الفصل الثاني عشر...

1.1K 38 7
                                    

المزرعة...
عادل: وين يا رجال؟
ابو سهم: كثر الله خيرك يا ولدي يا عادل لكن عندنا اشغال ننجزها قبل الليل..
ابو عبدالعزيز: الله يجعله مكان عامر بأهله والأفراح واذا الله عطانا عمر المره الجايه عندي بالبيت كلكم معزومين..
ابو بندر: الله يكثر خيرك وخير من تكلف اليوم ويجزاكم خير يا عيال ايه أبيكم كذا ما ترتخي يدكم عن بعض.
ابو سليمان: الله يسلمكم ويعافيكم واللهم امين الله الله اسمعوا كلام عمكم صلاح زين ترا الحين صعب تلقى لك صديق تجودوا بعضكم (تمسكوا) إذا طاح واحد كلكم ترفعونه..
عبدالعزيز: الله يخليكم لنا ويطول بأعماركم هذا اللي ربيتونا عليه..
عز: عم فالح اترك عناد عندنا لمن هذا نرجعه..
عناد كان يشرب ماء: هييييه وش نرجعه شنطه؟
عز يضحك على شكله: ههههههههه لا اقصد ترجع..
فهد: نقال علوم و ما يعرف يهرج..
ارتفع ضحك العيال والتفت عز على عمه: عاجبك يا عم الحين؟
ابو العنود: لا ما يعجبني الأخو ما يضحك على اخوه والصديق ما يخلي الناس تضحك عليه صح عز يسولف كثير بس أنا احب سوالفه عشان يضحكني كثير وما اصير طفشان أنا قلت نقال علوم بس أنا نسيت وش معناها عشان أنا عقلي تغير صار صغير أنسى كثير بس بـ...ـس عبدالله علمني وش معناها عشان كذا لا عز ماهو نقال علوم..
ابتسم عز: والله يا عم انك اعقل منا كلنا..
ابو سليمان: اشهد بالله عقلك ينوزن بالذهب حتى وهو غايب..
رفع جواله عبدالله على صوت رساله رجف قلبه منها وقال: عن اذنكم أنا لازم اروح المستشفى عندي حاله لازم أشوفها..
فهد: انتظر شوي نروح..
عز: ليه ما نطلع جميع دام بنروح بطريق واحد نزلكم ونتعدا..
عبدالله: لا مستعجل، ناظر لفهد اللي كان ياكل اخر قطعة حلا بصحنه، تعال معي إذا تبغى الحين ولا الحق بعدين.
فهد: لا خذني معك.
مد يده لعادل: تكفى والله ثقلت اليوم اسحبني..
ناظره عادل له بعدم رضا سحبه وقف وغير مسار نظره لرجال وقال: يا رجال خلونا نزين فنجان قهوه على الجمر..
ابو بندر: ابد يا ولدي ما قصرتوا مره ثانيه، رفع يده بصوت جهوري، نشوفكم على خير يالربع فمان الله..
ابو سليمان: فمان الكريم..
عادل: عمي العنود تحتريك بالمجلس الداخلي..
راح أبو العنود وكانت عيون عادل تراقبه لين غايب عنها والتفت للعيال..
عادل: وش عندكم؟
مثقال: بروح السوق بكره عندي سفر وما جهزت لي شي وبآخذ العيال معي وبمر سهم على طريقي وبندر بينزل اهله ويلحق تعال..
عادل يمسح على قلبه: لا ما يمدي عندي شغل..
عز: اجل مشينا..
عادل: بتروحون بسيارتين؟
مثقال: لا ليه؟
عادل: عز يأخذ عمي وابوي وعناد وانت خذ أمك وخواتك وعمتك على الجمس عندنا شغل يمكن نتأخر..
ابو سليمان: انت وعيال عمانك ماهي عاجبتني وجيهكم..
عادل مسح وجهه بيدينه الثنتين: اللي خفنا منه صار يا سعود لكن بعدين اقولك الحين لازم نحرك العنود بتقول لعمي انها بتتأخر..
أبو سليمان: بس سيارتها ماهي فيه واخوانها محد فيهم قريب لا سهم ولا فهد كيف بتروح معك؟
عادل: يبه الله يرضى عليك العنود الحين خطيبتي وطول عمري حاطها بعيوني ما يصير لها شي ان كنت خايف عليها من الناس الحين مالهم حجه واحسن شي ما تسوق اليوم ولازم نروح لشغل ضروري...
ابو سليمان ناظر للعيال: يا عيال جهزوا السيارات وكلموا الحريم يجون معكم..
عز فهم على ابوه: ابشر..
طلع عز ومثقال ناظر ابو سليمان لعادل: وش العلم؟
عادل: العلم يابو سليمان العنود شافت أمها بالمستشفى..
تعدل بجلسته وشد على يده: كيف؟
سرد له عادل الموقف بتفاصيله وكمل: والله يبه ادري ما تحل لي لكن من صرختها هقيت قلبها يشق حلقها ويطلع مع صرختها والله شي بصدري يحرق كيف بليس كان يناظرها بشفقه والله مدري كيف للحين متماسكه ما انهارت أنا يبه خايف على العنود لا يوقف قلبها قهر سكوتها وكتمانها ما يطمن..
ابو سليمان بحزن: يا عزي من عزتتس يا بنيتي يا ويح قلبي عليتس...
عادل بضيق: والله يبه حسيت نظرته وسمت قلبها قهر تمنيت لو اقدر افقع عيونه ولا امحي من ذاكرتها نظرته..
ابو سليمان: وش صار بعدها؟
عادل: بعد ما صحت اخذتها وجينا ما قدرت تنتظر فهد خافت يجون لو ما منعهم عبدالعزيز كان دخلوا..
ابو سليمان: يهبون ما يقربونها زين ما سويت وانا أبوك ومن رايي تستعجلون بالملكه قبل تحط فاطمه يدها عليها..
عادل: ما اقول لا أنا قلبي على يدي لا يطلع ولد خالها مره ثاني ودي اضمنها قلبي أحسه على كف عفريت يا سعود..
ابو سليمان شد على يده: لا تشيلهم وانا أبوك اليوم بكلمها بس ترجع دامها بدتها امس نكملها..
عادل: طيب يبه والهنوف؟
ابو سليمان: وش فيها؟
عادل: يبه كلنا ندري ان الهنوف ومنيف من يومهم صغار يبون بعض..
ابو سليمان مسح على لحيته: ايييييييه قلته اسمع يا عادل يا ولدي منيف كفو ورجال شقردي ولا يعيبه عماه ولا يعيقه عن شي لكن منيف ماله اصل جت أمه وهو بالمهد ما نعرف إلا ان اسمه منيف منصور وش يتبع منصور الله اعلم وحنا ما كثرنا عليها السؤال هاك الوقت رحمناها وسكناها بالديره وتربى على عينا وانا اشوف ان سهم احق بالهنوف من منيف الهنوف تستاهل الزين..
عادل: بس يبه الهنوف يمكن مالها خاطر فيه وغير كذا اسمح لي يبه سهم ولد سالم وانت تدري سالم وش سواته بأم سهم حنا صح نعرف سهم لكن وش يضمن لنا الولد ما يطلع لأبوه؟
أبو سليمان: ان امه منيرة هذا الضمان واللي مثل سهم مستحيل يذوق احد اللي ذاقه سهم قلبه ابيض ونظيف والصدق فرحة بخطبته...
عادل: والهنوف؟
ابو سليمان: أنا بكلمها اترك الموضوع علي..
..................
المجلس..
ابو العنود: العنود وينك؟
العنود بصوت خافت: أنا هنا يبه..
تقدم وعنيه تراقب ملامحها وعيونها قال: وش فيتس؟
العنود جلست تحارب ضيقها نزلت طرحتها: مشط شعري يا عبدالله وغني لبنتك..
ابو العنود فهم انها متضايقه بكل مره تزعل تروح له يمشط شعرها: وش مضيق خاطرتس؟
العنود بعجز وخوف على ابوها: ودي ابوح ما بخاطري لكن يا عبدالله الحيل مهدود والقلب مكتوم مشط شعري يمكن همي يروح مع الهوى لا لعب فيه..
أبو العنود: بردانه اجفي الباب؟
العنود مسكت يده: لا يبه خليك احس نفسي مكتومه...
ابتدأ ابو العنود يمشط شعرها بهدوء نطق بنبرة غريبه عليها: تنامين عندي اليوم؟
العنود ناظرت لابوها حست فيه شي: وش مكدر خاطر ابو العنود؟
كان مركز على عيونها: انتي شفتي فاطمه صح؟
سكتت ثواني خافت ترد وتجرحه او تكذب ويكشفها اخذت نفس وقالت: ولا لك لوى من قال؟
ابو العنود: صح أنا عقلي خفيف وفيه ناس يقولن عقلي صغير..
العنود بمقاطعه: انت اعقل من العاقلين وأركز من الراكدين..
ابو العنود: لا لااا لا تقولين هذا الكلام عشان ما ازعل وأنا اليوم الصباح شفت بعيونتس..
العنود: وش شفت؟
ابو العنود يتأمل ملامح بنته: أنا ماني مثل باقي الرجال أنا أنسى كثير، ابتسم للعنود، أنا كثير مرات نسيت اني اكل ومره رحت مع عبدالله السينما ونسيت وين جالسين بس هو لقاني وبعد و....وبـ...ـعد نسيت مكان السياره امس وكل اسبوع أنسى مكان المزرعه هذا عشان ربي يحبني خلاني غير عنكم وبعد نسيت..
استمر يعدد الأشياء اللي ينساها والعنود كانت عيونها عليه بداخلها خوف ينذكر اسمها من ضمنها وتكون سقطت سهو من عقله بيوم من الايام وهي اللي نست انها بنته ونست نفسها عشانه..
العنود بتردد وخوف: وانا؟
ابتسم ابو العنود وحضن وجه بنته وأمه بكفوفه: انتي أنا وام عبدالله وبنته وصديقته انتي حياتي عشان كذا انتي الشي الوحيد اللي ما اقدر أنساها لأني إذا نسيتس أنسى نفسي حتى عمي سعود كثير مرات أنساها بس انتي، حط يده على قلبه، هنا ما اقدر انساتس، ناظر عيونها الدامعه من كلامه وبدون مقدمات قال لها بثقه، العنود تزوجي عادل عشان أنا ارتاح أنا ما عاد اقدر احميتس عادل بيقدر..
العنود ارمشت بعيونها ونزلت دمعتها على كفه: تتوهني بكثير أحيان يا عبدالله بين العقل والاختلاف احتار مرات من ثبات منطقك..
ابتسم ابو العنود وكمل يمشط شعرها بعد مرور وقت كمل كلامه..
ابو العنود: اليوم الصبح كنتي تبكين بالسياره، لف رأسها له وناظر عيونها، اليوم ما شفت بعيونتس الشوق لفاطمه كنت كل يوم اشوفه بس راح...
حست بغصه بلعتها مثل سكين مسموم تجرح صدرها ما قدرت تتكلم تسمع ابوها وكلامه تحس حيلها انهد بشوفتها وانسلب باقيه من كلام فارس وشكهم بأخوها البعيد ورفض عقلها يسترجع ملامحه..
ابو العنود: انتي زعلانه منها صح؟
العنود بهروب: يبه أنا اليوم بروح عندي شغل كثير إذا رجعت نكمل كلامنا..
ابتسم لها وطلعوا بعدها على صوت رغد تبكي...
.............
طلعت تركض ماسكه نقابه بأسنانها وتلف طرحتها وعبايتها مفتوحه يطيرها الهوى ما كانت تسمع صراخ ابوها او عادل..
رغد تتكلم من بين أسنانها: والله اروح معاكم..
فتحت الباب ودفت اللي جالس وجلست جنبه ورا السواق..
تنهدت بفرح: صدتكم كذبتوا علي المره اللي راحت الحين ما أصدقكم..
كان عز ومثقال من الصدمه ماهم قادرين يتكلمون استغربت بس ما دققت..
رغد لفت طرحتها: بالله مثقال لف المرايه علي بزين نقابي...
عز بصراخ: هههيييييييييييه...
رغد منطنشه بعد ما عدلت نقابها: والله لو رحتوا قسم بالله اسحب عليكم ولا اكمل فريقكم والعب كوره..
مثقال بعد عنا من الصدمه قدر يتكلم: هههيييييييييه يا خبله معنا رجال..
رغد بضحك: هههههههههه على مين تلعب صارت قديمه يا حبيبي مافي غير انت وعز وصليعان..
سكتت وجتها لحظة ادراك التفت وشافت عناد صاد عنها بسبب عز متمسك براسه عشان ما يشوفها وأخوانها من الاحراج ضاع الكلام منهم..
فتح عادل الباب سحبها ما قدرت إلا انها تبكي وتركض عند الحريم..
عادل بإحراج: السموحه منك يا عناد بسبت أنهم بس يغدرون فيها تحسبهم يكذبون..
عناد منحرج اكثر منهم: لا عادي حصل خير..
بعدها افترقت السيارات...
____________
المستشفى...
دخل عندها بهدوء نظرته لها المره هذي غير يشوف كسرتها وضياعها بوضوح رحمها ورحم شيبه...
أبو زياد بهمس: يا عزي عنك يا بعد عيني...
سحب الكرسي وجلس جنبها فتح المصحف يقرأ يحاول يطمنها بالقران ويطمن نفسه...
بعد وقت صحت غصون وكان نظرها ثابت على نقطه صغيره بالسقف كان القران طبطبه لجروحها وكسرتها...
حس فيها تصحى لكن ما يدري ليه يحس بخجل منها ما كان قادر يرفع عينه لها وتهشم باقي ظلوعه من تنهيدات الضعف بصدرها وتزيد شيبه شيب...
استمر يقرأ وقف قراءة لما سمع همسها...
غصون بهمس: (أولـٰــك عليهم صلوٰت من ربهم ورحمة وأولـٰـك هم المهتدون) الآية الأولى قريتها اكثر من تسع مرات...
أبو زياد نزل المصحف ومسك يدها: انا معك وانا عمك والله ما اتركك...
فهمت انه عرف ونزلت دموعها بضعف وقال: والله العظيم مالي ذنب والله العظيم مظلومه...
ما عرف كيف يواسيها وهو يحس نفسه خايف يبغى من يطمنه يحس بعجز مسيطر عليه شد على يدها حاول يقول شي بس ما لقى بداخله كلام يواسيها فيه ضاعت حروفه وحكمته مصيبته رجعته طفل ضايع ما قدر الا انه يكمل قراءه بصوت متحشرج...
__________
بيت أبو سهم...
متمدد على الكنبه راسه بحضنها تلعب بشعره وهو يترجاها تواقف يرسمها...
سهم: والله ما راح نطول يا منيرة بس نص ساعه...
ام سهم: يمي شوف رسماتك كلها عني شوفي شي ثاني احلى مني...
جلس وناظرها: وتهقين فيه اجمل واحلى من منيره؟
ابتسم ومسحت خده براحة يدها: فيه عروستك باذن الله اذا كانت من نصيبك الهنوف بتشوف اللي احلى مني...
سهم: والله يمه مافي احلى منك...
ام سهم: يوووووه نسيت القهوة على النار...
طلعت تهرب من شعور مر عليها بلحظة دخلت المطبخ وسألت نفسها...
ام سهم بخوف: معقول يترك يا منيره مثل ابوه اذا تزوج؟
مر الوقت تفكر وتتذكر اللي عاشت خانتها دمعه وما حست باللي كان داخل قبلها كيف نظرتها ودمعتها أحرقت بداخله شي من الرحمه على نفسه ومات قهر وهو حي لما سمع جملتها تمني لو يقدر يطمنها بس كيف وهو اول من تخلى عنها وجرحها كيف بيبني داخلها أمان من حطام...
ام سهم بأنكسار: حتى لو تركني اهم شي يكون مبسوط قبله جده وابوه تركوني...
طلع من المرسم بخطوات سريعه يدور عليها ارتفع صوت ينادي امه...
سهم: منيره منييييررره...
ام سهم بخوف: هلا يمي وش فيك؟
سهم: شفتي مزروقه ما لقيتها؟
ام سهم: لا بالعاده ما تطلع من المرسم...
سهم: كل مره نرجع من الديره لازم تضيع...
ام سهم: ما عليه بتحصلها يمكن عشان المرسم حقك بالديره مفتوح تعودت تطلع وترجع...
سهم بصوت عالي: مررررززوووققققه...
ام سهم بضحك: ههههههههههههههه يا حليلك يا سهم ما راح تطلع الا اذا شبعت من المكان اللي حصلته...
سهم: الا والله ياخوفي مثل المره اللي راحت دخلت بالوجار (مكان النار) وساعه عشان انظفها والله مالي حيل اليوم عادل حللنا صح بالشغل ولازم الحق العيال...
نغم ابتسمت بهدوء: انا روشتها...
التفت لها وشاف البسه بحضنها تقدم برود اخذها وطلع للمرسم بدون ما يقول شي رفعت عينها لأمه كانت تتمنى كلمة تجبر خاطرها ارهقتها سنين الوحده والصد...
لفت ام سهم بدون ردة فعل بتدخل المطبخ وضاعت عيونها بعيون أبو سهم اللي واقف يناظرها من نظرته فهمت انه سمعها شدت نفسها ومشت من عنده بكبرياء ودخلت المطبخ...
تأمل كبريائها اللي ما تغير على الشي اللي عاشته وسووه اهله عشان يكسرونه استمرت منيره قويه وشامخه رفع عينه لبنت وكأن حالهم يحكي حال سهم وامه قبل سنين دار الزمن وذوقه نفس الكاس...
__________
بيت الـ زيدان...
دخل المجلس وشافه جالس ينتظره والتحدي والكره بعيونه...
أبو الوليد: حياك الله يا أبو عبدالوهاب...
أبو عبدالوهاب وقف بهيبه: علي يمين لكن كسرته عشانها وبكفره بعدين...
أبو الوليد: كيف دليت بيتنا بعد كل هالسنين؟
أبو عبدالوهاب: شركم عكس شراع السفينه واجبرها تعود على ساحة معركه ضحيتها ولد مسفر...
أبو الوليد: ودامك رجعت ليه جيت بيتي ولا جاي تطلب امان؟
أبو عبدالوهاب: يا فواز الأمان انت ما عطيته اخوك كيف تعطيه الغريب...
أبو الوليد: بس انت منت بغريب...
أبو عبدالوهاب: اليوم اللي غدرتوا فيه بعبدالله صرت لكم غريب...
مرت دقايق صمت وهم واقفين مرت عليه لحظة ذكرى لذنوبهم القديمه...
أبو الوليد: لا تعمم التعميم لغة الجهل...
أبو عبدالوهاب بحده: انا ما جيت تعلمني كيف أتكلم انا جيت اقولك امسكوا عيالكم عن بنت عبدالله اللي جاهم منكم لليوم يكفي...
أبو الوليد: العنود بوجهي محد بيجيها...
أبو عبدالوهاب: وجه الردي ما له مكانه وانت رداك معروف من سنين...
أبو الوليد بغضب: عن الغلط انت بمجلسي...
أبو عبدالوهاب: لجل عين من كان بظهرنا انا بمجلسك لا تحسبني جيت من طيب خاطر ولا ادور محبه انا جيت أقول مالكم بنت عندنا وحرمتك تكتفي بعيالها اتركوا عبدالله بعيد لا تقربونه...
مشى متجاهل أبو الوليد لكن استوقفه كلامه قبل يطلع من الباب...
أبو الوليد بجمود: وليه ما وقفت وقفتك هذي قبل يصير اللي صار؟ ليه شهدت وانت تدري وش فاطمه ووش عبدالله لا تمثل البراءه والحق وانت اول من ظلم...
أبو عبدالوهاب: ان كان ما تقدر تشيل ذنوبك لحالك لا تبتلي فيها احد...
أبو الوليد: هذي ذنوبنا كلنا راح ضحيتها ثنين واحد بالسجن والثاني رجع طفل ينادي بنته امي لو جحدت ما راح تقدر تريح ضميرك...
أبو عبدالوهاب: انا ضميري مرتاح ما جاء فيه شي انتم خدعتوني وانا اللي طلبت ان العنود تمسك القضيه...
أبو الوليد بأسلوب ساخر: لا ما شاءالله عليك حكيم...
أبو عبدالوهاب: وش قصدك؟
أبو الوليد: انت سويتها عشان تقدر تلقى لك عذر وتطلع نفسك وتصير بعيونهم الكفو ماهو من طيب نيه يا سامي لكن ادعي ربك انها ما تقدر تطلعه لان مشاري اذا طلع تعرف وش بيصير...
أبو عبدالوهاب: ماهو وقت العتب والوم انا جيت اقولك امسكوا شياطينكم عنها ولا ناركم تحرقهم...
اكتفى بالصمت وانتظره يختفي من حدودهم وتمتم بـ: بدري يا سامي على الخوف ما رجعتك إلا عشانه بس اصبر علي...
___________
بيت أبو بندر....
مجتمعين بالصاله على القهوة تمر بينهم لحظات صمت وسوالف هادية...
وصايف تبوس ولد بندر: شكراً ياخوي على الحلو هذا حبيب عمه...
ابتسم بندر ورفع فنجانه بدون رد جت عينه بعين زوجته شاف العتب بعيونها بعدها صدت عنه...
خلود: الله يسعدك حبيبتي...
أبو بندر: صوتك ماهو عاجبني عسى ما قليل الخاتمه مزعلك؟
خلود: لا يا عم بس نومي متقطع وصاير قليل...
أبو بندر: لا تخافين تكلمي علمي عليه...
ام بندر: يا حرام عليك وليدي مافي مثله مسوي فيه يا دهينه لا تنكتين...
أبو بندر بحده: انا أتكلم معها لحد يقاطعني...
شد على اسنانه بندر وناظر لخلود: عاجبك؟
تكلمت وعيونها فيه الدمعه: والله ما قلت شي...
أبو بندر بعصبيه: لااااا تتررففععععع صوتك عليها وانا اسمع...
بندر: ما قلت لها شي بسببها عصبت على امي وخرب جونا...
وصايف: خلود مالها دخل تصارخ عليها...
بندر: انا...
أبو بندر بمقاطعه: انت تنقلع ولا اشوفك...
ام بندر بزعل: وليه تطرده عشانها؟ يمكن هي اللي مزعلته...
وصايف: يمه خلود ما يطلع منها الغلط..
ام بندر قرصت فخذ وصايف: لا اسمع صوتك...
سحبت وصايف نفسها: لا والله بتكلم كلنا ندري وش مكدر خاطرها صح اخوي الكبير على عيني وعلى راسي لكن ترا هو الغلطان...
بندر وقف صرخ على وصايف: ققققففلليييي فمك...
أبو بندر وقف وسحب عقاله: من تسكت انت؟ ما ترفع صوتك عليهن وانا موجود...
خلود مسكت يد أبو بندر: عمي طلبتك هدي نفسك...
اخذت نفس ورفع عقاله وثبته على راسه: عشان بنت الاجواد ولا انت وجه ماله حيا...
سحب شماغه وطلع مقهور تماسكت قدامهم وعبرتها تخنقها قابلتها نظرت عتب من ام بندر وحست بيد وصايف تشد عليها...
خلود اخذت ولدها: عن اذنكم وقت نومه...
أبو بندر: اذنك معك يا بنتي...
دخلت خلود غرفتها واردف أبو بندر: وصايف روحي لها لا تتركينها لحالها...
ام بندر بزعل: ليتك تخاف على ولدك مثل خوفك عليها...
أبو بندر: خلاص...
دخلت وصايف وشافت خلو حاضنه ولدها تبكي حضنتها وصايف...
وصايف: ليه يا قلبي تبكي يعني بالله بندر ما تعرفينه يا كثر ما تتزاعلون بالاخير يرجع يراضيك بندري يحبك...
خلود بصوت باكي: ادري انه يحبني لكن ما يحب ولده...
وصايف: كيف تقولين كذا من ما يحب ضناه؟
خلود: وصايف ما يحتاج ترقعين لأخوك بندر من يوم ما قال الدكتور انه بيكون مختلف عن باقي الأطفال تغير حتى ولادتي ما جاء لها لو ما عمي عصب عليه يمكن ما جاء ياخذني من عند اهلي بعد الأربعين وبس يتحجج بأي شي عشان ينام برا بندر تغير علي ماهو الشخص اللي حبيته...
وصايف: ما عليه فتره وتعدي بس هو...
خلود: لا تحاولين تطلعين عذر مافي عذر يشفع لأب يخجل من ولده مافيه...
ما كانت عارفه وصايف الرد المناسب كلام خلود صحيح من ولادة ولدها وبندر يتهرب والكل ملاحظ...
________
المستشفى...
دخلوا المستشفى وكل واحد قلبه اخذه لطريقة..
كان عبدالله يمشي بلهفه يبغى يتطمن على حصه ما قدر ينتظر بعد رسالتها له..
وفهد مر حمام الرجال (يكرم القارئ) يتأكد ان شكله مرتب بعدها راح للمرضه اللي خطفت قلبه..
دخل مكتبه وابتسم قلبه لما شافها عكس خارجه: السلام عليكم..
عبير: هلا دكتور وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته...
فهد يناظر جواله: كم حاله عندنا اليوم؟
الدكتوره: قبل الحالات جبت لك شي بس هاه لا تقول دايت اليوم جبت لك الحلا اللي تحبه..
فهد كان ثقيل ما وضح لها مشاعره محتفظ فيها وكان هذا الشي يحيرها..
فهد بجمود: يعطيك العافيه لكن أنا ما اقدر آكله تو راجعين من جمعة الأهل واكلين حلا..
عبير تمثل الزعل بدلع: بس كنت جايبته لك تردني؟..
رفع عينه لصحن وقال: يعطيك العافيه وصل تقدرين تروحين..
عبير: والحلا بتاكله؟
يناظر الورق: مو جبتيه؟ خلاص...
ابتسمت بحرج طلعت وزفر انفاسه بتوتر أستغرب أسلوبه وسأل نفسه هل أنا معجب او عشقان؟ تذكر كل المواقف اللي جمعتهم ابتسم لاشعورياً.. فهد لنفسه: إلا الظاهر انك عشقان..
..............
عند عبدالله..
دخل غرفتها بلهفه بدون إذن شافها تجمع باقي شيائها تأمل التعب بعيونها...
عبدالله بعتب: تبعدين عن قلبي وهو ما يزين يومه الا فيتس؟
حصه: عبدالله طريقنا مسدود ليه نعذب بعض قلبي ضعيف ما يتحمل...
قرب عبدالله مسافة بسيطه: ليه ما نحاول؟
حصه بضعف: عبدالله الله يخليك افهمني طريقنا نهايته واضحه...
عبدالله برجاء: طيب خلينا نحاول...
جلست على طرف السرير بتعب: عبدالله ابوي تعب معي كثير وسهر وسافر واغترب ابوي من تعبت ما ينام نومه طويله كل نص ساعه احس فيه يدخل غرفتي يتطمن علي ما اقدر اكسره واكسر كلمته...
عبدالله بحنيه: من قال ابغاتس تكسرينه او تكسرين كلمته انا ابغاتس ترمين حمولتس علي وتنسين انا يا حصه ما شفتتس طيف عابر او خيال مر على قلبي وانساه انا شفتتس ام لعيالي...
حصه بدموع: لا تشبعني كلام حلو ووهمي انت تدري مستحيل يصير هذا أنا ما اقدر قلبي ما يتحمل كل هالحب والمشاعر كيف تبغى اجيب لك عيال...
عبدالله: انتي عيالي وبناتي انتي بيتي بس لا تخليني لا تهجرين قلبي بعد الدفىء وتحولينه حطام...
حصه: عبدالله تكفى لا تخليني بين نارين...
ما قدر يرد بعد رجائها التزم الصمت يراقبها تجمع باقي اشيائها ومشاعرهم وذكرياتهم وايامهم اللطيفه بشنطتها الصغيره كأنها تخبيها عن هبوب البرد لا يطفي دفاها ويبعثر بقايا حبهم الطاهر...
عبدالله بتردد: مصره؟
حصه بقل حيله تسحب آخر كيس شكولاته رسم عليه عبدالله ذكرى لهم تخبيه بشنطتها: مستحيل اكسر كلمة ابوي لو على حساب نفسي...
طلع من الغرفه بخيبه هدت روحه دخل غرفة فهد وطلب يطلع معه أي مكان بس يبعده ما شوفها تقفي عنه وتهجر اول ليالي حبهم...
_______
السجن..
واقف عند الباب ينتظر ينزلون الكلبش عن يدينه عشان يقدر يدخل يشوف من ذكره بعد هالسنين وجاء يزوره..
بعد وقت سمع اسمه وحرروا يدينه دخل وشاف رجال وحرمه جنبه واضح عليها القوه والثبات..
مشاري: السلام عليكم...
فارس وقف: و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته...
لفت انتباه مشاري الشموخ بعيونها رفعت جوالها بهدوء وراحت بأخر الغرفه تتكلم بهمس...
فارس: انا المحامي فارس بن صلاح انا والاستاذه العنود وكلونا بالقضيه...
مشاري على وجهه طيف ابتسامه ساخره من حركة العنود: محد عطاني خبر بعدين قضيتي منتهيه من سنين والوحيد اللي وثق برائتي وكان ممكن يطلعني منها اختفى ولا عاد له اثر، تنهد،مدري جحد ولا صد او تناسي..
العنود بجمود: لا النسيان والجحد او حتى الصد من طبع ولد مسفر، التفت لها استغرب ثقتها كملت، عبدالله ما يجحد احد عبدالله غاب غصب ماهو بكيفه..
كان مشاري يتأملها بتشبيه نظراته لها استفزت فارس والعنود...
فارس بحده اشر على الكرسي: تقدر تتفضل ونكمل حديثنا...
مشاري: من انتي؟
العنود بشموخ: معك المحامية العنود، بثقه وفخر رفعت رأسها، بنت عبدالله الـ مسفر...
ما قدر يتماسك مشاري وجلس بصدمه على الكرسي قال: انتي العنود؟
فارس: حنا وكلونا بقضيتك بطلب من المحقق عماد...
التفت لفارس: طلب من مين؟
فارس: المحقق عماد والمحقق أبو عبدالوهاب...
بانت معالم الغبنه على وجهه وقف وقال:
اشبع من الشمس يامن حطنا الله لك عقوبه...
وارقب الذله لا جاك البرد وان طقت عظامك...
ضاع منك الوفاء يوم طحنا بالنار الشبوبه...
ويوم قفوا يا الضعيف جيتنا تدور سلامك...
لا تساومنا وعذرك يوم الملاقى دوب دوبه...
ما تعدى خطوتينك كيف ودك يخفف عذابك؟
كمل: هذي الابيات وصلوها لهم قولوا لهم مشاري يقول يا وسيعين الوجه مالكم منه...
طلع وتركهم مصدومين بعد تفكير تقدمت العنود لفارس وقالت: اذا ما الله خيبني عرفت وين القى اللي ابيه...
فارس: ما فهمت...
العنود تجمع ملفاتها: بعدين انا لازم اروح الحين، وقفت عند الباب، فارس مر على غصون وطمني على وضعها...
فارس: ابشري...
..............
كانت تنتظر بسيارة العنود فضلت تكون خارج إطار المقابله بعد صراخ أمها وملامح مروج قبل تطلع تحس بشي كاتم على صدرها...
أمواج: متى ترجع يبه وارتاح تعبت من التفكير...
انتبهت للعنود وهي طالعه عدلت نفسها...
العنود ركبت السيارة وكانت ساكته تناظر لساعة السيارة حست بيد أمواج على كتفها...
أمواج: وش صار؟
العنود: تصدقين لو أقولك ما صار شي غير بيتين قالها وطلع...
أمواج: يمكن فيها راسله؟
زفرت أنفاسها: فيها رساله بس لازم اعرف وش يقصد قبل تصل لأصحابها...
أمواج: مين أصحابها ووش الأبيات؟
العنود: قال الأبيات بعدها ذكر أسم أبو عبدالوهاب وعماد هم المقصودين بالأبيات...
أمواج: طيب وش الأبيات؟
سردت العنود الأبيات وكررتها اكثر من مره تحاول تفهم مضمونها...
أمواج: العنود تتوقعين لهم دخل بسجنه؟
العنود: والله مدري راسي أحسه بيتفجر ماني قادره افكر اكثر بنروح لمكتب عادل لازم أكون معهم...
ابتسم أمواج: عشان خليل؟
العنود بصد قبل تتحرك بسيارتها: عشان نفسي...
_________
عند العيال...
كان عناد يتهرب من مثقال وعز مثل ما كانوا يتهربون منه بسبب الموقف المحرج...
مل عز من الهروب وقال: يا رجال خلاص موقف صار وانتهى وشفينا مستحين من بعض؟
عناد: هاه لا عادي اصلاً ما صار شي...
مثقال: أي بوابه يا عيال؟
سهم: شوف اقرب بوابه وقف عندها عشان ما ندخل زحمة المواقف...
مثقال: وش فيك؟ من يوم ما جيت وانت متغير...
عز: أي والله صادق ترا مشيت من عندنا بحاول وجيت بحال ثاني...
عناد: تعبان؟
سهم يناظر يدينه: ماني قادر اتقبلها وجودها يضايقني...
مثقال: سهم ترا هذي اختك...
عز يناظر له: متضايق منها ولا من وجودها؟
سهم: كلهم...
عناد: اشوف تتقبلها وتتعامل معها بشكل يناسبك عشان نفسك...
سهم بضيق: يااااااا عيال أنا ماني قادر أتقبلها من يوم جت بعيون امي كسرة خاطر ووجع محد يفهمه ويعرفه إلا أنا ودي تقول وتتكلم بس منيرة كتوم..
مثقال وقف السيارة وناظر فيه: وسهم وش يقول؟
سهم ناظر لهم ابتسم: تصدقون لو اقول اول مره احس ماني قادر ارتب أحساسي ماني قادر اكرها بس عجزت أتقبلها مرات يجي بخاطري أقسى عليها ويردني شي ما اقدر اكذب عليكم واقول تربية منيره فيه شي ثاني اليوم، ناظر سيارة تميم اللي وقفت قدامهم، روشت مرزوقه تضايقت منها بس ما قدرت أعاتبها..
مثقال ابتسم: هذا احسس الأخوه..
سهم:انتم اخواني ما حسيت معكم مثلها..
عناد: سهم نغم اختك لا تضغط على نفسك وتتعامل بغير طبعك ترا مثل ما انت ضعت باللي صار هي بعد ولا تنسى يوم مرضت أمها كل واحد يقول ما نبغى تجي عندنا ادري وش شعورك واللي عشته وخوفك على خالتي منيره لكن صدقني اختك تحتاج ظهر لا تكسرها وانت ظهرها..
عز: كلام عناد صح..
سهم تنهد: يصير خير يلا نزلنا لا نطول على تميم وريان...
تميم بمزح: هلا والله وينكم ما شفناكم من زمان؟
عناد يجاريه: ابد قلنا نرتاح من وجهك شي...
مثقال: ما رحت تجيب عمك؟
ريان: سبقنا خالي وعزمه قلنا نحول عليكم...
عز: احسن شي سويتوه يلا...
دخلوا العيال للمول وصاروا يطقطقون على بعض يحاولون يطلعون سهم من شعوره الضيق..
عز: تعالوا عيال هنا أوريكم شي...
دخلوا بركن احد محلات ملابس ما كان احد قريب والمحل شبه فاضي..
عناد رفع يده بشنطه رجاليه ناظر محد قريب يشوفه وصدم العيال بحركاته..
عناد يمثل الدلع: يااااااي لبسكم مو حلو يييععععععع، رفع الشنطه على كتفه وكمل بدلع، يا ربببببييييي أنا اليوم كنت بمر اخذ كوفي بس ما قدرت عشان أنا مرررررره مررررره تعبت..
كان ريان معه تيشيرت يبغى يأخذ رأيه مثقال وشافهم بالشاشه الخاصه بكاميرات المراقبة للمحل أنصدم من حركاتهم وكيف الناس تضحك عليهم تلثم ونزل اللي معه وطلع...
عز شاف سهم بدأ يتغير جوه شوي قرر يشارك عناد اخذ تيشيرت رجالي لونه يميل للوردي ولبسه فوق الثوب..
عز بنفس أسلوب عناد: هااااااااي شبااااب ايش رايكم بكشختي؟ انا اليوم قررت أقولكم عن الكشخه ترا هذا براند وش تحسبون؟...
جلس تميم بضحك وسهم ومثقال ما كان حالهم بعيد عنه ميتين ضحك عليهم وزاد ضحكهم وهم يناظرون وراهم..
التفتوا العيال صرخ عز وتمسك بالموظف: ابوووووووووو سسعووووددددد أنا في وجهك والله نمزح ان هذا ماهو أنا وان علومي غانمه..
الموظف كان ميت ضحك على اشكالهم لدرجة ما كان قادر يتكلم يأشر بيده بمعنا عادي..
عناد: والله ما حنا كذا بس، سحب سهم اللي كان يضحك بدموع، بنضحك الرجال هذا ضايق صدره وقلنا نوسعه..
كان تميم وجهه احمر وعيونه تدمع: عمممييييي لو يشوفكم هههههههههههههههههههه...
مثقال: ليتني صورتكم لأبوي...
الموظف ياخذ نفس بعد الضحك: اااااه الله يسعدكم مو بس ضحكتوه انتم ضحكتوا المحل كله..
عز سحب التيشيرت: اسألك بالله صادق؟
الموظف يضحك ويأشر على الكميرات اللي كانت فوقهم ما انتبهوا لها..
عناد نزل الشنطه وسحب شماغ مثقال تلثم فيها وعز بسرعه رما التيشيرت وتلثم وطلعوا ركض لسيارة وسهم ومثقال وتميم يضحكون على حالهم...
مثقال بضحك: السموحه منكم امسحوها بوجيهنا..
الموظف: ابدا ولا يهمك ولا كأنه صار شي الله يسعدكم..
طلعوا العيال وكانوا عز وعناد عند السيارة ومعهم ريان كان يتشمت فيهم..
سهم: هههههههههههههههههه ماهو من جدكم وش سويتوا؟
عز: تكفى اسكت احس بكتمه من الفشيلة..
عناد جلس بالأرض: ااااااااه يا راسي كيف ما انتبهت لها؟
عز يأشر على ريان: وهذا ما علمنا هرب...
ريان يضحك: هههههههههههههههههه والله ما قدرت شكلكم يفشل...
مثقال: الله يسعدكم ضحكتوا المول كله ماهو بس سهم..
تعدوا من عندهم مجموعة شباب على وجيهم طيف ابتسامه شافهم عناد..
عناد: والله ادري بخاطركم اضحكوا طلعوها..
بعد كلامه ضحكوا مع ضحك مثقال وسهم وتميم..
احد الشباب: الله يسعدكم حبيبي والله...
عز: تووووبه اروح معكم مكان رجعوني عند امي..
سهم: يلا كل واحد يروح لأمه أنا بعد ابغى اروح لميمتي...
بهتت ملامح عناد وجاملهم بأبتسامه مزيفه يفقد امه كثير لكن ما كان يبين لحد وبعد موجة ضحك طويله وطقطقه اخذوا كم غرض ورجعوا لبيوتهم..
_______
بيت أبو سليمان...
كانت الجلسة بالمجلس الخارجي النوافذ الزجاجيه مفتوحه تسمح لريحة المطر والبرد يدخل عليهم وتمتزج بريحة النار والقهوة وتدفى بجمعتهم الدافيه...
دخلت تركض مشاعل بيدها مبخره صغيره وعود: ييوووووه يا البرد من فاتح الشبابيك؟
أبو العنود: انا عشان نسمع الأذان...
ريما: عادي عمي نقفلها وانا اعلمك اذا اذن؟
أبو العنود باهتمام: ليه بردانه؟
ريما: لا عشان العنود بطنها ما يعورها...
قام أبو العنود بسرعه وقفل الشبابيك وزاد النار حطب واخذ فروته وفرشها بين مكانه ومكان أبو سليمان كانت ريما تراقبه وهي مبتسمه...
أبو العنود: اذا جت العنود تجلس هنا عشان ما يعورها البرد...
دخل أبو سليمان ومن بعده ام فهد وام سليمان اللي تعودن يجلسن جنب بعض وأبو سليمان جلس بمكانه...
أبو سليمان يناظر الفروة: لمن هذي يا عبدالله؟
أبو العنود: العنود عشان ما يعورها بطنها من البرد...
دخل عادل بصوت جهوري: السلام عليكم...
الكل: وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته...
ام سليمان: هلا يمي تعال...
قطع كلامها نظرة ابو سليمان: خلاص يا رجوى عيالتس رجال لا تقعدين تدلعين فيهم...
ام سليمان: والله يا سعود ما حاسبتك يوم تداري بناتك...
أبو سليمان: فيه فرق بين البنت والولد وانتي تعرفين انا أقول خليهم يطلعون رجال ماهو يجوني مايعين من كثر الدلع...
ابتسم عادل وسلم على راسها: ما عليه يمه ابوي معه حق، جلس جنب ريما وناظر، وينها الهنوف ورغد والعنود...
ريما تبتسم وتهمس له: همك خواتك ولا اريش العين حقتك؟
ابتسم عادل: والله كلهم...
ريما: بيجون الحين...
دخلت بعد كلامهم الهنوف والعنود لا إراديًا ارتفعت عيون عادل على العنود ورد السلام بعد خطبتهم شعوره كان غير يخفق قلبه كل مره يسمع صوتها او يشوفها قلبه يختبر مشاعر جديده تزيد حبه وتعلق فيها...
جلست جنب ابوها: كيفك يا عبدالله اليوم؟
أبو العنود: الحمدلله، كمل بحماس، شفتي وش سوينا اليوم؟...
العنود: وش سويتوا؟
أبو العنود: شفنا خوي مثقال البدوي...
أبو سليمان: كلنا بدوي يابو العنود الله يهديك...
أبو العنود عدل شماغه: لا اقصد يعيش لحاله بخيمه...
العنود: ايه وش صار؟
أبو العنود بحماس جلس قدامها وصار يشرح عن كلامه وسعادته فيه...
أبو العنود عقد حواجبه: يقول تعالوا عندي سيروا الخميس بس مثقال قاله انا بسافر...
العنود: ما عليه يابو العنود اذا رجع مثقال نخليه يوديك...
أبو العنود لأبو سليمان: عادي عمي؟
ضحك أبو سليمان: ايه عادي وانا اخوك...
دخلوا فهد وعبدالله اللي سلم وطلع كانت عيونه حمرا وجهه تعبان واضح فيه الهم ومن بعدهم دخلوا عز ومثقال...
عز ينزل الاكياس: وش فيه عبدالله؟
فهد: مصدع بينام...
مثقال بشك: طول عمره يصدع ما شفت وجهه كذا قبل؟
فهد: بعدين بعدين...
عز يناظر يدور رغد: وينها اللي ما تستحي؟
ضحكت الهنوف: مسكينه للحين بطور الصدمه...
فهد يأخذ تمره: ليه وش فيها؟
عز جلس جنبه بحماس: والله يا فاتك اليوم اكشن تخيل...
أبو سليمان بحده: خلاص يا ولد لا اسمع احد يتكلم موقف صار وانتهينا...
مسك فهد يد امه بعد ما اخذ منها الفنجان ورفعها يشمها: يا زين ريحة الحنا فيها عسى رجيلاتس ( رجولك) ما تعورتس؟
ام فهد بخجل فطري لما لمس رجولها: لا يا وليدي...
عز يقرب لها: يا عمري المستحييييييننننن...
ام فهد بخجل رفعت طرف عباتها تغطي نفسها اكثر ضحك فهد وحضن امه...
عز: تدرين يا عمه وش يقولون؟
ام فهد: وش يقولون؟
عز يمثل الخوف: يقولون والله يكفينا شر ما يقولون فيه واحد هنا وجهه وجه قرد وجسمه جسم ادمي...
مثقال رفع فنجانه: واسمه عز...
مشاعل بضحك: هههههههههههههه والله عرفت كيف توصف نفسك...
عز: أقول اسكت انت وياها...
ام فهد مصدقته: كمل يمي وش فيه؟
عز مسك يدها ومسح على الحنا: يقولون يلقط (يأخذ) الحريم اللي بيدياتهن، شم يدها وباسها، حنا وريحته زينه مثل حناتس وياكلهن...
ام فهد بخوف: ياويل قلبي تقوله صادز؟
ام سليمان بضحك: هههههههههههههههههه الله يهديتس يام فهد ما عرفتي سوالفه هذا أبو العلوم...
فهد: ههههههههههههه ما كذب عمي يوم قال نقال علوم...
ريما: ايييييييييييه والله انك نقال علوم...
مشاعل: ههههههههههههه والله يا عم انك جبتها...
قبل يرد دخلت رغد وشافت ابوها يضحك ارتفع صوتها تغني بشكل جميل:
برقٍ تلالا قلت عز الجلاله...
واثره وجه صويحبي واحسبه برق...
رفعت شالها الشتوي على راسها ترقص على تصفيق اخوانها اللي تفاعلوا معها بسرعه كملت وشاركها عز وفهد الرقص كانت رغد بينهم وهم يرقصون سامري معها:
قالو كما مقبل الوسم قلت لالا...
بين البروق ومبسم صويحبي فرق...
وقفت تناظر بأبوها: يا جعلنننييييي قبلك يا الوجه الرضي...
أبو سليمان يضحك: بسم الله عليتس وصح الله لسانتس...
رغد وقفت عند عادل: بالله عدولي ازحف لي شوي بجلس جنب ابوي...
مثقال: انتي ما تعرفين تدلعين ثقولي والحين عدولي...
رغد: عاد والله هذا الموجود وش اسوي كلن جوده من ماجوده ...
أبو العنود: عنود تبغين قهوة؟
ابتسمت: لا يابو العنود القهوة صايره تغثني...
أبو سليمان باهتمام: عسى منتي موجسه شي وانا عمتس؟
العنود: شوي صداع خفيف ومعدتي...
عادل بخوف واضح ولهفه: نوديتس المستشفى؟
فهد: هيييه يا الاخو هذا سؤالي رجعه وارجع مكانك، ناظر للعنود، نوديتس للمستشفى؟
ابتسمت بنبرة خجل: لا ما علي...
رغد تتنهد: اااااااااااخخخخخخخخخ بس ااااااخخخخخخخخ فيك حنيه ورحمه ما شاءالله طيب شوف اخوك اللي بالغرفه تعبان ولا هو الخوف لناس وناس...
ابتسمت العنود وحست بتوتر اخذت فنجان ابوها وشربت بسرعه من خجلها بدون ما تحس...
ريما: يييييوووووه بس ذبحتينا يا رغد بالخجل شربنا ما يوجعنا دون ما نحس...
رغد بنفس الأسلوب: اايييييييييييه بس الله يرزقنا...
مسكها عادل بمزح من شعرها: تسكتين ولا كيف؟
مشاعل بنفس النبره: اسكتوا لا تحرقون دمه هو محروق خلقه...
ضحك أبو سليمان وقال لما حس بخجل العنود: خلاص يا بنات، التفت للعيال، وانتم روحوا شوفوا اخوكم وش موجس...
رغد رفعت كاستها شربتها بسرعه كانت حاره وصرخت: اووووحححححححححححح حاره..
مثقال بضحك: وش بلاتس قلبتي ضب؟
رغد: حاره...
فهد: محد قالتس اشفطيها مره وحده...
ريما: شفاحه تبغى تروح معكم...
مثقال: يلا كلنا نسوي هجوم عليه...
الكل اتفق معه وطلعوا العيال والبنات الا عادل والعنود اللي كان بالها مع قصيدة مشاري وردة فعله لما عرفت بنفسها...
______________
بيت عيال سعد..
صحت من النوم على حركته كانت بتقوم لكن كتفها يمنعها من الالم تذكرت عنادها له وضربه لها قبل تنام وهي تبكي..
يراقبها وهو يحط آخر رشه من عطره: استعجلي ورانا طياره..
اسيل بصد: جسمي مكسر من الضرب كيف تبغى اروح؟
فايز بنبرة تهديد: بتقومين ولا اكمل اللي بديته؟
استسلمت لان ما عاد باقي مكان بجسمها سليم وقفت تحاول تجمع شي من شتات نفسها وروحها حست بدوخه خفيفه تمسكت بطرف سرير وجلست..
فايز يمسح على شنبه: وش فيك؟
اسيل: احس بدوخه...
فايز غمز لها وقال: تحتاجين مساعده ترا جاهزين..
ناظرت له وفهمت قصده: عمى تبغاها من الله بس حريمه..
ضحك بصوته وقال بحده: لا تحسبين للحين مخليك زوجه على الورق عشان سواد عيونك ولا عشان خايف منك لا لسى نطبخ العشاء على نار هاديه كل شي بوقته حلو..
أسيل بتوتر: وش تقصد؟
فايز بغموض قرب منها ورفع طرف بجامتها اللي كانت كاشفه كثر من صدرها: بتعرفين قريب لا تستعجلين..
طلع لفرح وتركها مصدومه من حرصه تكون محتشمه قدامه ومرعوبه من نظرته وكلامه رفعت يدها تشوف اللصق اللي حطهم على مكان الجرح رفعت البجامة وشافت اثار الكريم..
اسيل بكره: الله ياخذه هو التناقض حقه استغل اني فقدت وعيي يلمس ويسترني وانا واعيه، ناظرت يدها، لك وجه تداوي بعد ما تجرح...
تنهدت بهدت حيل كملت كلامها بعبره: انا مستحيل انسى يبه كيف غدرت فيني أتمنى لو لي قلب ادعي عليك...
.........
قبل الزواج...
اسيل نازله من غرفتها معها الآيباد وكوب القهوه توقعت مافي احد بالصاله شافت ابوها كيف ضايق...
اسيل: افاااا افاااااا يابو اسوله تضايق وانا فيه جيت بتابع مسلسلي تابع معي؟
رفع راسه لها وشافت بعيونه نظرة رحمه وشفقه استنكرتها وين شموخ ابوها اللي محد يقدر يكسره...
اسيل بخوف: بابا فيك شي؟
بدون شعور حضنها يبكي ويردد: سامحيني وانا ابوك والله مجبور مجبور...
صارت تبكي من خوفها ولاهي فاهمه شي: أسامحك على ايش؟ وش صاير؟
كان يبكي بقهر وهو يردد سامحيني سامحيني وعرفت لما دخل فايز وأخذها غصب من حضنه وصارت من وقتها سجينه عنده...
...............
أرمشت وهي تحس بنفس شعور الحضن الثقيل بكل مره تتذكر كيف ابوها غدر فيها وزوجها فايز بدون علمها كان حضن جاير عليها...
حضنت نفسها بألم الم غدر ابوها والم قسوة فايز اللي ما رحم ضعفها بيوم من الأيام سحبت الروب ودخلت الحمام تغسل جروح جسمها على امل يخف ثقل اوجاعها عليها...
اسيل تناظر نفسها والموية تنزل عليها: يلتك مثل ما غسلتي جروح جسم تغسلين جروح روحي وقلبي وتغسلين كل ذكرياتي من قسوته وغدر ابوي...
لمت يدينها على جسمه وحضنته بوجع: وش عاد باقي فيك ما كسره فوق كسرة الخاطر كسر عظامي، رفعت عيونها لسماء، وكلتك امري يا رب...
مسح بيده على باب الحمام يسمعها تندب حظها وتلوم ابوها وتسبه ابتسم واخذ الأغراض وطلع...
**********

وأن ارتماء شوق الحنين في صدري العاري؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن