العاشق لم تكتفي بما حدث لك؟
الجدة: ما الذي حدث؟
ايفا: لقد كسرت قلبه الفتاة ورحل حزين...
ناظر لها خليل: هل أستطيع احتساء القهوه؟
ابتسمت الجدة: بالتأكيد...
طلبت من حفيدتها تجهزها ومع مرور الوقت طلعت فرح وصار يسرق لها النظر وتجبره ايفا ما يناظر لها...
إيفا: لن تستطيع الوصول إليها بهذه الطريقه...
عقد حواجبه: لم افهم؟
إيفا: تجاهلها وتحدث معي...
الجدة: إذ كانت تحتفظ بالحب لك سوفا تشعر بالغيره وتأتي إليك...
خليل: وان لم تأتي؟
إيفا: عد الى الديار...
ضحك خليل: لن استسلم...
ضحكت معه ايفا بصوت عالي متعمده ومسحت على كتفه استغرب حركتها شالت يدها بلحظتها وداهمهم صوت اشتاااق له...
فرح بعصبيه: يا عنتر زمانك وش تسوي؟ ما تستحي على وجهك؟
ابتسم خليل: وش سويت؟
ناظرت لإيفا: وأنتي ما الذي يحدث هنا؟
إيفا تكتم ابتسامتها: لا شي فقط نتحدث كالأصدقاء...
ناظرت لخليل بعصبيه اكبر: يا الخفيف على طول شبكت معها؟ اقل شي احترم مشاعري واحترمني...
عقد حواجبه: اي مشاعر؟ ليه حنا ما انتهينا؟
هدت شوي لما حست نفسها غبيه وبلعت ريقها: اصلاً قلعتك بحريق ان شاءالله تزوج جنيه...
رجعت وهي تلوم نفسها على تصرفها الغبي وتشد على اسنانه بقهر وتتحلطم بصوت عالي...
ناصر بحده: وش جابه هذا؟ وليه كنتي عنده؟
وقفت وعقدت حواجبها: شي ما يخصك خليك بشغلك وبس...
شد على اسنانه: انتي هنا تحت مسؤوليتي يعني تسمعين كلامي...
فرح: انت حارس شخصي لا اكثر ولا اقل انتبه لنفسك وكلامك وألزم حدودك...
ناصر: أنا قصـ...
فرح بمقاطعه: مايهمني قصدك...
مشت وتركتها وراها وجودهم بنفس المكان يخنقها طلعت شقتها تمتم بالضجر والوعد تهرب منهم اثنينهم ما تبغى تنجبر ترجع عند فايز ولا تترك شقتها وحياتها تحتاج تستمر بهدوء بعيد عن كل شعور وعن أي منافسه...
_________
المستشفى...
وصل يمشي على خطوات سيف ما صدقه انها رجعت فراقها كبره فوق عمره عمر عرف ان منيف من غير ام منيف ما يعيش...
وقف سيف وناظر له: منيف امك بخير بس ابغاك تشد نفسك عشان ميمتك لا تخوفها عليك...
هز راسه بعتب: من متى الضنا يعرف يكذب على امه تكفى يا سيف ابعد عن طريق بشوفها...
مسكه سيف: منيف امك تعبانه لا تتعبه زياده...
دفه: أقول ابعد قبل يوقف قلبي من الخوف...
فتح الباب وشافها نايمه تألم على حالها كيف نحل ويدينها سرقها من الحنا البياض قرب بخطوات ثقيله رجوله من الوجع عليها ما تساعده قرب اكثر عينه على سواره ذهب جابها لها هديه هذا اللي قدر يسويه لها مقطوعه وشاده عليها بقطعة قماش حرص ما تضيع منها وصل عند رجولها وشاف ملامحها المرهقه رسم عليها الخوف من خطوط التجاعيد اكثر طفى نور الراحه منها وشحب لونها نزل على رجولها يبوسها ويعتذر والعذاب لما صحت من الم ملمسه...
منيف بخوف: بسم الله عليتس يمه...
ام منيف بصوت متألم: يا جنيني جيت؟
منيف: جيت مع خيبتي يام منيف ما قدرت أنقذتس ولا قدرت احميتس سامحيني...
ابتسمت تحاول تطمنه: يا بعد عين ام منيف أنا بخير...
أردف بصوت متحشرج يحاول يتماسك: كيف بخير وانتي ما تشبهين ام منيف اللي اعرف؟
ردت بعتب: مثل ما قويت تدخل وتضيع الوقت ما حضنت امك وشمتها ريحتك...
نزل بسرعه لحضنها يبكي مثل الطفل ما قدر يتماسك اكثر وحاوطت جسمه تقيس نحفه واللي تغير فيه مثل ما تعودت دفنت وجهها برقبته تبوسه وتشمه تعرف وتحس باللي مر فيه من عجز وألم حاول كثير ينقذها ولا قصر عماد بقهرها على ولدها تسمعه يذل نفسه عشانها ولا حن تحاول تمسك نفسها وتطمنه تقاوم الم جسمها وألم روحها يكفي روحه مامر عليها ويكفي ما صار معها...
__________
الفندق...
تنهدت بصوت عالي: جواد والله لو أقوم عليك بفتح بطنك...
جواد: يمه منه الحمش وحشتيني يكفي نوم...
دفته وسحبت المفرش: والله يا ولد جدة لو ما تخليني اكمل نوم بقوم وادوسك...
جواد بعناد: ما حسيبك يا حلو إلا لما تصبح عليا، لفت وحضنها من فوق المفرش، قومي يا شمس واشرقي...
رغد بصوت مكتوم: اليوم غيوم الشمس نعسانه...
حضنها اكثر وسمح لها تحرر راسها وتاخذ نفس: الحلو حلو حتى وهو صاحي من النوم...
كتمت ابتسامتها: ترا كتمتني وعلى فكره ما تعرف تغازل...
جواد بغزل: يا حلو انت يا خجلان يا حلوووو يا تقييييييييييل...
عقدت حواجبها تشتت ابتسامتها: جواد خلاص وش فيك نشبه...
لفها لها غصب: من جمالك يا حلو...
دفت وقامت تتحلطم من تصرفاته والحقيقة تهرب من خجلها وفيض المشاعر منه يعوضها عن كل شي والأجمل بنظرها انه شايف وفاهم تصرفاتها يداري شعورها ويداري قلبها وخجلها...
قفلت باب الحمام وقال: حجهز الاكل وبتصحصحي عشان نطلع نتمشى قبل الرحله...
طلعت تنشف وجهها: جسمي بعد عزيمة أبوي متكسر حنا متى المفروض نروح المطار؟
ناظر ساعته: بعد ست ساعات كدا كويس...
رغد: ومصحيني؟ بنام ولا تزعجني...
وقف جواد قدامها: وريني كيف حتروحي لسرير وتنامي...
ناظرت له: جواد ترا انت للحين ما تعرفني والله لو يطلع جعفر اللي بداخلي بتندم لا تغرك أنوثتي تراها إيجار...
ضحك بتحدي وسحب أكمام بجامته: نشوف دحين مين حيندم يا حلو...
رفعت حاجبها ولمت شعرها لفوق: يعني تبغها مصارعه وتحدي؟ ماهو من صالحك...
لما حس انها مستهينه فيه: أيوا ودحين كمان...
رغد: طيب كلم جلال لا يروح بعيد عشان إذا تكسرت يمديه يسعفك...
بعد كلامها رفعها على كتفه ورماها على السرير وقبل يرمي نفسه فوقها سحبت رجله برجولها وطيحته على الأرض وقفت على طرف السرير وقبل يقوم نزلت تدفه على بطنه وسحبت يده تثبتها على ظهره عشان تشل حركته...
جواد بصدمه: ماتسويها صح؟
رغد: قلت لك لا تصحي جعفر بس ما سمعت...
حس شكله غبي قدامها وحاول يحرر نفسه منها بسرعه لكن صرخ بصوته لما حست بالم بكتفه وتركته بخوف لما سمعت صوت الكسر وابتعدت عنده...
رغد بخوف: جواد فيك شي امانه؟
عدل نفسه وتمدد على ظهره بحذر مسك كتفه يتألم بصوت عالي ويتنفس بسرعه: اااااااه رغد كلمي زوجة جلال يجي بسرعه شكل كتفي انكسر...
رغد بخوف تبغى تتاكد: بلا مزح ماهو وقتك...
جواد بالم: ررررررررغددد ماهو وقتك بسرعه كلميها...
من ردة فعله وملامحه صدقت انه ما يمزح وراح بسرعه تستنجد بوصايف وجلال...
............
وصايف وجلال...
جلس جنبها يتأملها كانت ليلة تختلف يقدر يقول انها اجمل من ليلة زواجهم يلاحق خجلها بعيونه سعيد برجوعها ويسعد اكثر من السعاده بملامحها...
جلال: دام تحبيني ليه تعذبين قلبي؟
شدت على روبها: ما استاهل اتغلى عليك؟
رد بعتب: تستاهلين واتعب لغلاك بس ماهو كذا...
وصايف: دام رجعت وانتهى البعد خلاص خلينا باليوم...
أيدها وقال: فعلاً خلينا باليوم وش رايك نطلع نغير جو قبل الرحله؟
وقفت وصايف: بروح أتجهز...
مسك يدها وسحبها: قبل تروحين صح خلينا باليوم لكن في شي بخاطري ابغى أقوله انتي لك غلا ومكان بقلبي حسيت انك تناسبيني ولي باليوم اللي جيتكم وشفت فارس بحال ما أتمناه لعدوي، عقدت حواجبها وكمل مبتسم، يوم تسوين فيه المقلب ومكيجتيه، ضحكت وحضن يدينها، وقتها صدق وصايف حسيت بشي لك لما رجعت كلمت امي ما انتظرت والحين انتي زوجتي وحبيبتي وباذن الله ام عيالي احتاج منك تكتفين بحياتنا مثل ما أنا مكتفي حياتنا تختلف عن غيرنا أنا ادري ان زعلك بسبب مقارنتك بين حياتنا وحياة جواد ورغد هم شي وحنا شي بس قلت ما عليه وانا متأكد ان اللي صار درس لنا كلنا ما حبيت الكلام يجلس بقلبي ودام حنا بأولها ننهي الموضوع...
وصايف: أنا ما كنت أقارن انا كنت ابغى زيادة اهتمام...
اشر على عيونه: من عيوني بس إذا قصرت كلميني واشرحي لي اسمعي مني واسمعك لا تتركين بيتك وتطلعين...
وصايف بهدوء: ان شاءالله...
ناظر لجوالها يهز: جوالك صامت؟
رفعت واستغربت: رغد داقه علي ست مرات!
جلال يناظر جواله: هذا جواد يدق علي الله يستر، فتح الخط، الو هلا...
جواد بالم: بسسسررررعه تعال شكلي كسرت كتفي...
وقف جلال: وش تقول كيف؟
جواد: طحت بالحمام بعدين مو وقتو تعال بسرعه يرحممممم امكككك...
____________
المستشفى...
من دخولها مرت عليهم ساعتين بدون خبر وصل أبو العنود وأبو سليمان وأصحابهم انتشر الخبر وغلب فرحتهم ببراءة مشاري خوفهم على العنود وبنتها عزل نفسه أبو العنود بالمصلى ورفض أبو سليمان يبتعد عن ممره غرفة العمليات مثل راجح اللي ما كان قادر يسند نفسه او يوقف دموع ضعفه بتعبها مثل ضعف فهد والوليد مكانها بحياتهم واضح ومن خوف فقدها صار أوضح ارواحهم بدونها هشه سندت فهد كثير وحنت على الوليد واحتوت ضياع راجح اللي ما تردد انه يكلم خليل ويبلغه ومثل ما توقع ترك كل شي وراه ورجع عشانها...
أبو سليمان: طولوا علينا؟
أبو عبدالعزيز: ما عليه يا سعود الله يسلمهم جميع...
أبو سهم: كثر استغفار وحوقله وكرر سورة يس اشتغل نفسك فيهم...
عبدالعزيز: هو صادق يا عم هد نفسك وأعصابك ولا تنسى انك صاحب ضغط وأنا بطلع عند العيال عشان ما نسوي زحمه..
أبو سليمان لعبدالعزيز قبل يطلع اشر على قلبه: علم هذا...
ابتسم وطلع رجع بعده الصمت من جديد ترتفع تنهيدات الدعاء وشهقات راجح المكتومه معها بكثير مرات وبعد صبر وانتظار طال وشق من انفسهم ما يكفي طلع عادل وعيونه تشرح لهم شعور جديد وجميل يعيشه مع العنود يزهر معه حبهم ويوثق حبال الوصل بينهم...
عادل برجفه وصوت متحشرج لعيونهم المنتظره: أنا انـ...ـا، بلع جفاف ريقه من الفرح، أنا صرت أبو مسك...
صرخ راجح بكل صوته وحضن عادل اللي بادله الحضن يبكي معه ويذرف دموعه فرح حضن أبو سليمان أبو بندر وترك تماسكه من الفرح يبكي ترحيب وتهليل بحفيدته بنت الغاليه وحفيدة ولد قلبه عبدالله مثل ما حضن الوليد فهد وتباشروا بقدومها...
ابتعد راجح عن عادل وقال بصوت تغلبه العبره والرجفه بجسمه: العنود العنودددد كيفها؟
تقدم أبو الوليد يمسح دموعه فرح: بخير؟ وش وضعها؟
رفع يده عادل يمسح مراسيم الفرح من الدموع على وجهه: العنود بخير نص ساعه وتكون بجناحها، ناظر وفقد ابوها، بس عمي وينه؟
أبو سليمان: محد يبشر عبدالله غيري والله محد يبشره غيري...
تركهم وراح يسابق نبض قلبها فرح ناسي عكازه جنب مقعده مفاصله شدت حيلها ووصلته للمصلى شاف كيف يدعي ربه بخوف ولا يلومه وحدية قلبه ولا عرف غيرها اهل يغيب الكون وتبقى عنوده واذا غابت يغيب معها كونه...
عزل نفسه عنهم خايف فيه رهبه من الموقف اول مره يعجز عن حمايتها وكل امره لله طلب ربه يحفظ امه العنود ولا يختبر قلبه فيها ضاع ما عاش من عمره ورجع بخوفه طفل بدونها بنته ولا عرفها إلا ام له من سنين حس باخوه يجلس جنبه خاف نسى الركوع وسجد لله هرب من كلامه ما لحق يشوفها قبل تدخل وخايف ماعاد يشوفها حضن السجود بيخفف خوفه ويحفظ قلبه من شي ما يعرفه...
لما حس بهروب بالسجود مسح على ظهرها: قوم وانا اخوك قوم مسك وامها ينتظروك لا تبطي عليهم...
سحب طرف شماغه يمسح دموعه وهو يحس بجسم أبو العنود يهتز من البكاء ويردد الحمد بصوت باكي وعالي تنهد بسجوده يرمي حمل الخوف مع دموع الفرح رفع من السجود ونسى وش يقول بين السجدتين...
فهم انه ضيع صلاته وهمس: ربي اغفر لي وارحمني وعفو عني واغفر لوالدي وللمومنين والمومنات الأحياء منهم والأموات...
شد أبو العنود على شفته السفليه وردد معه وسجد بخشوع وحمد طال فيه يشكر ربه على نجاتها وعلى وجودها بحياته وقوتها اللي حمت فيها كل من عز على قلبها ولمسها بعرق...
سلم والتفت له: اخوانها عندها؟
مسح لحيته وتنحنح يبعد عبرته: والله يا عبدالله لو تجتمع الأنس والجن عندها وانت غايب ما تشوف احد بعد نص ساعه بيطلعونها بشرنا عادل وجيت اخذ بشارتي منك...
حضن اخوه وبارك له مثل ما بارك لقلبه طلع معه يبارك ويهني احباب العنود بقدوم مسك وسلامة ريحة المسك...
_______________
مصلح وجود...
نزلت من السياره وعبست من حرارة الجو قبل تتحلطم التفتت لمصلح وتبدد عبوسها تشوفه يرتب لها المكان بآخر فتره صارت تتعب من جلسة الأرض جاب لها كرسي مريح بطاوله أنيقه بعد ما صارت تستمتع معه بطلعة البر ماتحب جوها كثر ماتحب كيف يداريها ويحافظ على راحتها يشاركها متعته مثل ما تشاركه متعتها وفر لها كل سبل الراحه اللي يقدر عليها وتمسك مصلح بجلسته اللي تعود عليها...
نزلت للأرض جنبه لما جلس وناظر لها: يا الخفوق ليه تجلسين هنا جبت لتس طاوله وكرسي اريح لتس عشان بعد تصورين مكان كشخه وتورين عمتي بعدين...
سندت راسها على كتفه: يكفيني اصور المكان الحلو والشي اللي تسوي عشاني لاولادنا بعدين يشوفو أبوهم كيف كان يدللني...
رفع يدها وحاوطها: لو بيد مصلح يسرق كل الدلال اللي بالدنيا وسحبه لتس لكن انا بدوي ما عرف علميني وش اللي ودتس فيه واسويه لتس...
جود: ابغى تحبني كدا طول العمر ما تتغير، ابتسمت وحس بخجلها قالت، وتكمل القصيد اللي تركتها ناقصه...
ضحك مصلح ورفع راسه لسماء يسترجع الأبيات ومسح على عيونه ناظر لها: على هالخشم...
عدلت جلستها وناظرت فيه: انتظرت تكملو من نفسك بس شكلك نسيتو...
سحب يدها يبوسها ناظرت لها بحب وقال:
في كفّها خاتم وفي خدها خال...
وفي عينها غيم وعمارات وبيوت...
مسح على خدها:
الخال شفته واضحٍ من ورى الشال...
والخاتم الماس مرصع بياقوت...
والعمر في العشرين كني مانيب زال...
والجسم كنه من جبل ثلج منحوت...
جبل ولكن لا طرقه الهوى مال...
وخطواتها ماهي بالأمتار بالفوت...
ماهي تشوف الشمس من ظل الأظلال...
ومصيافها مابين لندن وبيروت...
الشمس لو تشرق على جسمها سال...
كنها مجسم محلبيه وبسكوت...
استحت وما عرفت ترد نزلت راسها وحاولت تصرف الموضوع: مصلح حبيبي شوف الطقم كيف حلو مره احبووو خلينا نجيب للبيبي نفسو...
تأمل خجلها وقال بصوت يخصها: يا عيون حبيبتس مصلح وأهله وكل من يعز على القلب اللي سكنتيه...
سحبت طرحتها ونثرت شعرها بخجل: ترا أنا مره احب اهتمامك فيني ودلعك بغار من أولادنا بعدين...
مصلح: قولي الله يرزقنا عيال وبنات ليه بس تبين أولاد ترا حتى البنات زينه...
مسح على خده واردفت بصوت دافي: انت مستحيل تصير انسان شرير أنا مره قلبك أحبو انا ابغى يصير عندنا بنات وعيال بس حنا فجدة نقول أولاد للبنات والعيال...
مصلح: لا يا الغاليه ما يصير العيال عيال وأولاد والبنات بنات، ناظر وراها وابتسم بقلق، وخليتس هاديه يا الخفوق...
التفتت وقبل تقوم حضنها مصلح واردفت بخوف: وييييي مصلح سيبني بتاكولني سيبني...
مصلح بصوت عالي: حيالله الوضحى، ناظرت لجود بحضنه، لا تخافين هي جايه عشانتس...
جود: لا الله يخليك قولها تروح ما احوبها والله حزعل منك...
قربت الناقه اكثر وقال مصلح: جت عشانها حست بحملتس لانها بعد ناقل وقريب حولها منتس تلد بعدتس بشهر ولا دونتس ماهي بعيده عنتس...
ناظرت له جود بصدمه: امانه الوضحى حامل؟
مصلح: ايه حامل من اول ما سكنتي الخفوق ودعيت ربي بليلة مطر ولدها وولدي يجون مع بعضهم عشان تصير خويه له وسبحانه سمع دعوتي من فوق سابع سماء...
قربت الناقه وجلست قدامهم واضح عليها التعب نزلت راسها على الأرض وقالت جود برحمه لما حست نفسها هدت: يا عمرررري شكلها تعبانه؟
مصلح: ايه عسى الله يسلمها هي واللي في بطنها...
اخذت جود فطيره وناظرت لمصلح تمدها له: عطيها حرام شكلها جوعانه مرره...
مسك يد جود ومد الفطيره للوضحى حاولت جود تسحب يدها لكن مصلح ما تركها وشد يدها عشان تاكل منها...
ناظرت جود لمصلح بفرح: ما أكلت يدي...
مصلح: الله يهديتس وش تبغى بيدتس...
حضنت يدينها لقلبها: حبيتهااااا مره أعطيها وحده زياده؟
مصلح: لا شبعانه تعالي بحضني، عقدت حواجبها وسحبها له اكثر باعد بين رجوله وترك لها مجال تجلس، تبغى حنان...
لفت جود له: كيف؟
رجعت تناظر لها لما اشر مصلح تشوفها تقرب وهي ترجع برعب لحضن مصلح بكن تلاشى خوفها لما حطت الوضحى راسها بحضنها وغمضت عيونها حست جود بشعور غريب وحلو بنفس الوقت صارت تضحك بصوت عالي ماهي مستوعبه انها كسرت خوفها منها وتناظر لمصلح اللي كان سعيد اكثر منها بالموقف...
__________
بيت ابو سليمان..
حست ان مشاعل طولت بالحمام من امس ما نامت ولا جفت دموعها قربت للباب تنادي عليها بصوت هادي حرص أمها ما تسمع..
ريما بصوت هادي: مشاعل انتي بخير؟
مشاعل بصوت مخنوق: ايه بطلع الحين..
ريما: بسرعه دام امي بالمطبخ..
بعد وقت قصير فتحت الباب وكان وجهها منفوخ من البكاء نزلت راسها لما عقدت حواجبها ريما بزعل ودخلت غرفتها..
ريما بعتب تمشي وراها: إذا فيتس حيل تبكين ولا تتكلمين لا تروحين الحمام الخارجي خليتس بالغرفه بالقليل محد ينتبه هنا..
مشاعل بزعل: ريما تكفين راسي مصدع ولا قادره اتحمل شي..
جلست جنبها وحضنتها لما بدت تبكي: مشاعل حبيبتي أنا خايفه عليتس وانا عارفه ان فارس هو اللي تركتتس عندنا متعمد ماهو انتي اللي طلبتي منه..
مشاعل: كلها واحد يبغى اجلس معكم واشوفكم...
ريما: طيب ليه الدموع الحين إذا تبغين تشوفينا؟
دفنت وجهها بحضنها اكثر: مدري..
ريما: تدرين بس ما تبغين تتكلمين ويطيح من عيون اهلتس..
ام سليمان: وش فيتس تبكين؟
سحبت نفسها بسرعه ومسحت دموعها: مافيني شي بطني يعورني..
ام سليمان بنظرات: عسى ما زعلتي رجالتس وجلسه على كبدي؟
ريما بضجر من أسلوب امها: لا بس تعبانه شوي تبكي من الم بطنها جتها الدوره وتعرفين مشاعل كيف تتبهذل معها..
نزلت جوالها على الطاوله رفعت يديها وسحبت طرحتها عن كتوفها: يوووووووه يا بناتي مافيكن اللي تبرد القلب وحده ام زوجها بعد عرسها جابت ضنا وهي للحين ما حملت والثانيه للحين مثل اختها وجت الثالثه تلحقهن ما اقول إلا الله يخلف على عيال الناس..
مشاعل بعبره وألم من كلام امها: ايه خلصتي من بنات الناس شلتي هم عيال الناس ليتتس بس مره تشيلين همنا يمكن ما صرنا كذا وهربنا مع اول واحد يطق الباب لو يوم بس فكرتي فينا بحنان مثل ما فكرتي بسجى ووصايف وزجة بندر وحريم عيالتس كان يمكن تشجعنا، شهقت بنص كلامها من شدت الكتمان، نصير امهات ما نبغى نصير امهات مثلتس..
ام سليمان: قطع يقطع حستس يا قليلة الأدب كيف تردين على امتس كذا؟
أردفت بصوت باكي: ليه الحقيقة توجع؟
قبل ترد عليها دق جوالها ناظرت له ورجعت تناظر لها: الحين أوريتس شغلتس بس ارد على اخوتس اصبري لي...
طلعت تكلم عادل مهمله دموع مشاعل بمشاعرها اللي هزت لها ريما راسها بعتب لو كان الكلام بينفع معها نفع من سنين وبعد ثواني معدوده دخلت ام سليمان تبشرهم بقدوم مسك تثني على العنود وقوتها كيف انها عاشت بدون ام مامنعها هذا الشي انها تحمل وتخلف وعذرها الوهمي بإهمالها لهن ماهو إلا عذر لعدم حملهن للان...
__________
مواقف المحكمه...
ما عرفت تتصل بمين خافت كثير على العنود ونملت رجولها من الخوف ما قدرت تنزل من سيارتها او حتى تتحرك بدت تحس بغثيان وألم بصدرها يكتمها من شدته كلمت تميم كثير ورائد محد يرد عليها ما كان غيره قدامها متأكده بينسى العناد ويجيها ولا خيب ظنها لما فتح باب السياره...
مثقال بخوف يلهث: انتي بخير؟، تمسكت بيده تنتحب ماعرف يهديها، تعوذي من بليس وهدي نفستس...
أمواج برجفه: محد يرد علي ولا اعرف وش صار مع العنود؟
شد على يدها يطمنها: العنود بخير صارت بخير وجابت بنت تطمني كلهم بخير، سحبها تنزل من السياره تنهد وقال، تعالي معي نروح بسيارتي وضعك ما يطمن...
نزلت من السياره برجفه وبصعوبه متمسكه فيه ولما اعتدلت بوقفتها حضنته تحس قلبها من شدت النبض بيطلع من مكانه وأنفاسها ثقيله ما راح تهدا بسهوله أردفت برجاء: احضني بقوه احس قلبي بيوقف...
لم يدينه عليها بسرعه وشدها لما تذكر كلام رغد بكل مره يحضنها وهي زعلانه او خايفه تطلبه يشد عليها ويسمي...
شد عليها وبدا يسمي بصوت عالي: بسم الله عليتس تقدرين تمشين؟
هزت راسها بـ لا ولا تردد يرفعها بين يدينه وحاوطت رقبته بيدينها وسندت راسها على كتفه تشد عليه بالم فهم انها تكابر على الألم وأنه اكثر من وصفها له استعجل بخطواته لسيارته ولما تأكد انها مرتاحه وهدت شوي رجع لسيارتها يقفلها قبل يتحرك من عندها...
ركب سيارته وناظر لحالتها حس بتأنيب ضمير على كل شي بدر منه وجرحها تبقى ضعيفه ومجروحه من أهلها حتى لو بينته له العكس صغر بعين نفسه اكثر من أمس وبرغم الزعل ما ترددت تستند عليه بتعبها...
مثقال بحنيه ما تعودت عليها: بوديتس المستشفى اتطمن عليتس...
أمواج بنفس سريع: لا بروح اشوف العنود...
تحركت سيارته مسك يدها وناظر لها: لا اتطمن عليتس اول والعنود للحين ما طلعت لغرفتها بتخاف عليتس إذا شافتتس بالحال هذا خلينا نروح نتطمن...
ما قدرت ترد من الألم سندت راسها على ظهر المقعد وغمضت عيونها بتعب تحاول تستخرج ريحة عطره من أنفاسها وتنسى دفى حضنه دام ما تشوف لعلاقتهم استمرار ما تبغى تميل له لو مجبوره...  
ناظر لها وأردف بخوف: بنت أمواج لا تنامين صحصحي قربنا...
بدأ يتكلم معها ويطلب منها تبقى واعيه معه يوصف لها اللي صار بالمستشفى وفرحة عادل لفرحة أبو العنود وكانت مستمعه تتخيل الموقف من كلامه بعد وقت قصير وصلوا لأقرب مستشفى وبعد دخولها جلس يسترجع الفتره آللي مرت عليهم بعد زواجهم هو أصر يستعجل صح مجبور لكن حتى هي مجبوره مثل ما قالت للعنود مالها سند استرجع عقله كل كلامه لها وعناده معها فهم ان زعله على ابوه وإجباره ما تحمله غيرها...
مثقال: قومي بخير وعد ما تحملين ذنب احد...
________
المستشفى...
بدت تسترجع وعيها تحس بالم كبير بعيونها واسفل بطنها تسمع صوت ابوها واصوت معه عقلها ماهو قادر يستوعب المحيط اللي حوله فتحت عيونها ببطء وأزعجها نور الغرفه قفلتها بالم وهدت روحها من الضياع لما حست بيد دافيه تحجب النور عن عيونها داهمتها ريحته وعرفت انه القلب الحنون هذا الضعيف القوي أبو العنود...
العنود بصوت مرهق لما بدت تستوعب وتتذكر: قربها أبوسها...
مسح على وجهها وباس عيونها بصوته الفرح: الحمدلله على سلامتتس صرتي امي وام مسك...
ابتسمت ورفعت يدها تسحب يده تبوسها: أنا ومسك فدوه لك...
عادل بحنيه: الحمدلله على سلامتتس يا ريحة المسك...
ناظرت له: كيف بنتنا بخير؟ أتذكر لما جابوها لحضني بعدها مدري ايش صار...
حضنها ودفن وجهه برقبتها استنشق ريحتها وقال بخوف: خفت عليتس كثير ظلمت الدنيا بعيوني يوم غبتي عن وعيتس...
شدت عليه: المسك بداله مسك اهم شي ريحة المسك لا يصير لها شي...
ابتعد وقال بصدمه: سمعتيني؟
مسكت يده: وسمعت صوتك تقراء قران علي...
أبو العنود: شفنا مسك حلوه مره...
العنود: اقدر أشوفها؟
دخلت عبير مبتسمه: الحمدلله على سلامتك ام مسك...
العنود: ابغى اشوف بنتي...
عبير: بحط لك المسكن الحين وبعد ساعه نجيبها لك لازم ترتاحين ونخلص من بعض التحاليل نتطمن عليها...
قال عادل يطمنها: الحين استقبلي اخوانتس وعمان مسك عشان إذا خلصت تأخذينها لحضنك...
وقف أبو العنود: انا بروح أنادي سعود يسلم عليتس...
طلع وحطت عبير المسكن قبل تطلع بعد أبو العنود واستمر عادل يراقبها ويحمد الله على سلامتها نجاتها كانت باعجوبه وفضل من الله قرب لها يطبع قبله على جبينها...
سند راسه على راسها وهمس: خفيت عليتس كثير يا ريحة المسك عسى ربي لا يختبر غلاتس ولا يوجعني فيتس...
حوطته بيدينها لما تذكرت دموعه وخوفه عليها: ولا يختبرني بغلاك يا حبيب الروح وشريك العمر ورفيق الجنة باذن الله...
حضنها له وتنهد بشكل مطول كأنه استوعب سلامتها بهذي اللحظه وابتعد بسرعه لما دخل ابوه وأبوها...
أبو سليمان: الف مبروك يا بنتي وعسى ربي لا يورينا فيتس مكروه، رفع شماغه يمسح دموعه بعبره كمل، والله ما تدرين وش صار فينا الحمدلله اللي حفظتس لأبوتس ولنا...
حضنه أبو العنود: خلاص سعود شوف امي العنود بخير وصار عندها بنت بنربيها كلنا مع بعض...
العنود: لا تبكي يا عم دموعك غاليه علينا...
بلع عبرته: ما تنزل إلا لغالي عسى ربي لا يختبرنا فيتس...
قرب يسلم عليها ويمسح على راسها يسولف عليها ويسمع وصف أبو العنود عن مسك ما رضى احد يشوفها قبله وكان سعيد بهذا الشي يشوف نفسه محظوظ وتأمل عادل العنود بعيون حب وخوف مر عليهم وقت استجمعت نفسها واستدركت اللي صار قبل تتعب...
ناظرت لعادل: راجح وينه؟
أبو سليمان: برا ينتظر نطلع ويدخل عشان لا يصير زحمة...
عادل: لان الدكتور رافض يدخلون اكثر من ثلاث عشان راحتتس...
العنود: أنا بخير بس نادوه...
وقف أبو شليمان واستند على عكازه: ابشري الحين بروح أنا جد مسك نشوف إذا يسمحون نسبقتس ونشوفها وانتي خذ يراحتس مع اخوانتس، ناظر لعادل، وانت يا الهيس قدامي دلني الدرب...
عادل اللي ما كان يبغى يترك العنود: عبير قدامكم تدلكم...
رفع عكازه: بتمشي ولا أمشيك قدام حرمتك عليها...
ناظر للعنود: عن اذنتس يا ريحة المسك حكم القوي على الضعيف...
طلع مرتاح بعد ابتسامتها سعيد فيها ولا عدت ثواني دخل الوليد وراح لها يحضنها بدون انتظار او طلب وحاوطته تطمنه ان اللي صار ما يشمله يبقى ولد فاطمه وعاش تسع شهور بنفس البطن...
العنود لما حست بدموعه: لا تبكي تبقى آخر العقود وأخونا الصغير حنا تحملنا ذنب ماهو ذنبنا ما نحمل احد ذنب غيره كيف وانت قعدتنا؟
الوليد بصوت مكتوم وباكي: خفت عليك وخفت علينا بعدك...
شدت عليه ونست الم بطنها والعمليه من كلامه يخاف عليهم من بعدها؟  كيف الجملة غيرت شي بقلبها وهزتها يعني قدرت تعوضهم عن اللي نقصها وتزرع فيها شي احتاجت ينزع فيها من أمان نزلت دموعها وناظرت لراجح مثل ما عرفته متردد بحضنه لها يحتاجه كثير لكن بعد كثير الرد وصد من امه صار يخاف يبادر وكسرت هذا الشي لما ابتسمت وفتحت يدها له ما قدر يردها لحاجه في نفسه وحاجته لها سند جسمه على جسم الوليد بهدوء عشان لا يضغط عليها وناظر لها تتأمل ملامحه وتمسح على وجهه...
راجح: الحمدلله انك العنود بنت عبدالله والحمدلله ان بطن فاطمه جمعنا...
أردفت بحنية: والحمدلله ان الزمن جمعني فيكم لو لعماد خير بالدنيا انت حدني اجي بيتكم واعيش بينكم...
الوليد بنبره مكتومه عبرتها واضحه: دام حبيبتي تعيشين معنا لا تتركينا تكفين...
لمتهم اثنينهم لقلبها: لو رحت من بيتكم ما أترككم وراي حضني وبيتي مفتوح لكم العمر كله وما دام فيني نفس...
............
حديقة المستشفى...
فهم من نظراته وخوفه انه يكن للعنود شي اكبر من الأخوه اللي يدعيها كلهم سكنهم الخوف عليها لكن محد فيهم هرب يبكي عليها بعيد عنهم بدأ يسترجع الأحداث وبدايات تغيره وتغير طبعه بشكل واضح كان من بعد زواج العنود وعادل ما عاد يحترم عادل ويصد إذا تكلم عنها إصراره يكون معها ورفضه لفكرة الزواج بالرغم من تكراره انه إذا تزوج بيسوي حفل زواج كبير كيف اكتفى بحفلة ملكه محفوفه؟
جلس جنب فارس وناظر له: هديت؟
فارس بخفوت: ايه طمني عنها؟
سهم يناظر يدينه: عن مسك ولا أمها؟
بلع ريقه: كلهم...
تنهد سهم بصوت عالي يكبح غضبه: اسمع من الآخر يا ولد عمي انت لك حياتك الحين صونها وركز فيها لا تركز بحياة عادل، شدد من نبرته، وزوجته صارت عندهم بنت والقضية انتهت اعتقد فترة تدريبك انتهت معها، ناظر لعيون فارس المصدومه، وبنات عمي سعود ماهن لعبه إذا ما تشوف نفسك تستمر مع مشاعل رجال تصونها وتحفظها وتعطيها كامل حقوقها بكامل مشاعرك ترا الف رجال يتمناها لا تصير انت الرخمه اللي يفرط فيها...
وقف فارس بقهر: سهم الزم حدك وش الكلام هذا؟
وقف سهم قدامه: أنا أقول انت اللي الزم حدك وكفايه تفضح نفسك بتصرفات غبيه اكثر دام عمي سعود مطول باله عليك لا تحفر على نفسك اكثر وصون بنته نصيحه ترا لو عرفوا اخوانها يحرقونك حي ولا يهتمون وانت تعرف وش يعني بنات عمي سعود لخوانهم...
عبدالعزيز بصوت عالي: يا العدايل بينكم اسرار؟
ابتسم سهم يشتت الوضع: يعني على أساس انت ما صرت منا يا العديل؟
عبدالعزيز بضحك: يووووه تصدق راح عن بالي، ناظر لفارس، وش فيه وجهك؟
فارس بكذب: تعبان من امس ما نمت واليوم تلفت أعصابي من الجلسة...
ناظر عبدالعزيز لعادل اللي جاء بعد رسالته: وبتتلف الحين اكثر...
سهم: ليه عسى خير؟
وقف عادل جنبه: وش فيك؟
رباح وقف جنب عبدالعزيز بنفس الوقت: دخلوا ابوك عند بنتك؟
ابتسم ولمعت عيونه وكانت ابتسامته كفيله تقهر فارس وتشمت سهم فيه أردف: لا يقولون بعد ما تخلص مره وحده...
فارس اللي كان يبغى يمشي ناظر لعبدالعزيز: بسرعه اخلص وش عندكم؟
رباح: اهم شي العنود لا تعرف ماهو وقت تتعب وتشغل نفسها...
تلاشت ابتسامة عادل وقال بقلق: صار شي؟
رباح: بالوقت اللي داهمنا فيه الموقع حصلنا أبو عبدالوهاب عند ام منيف...
عقد حواجبه فارس: ما فهمت؟ وش جابه عندها؟
عبدالعزيز: عماد كان حاطه حارس متخيلين توقع ان أليس وصلت لموقعهم وعشان يقهرنا وكل أبو عبدالوهاب، التفت يتأكد ان منيف بعيد عنهم، عشان إذا وصلنا ينهي حياتها...
سهم بصدمه: اعوووووذ بالله وش من بشر هذا؟
مسك عادل يده: طيب وش صار صار لها شي؟
رباح: لا لكن أبو عبدالوهاب أنهى حياته بلحظة دخولنا يمكن عشان ما يواجه عماد ويحمي ام منيف...
مسح عادل بخوف على وجهه وجلس فارس من الصدمه كيف جبروت شخص يوصله انه يعذب ولده بامه ويقهر أخ بأخته جلس جنبه سهم اللي كان له نفس الصدمه ورفع راسه يشوف منيف جاي لهم بملامحه الحماس...
سهم بصوت هادي: منيف جاء غيروا الموضوع...
منيف بصوت عالي: مبروووووك مبرووووك علي رجعة الغاليه ومبرووك عليك يابو مسك البنت...
اخذ نفس عادل والتفت له مبتسم: الله يبارك فيك وبعمرك وعقبال نفرح بضناك...
منيف بصدق: الله لا يقوله خلينا نقطع عرق خبث عماد لا يطلع بأحفاده...
وصل عز يلهث ومن بعده عناد شتت كلام منيف: شفتوووها؟
عناد: لازم تفتح عيونها على ملامحي عشان تنفتح الدنيا بوجهها...
سهم: تكفى فكنا...
عادل نسى كل شي وبدا يوصفها: يا عيال صغيييييييره والله قد كفي وعملي فمه، جمع إصبعين، هالتبر ورجولها صغااااار كنها علبة علك يا عيال أنا خايف تطيح مني إذا شلتها...
مسكه رباح بنفس النبره: بعدين تصير تنام على كتفك يا صغيييييرها وحنااانث اهم شي شفت يدينها صغغغغغيره، صغر صوته اكثر، صعنوووونه...
عناد بنقد وقف قدامهم: الله يخلف على اهلكم وش هذا؟
سحبه عادل: مالك شغل...
دفه وناظر لرباح يسمع وصفه واندماجهم بالوصف والأصوات اللي يصدرونها كانت كفيله تضحكهم بصوت عالي وتنسيهم جو القضيه شوي...
مسح عز وجهه بعد الضحك: المهم ما علينا من وصفكم أنا رحت وجبت أسواره لحبيبة عمها..
عناد بسرعه طلع علبه من ثوبه: أنا بعد جبت وحده..
ناظر له عز: بس أنا عمها الحقيقي بلبسها بعدين حقتك..
رفع حاجبه: ترا حتى أنا عمه صدق ماهو على كيفك..
ناظر عبدالعزيز وراهم يضحك: لا انت ولا هو صاحب الورد هو اللي بيلبسها..
ناظر عادل والعيال مكان ما يناظر عبدالعزيز يشوفون نايف ولد سليمان يركض بتعب وبيده باقة ورد وراها ابوه مبتسم..
عادل بصوت عالي: ولدددددد..
التفت سليمان له وقال لولده: تعال عمك هنا، وصل سليمان، عسى ما طولت عليكم..
عز: وين اختفيت؟
اشر على ولده: اشغلني بتصالاته يبغى يشوف بنت عمه..
نايف بنفس سريع وهو يمسح شعره عن حرارة الشمس: ايه ابغى اشوف زوجتي حتى جبت لها ورد..
ناظر عادل بشك ورفع حاجبه: مين زوجتك؟
استحى ونزل راسه وهو يقول: بنتك يا عم..
عادل: تبطي عظم ما تأخذها والله ما أزوجك مسك..
نايف بصدمه: افاااا ليه يا عم؟ البنت لولد عمها...
رباح: ولا ولد عمه جاي جاهز بعد...
نايف المصدوم: ايه بس اكبر شوي وهي تكبر شوي نتزوج ونسكن عند ابوي أنا اروح المدرسه وهي ترتب غرفتنا...
عادل بغبنه: يمل اللي ماني قايل بتكرف بنتي وانا للحين ما حضنتها؟ والله ما تأخذها...
نايف بتحد مد لأبوه الورد وأخذه ناظر لعمه: والله اخذها واتزوجها وأغني وشلون روحين مدري كيف في روح ما كنت اصدق...
سهم: انت غنها صح بعدني فكر بالعرس...
نايف: إلا صح علي بس انت تغار مني عشاني عمتي الهنوف بالعزيمه قالت انها تحبني اكثر منك...
ناظر سهم لسليمان: ولدك ترا طولان لسانه...
ضحك سليمان وأردف عبدالعزيز وهو يمسح على راس نايف: حرام عليك زوجه شوف الحب بعيونه على أوله...
عادل: على كيفك أنت إذا اعرست وجبت بنت زوجها له...
نايف: لا لاااا انا ما ابغى إلا بنت عمي...
عادل: ما راح أزوجك لو تطلع تلمس الثريا وترجع...
رفع حاجبه بتحدي: اصلاً عمتي العنود تحبني وبتزوجني بنتك إذا قلت لها...
اخذ عادل نفس يهدي نفسه: عيال ترا والله بنفجر، ناظر لنايف، أنا ابوها وما راح أزوجك...
ابتسم: انت تسمع كلام عمتي العنود ولا تقدر تقولها لا هي تزوجني وامشي قدامك ماسك يد زوجتي مسك وأغني...
مشى نايف من عنده بعد ما اخذ الباقة من ابوه مع عز وعناد يغنون:
وشلون مدري كيف روحين في روح...
ما كنت اصدق بأندماجك يا الأرواح...
معقول احد يمشي معي وين ما روح؟
معقول أنا امشي معه وين ما راح؟
ناظر عادل لسليمان: إذا شفت ولدك بدون شدوق اعرف اني نتفتها له...
ضحكوا على عصبيته عادل وكلام وثقة نايف بزوجته من مسك إذا كبرت محد حس بفارس انسحب وطلع بعد عتب سهم له ولادة مسك بيوم براءة مشاري كانت طبطبه على ارواحهم وعوض لعادل بعد سنين مرت يحمي أمها...
............
غرفة العنود...
بعد انتظار دام وقت ما ترك فيه الوليد يد العنود ولا ابتعد أبو العنود عنها يسمع سوالف أبو سليمان على راجح يشغلون انفسهم عشان يمر الوقت ويشوفون مسك محد قدر يروح قبل يشوفها...
فتحت عبير الباب وعيونها تلمع من الفرحه: كنت مره مزحومه بس ماقدرت أفوت هذي اللحظة...
فز راجح عرف ان اللي يصير خالها جت ابتعدت ودخل سرير مسك حطت العنود يدها على قلبها وشهقت بفرح نزلت دموعها تناظر السرير تحاول تلمح طرف منها وما كان حالها يختلف عن حال الموجودين...
أردفت برجفه: وينها؟
راجح يمسح دموعه: هذي كلها شراشف فاضيه مافيها ادمي...
ابتسمت عبير ورفعتها تبعد عنها الغطاء عشان تشبع عيونهم المتلهفه: هذي هي مسك بس ممنوع احد يبوسها او يحضنها بس أمها عشان مناعتها للان جداً ضعيفه وجت قبل وقتها...
الوليد: وش هالعذاب ما اقدر أشيلها؟
عبير: لا عشان مناعتها ممنوع...
العنود بقل صبر: طيب هاتيها لحضني...
قربت عبير لها وعيون راجح تراقبها مثل عيون العنود مركزه على قطعه منها اخذتها لحضنها بهدوء وعتبت على عبير بالنظر بعد وصاتها لها كيف توصيها على روحها رفعتها وقربت لها تشمها وتستنشق ريحتها ما قدرت تمنع دموعها الغزيره تتحسس بشرها على وجهها وتبوس أصابع يدها الصغيره ترفع راسها تحاول تشوفه تعابيرهم وتحجبها دموعها...
ناظرت لابو سليمان بصوت فيه العبره: عادل وينه يا عم؟
دخل بلهفه: هنا يا عيون عادل...
منعته عبير يقرب لها اكثر وكان عذاب بالنسبه فيهم لهفه وفيهم شوق يحضنونها لكن خوفهم عليها يردهم تلاعبها قدام عيونهم مره ومره تهمس باذنه وتبوس إصبعها تملك راجح شعور غريب حجمها وحركتها اخذت من قلبها كثير همس بينه وبين نفسه ان الله يمن عليهم ويرزقه من غصون مثلها...
أبو العنود بإصرار: أنا حطولي نفس العنود عشان اقدر أشيلها وأذن باذنها ترا للحين ما تعرف اسمها مسكينه ما يصير...
ماحبت عبير تقوله ان عادل إذن باذنها بلحظة ولادتها وتكسر خاطره: ابشر يا عم بعد أسبوع تصير تقدر تشيلها وتأذن الحين هي تعبانه لازم ترجع للحضانه...
العنود برجاء: خليها معي شوي...
عبير: ما عليه يا قلبي الحين لازم ترضعينها ونأخذها عشان تنام وترتاحين انتي بعد...
أبو سليمان: اجل وانا عمتس حنا نستأذن نرجع للبيت والعصر باذن الله نجيتس...
طلع وطلع معه أبو العنود من بعدهم راجح اللي اخذت منه وعد يجيب لها غصون وأسيل إذا جاء مرت عليهم بعدها لحظات حنونه ترضعها وعادل يراقب يدينها وحركات رجولها تمنت لو تجلس معها اكثر وتشبع من ريحتها بعد كل هالصبر والألم وتصبر نفسها بانها فتره وتعدي...
_________
بيت آلـ زيدان...
تحس بقلق وخوف عليه تأخر ولا يرد على مكالمتها وصل أبو الوليد من وقت بشرهم بولادة العنود وحبس نفسه بعدها بمكتبه كان حاله غريب زاد من خوفها حاولت تتكلم مع اسيل وتشرح خوفها لكن النوم غلبها وجلست غصون بهمها...
تنهد ومسحت على صدرها: ليه احس بشعور ثقيل؟ لو صاير له شي قال مستحيل لا اعوذ بالله...
رجعت تكمل لوحتها وقبل تغرق فرشاتها بالألوان سمعت صوت صراخ راجح قربت للباب بخطوات سريعه متمسكه بفرشاتها وسمعته هذي النبره تعرفها زين ربطتها بملامح أبو الوليد وفهمت انها حرب جديده بينهم لكن العنود غايبه وعمر الوليد ما غلط ابوه او امه قدام راجح سحبت جلالها وطلعت بدون تردد...
دخل معمي ويمر كلام العنود على مسامعه وهو يصارخ والوليد وراه يحاول يهديه معمي عن كل شي ناسي كل حسنه ولا تطري على باله إلا سيئات عمه اخذ نظره سريعه على المكان وعرف انه بوكره كالمعتاد...
راجح بصراخ: فوووووااااااازززززززز تظن ما راح أوصلك إذا دخلت مكتبك؟ اطلع وواجهني...
ام العنود بخوف: وش فيكم؟ ليه تصارخ؟
ناظر لها: والله لو اعرف انك تعرفين ولا سويتي شي ما راح...
طلع يبتر تهديده لها تحمل عشانها كثير ماراح يرضى ولدها يهددها على مسامعه ويسكت لو كان كاره اللقاء: محد يدري عن شي واللي انت حمقان عشانه ترا اخوي من لحمي ودمي...
شد على اسنانه يكبت شخصه الشرير لما لمحها على الدرج ما يبغاها تخاف: دام متذكر انه اخوك ليه ما اخذت حقه؟
مثل كل موقف قابله ببرود لكن هالمره امتزج بروده بشي من الخوف: لك الحق تسأل ولي الحق ما أجاوب...
أردف بصراخ: ماهوووو على كيفكككك غصب عنك تجاوب إذا مو بالطيب بالغصب تسسسمممععععع...
أبو الوليد: من مصلحتك ما تعرف...
الوليد: يبه دام الموضوع انكشف برر موقفك لا تتركنا ضايعين ليه تستر عليه؟ ومحد عرف غيرك...
أبو الوليد: ما عندي شي أقوله، ناظر لراجح، أنا اقول لا تخربون فرحة اختكم في بنتها...
راجح بنفس النبره: عندك وعندك كثيييير تقوله ابوي مقتو\ل وانت محتفظ بالدليل سنين اسمع يا فواز...
قاطعه: انت اسمع ابوك اللي ذابح نفسك تدافع عنه لو يرجع الزمن تمنيت يموت مره واثنين وثلاث لا تطلعني شرير وانت تعرف وش ابوك ولا تحاول تبرر له عشان كلمه زلت فيها اختك وتطهره عشان الشبه بوجهك حامد يبقى حامد لو غسلنها بزمزم...
دخل وترك راجح مصدوم من بروده تفسيره الوحيد لتصرفه انه شريك لكن مستحيل سحبت امه نفسها لما فهمت الموضوع كانت المره الأولى يحس بكره لها ناظر لغصون راجعه لجناحهم وبقى الوليد متمسك فيه...
راجح بسؤال: ليه كل ذنب يلبس حامد؟ وليه كل عله تفصل له؟
مشى وترك الوليد مع ضياع الجواب وطلع جناحهم بخطوات مثقلة ما يعرف ايش المبرر اللي يقول لها ان أبوه ما/ت مقتو/ل وعمه تستر على القا/تل مايبغى يشوف النظرة الشفقه بعيونها ولا قلبها ينكسر عليه راح تكون بداية حاجز جديد بينه وبينها تعب كثير عشان تضحك عيونها له ما يحتاج مثل هذا الموقف ويضطر يهرب عن عيونها من جديد...
دخل وشافها تكمل رسمتها الوضاح ماحبت تحرجه او تضايقه دخل غرفته وجلس على الأرض جنب السرير مكانه المعتاد إذا ضاقت فيه الوسيعه يغرق بتفكيره ويسئل نفسه كيف ما/ت تألم قبل تطلع روحه؟ او حتى تشهد أو يمكن في أحد حاول يسعفه أسئلة كثير مرت بذهنه شي يوجعه يحرق بروحه حاولت ذكريات قسوة أبوه تغلب شعوره لكن ما قدرت حتى لو كانت حياته معه قبل قاسيه ومؤلمه ما تمنى يموت مقتو/ل وعلى يد مين عماد اللي دمر حياتهم وحمله ذنب غصون وكان بيحمله ذنب أخته إنسان اخذ من الشر ما يكفي أنه ينافس الشر نفسه ضاع بمشاعره وإحساسه ضاع بدموعه والم قلبه وسحبه من قاع الضايع حضن غصون له...
غصون بحنيه: انت بخير؟
دفن وجهه بين رجوله اكثر يهرب من نظرتها: ابغى أكون لحالي...
أجبرته يرفع راسه: اسمعك...
لمس بعيونها راحه بدون شفقه ورحمه على حاله وأردف بصوت مهزوز: اول مره ازعل على حامد كبرت أتذكر ضربه لي وصراخه على فاطمه حتى بعد وفاته انام وباذني كلامه لكن اليوم حسيت بشي غير وسئلت نفسي لو عماد ما كان السبب وابوي عايش كيف كانت بتكون حياتنا؟ وخليل قلبه رهيف ماراح يتحمل يمكن أنا مرت قسوة ابوي علي لكن هو بيزعل كثييير...
غصون: خليل انسان صبور ودام العنود معكم بيتحمل...
استغل حضنها له وترك نفسه غمض عيونه يستمتع بلمستها ودفى حضنها حنونه حتى باحضانها هجرت عيونه دموع حسره على موقفه وشدت عليه لما حست فيها...
راجح بزعل على نفسه: احس نفسي معلق بالهوى مدري انسى وامشي بحياتي او اخذ حق حامد اللي ما ترك مجال لراحه بحياتي وانا طفل...
غصون بخفوت شدت عليه: اعرف شعور ان حق ابوك يروح عمي ضيع حق ابوي وخوالي سكتوا عن حق امي محد منهم حس بوجع روحي كملت حياتي لكن عاشت معي غصه...
سحب نفسه من حضنها: ليه اهلك كيف ماتوا؟
ابتسمت: ماهو مهم ترا أبو الوليد صادق لا تخربون فرحة العنود، جلست قدامه بحماس، بعدين ترا ما قلت لي كيف شكلها مسك؟
كيف سؤال صغير سحبه من قاع الألم وابتسم يمسح دموعه: يوووووه يا غصون لو تشوفينها صغيره والله العظيم صغيره، دار بعيونه يدور شبيه ولا حصل، تعرفين كيس القهوه حقك الصغير والله نفسه صغيره نقطه...
ضحكت على الوصف: طبيعي لانها ولدت بدري بس اهم شي شلتها؟
عقد حواجبه: لا تخيلي عشان مناعتها لكن لو تشوفينها بحضن العنود غصون انتي متخيله ان أصابعها كنها دود من صغرها...
غصون بقرف: راااجح وش التشبيه هذا؟ يقرف ...
ضحك بصوته: لا اقصد يعني مرررره صغير بشكل ورجولها تقدرين تأكلنها بلقمه وحده...
رفعت حاجبها: ياويلكم من الله بتاكلونها؟
عدل جلسته وجمع يدينه على بعضها: لازم تشوفينها شفتي يديني هذي؟ اكبر منها..
حطت يدها براحة يدينه: أنا يدي اصغر من يدك يعني قد يدي؟
مسك يدها يبوس راحة يدها واستنشق ريحتها: انتي مافي شي مثلك، ناظر لها وتكلم بمشاعره، كن اللي خلقك ما خلق لك شبيه ولا صور مثل ملامحك وتفاصيلك تميزتي بكل شي يا غصون..
حست بخجل ونزلت راسها حس انه ضعيف قدامها ولا شاف منها رفض قرب منها وسحبها له اكثر يقيس ردة فعلها خدرت ملامحه من عذوبتها وزاد نبض قلبها من قرب انفاسه فيه شي بنفسها تبغى تكسره حاجز انجبر يزرعه بلحظة طيش نست وتبغى تبني معه حياة تنتظر خطوه منه وتفهم خوفه عليها ولما حست ان وقتها حان تركت نفسها له بقناعه وتقشعر جسمها لما بدت تحس بلمساته الدافيه على جسمه تزامن نبض قلبه معها وجذبها لحضنه اكثر يسرق من ثغره قبلة حب تختلف عن اي قبلة مرت بينهم من قبل حس شعورها انغرس بأقرب شريان للقلب وزاد حماسه بلمستها على صدره وبتعد عنها بداخله فيض مشاعر منحسر يقيس مدى التقبل بعيونها وانهمر بقبلاته على ملامحها الناعمه وكان بيكون للوصل شعور مختلف لو ما قاطعتهم اسيل..
سحب نفسه يلهث من فيض مشاعر اجتاح صدره وطلعت تداري خجلها بعد لين قلبها واستسلامها..
فتح الباب بملامح خادره يمتزج فيها الحزن: هلا..
أسيل بضيق: ابغى اشوف العنود..
ابتسم ومسك يدها: ابشري بس تعالي اسولف لك عن مسك قبل نروح..
دخلت معه وبدا يسرد عليها نفس الوصف بحماس وتشتت حماسه لما طلعت غصون تداري خجلها وآثار صغيره تركها لها قريب قلبها يشوفها تهرب من عيونه وتبلع ريقها بشكل متكرر من التوتر مع ذلك استمرّ يوصف ويسولف عن مشاعرهم وإحساسه بعد حوار ابو سليمان وتعمد يذكر ابوها كثييير يشبع فضولها ويراضي خاطرها..
________
المستشفى...
وقفت سيارة سهم عند بوابة المستشفى من خروجهم عينه عليها ملاحظ توترها وخوفها يفهم شعورها وقسوة أمها بالكلام تجرح ولا تبالي بمشاعرها ناظر لامه..
سهم بهدوء: اقول يام سهم اسبوقنا انتي بناتك أنا وزوجتي بنوقف السياره ونجي..
ناظرت للهنوف كيف التفكير اخذ منها وفهمت ليه طلب: طيب بس لا تطولون ترا الزياره ماهي طويله..
نزلت واخذت معها وتين واخذت نغم أغراضها ناظر للهنوف من المراية الأمامية: ماودك تجين عندي؟
ابتسمت ونزلت تركب جنبه بكل هدوء مسك يدها يبوسها تحركت سيارتهم واختار يبعد بآخر الموقف تعمد يسرقها من خوفها لحظات..
سهم: هنوفي أنا احبك..
نزلت راسها بخجل: وانا اعشقك..
أردف بحنيه: ابغاك تفهمين شي وتحطينه في بالك اي كلمه تسمعينها تدخل من أذن وتطلع من الثانيه، شد على يدها أنا مستحيل اتخيل يكون عندي عيال من غيرك ولا يهمني الموضوع وانتي تعرفين، رفع يده يسكتها لما بادرت تغير الموضوع، اسمعيني أنا ادري ان عمتي تجرحك بالكلام ويمكن تسمعين شي أنا ما ادري عنه لكن أنا ما يهمني شي ولا احد غيرك انتي هنوفي وبنتي وحبيبتي وروحي لو ربي ماكتب لي ضنا منك أنا مكتفي فيك، نزلت دموعها من حنانه وضحكت من كلامه، وراضي بخوانك النشبه والله راضي بس اضحكي...
مسحت دموعها والتفتت تشوف مثقال نازل من سيارته: يا زينهم مثقال وأمواج...
شد سهم على يدها: اهم شي كبري عقلك حبيبتي ولا يهمك شي...
ابتسمت وباست على يده: الله لا يحرمني منك انت افضل شور سمعته من ابوي ولا زل يوم قال سهم رجال بيصونتس...
فتح النافذه: ياليل وش تبغى خلني اعرف أغازل اختك...
مثقال بصوت مرهق: أقول اعقل لا أدوس في بطنك، دخل راسه يبوس راسها، الهنوف انزلي مع أمواج تكفين أنا شوي واجي...
ناظرت لأمواج وحست صاير شي معهم: فيكم شي؟
تنهد بشكل غريب: لا ان شاءالله خير بس روحي معها ترا تعبانه ولا تقرب القرفه انتبه ترا هي ملقوفه تحبها...
نزلت وراحت لها راقبهم مثقال يسولفون ويتمشون لحد ما تأكد من دخولهم ركب مع سهم وسند راسه للخلف...
سهم: صاير شي؟ من هزم الثاني بحربكم؟
ناظر له: ماهو وقتك...
سهم: نروح نجيب لك قهوه؟
مثقال: لا بس أبعدني لين استجمع نفسي شوي...
............
غرفة حصه...
من أيام بدت تستجيب اكثر وهو ملازمها بفرح ينتظر لحظة رجوعها بفارغ الصبر عتب عليه أصحابه لتغيبه المتكرر وإهماله لمرضاه واعذروا أحبابه اللي شافوا فيه عمه وعلى قوة عبدالله تلاشت قدام تعب حصه يعذرونه ويغطون عليه بكثير أحيان ويعتبون بالمرات القليله نسى تفاصيل يوم بيت ابوه ونسى ريحة قهوتهم غلبتها ريحة المعقمات وممرات العناية...
جلس جنبها يعتب على طول الغياب ويشكي كثر الانتظار: ما شبعتي بُعد ما امتلى خفوقتس وله؟
مسح على خدها بحذر يخاف يجرح نعومتها بشوقه وشوك الانتظار ما قبل قلبه العتب لها لام نفسه ورجع يطمنها ويداري مشاعرها...
عبدالله بحنيه يذكرها بمشاعره:
دامتس زرعتي الحب داخلي ورد...
أنا ما ابي غيرتس من الناس يسقيه...
ما بغيتتس من فراغ ولا تمنيتتس عبث...
ولا ابي لتس نهاية ولا ادور لتس بديل...
تنهد بتعب من حالهم شد على يدها يناظر الفراغ يسترجع ذكرياته معها لمستها على كتفه بكل معانيها تطبطب عليه تمسكت فيه خجل وخوف وسند وآخر لمستها كانت دفى وحنان بعد زواجهم يتمنى تصحى وترجع نفس اللمسه بشعور جديد تستند عليه بتعب من حمل او تجهيز حلو بس تصحى لمسه منها بتريح قلبه وتنسيه النوم بالمكتب وبرودة العناية...
غمض عيونه يسترجع ملامحها بوقت الراحه والرضا وبثواني تكهرب جسمه من اصغر خليه لآخر عرق براسه وحس طيف نار مر بين عيونه من شدت يدها عليه فتح عيونه يتأكد ان الانتظار انتهى وحنا رجوع الفرح لقلبه ولا خيب ربي رجاه وهو يردد "لا تردني خايب" يشوفها تناظره بعيون مرهقه مشتاقه ما كانت تحتاج وقت عشان يستوعب عقلها من يكون قلبها عرفها وشاف تعبه كل يوم معها...
عبدالله برجفه وأنفاس عاليه من الفرح: حصه حصصصصه حصصه انتي رجعتي؟
غمضت عيونها تسمح لدموعها تتحرر من سجن رموشها حبستها كثير مع كل شعور حست فيه بفترة غيابها من حب عبدالله لأهتمام اهله وصوت أبو سليمان يقرأ عليها قرآن فهمت ان العوض من الله يجي للإنسان حسب احتياجه فتحت عيونها تحاول تفهم حالها وتشوف بعيون عبدالله الفرح والشوق حضنها وطلع ينادي ويستبشر برجوع حصه...
............
الجانب الثاني من المستشفى...
كلمت وصايف بندر وستأذنت من جلال يأخذهم معه يعيشون فرحة قدوم مسك وبلحظة وصولهم نست رغد كل شي وأخذها قلبها لجواد متجاهله صوت وصايف وبندر يناديه مستغربين ركضه بين الممرات نسى يأخذ جواله ومحد طمنها عليه من بين الممرات لمحت جلال واقف وتوجهت له قبل تسأل شافت عناد يطلع ويده ملفوفه ما تحملت ذنبها فيه ركضت له تحضنه وتعتذر...
انحرج لما حاوطته وضحك بصوت عالي من دموعها أردف بحنيه: ليييه الدموع؟ زوجك حبيبتي اسد...
بصوت مكتوم اعتذرت منه: انا اسفه...
تنحنح جلال وابتعدت عن جواد بخجل لما هدت شوي واستوعبت مكانهم وقفت جنب جواد تناظر يده...
رغد: وش قال؟
جواد: خلع بسيط ورجع بس لعبت على اخوك وكتب لي اجازه شهر نجلس على قلوبهم ونشاركهم فرحة بنت عادل يا عمه...
ابتعد جلال وقربت له تحضنه من جديد شعور انه استغل شي بسيط عشان يسعدها يعني لها كثير همست له بالحمدلله على وجوده وهمس لها بمشاعر الحب مثل ما عود مسامعها عليها...
جواد: اسمعي ترا سويت لك جميله محد يعرف انو الانوثه هذي هي اللي خلعت كتفي وعشان صورتي قدامهم بكره يقولوا حرمة جواد تجلدو...
رجع يحضنها لما هزت راسها ومنعتها دموعها تتكلم يهديها ويهدي خوفها عليه بكل سعادة جاهلين اللهيب اللي احرق صدر عناد من منظرهم تمنى الدموع هذي تكون عشانه وتمنى خوفها له لحاله يناظر يدينها تمسح على صدره وعيونها الدامعه تناظر ملامحه بخوف شي ياكل بروحه ويزيد لهيبه لهيب مسح على قلبه وبلع غصته قبل يبتعد يحاول مثل كثير مرات ينتزعها من روحه ويقنع اللي ينبض لشرايينه ما عادها له لو يجتمع من سكن الأرض من انس وجن ما ترجع رغد لو تركها جواد كسرها وخسرها بيوم رفضها بعد الفرح ولا تمم وعده وكان قد كلمته خطاء تافه ما تأكد منه رسم له حياه تختلف عن أحلامه اللي رسمها وتختلف عن ذاته دفن جرحه مع ذنبه لأبعد مكان بداخله وتمثل بعناد الحنون وخفيف الدم عشان نفسه وهو متأكد يوضح كثير بكذبه قدامهم...
..................
غرفة العنود...
وصلت الضيافه وجهز كل شي لأستقبال الضيوف بشوق وفرح يشاركونها قدوم قطعه من روحها عاصرت وعاشت معها تفاصيل قضية خالها واختارت يكون يوم ميلادها مميز بيوم براءة مشاري وتمام وعد جدها الضعيف القوي تلاحظ حرص عادل يكون كل شي كامل ما يبغاها تحس بغياب أمها ولا يدري انها مكتفيه بحياتها معه بدونها شافت العوض بإخوانها واكتمل بقدوم مسك تكتفي وتعوض نفسها فيهم...
عادل: يا ريحة المسك باقي شي تحتاجينه؟
ابتسمت: باقي لي حضن ما اخذت منك يطمني عشان استقبل ضيوفي...
فتح يدينه لها وقرب لها يحضنها ويستنشق ريحتها ما قدرت ريحة المسكنات والمعقمات تغلب ريحة المسك فيها وقبل يتعمق بحضنه سمع صوت الباب وعبس...
العنود: مالك نصيب بالحضن الطويل...
أردف بزعل: اكيد يا عبير يا فهد او...
راجح بمقاطعه: راجح وأهله...
عادل: سرقت اسمك من لساني تأخر ياخي دقيقه بس بعبر عن مشاعري لأختك...
سحب عادل يبعده وحضن العنود: عندك وقت بعدين خلني احضنها وأسلم...
عادل لما دخلت غصون: هين شغلك بعدين بخليكم مع اختك انت واهلك قبل يداهمونكم الناس...
طلع وتركهم يسمع كلام راجح للعنود يطلب منها تسحب عليه وتطلع لبيتهم ابتسم مستمتع بضحكتها اشتاق يسمعها كثير تطلع بعفويه من قلبها...
التفتت العنود لغصون وحضنتها تسلم وتعبت على غيابها: توقعت تجيني من بدري...
غصون: حنا اول الناس واليوم ولدتي مافي بدري اكثر من كذا...
ضحكت وناظرت لراجح: هذا نص الوعد وين الثاني؟
مسح على دقنه: حاولت فيها وكانت جاهزه ضعفت لخوفها باخر لحظة وهربت...
فاهمه خوفها ما يكون عبدالله حنون مثل حمود يكفي صدمتها بأمها أردفت بزعل على حال اسيل: اهم شي راحتها...
غصون بحماس: وين مسك؟ راجح اكل راسي بس يسولف عنها...
ابتسم بشكل غريب وفهمت غصون وش مر في باله ربط ذكر مسك بمشاعر حلوه عاشوها بقناعه ولو ما تدخلت اسيل وشتت لحظتهم يمكن كان للوصل باب يبني لهم حياه تختلف...
العنود: محد راح يقدر يشوفها كل تحاليلها سليمه وكل شي تمام بس مناعتها ضعيفه شوي بعد أسبوع يشوفون وضعها وباذن الله نطلع سوا بخير...
راجح بهدوء: وترجعين معنا ولا عند ابوها؟
مدت يدها له وقرب لها مسكت يده تشد عليها: هذاك بيتي ما اقدر اترك عبدالله لحاله بروح بداية نفاسي واكيد ما راح تتركوني بيتي مفتوح لكم، ناظرت لغصون، كلكم مسك لازم تتعود عليكم...
غصون: لو تروح مسك للقمر اللي يصير خاله بيروح لها ما عليك...
ضحك راجح: هذي مسك، تغيرت نبرته، بنت الصدر الحنون كيف ما نروح لها لو بآخر الدنيا نتعنى لها...
دخلت سجى وغدير اعتذر راجح منهم وطلع بعد السلام والمباركه مرت بينهم سوالف والعنود للحين حبيست وصفه لها بالصدر الحنون ماقدرت تستوعب سرعة تطور علاقتهم وكيف بحضن تغير راجح ووضح لها اكثر من قبل صحت على صوت ام سليمان...
ام سليمان بفرح: الحمدلله على سلامتتس يمي الف الف مبروك، كملت بعبره، جتنا وردة وهدتنا وردة مثلها...
حضنتها العنود ومن بعدها ام سهم وام بندر والبنات الكل يهني بمشاعر جياشه واتزاحمت الغرفه بمحبتهم وصلت أمواج ومعها الهنوف وبعد ثواني دخلت خلود ووصايف...
ام بندر لوصايف: ما سافرتوا؟
وصايف تسلم على العنود: لا ما يمدينا اليوم جواد كسر كتفه وراح الوقت...
ام سليمان بخوف: يا قلبي عنه من وش؟
وصايف: مدري...
تذكرت ريما كيف رغد ممكن تخاف واردفت: ورغد وينها؟
خلود: جت معنا بس راحت لزوجها...
الهنوف بنبرة خوف: يا عمري اكيد خايفه عاد هي مامن قلب...
ام سليمان: جنيه ما يصير لها شي هذا إذا ماهي عوابتها اللي كسرت كتف الرجال...
وصايف بنبرة زعل: تعثر بالحمام يا خاله ماهو كل شي تحطينه برأس رغد المسكينه الحمدلله كان معي عصفر ولا كان عقلها بيروح من الخوف والصياح...
ام سهم بهمس: خلاص يا رجوى لا تحرجين العنود والبنات قدام زوجة اخوها...
الهنوف: يا روحي وهي وينها الحين؟
خلود: اكيد بتجي بعد ما تطمن عليه، ناظرت لمشاعل، يا خاينه امس انتظرك عشان نسهر وانتي سحبتي علي ونمتي عند اهلك...
ابتسمت ريما: مسكناها وولد عمتي ما قصر تركها لنا...
خلود: المره الجايه انا بسحب عليك...
سجى: من يصدق ان خلود ومشاعل اللي كانت تحرق أعصابها على بندر يصيرون سلايف...
ضحكت وصايف: ما تشوفينهم بالبيت كنهم خوات...
ام بندر بصدق: الحمدلله...
غدير: مشاعل حبيبتي تنحب وخلود بعد طيبه من حظك يام بندر فيهم...
ناظرت ام سهم لغصون: ما نسمع صوتك حبيبتي...
غصون بصوت هادي: اسمع سوالفكم...
نغم: يا روحي اكيد مستحيه أتذكر نفسي كيف كنت مستحيه منكم...
سجى بكتمه: والحين جالسه بحضني ابعدي شوي الله لا الضيق علينا...
قربت نغم اكثر: الغرفه صغيره وانا احتاج تحتويني...
ضعفت سجى من كلامها: يا روحي، حضنتها، من عيوني أحتويك...
قربت ريما بمزح: وانا بعد احتويني...
همس لها: انتظري كلها شهر ويحتويك عبدالعزيز...
لصغر الغرفه انسمع الكلام وتغيرت ملامح ريما من الاحراج حسرت راحته بخدودها واردفت ام سهم بعتب: ما يصير تحرجينها بينا...
سجى: والله ما اقصد ما توقعت تسمعوني...
غدير تشتت الموضوع: كنت شايله هم إذا راحت سجى لكن دام ريما بتجي ما علي وباذن الله ربي يرزق عناد وحده طيبه تسعده...
رغد بهدوء: امين، ناظرت لأمها، يمه، راحت تحضنها وهي تبكي، ييمممممممه...
ام سليمان بخوف: بسم الله وش فيتس؟
قامت ام سهم تمسح على ظهرها تهديها: بسم الله عليك يا بنتي وش فيك؟
وصايف: جواد مات؟
بعدت رغد عن أمها وخذت علبة ماء ورمتها عليها: عمى بسم الله على زوجي، ناظرت لأمها، يمه انا احبتس...
مشاعل: اللهم سكنهم مساكنهم...
ام سهم مبتسمه على تعابير ام سليمان: وأمك تحبك بعد بس ليه الدموع؟
رغد: مدري بس أنا احب امي...
العنود بنصح من شعور تمنت تعيشه: حبيها وأشبعي منها تستاهل عمتي...
ام سليمان بصوت تغلبه الفرحه برغم المكابر: الله يصلحتس يا رغد خوفتيني احسب فيتس شي...
شدت رغد عليها: احضنيني...
ام سليمان تحاول تدفها: طيب ابعدي شوي كتمتيني...
سحبت يدين أمها وأجبرتها تحضنها: والله ما ابعد إلا حضنتيني، بدت تبكي من جديد، يمه أنا احبتس...
سجى: بنتتتت وش فيك ترا وضعك ما يطمن...
عدلت نفسها: لا بس عشان تحضني تعرفين نبع الحنان تتغلى علينا...
ام بندر: الله يسامحك خوفتينا...
ريما: كل هذا تمثيل؟ عيونك كبر الفنجان من كثر الصياح...
اخذت نفس عميق: مدري المهم عندكم قهوه؟
الهنوف: منتي صاحيه...
العنود: طيب ماودتس تسلمين؟
رغد بضحك: يووووه نسيتتس...
سلمت عليها ومثل الباقي السؤال عن مسك والرد نفسه حبت غصون جمعتهم وفهمت ليه راجح كان سعيد لما قلت له العنود يزورونها في بيت ابوها ناس قلبوهم خفيفه ونظيفه ما تشبه بيت أبو الوليد...
ناظرت غدير للهنوف وجهها مرهق: فيك شي؟
كانت تحس بدوخه خفيفه أرسلت لسهم وطلب منها تطلع بعد دقايق يكون وصل الجناح وأربكها سؤال غدير...
الهنوف بخفوت: لا بس مصدعه شوي...
نغم: الهنوف للحين الصداع ماخف؟
هزت راسها واردفت أمواج: وداخت قبل شوي خفت عليها...
ام سليمان: عسى بس فلحتي ويكون حمل تعوضين الرجال صبره...
أمواج بعتب: الرزق من الله ماهو بيد الانسان وربي كاتب لهم الخير بالوقت المناسب محد يقدر يلوم احد على شي ماهو بيده...
نغم: بعدين سهم ماهو فاضي لحملها الحين مشغول يدلعها ويدلللها، ناظرت لرغد، ولا صاير يكتب فيها قصيد بعد...
رغد تصب لنفسها قهوه: حركاااااات وش عنده ولد منيرة؟
ريما: وانا أقول بنت سعود ليه ما تجي؟
مشاعل تذكرت كلام فارس وعتبت على عمتها: اللي يأخذ من يحب بيشعر ويقصد ماهو مثل اللي ينجبر...
وصايف بحده لانها فهمت قصدها: مين تقصدين؟
مشاعل: كلام عادي ما قصدت فيه احد...
العنود: بعدين يا عمه إذا الهنوف بتجيب لنا بيبي ما كسبت فينا خير بتاخذ الدلع والدلال عن بنتي هذولا ماهم أي احد هذولا عيال الهنوف...
أمواج: فعلاً مثقال دائماً يردد احب خواتي لكن الهنوف تتفرد عنهم وبيتفردون عيالها معها...
مشاعل: الهنوف عندنا كلنا غير...
ام سليمان: اييييه عيالها خلهم يجون بعدين يتفردون...
الهنوف بزعل من أمها اللي ما احترمت مشاعرها بوجود غصون: عن اذنكم أنا بروح لسهم...
طلعت قبل احد يسأل وتركتهم تنهد ام سهم وعتبت على ام سليمان بالنظر رجعت بعد وقت قصير من الصمت السوالف بين البنات واختارت غصون تنسحب بهدوء استحت منهم لا تحرج ام سليمان بناتها اكثر قدامها وطلعت تدور على راجح...
......
الرجال...
فهد لراجح بهمس: جت اسيل؟
راجح: رفضت واضح من عيونها ما كانت مستعده...
فهد: ما عليه اهم شي لحد يضغط عليها...
لاحظ تصرفات عادل مع نايف: وش فيه اخوك على ولد سليمان؟
ابتسم: دوك تعرف؟
راجح: أتمنى لان وجهه ما يبشر بخير...
فهد لنايف: ايه تقول إذا تزوجت مسك وش بتسوي؟
عادل بزعل: يعقققققب...
أبو سليمان: ما يعقب إلا الشيطان...
نايف: عصب يا عمي مثل ماتبغى بالاخير انت بتزوجني بنتك...
بندر: أنا انغبنت اكثر منك الله يلوم اللي يلومك...
راجح: من قال بنزوجك؟
تنهد بملل: أنا ما اطلب رأيكم عمتي العنود بتزوجني اليوم عمي عادل رفض ادخل عندها بس الحين يطلعون الحريم بروح اعلمها...
سليمان لولده: ولد عيب خلاص احترم عمك...
عز: الله لا يحطني مكانك...
مسك نايف من ثوبه: أنسى مسك ما راح تأخذها والعنود انا مغطيها عنك يعني ما تقدر تدخل...
نايف: لا والله من سمح لك؟
ضحك عبدالعزيز بصوته واردف عادل بصوته القهر: زووووججتتيييي كيفي حلوه ذي من سمح لك؟
بعد عنه وناظر نايف لابو العنود: يا عم عبدالله عادي اشوف العنود؟
أبو العنود: لااا انت صرت رجال عيب...
راح عادل يبوس راس عمه: الله يبرد على قلبك مثل ما بردت كبدي فيه...
نايف: عادي اصلاً أنا اعرف شكلها...
فهد بحده: أقول اسمك لسانك...
عبدالعزيز: عبدالله ماله حس؟
قفل جواله رباح وقال: وانا جاي من عند منيف صدفته رايح لحرمته...
أبو بندر: وش صار عليها يا سعود؟
أبو سليمان: على حالها عسى ربي يشفيها له ويجبر قلبه...
أبو عبدالعزيز: ما اشوف أبو سهم ولا سهم؟
وقف مثقال: أبو سهم عنده شغل بيجي على بيتنا بعد المغرب وسهم قريب وراي بيجي...
أبو العنود: راجح ليه الوليد ما جاء معك؟
ابتسم: عنده دراسه ومشغول...
أبو سليمان: الله يسعدكم ويوفقكم كأنكم ما تركتوا اختكم وجبروتوا خاطرها...
راجح: العنود هي جبر الخاطر...
عدل شماغه: ايه امي العنود، ناظر لهم ما عرف يوصفها بكلمه وقال، أنا أحبها...
فهد: وحنا كلنا نحبها...
وقف عناد جنب نايف ومعه جلال وبندر وجواد الكل خاف عليه وتحمد له بالسلامه وسأل لكن الجواب ما تغير...
أبو سليمان بهمس ما تعدا سليمان ومثقال: والله يا ظنتي هي اللي كسرته...
ضحك سليمان وهز راسه: أنا ما أظن أنا متأكد بس يا حليله يغطي عليها...
حس عناد ان شعوره بدأ يتمكن منه يحتاج يشتته ناظر لنايف وقال: وش بتغني إذا زوجك عمك مسك؟
عادل: عناد فكنا شرك ترا ضغطي مرتفع منه...
ناظر له نايف ورفع ثوبه يربطه على خصره وتفاعلوا معه العيال يغني ويرقص:
وشلون مدري كيف روحين في روح...
ما كنت اصدق باندماجك يا الأرواح...
ما قدر يمسك نفسه وراح له بخطوات سريعه هرب منها نايف يركض وعادل وراه يحاول ما يركض وقبل يبتعدون طلع بوجهه عبدالله طاح نايف فوقه بشكل قوي تألم منه عبدالله...
عبدالله بالم: اااااااه فقعت كبدي وانا عمك قم قم ماشاءالله...
راح سليمان بخوف على ولده: نايف صار لك شي؟
سحب عادل عبدالله: طيحتك شينه...
عبدالله يقاوم الألم ويدور ابوه: سعود وينه؟
وقف ابو سليمان من نبرته ولفتت انتباه العيال فهم ان حصه صحت...
شد على عكازه ينتظر الخبر: يا لبيه...
ناظر لأبوه ويده على بطنه بالم بعيون تلمع من الدموع: البشاره روحي رجعت...
استبشرت القلوب فوق بشرى ولادة مسك برجوع حصه عم الفرح المكان وانتشر الخبر يطلب منهم يجهزون أيامها لربيعهم يمتزج مع بدايات الشتاء ويثلج صدورهم فرح بعد الصبر والشقى وصل الوعد واثمر الحب بينهم حان وقت السعاده...
............
الجانب الثاني من المستشفى...
طلعت بهدوء رد عليها بعد أربع مكالمات وطلب منها تنتظره عند الحضانه يبغى يشاركها شعوره الحلو وهو يتأمل صغر حجمها وملامحها...
تنتظره بفارغ الصبر حست فيه يوقف جنبها ويحاوط كتفها نزلت رأسها خجل لما تذكر مشاعرهم...
ومن اهتمام عادل وحنيته على العنود حبت تخطي ثاني خطوه بعد خطوته الأولى وتنادي بغير اسمه: حبيبي ترا مره طولت علي وحنا ما عندنا وقت لازم نرجع، شدت على يدينها لما سحبها لحضنه اكثر ورأسها للان بالأرض كملت ببحه، اشتقت لك...
زياد بضعف وشوق: أنا بعد اشتقت لك يا بنت عمي...
التفتت بصدمه وخوف ما استوعبت وجوده زاد نبض قلبها من قربه حست بقرف ودفته: زياد؟ وش جابك؟
سحب يدها يمسكها لا تروح وتتركه: الشوق يا غصوني ولا نسيتي حبي لك وحبك لي؟
حاولت تحرر يدها منه: بعد عني زوجي لو يشوفك...
راجح بغضب وغيره: يذبحككككك، مسك زياد يبعده عن غصونه سحبه وثبته على الأرض يلهث حقد وغيره، يذذذبببحححكككككك...
بدأ يضربه وزياد له مثل الغضب ما قصر براجح خافت كثير عليه تبكي وتترجاه يتركه ما كانت تدري انها فرصه انتظرها زياد ورحب فيها راجح...
غصون بدموع: راجح تكفى وقف...
زياد يلهث وهو يضرب: خايفه علي منك تشوف الحب...
توسعت عيونها بصدمه: كذااااببب كذااااببب والله انه كذااااابببب أنا خايفه عليك انت...
زياد باستفزاز: شوف كيف تحبني وانتظرتني كثير و...
ماترك له مجال يكمل جملته ضربه بدون رحمه ثقته بكلامه الكاذب توجعه ما تردد يتفنن بالضرب ويفرغ غيرته على جسمه وكان الحل الوحيد تطلب المساعده من أي شخص قريب لا يزهق احد فيهم روح الثاني من شدت الضرب وبعد جهد قدر حارس الأمن سلمان واللي معه يفرقون بينهم طلع زياد يتوعد وهو يمسح اثار الضرب وسحب راجح غصون بقوه من يدها يبعدها بغيره عن طريق ممكن يرجعها لماضيها وتتركه...
............
سهم والهنوف...
آخر شي تتذكره خوف سهم عليها صحت لكن الصداع مستمر معها تحاولت تقاومه وتستوعب مكانها...
مسك يدها لما بدت تصحى: بسم الله عليك حبيبتي...
ناظرت له: وش صار؟
سهم: أغمى عليك واضح من الصبح تعبانه بس تكابرين، شد على يدينها، لا تشيلين هم اخذوا منك تحليل شوي ويطلع...
الهنوف بتعب: تحليل ايش؟
سهم: مدري عبير طلبت يسوونه لك...
رفعت يدها تمسح على راسها بالم: صداع مو طبيعي كلمهم يعطوني مسكن...
سهم: بسم الله عليك الحين أناديهم، وقف سهم على دخول الدكتوره مبتسمه، دكتوره الله يعافيك اكتبي لها مسكن الصداع ملازمها من الصباح...
الدكتور: ما ينفع...
سهم: ليه؟ ما اخذت مسكن ولا حبوب، ناظر الهنوف، صح ما اخذتي شي اليوم؟
رفعت نفسها وجلست: لا واحس دايخه مره...
الدكتوره: طبيعي هذي بدايات الحمل...
حست كلامها وصلها كف ما وصل صوت طبيعي وجامد سهم بشعور مكانه يحاول يستوعب كلامها وحس الحروف اكبر من استيعابه...
سهم يحاول يتأكد من الشي اللي سمعه: مافهمت؟
الدكتوره: أقول طبيعي الصداع والدوخه والإجهاد عشان بدايات الحمل...
دخلت عبير مبتسمه وأردف سهم: مين حامل؟
عبير: أنا يعني مين الهنووووف حامل، ناظرت لها، مبروووك حبيبتي...
ناظر لعبير ورجع يناظر لدكتوره: احلف قولي والله العظيم زوجتك الهنوف حامل...
ضحكت عبير: وش رايك نجيب مصحف؟
جمعت يدينها على بطنها واردفت: يعني أنا بطني فيه بيبي؟
صرخ من سؤالها بكل صوت وراح يحضنها ما كان متخيل ان شعوره يختلف وجميل دفن وجهه برقبته يبكي معها يردد الحمد ويبارك لها شدت عليه الهنوف تتذكر كلام أمها قبل تطلع دعت ربها كثير يفرج عليها بحمل ينهي جرح أمها لها ويجبر خاطرهم فيه...
شدت ملابسه واردفت بصوت باكي: انا بصييرررر ام سهم أنا بصير ام، شد عليها من باقي كلامها، ما عاد بتعايرني رجوى ولا توجعني صرت ام والله أنا صرت ام فيني خير وحملت جبت لك الضنا والله أنا فيني خير...
زعل كثير عليها ودمعت عيون عبير من كلامها ومنظرها طلعت مع الدكتوره تتركهم يعيشون الفرحه بعيد عن كل شي ما كانت ام سليمان تقصر حتى قدام الغريب بتجريح بنتها تفهم شعورها تبغاها تستمتع فيه قبل ينتشر...
ابتعد وجلس قدامها على السرير يمسح دموعها: انتي الخير كله كيف مافيك خير؟
شهقت وكملت: محد يقدر يقول شي أنا حامل وبكمل حياتي معك انا خفت سهم تتركني والله خفت كثير تتركني وتتزوج غيري تجيب لك عيال أنا خفتتت...
شدها لحضنه من تفكيرها وخوفها كيف ماحس عليها: لاااا لااااا يا عيون سهم والله لو ما كتب ربي ما أتركك ولا اقهرك افرحي يا روحه وحياته بيصير عندنا ضنا والنعمه انك امه...
ردد عليها الكلام والطبطبه وهي تردد عليه كيف بتقول لأمها وتبشر ابوها بحملها بعد وقت هدت ونامت هنوفه قدر معي نه الزعلانه فرحت بحملها عشان ما تجرحها أمها اكثر من انها بتصير ام...
__________
بيت آلـ زيدان...
دخل غرفتها نفس المكان من سنين تسقي حوض الورد وتسولف عليه تتذكر لمساتها طفله وضحكها من عرفها ام له ما تألمت على احد من عيالها كثر العنود...
جلس الوليد عند رجولها: تشبه أمها بس صغييييره قد كفي ما سموح لحد يقرب غير أمها خايفين عليها، ناظر عيونها الدامعه، اول مره ادري ان الأخت الكبيره ام ثانيه...
ام العنود هزت راسها له: محد مثل الام...
سند راسه بحضنها تمسح على شعره: صح محد مثل الام بس العنود سحبتني من وحدتي ودمجتني غصب معهم صرت اسولف واضحك ما أخاف ان راجح يعصب علي او خليل يقول كلام يجرحني بابوي وقسوته، ابتسم يتذكر مواقفه معهم، نمت بحضنها وبين اخواني سرير ما يشيل اكثر من ثلاث أشخاص تزاحمنا فيه ونمنا كلنا، ضحك وكمل، صح يحصلي كوع بعيني ومره ركبه على بطني عشان محد يضايق العنود بس والله كانت دافيه على ضيقها وسيعه...
ام العنود: ليه تقول الكلام هذا؟ وش بستفيد؟
الوليد: تستفيدين ان اللي خفتي عليها سنين ونسيتي خوفك على راجح واسيل وخليل وعلي هي اللي احتوتنا وجمعت قلوبنا على بعض تخاف علينا مثل امنا، وقف بخوف ونسى كلامه، وش الصوت هذا؟
ام العنود تناظر الباب: مدري..
اخذت جلالها وطلعت صادفت اسيل تركض وتردد غصووون غصوووونن طلع أبو الوليد على صراخهم يتبعهم بضياع مثل حالهم استخرجهم من همومه ومخبئهم صراخها...
من خروجهم ما تكلم بحرف حاولت تشرح كثير ولا التفت لها بنظره خافت من أنفاسه وفيض الغضب بقلبه تتفهم غيرته لكن تحتاج تطمن ويطمنها...
وقف السيارة بنبرة قال جافه: انزلي...
ردت برفض: لا تنزل معي ما تروح مكان....
شد على اسنانه: قلت انزلي بلا عناد...
خافت عليه من عصبيته: والله ما انزل بدونك...
بقل صبر نزل وراح لها سحبها من السياره ما يبغى الغضب يطلع عليها يحتاج يهدأ ويرجع لها: أنا إذا قلت شي تنفذييينه...
غصون بالم: ااااااه راجح يدي...
راجح: ادخلي داخل..
ناظرت جروحه: تعال أعقمها لك اقل شي...
راجح بدون مقدمات: غصون انتي طالق...
ارمشت بعدم استيعاب حررها بوقت ما تبغى تتحرر منه؟ كيف عصف مشاعرها وعذبها فيها ماتحملت رجوع زياد لحياتها وتخلي راجح عنه من غيرته عليها...
غصون بإنهيار صرخت بوجهه تحرر شد الأعصاب والتوتر اللي فيها: مااااني على كيفكككك تتتسسمممععع ماني على كيفكككك، بدت تضربه على صدره، ماهو على كيفك تطلقني ما تعطيني امان وتسرقه مني ما اسمح لك وتزرع لي حلم وتتركه رماد، ارتفع صوتها تصارخ من الألم اللي حست فيه وهي تضربه بشكل عشوائي من قهر، تتسسسمممممععع مااااااا اسمح لك والله ماتتركني ماتزرع فيني كل هالحب وتهجرني مااااا اروووح ما تطلقني لااااااا ما تعيشني مشاعر وتحرقققهاااااااا وتحرقني معها لااااااا لااااااااااا الله يآخذك يا راجح ويريحني منكككك اكككرررهههككككك اكرررههههككككككك...
حضنها بزعل على حالهم بدموعها وعتبها تلاشت عصبيته وعرف حجم اللي سواها فيها وكيف قهرها بعد الحب والأمان اصبح يتمنى ويمهد للوصل وامسى يحررها وهو كاره من غيرته عليها...
*******

وأن ارتماء شوق الحنين في صدري العاري؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن