المستشفى...
فتحت عيونها بهدوء تحاول تحلل مكانها ما كانت تحس بأطرافها بارده نارها الداخليه تنسيها أي شعور وكأنها بركان يثور بكل ثانية ويحول مشاعرها رماد...
اخذت نفس عميق وحست برود بداخلها غريب بعد كلام زياد وخوفه بمسامعها ما راح واللي صار...
...............
استغل انشغال ابوه بالمكالمة ودخل عندها يبغى يتطمن ويطمن قلبه عليها...
شافها كيف تناظر السقف بشرود ماهي حاسه بشي وكأنها تعيش بعالم ثاني بعيد عن عالمهم...
زياد بخوف: وش وجع قلبك واقنعك تتركيني لحالي؟
ردت بخفوت وهي على وضعها: لك قلب يسمع ويتحمل؟
زياد قرب بلهفه: انا ومسامعي تحت امرك بس لا تذبلين يا غصوني...
غصون بضعف: غصونك ذبلت وماتت من وقت...
زياد بحنيه: احييها بحبي لها واروي ضماها دفىء...
بعد كلمته غمضت عيونها وتذكرت كل شي صار من راجح وكأنه صار من ثانيه تحس جرحها نازف ماله دواء نزلت دموعها غصب تحرق قلبها وزاد ألمها همس وحنيت زياد...
زياد: تبكين وزياد عندك وش مبكي عيونك تكفين يا غصوني؟
غصون برجاء: زياد تكفى اطلع واتركني لحالي ما عاد انفع لك...
زياد بحنيه: وش اللي ما عاد تنفعين لي والله ما اطلع لين تقولين وش فيك؟
بكت برجاء وصرخت: اطططلعععععععع تكفى اطططلعععععععع ما ابغى اشوفك تكفى ااترررررركنننييييييي، رفعت نظرها لسماء قالت بأنكسار، اااااااه يا ررببيييييييي ياااااا الله يا ربي خذني وريييححننيييييي ما اقدددررررررر ياااا رررررررب خذنننيييي...
زياد مسك وجها: وش يأخذك وش صار عشان تتركيني لا تدعين على نفسك...
دخل أبو زياد والممرضه على صراخها سحب أبو زياد ولده اللي كان مصر يعرف وش صار معها...
غصون: اااااطلع اطلععععع...
زياد: غصون تكفين تكلمي وش فيك؟ ليه تبغين تموتين؟
أبو زياد: وش تسوي هنا، ناظر لحال غصون، وش سويت لها؟
غصون بألم: طلعووووووووووه طلعووووووووووه تكفوووونننن...
أبو زياد مسك ولده من ملابسه: وش مسوي فيها ليه ما تبغى تشوفك؟ تكلم يا الردي وش جابك عندها؟ لييييييه ما تبغى تشوفك؟
زياد: والله العظيم مدري...
الممرضة: لو سمحتم اطلعوا...
التفتت غصون وانكتمت أنفاسها واختفى صوتها ناظرت للباب بخوف وصدمه تشوفه واقف عند الباب ما قدرت تتماسك وهي تحس بكل شي عاشته بسببه...
غصون بأنهيار وصراخ: لاااااااااااااا لاااااااااااا لاااااااا تججييييييييييي اطلععععععععع لااااااااا ااااااااااااااه اااااااااااااااااااه طلعوووووووووه ذبححنننييييييي طلعووووووووه ااااااااااااااااااااااااه...
أبو زياد يدف زياد يطلع: الحين يطلع الحين هدي نفسك...
انهارت اكثر: عععمممميييييييي ذبحنننييييي يااا ععمممممم اذبحوووووه اااااااااااااااه ااااااااااااااااااااه اخذني الله يااااااخذه الله لا يسامحهم ماااااالي ذنب والله ماااااالي ذنب...
حجبت الدموع الرؤية عنها تشوف زول يمشي لها لكن ما تعرف مين تخيلته راجح قالت بخوف وصراخ: لاااااااا لااااااااااا والله لااااااااااااااا ساااععددوووووننيييييي طلعوووووه ذبحنننيييييي ااااااااااه يا ربببيييييييي لاااااااااااااااااا سسسساااااعععدددووووونننييييييييييي...
حضنها يبكي معها: خلاص يا بنتي طلع طلع طلعته وابعدته بسم الله عليك هدي...
غصون تمسكت بعمها تنتحب: ااااااااه يا عمممييي وينك ااااااه وويينننكك ععممممممييييييي ليه ما شفتتنييييي ليييييييييه؟ نادييتتتككككك بس ما سمعتننييي ااااااااااااه يا لافي وش أقول لتركي وششش أقول؟
بعدها بدت تمتم برجاء وخوف بدون شعور باحت بسرها وألمها اللي عاشته على مسامع عمها قبل تغيب عن الوعي من المهدئ...
من الصدمه ما قدر يتحرك من مكانه كأن الوقت وقف وما عاد يسمع الا كلامها يتردد بذهنه...
ارتخاء جسمها وشد عليه بالم على صدره وصار يبكي بمراره وقهر سأل نفسه متى وكيف ليه ما حس...
سمح للمرضه تاخذها من حضنه وتعدلها على السرير وهو يتأمل ملامحها والحزن مرسوم عليها...
قرب لها وباس راسها همس لها: سامحيني وانا عمك...
ابتعد خطوات بسيطه وغاب عن الوعي بسبب ارتفاع الضغط...
..................
صحت تبكي بألم تتذكر كيف كان واقف يناظرها وتشوف مستقبلها اسود بملامحه اللي مستحيل تنساها كيف شعور عمها وكيف بتقدر تشرح اللي صار كيف بتقدر توجع قلبه وتحرقه مثل ما احترق قلبها وأنهار داخلها ما تدري انها باحت له وذبحته بلحظة إنهيار...
_______
غرفة راجح...
صحى حاول يسيطر على نفسه ما يروح لها لكن ما يقدر يبغى يشوف ذنبه الوحيد اللي حس فيه من بين ذنوبه كيف صار وكيف حالها ووضعها؟ كان يمنعه وجود خليل معه بكل لحظة...
راجح لخليل: متى بتروح البيت؟
خليل: ليه؟
راجح: ابغى ملابس وابغى تجيب كتاب تقراه علي...
رفع حاجبه بتعجب: انت تبغى كتاب؟ من متى تهتم بالكتب؟
راجح: مليت من المستشفى...
خليل ابتسم: ولا يهمك بكره تطلع وتغير جو...
راجح: طيب فيه مكتبه هنا جيب شي تسليني فيه...
استنكر إصراره خليل: امرك غريب...
بعد مرور نص ساعه طلع خليل واستغل راجح الفرصه وطلع لغرفة غصون...
خاف يتقدم للاستقبال ويسأل عن الغرفه ويتسبب بشي استوقف نبض قلبه صراخ بنت يعرفه زين هذا الصوت اللي دمر نفسيته وكره نفسه بسببه هذا الذنب اللي ما نساه واوجعه توجه لمصدر الصوت بسرعه وبدون تردد ووعي شاف عمها والممرضه يدخلون......
وقف عند الباب وشافها كيف تصارخ وتتألم بس اللي شافها ما كانت البنت الجميله ما كانت الا شبيهه بالاموات عيونها الحزن سيطر عليها والوجع باقي بملامحها الشاحبه...
مات قهر وكره نفسه وفايز بعد ما شاف شعرها اللي تغزل فيه وشبك أصابعه بين خصلاته بلحظة ضعفها ولا رحمها فيها كيف بعد ما كان يغطي جسمها من كثافته صار ما يغطي رقبتها...
تألم على حالها ونزلت دموعه بقهر رحمها وعرف شعورها يشوفها تصارخ وتدعي عليه وتطلب يساعدونها محد كان يدري انه المقصود ماهو زياد...
هرب منها ومن شعور الذنب دخل غرفته وتوجه للحمام طاح بالأرض يبكي ما يبغى احد يشوف ويسأل يحس بخوف وخجل من نفسه ومنظرها هد حيله وهز شي بداخله...
راجح بندم: انت وش سووووييييتتتتت...
__________
بيت آلـ زيدان...
جالسه قدام الشباك المطل على الحديقة تفكر بحبيبتها وبنتها نزلت دمعتها شوق...
جلس الوليد عند رجولها: تفكرين فيها؟
ام العنود بوجع: صرختها حسيتها سكين، غمضت عيونها، والله والله ما كنت ابغى اشوفها كذا والله زعلت عليها اكثر من فرحتي فيها...
الوليد بحنيه: بس شفتيها...
ام العنود: لا والله شفت الكره بعيونها والوجع كله مني ما هذا اللي كنت ودي اشوفه...
الوليد: يمه الله يرضى عليك مالك ذنب بشي لا تلومين نفسك...
أبو الوليد: ولدك معه حق لا تجهدين نفسك بالتفكير واللوم...
العنود بقلب ام: بس بنتي صرخت بوجع و...
أبو الوليد يشد على يدها: خلاص يا فاطمه من امس دمعتك ما جفت...
ام العنود: غصباً عني وش اسوي وش تبغون اسوي وانا اشوفها مكسوره بسبتي ما شفت كيف يناظرونها؟
الوليد: بس زوجها معها...
ام العنود يدها على قلبها: يا حسرتي بنتي تزوجت وانا بعيده عنها...
أبو الوليد: لا ما تزوجت هذا خطيبها...
الوليد: يمه انتي تركتيها بأرداتك؟
ام العنود: لا والله ما كان بإرادتي الا ظلم وطمع اعمى عينه عسى الله لا يسامحه...
أبو الوليد: خلاص لا توجعني قلبك والعنود ما ردها بتعرف وتقدر...
نزلت راسها بقل حيله وقالت: ان شاءالله...
الوليد: يمه اليوم لازم نروح لراجح تعالي معنا...
ام العنود: لا يمي أخاف تشوفني واوجعها مره ثانيه والله صوتها ودموعها بقلبي للحين...
أبو الوليد: خلاص روح انت وانا بجلس مع امك...
الوليد يحاول يطلعها من الضيق: ايه قولوا من البداية متفقين تصرفوني عشان تاخذون راحتكم...
أبو الوليد: ههههههههههههه دام فهمت يلا عطني عرض أكتافك...
ضحكت ام العنود عليهم: عيب يا ولد وش هالكلام؟
أبو الوليد يغمز لها: لبى المستحين بس...
ضحك الوليد بصوته عليهم وطلع، حطت راسها على كتف احن شخص عليها بعد عبدالله ولو كان ذنبه كبير حنيته تغفر القليل منه...
ام العنود: تكفى يا فواز روح معه انا بخير ما يتطمن قلبي الا إذا انت طمنتني...
ابتسم أبو الوليد: ابشري...
_________
المزرعة...
مثقال: يا رجال ترا مستعجل اجلس خلينا مع بعض شوي...
تميم: والله وعدت ريان نروح جيب عمي من المطار...
مثقال بضحك: حركات عمي من الحين...
بان الخجل بملامحه وضحك مثقال بصوته: يا رجال انا بس ابغى اعرف وش بتسوي بحياك الزايد اذا تزوجت؟
تميم: الحياء شعبه من شعب الإيمان وعثمان بن عفان رضي الله عنه كانت الملائكه تسحي منه من شدت الحياء فيه ودام انه شي ماهو بشين تنحل...
مثقال: والله مدري عنك يا ولد ثامر المهم لا تنسى الرحله وعلمني وش يصير معك...
تميم: على خير...
تحركت سيارة تميم ورجع مثقال لجلستهم لكن الشرود واضح على عادل وعبدالعزيز وفارس...
أبو بندر: عسى ما شر وجيهكم ما تطمن؟
ناظر فارس لعادل وعبدالعزيز وقال: لا يا الغالي بس ارهاق من امس ما نمنا زين واللي صار مع العنود بالمسـ...، شد على يده ، ااء اقصد اللي صار معنا كلنا...
أبو سليمان بشك:وش اللي حصل مع العنود؟
أبو عبدالعزيز مسك يده: ماهو الحين يابو سليمان...
أبو سليمان بحده: عادل تكلم...
عادل: ولا شي يبه بس صديقتها تعبت وخافت عليها بس الحمدلله صارت بخير وطلعت والعنود ستانست (فرحت)، انتبه أبو سليمان ليد عادل يأشر له، عمي ماودك تشوف الخيل الجديد؟
أبو العنود كان حاس أنهم مخبين عليه شي: وين؟
عادل: عبدالله روح انت وعناد والعيال مع عمي الإسطبل وشوفوا المهره...
عبدالله بهدوء: يلا عمي...
عناد بفمه قطعة حلا: انتظروا اخلص حلاي...
عز: فهد حلاك هذا زينه وش مكوناته؟
فهد يناظر: يعني بالله قلت لك المكونات بتسويه؟
عز: لا بس نسولف...
سهم: ياخي انت غريب بس تحب تسولف...
عناد: هذا ما تخلص علومه حتى النمل سولف عنهم لو تفتح له مجال ما يسكت...
أبو العنود: طيب خليه يقول علوم ناظر لعز هو اصلاً نقال علوم...
ارتفع ضحك العيال على تعابير وجه عز اللي قال: عمي وش انا مسوي لك حتى يوم مدحت ما لقيت الا هالاسم؟
أبو العنود: عادي حلو نقال علوم صح عمي؟...
فهد يمسح عيونه من الضحك: هههههههههههه والله جبتها يابو العنود...
رفع راسه وابتسم مثل كل مره ينادونه بأبو العنود...
عناد: ااااااااه يا راسي احسه بينفجر من الضحك...
عز بقهر: ضحكتهم علي يا عم...
سهم: دمرت نفسيته يا عم وزعلته...
عز يحاول يستعطف عمه: يرضيك يا عم ازعل؟
أبو العنود: ايه عادي...
فارس بضحك: ههههههههههههههه ياخي خلااصصصصص الا تحفر على نفسك...
عز: قهرني الاسم يا رجال...
أبو العنود: خلاص نغيره نسميك نسمييييك، حط يده على راسه، لقيته نسميك عز راديو عشان انت بس تتكلم كثييرر....
عز: ما اردى من ذا الا اخوه...
عبدالعزيز: واضح انك مزعجه بسوالفك...
عز: ليه يا عم؟
بندر يمسح عيونه بالشماغ من الضحك: هههههههههههههه طيب يلا سولف عطنا علوم او قصيد...
أبو العنود ياكل بسرعه: انا انا أقول قصيده...
أبو بندر بضحك: ههههههههه اسلم...
أبو العنود يناظر اخوه بعدين رفع نظره لسماء وشاف السحاب قريب وبدت الغيوم تتراكم...
أبو سليمان: يلا يا شاعرنا...
ضحك أبو بندر: الله الله شاعرنا...
أبو العنود مسح يدينه وعدل جلسته:
يا قصيدٍ كم توارى شاعرك عن صدق بوحه...
واستتر بك خوف يفقد لا حكى قدر ومكانه...
من فقدها لا يلوم النفس لا انهدت صروحه...
ما عذر من قصر بفرضه ملامة سمع أذانه...
ما كتبت الشعر البي رغبة الناس اللحوحه...
شايفٍ في وزن بيته جبر كسري واتزانه...
كم ذخرته للمقام اللي يقصر بعد شوحه...
من يشوفه إن السما وأبعادها دايرة أمانه...
وللوقوف اللي يطلع من شجاع القوم روحه...
وللبعيد اللي تعلق عمري بماضي زمانه...
غايبٍ لليوم أدور في عاتم الوقت ضوحه...
لو يرف البرق احس انه يدليني مكانه...
من رحل والقلب حافظ بيعه تجدد جروحه...
يشعر إنه لا تركها تبرى بشعور الخيانه...
الفرح لامن تحلم بعده وباعد شحوبه...
جاه ما جا حاير الجب من غدرة أخوانه...
ودي انشد كل بسمه خانته وأنهت طموحه...
كنتي بقربه عزيزة ليه آثرتي المهانه؟
ما منعني مغوي آدم عن ربى توبه نصوحه...
كنت انا من شاف ذنب محبة الغايب ديانه...
يعتنقها من يعسف الريح وبنية جموحه...
كيف عاد بمن عسيفة نفسه ترخي عنانه...
غائبي والحب فاخر فيه من نفسه شحوحه...
وأثر الصمت اجوديٍ باع هالدنيا عشانه...
لا تطرف بشوقه ما نطق بإسمك لروحه...
مودعك صدرٍ يحنك حتى من طارف لسانه...
ما رجى لامن قبضه الحزن وابسط كف نوحه...
غير ربٍ (قادر يسوي من الـ لا شي بنانه)...
حيرة كفوفه بعد ما جفت العين النضوحه...
كانت اول من جبره يسيل لعينك بيانه...
وصار شاعر من تذوق شعره حس بملوحه...
خانته كل البحور الا بحر الدمع صانه...
والطيوف اللي من اول مالها جيه وروحه...
صارت تجدد دلاله لا لفته من الميانه...
عاش عمره محتريها تعس له طاري سموحه...
منك العذر الضعيف كان يكفي عن سمانه...
لا تلومه لا توارى وانتحى لسكة نزوحه...
الرحيل أحيان حد يحدون جور الهوانه...
وابتعد عن صلية شعور الفراق وقل فوحه...
ما بقى إلا يهيل شعوره ويوزن زعفرانه...
ناظر لأخوه ونطق بنبرة عتب:
شاعرك اخفى عتابٍ ساير الشمس بوضوحه...
كل ما فكر يقوله يدري إنه فات أوانه...
طول ما الله حافظ أقدار العباد بوسط لوحه...
اعرف ان قدره بيبقى في صدر شاعره امانه...
أبو سهم: صح لسانك...
أبو العنود: صح بدنك...
عم الصمت وقت ناظر لأخوه وقال: عمي سعود القصيده ماهي زينه؟
ابتسم أبو سليمان بثقل من اخر بيتين ناظر لأبو بندر وبعدها رجع يناظر اخوه وقال بهدوء: الا والله زينه مافي ازين من قصيدك...
استغرب عادل ملامح ابوه كيف تغيرت بعد اخر بيتين ناظر لعبدالعزيز كان الاستفهام على وجهه رفع فنجانه وشرب اخر رشفه قبل يرد على الرساله...
كان سليمان يراقب عمه معاملته له كيف تغيرت بعد اخر موقف بينهم قبل ينزل الرياض...
تقدم وجلس عند عمه وقال:
نخطي يا عبدالله والخطا حاصل...
وان ما عذرنا بعضنا ما تصافينا...
دام الخطا ياصل اكيد العذر ياصل...
وش عذرنا عند ربي لو تجافينا...
ان ما فصلنا الجفا عن حده الفاصل...
والله ليضحك بنا اللي ما يدانينا...
سليمان بصدق: تعذرني لو اعتذري يا عبدالله؟
أبو العنود بحده: انا أبو العنود العنود بنتي أنا...
ابتسم سليمان: واختنا وبنتنا محد ياخذها منا لو احد يقرب لها ذبحناه...
اكتفى انه يبتسم له ويسحبه يجلس جنبه ورفع فنجانه لعز...
بعد وقت ابتسم أبو سهم وتنحنح قال بصوت جهوري: يا سعود لنا طلب عندكم وان شاء الله ما تردونا...
أبو سليمان: بده وانا ولد مسفر...
أبو سهم يناظر لسهم ويبتسم: حنا نطلب القرب منكم ويشرفنا نطلب يد بنتكم الهنوف لولدنا سهم على سنة الله ورسوله...
شد منيف على يد سيف اللي كان جنبه ومسكها سيف همس له: امسك نفسك...
منيف بنبرة قهر: بياخذها...
عناد لسهم بهمس: وانا أقول ليه الحبيب مشخص اليوم وجالس جنب ابوه؟
ابتسم عبدالعزيز ولمعت عيونه تذكر سرعة نبض قلبه وعيون ريما وقربها بلحظة عشق مرت عليهم واخذ نفس يسترجع ريحتها بصدره وهمس لقلبه: قريب يا قلبي تضمها لك...
أبو سليمان بفرح: الشرف لنا وسهم ولدنا ونتشرف فيه وبنسبكم...
أبو بندر: زين ما اخترت وانا عمك...
سهم ابتسم: الله يسعدك واذا الله كتب نصيب بحطها بعيوني...
أبو سليمان: ما عندنا شك وهذي ابركها من ساعه...
عناد يقرب لسهم ويهمس: حركات بتتزوج...
أبو سليمان حس بمنيف وتصرفه الغريب اكتفى انه يقول بصوت جهوري: يا عيال خذوا عمكم وروحوا للخيل...
عادل: لا انا بروح وانتم تلحقون بعد ساعه...
أبو سليمان: اجلس وانا ابوك ابيك...
عادل قرب لأبوه وهمس له بأذنه بعدها قال أبو سليمان: الله يستر عليك...
أبو العنود: ما نروح؟
أبو سليمان: لا حنا بنقول لفالح وصلاح وسالم القصه اللي قالها مثقال وبكره تشوفونه...
مثقال: ابشر يبه...
سيف:حنا نعتذر يا عم ودنا نروح منيف عنده موعد بعد المغرب وتعرف زحمة الرياض...
هز راسه أبو سليمان وقال أبو عبدالعزيز بهدوء: الله يستر عليكم...
_____________
عند الحريم...
تحس نفسها بعالم غريب تسمع همسهم لكن ما تفهم شي يتردد بأذنها كلام فارس..
حاولت تسترجع ملامح خليل بس عقلها رافض اذا استرجعت الموقف ما تتذكر غير أمها ونظرة الشفقه من زوجها حطت يدها على رأسها تحس بألم من التفكير...
انتبهت لها الهنوف: العنود بنت وين رحتي؟ فيتس شي؟
العنود بخفوت: بطني يوجعني شكل أكلت شي ماهو زين بقوم أريح شوي..
الهنوف مسكت يدها: وش فيتس؟ ماهو من بطنتس انتي بتس بلا..
العنود تحاول تتماسك وتشد على أعصابها: الهنوف الله يخليتس اتركيني..
الهنوف بأصرار: تكلمي..
العنود تحاول ما تنفعل بالمكان الغلط: الهنوف اتركيني...
الهنوف: لا ما راح اتركتس تكلمي...
انفجرت العنود وارتفع صوته: خلاااصصصص قلت مافيني شي خلااااصصصصص غصب يكون فييينييي اااوووففففففف..
سحبت طرحتها وعباتها وطلعت للإسطبل تركتهم مصدومين من ردة فعلها حست الهنوف بأحراج من الموقف وصوت العنود العالي استرجعت كلامها شكت بنفسها ما كانت تدري ان غضب العنوود ما كان منها كان من شي اكبر وابعد..
ام سليمان: وش انتي قايله لها يمل الوجع؟
الهنوف بهدوء: ما قلت شي..
ام سليمان: تعلميني فيتس..
مشاعل: العنود من يومها نفسيه لا تحطين البلا باختي وتدعين عليها..
ام سهم: خلاص يا بنات اكيد فيه شي مضايقها..
الهنوف تناظر لزولها يغيب عنهم: اكيد لان هذا ماهو من طبع العنود..
رفعت جوالها دخلت على رقم عادل: وش صاير معكم العنود صاير معها شي؟
تأكدت من شكها بعد رسالة عادل: ايه بس بعدين نتكلم هي وينها عندكم؟
الهنوف: لا عصبت وطلعت راحت للأملح...
عادل: خلاص انا اروح لها الله يعين قلبها على مافيه...
رفعت راسها على صوت البنات يتناقشون باللي صار...
سجى: حتى عبدالعزيز اخلاقه زفت قبل شوي كلمته حسيت وده يصفقني..
وصايف: تصدقون حتى فارس بندر يقول تصرفاته غريبه ومرات ينام بالمكتب تدرون من امس ما رجع للبيت...
رغد: تهقون عشان القضية الجديده؟
نغم: اكيد واللي ماسكينه شي ماهو هين...
ريما: وش؟
نغم: القضيه اللي مسكتها العنود ترا صعبه ورفضوها كثير...
رغد ووصايف بحماس: تعرفين وش؟
نغم بصدمه: ايه ليه ما تعرفونها؟
مشاعل: لا عادل يقول ما يحتاج تعرفون وابوي يقول لا اسمع احد ينشد عنها...
ريما: قولي لنا انتي وش القضية؟
نغم خافت تحرج ام سهم او سهم: اعتذر اذا اخوكم ما قال ما اقدر أقول...
ابتسمت ام سهم لتصرفها: صح كلامك اذا ما تكلم عادل لا تنبشون ما قال كذا إلا لمصلحتكم...
ام بندر: أقول يا ام سليمان بتنزلون الديره قبل الجمعة؟
ام سليمان: والله مدري ليه؟ بغيتي شي؟
ام بندر: أي والله ودي بشوي بهارات اللي عندي خلصت...
ام سهم: انا سويت ارسلك من عندي...
رغد بهمس لسجى وريما: بنات خلنا نروح نشوف روميو وجولييت تكفون...
ريما: ايه عشان اذا شافنا روميو قسم ما يتركنا يوزعنا صدقه اهجدي بس...
سجى: الا والله خلينا نروح نشوفهم ابغى اشوف حبايب على الطبيعه...
رغد: لا والله ريما صادقه والله يذبحنا عادل بليا قبله...
سجى: تصدقن بنات انا احسد العنود على حب عادل لها...
رغد مسكت يدها: اليوم لازم تغسلين بطاسه نغسلهم منها لا تفرقين بينهم...
سجى دفتها: يا حمار اقصد ودي كذا احد يحبني مثلها كذا، مليت على ريما بهيمان وحطت يدها على خدها، ااااااه والله ان الحب عافيه يا بنات...
رغد بنفس النبره: أي والله صادقه بس انا مقهوره من شي...
ريما: وش اللي قاهرتس؟
رغد: الحين حنا ليه ما يخلونا نعيش قصة حب مثل العنود؟
سجى: كيف يعني؟
رغد: شوفي كلنا ندري انه يحبها من هم صغار ودائماً اشوف عادل بكل جلسه كيف يتغزل فيها بشكل غير مباشر وهي تفهم وتسوي ثقيله وعلى هيبته وخوفنا كلنا منه الا انه ينقلب بعد عين اخته مليون بالميه ياخي اتخرفن ولا اذا صار عندها شغل لو تعبان ويزحف على وجهه من التعب يروح معها...
ريما: انتي تدرين ان اليوم هو اللي جابها وجايين لحالهم بعد واخذ لها كوفي وحركات...
رغد تضرب فخذ سجى بقهر: طيب واااناااااا ابغى زيهم...
سجى مسكت فخذها: الله يكسر يد العدو وانا وش دخلني تضربيني...
ريما: لان العنود وعادل متربين مع بعض وكــــل الناس تدري انهم بيتزوجون وغير كذا العنود اثقل واركد منتس والعنود تفكيرها عن الحب غير انتي لو واحد مر قال يا حلو رحتي معه بعباتتس...
رغد تناظر بسجى اللي كانت تمسح على مكان الضربه: تخيلي اليوم قال ابيات فيها يا زينها والعنود ولا كأنها تسمع كل مره يقول لها قصيد تسوي نفسها ما تسمع او ماهي فاهمه انا لو منها قلت خذني والمهر علي...
ريما: هذا الفرق بينتس وبينها...
سجى بضحك: يا حليلتس يا رغد...
رغد: يا زينهاااا منتس والله معقول للحين ما تأثرتي من هرجنا؟
سجى: الا والله كثير بس انا احب أتكلم بالكاف...
استمر الوقت يمشي والسوالف تأخذ ابعاد وضحك بعيد عن نغم اللي شعورها كان غريب بينهم...
_________
بيت أبو غادة...
جالس بالمجلس يسمع لاخوانه وعيالهم كانوا حوله يفكرون بحل يخفون الفضيحه وهو جالس ويسمع بكل عجز وقل حيله...
عم غاده الكبير: نقول لناس صار عليها حادث وماتت...
العم الأصغر: لااا بيقولون وين الجثة نقول زوجناها وراحت مع رجالها هاجرت...
ولد العم الكبير: قلنا لك يا عم لا تدلعهن وزوجهن صغار قلت لا ابغى بناتي يكملن دراسه...
ولد العم الثاني: هذي غلطتك يا عم دلعتهن حنا بزمن البنت ما تخليها براحتها الله يستر وش مسويه...
ولد عمها: اااخخخخخ بس لو امسكها انحرها نحر...
ما تحملت اللي تسمعه دخلت بقهر وقالت: بعيد عن شاربك يا اسود الوجه اختي ثوبها ابيض ما يدنسه تفكير سفيهين عقل مثلكم...
وقف أبو غاده: بنتتتتت ووشششش تسوين هنا؟
العم الكبير: ما يكفي اختك جيتي تسودين وجه اخوي...
غدير بقوه: ما يسود الوجه الا دمكم بجسمي واسمي مرتبط فيكم...
أبو غاده بدون تردد ضربها كف: اقطعي الصوت يا قليلة الحيا...
غدير بقهر: والله ما اسكت بدل ما تدور بنتك وتحميها تسمع كلام الشياطين هذولي، ناظرت ابوها ونطقت بعبره، طول عمرنا اذا احد سألنا من انتم بناته رفعت راسي وقلت انا بنت عايض لاني ادري عندي احسن اب يخاف علينا ويحمينا، بلعت عبرتها ونطقت بعتب، ليه تغيرت يبه؟ انت الأمان اللي نشوف فيه الدنيا من يوم ما نقلنا عند عماني وانا تتغير علينـ...
تصنم بمكانه ونشف دمه من اللي صار يشوف الرصاصه تخترق كتف بنته وتقطع كلامها...
لما حس ان اخوه بدأ يلين من كلامها سحب المسدس بدون تردد أطلق عليها العم الكبير: تستاهل البنت اللي ما تحشم ابوها تستاهل الموت...
أبو غاده برعب: بنتي بنننتتيييييييي؟ وش سويت؟
ولد العم الكبير: يبه وش سويت؟ وش نقول لشرطه؟
ولد العم الصغير: همك الشرطه البنت بتموت احد يدق على الإسعاف...
العم الصغير: خلها تموت موتت الكلب اللي ما تسمع لأبوها وتسود وجهه...
كأنها لحظة ادراك نزلت عليه ونزل يحضن بنته ناظرت له بضعف قالت له بخفوت: وش بتقول لناس يبه ذبحتها عشان شرف صنا شرفك ورفعنا راسك ما كنا ننتظر هذا منك يا عايض...
حضنها وصرخ على اخوه: والله لو يصير لبنتي شي اذبحك اااذذذبببحححككككككك...
______
منيف وسيف...
كان سيف يسوق وعينه مره تكون على الطريق ومره على منيف ما كان عاجبه هدوءه ووضعه توقع ينهار يتكلم او يسوي أي شي...
سيف بعد صمت طويل: منيف انت بخير؟
منيف: مر أي محل كوفي قدامنا جيب لي كركديه...
سيف: كركديه؟ منيف صاحي؟
منيف ببرود: ايه كركديه ما تعرفه؟
سيف: منيف ترا اللي انخطبت قبل شوي البنت اللي تحبها وتبيها...
منيف: بتمر ولا تدري نطلب من البيت احسن أتوقع قربنا صح...
وقف السيارة قدام البيت: وصلنا...
منيف فتح الباب: زين انا بسبقك اشوف لك طريق ولا بتمشي؟
سيف بعصبيه من برود منيف: منننيييفففففففف تكفى لا تجنني اقولك البنت بتروح منك انت تبيها ومنشلع قلبك عليها...
منيف: بترفض الهنوف تحبني ما راح تقبل فيه...
سيف: وش اللي يخليك تقول كذا؟
منيف فتح عصاه ومشى: انا احس...
وقف سيف مصدوم من ثقة منيف برفضها...
منيف عند بابا البيت: هاه بتدخل؟
سيف بخفوت: لا بروح امي عندها مشوار، استمرّ يناظر فيه، اشوفك بعد المغرب...
منيف التفت وابتسم: فمان الله...
_________
الإسطبل...
جالسه على الارض حاضنه نفسها تحس برد يجتاح قلبها تحاول تتماسك ويرهقها الشعور...
حست بالخيل يقرب لها نزل راسه لمستواها بدون تردد حضنته ونزلت دموعها بحرقه...
العنود: والله يا الأملح كلام فارس مثل الميسم (سيخ نار) على قلبي...
كملت: والله، عضت طرف شفتها تحاول تمنع عبرتها، والله مـ...ـا ما اكن لهم، غمضت عيونها ونزلت دمعه حايره من شعورها، ما اكن لهم أي شعور لكن يعز علي اشوفهم مثل ابوهم...
رفع راسه لها يناظرها وكأنه حاس فيها ويفهمها ناظرت فيه بعيون دامعه...
العنود:
ولله ان صدري عليل ونفسي اليوم حزينه...
كن حمل الأرض فوقي والثرى ينهش عظامي...
حست بعادل لما دخل كملت بعجز:
اتركوني واسمحوا لي لا تزيدون الغبينه...
خايف اجرح من نشدني لا نشدني وش علامي...
ودي اترك كل حاجه واهجر دروب المدينة...
وانهج دروب الرحيل الموحشه وابعد لحالي...
عادل: صح لسانتس يا بنت عمي...
العنود كان ردها الصمت وشهقات خفيفه تطلع بدون أردتها...
عادل بحنيه: لا تقسين على قلبتس بالكتمان سولفي لي اسمعتس...
العنود: ما عندي شي اسولف فيه...
عادل: طيب تسمعيني؟
حس بضيق لما ناظرت وشاف بعيونها نظرة عجز رجعت نزلت راسها بصمت...
عادل: دام سكتي يعني موافقه...
جلس عن الباب وسند ظهره للجدار: لو أقول يا عنودي، رفعت عينها على الاسم وقابلتها ابتسامته، انتي عنودي وشموخي وكل شجوني واللي يوجعتس مره ترا يشلع عروق قلبي وجع الف مره...
العنود بخفوت: بسم الله عليك...
عادل استشعر كلمتها بقلبه وكمل: لو أقول حسيت او ادري وش توجسين اكذب محد يقدر يحس عن احد او يعرف وش يوجس (يحس) الله خلقنا مختلفين ومشاعرنا مثلنا تختلف تدرين ليه؟
العنود تناظر ليدينها: ليه؟
عادل: لو كلنا يا بنت عمي نوجس (نحس) بنفس الوجع والهم ما قدرنا نتركه ورانا كان لازمنا للقبر لكن تفاوتنا بالهم عشان نخفف عن بعض انتي وجعتس خوانتس، رفعت راسها على الكلمه، ايه اخوانتس ولا نقدر ننكر لو كرهنا وانا وجعي اشوفتس حزينه وعاجزه صدقيني يا عنودي ما يقوى اللي بين ظلوعي على حزنتس...
العنود: انت شفت كيف ابوهم يناظر فيني؟ كرهت نفسي باي حق يناظرني وهي بعد سنين جت تقول بنتي؟ تركتني ويتمتني وهجرتني سنين ورجعت تقول يا بنتي؟ بأي حق؟
عادل: اسمعتس كملي...
العنود بعبره وصوتها يعلى مع كل كلمه بدون ما تحس: ما شفت فاطمه اللي حبها عبدالله شفت انسانه ثانيه شفت بعيونها ابوي اللي فقد عقله من حبها وهي ما صار فيها شي خسر حياته كلها عشانها وصار مثل الطفل ينادي بنته امي وهي عاشت حياتها وعيالها حولها ينادونها، بلعت الكلمه، وحولها تزوجت وهو عاش وفي لها عادل انا ما شفت امي اللي كنت أتمنى حضنها وانا صغيره مدري مدري...
عادل: لا كملي...
العنود بدموع وشهقات: اكمل وش أقول يا عادل خاب ظني ما هقيت بتكون نهايتنا كذا...
عادل: بس انتم ما نتهيتم...
العنود: الا انتهينا بس اثبت ان خليل بريئ واخلص القضيه ينتهي كل شي...
ابتسم بحنيه: كيف بتنتهي وانتي نسيتي ان خليل بالطرف الثاني من القضيه ماهو بطرفتس؟
من كلمته جتها لحظة ادراك لموقف خليل: يعني ممكن يكون؟
عادل: قومي...
العنود: وين؟
عادل: روحي اجلس مع عمي شوي وبعدها نطلع انتي ما راح ترتاحين الا اذا تأكدت انه بريئ وترا هذا عادي و من حقتس لانه اخوتس...
العنود بكبرياء: لا ما يهمني...
عادل: طيب قومي كذا ولا كذا لازم نطلع اليوم عندنا شغل...
العنود: طيب اسبقني بعدل نقابي واجي بعدك...
عادل وهو طالع: انتظرتس يلا...
________
المستشفى...
صحى بعد ساعات يتذكر كلامها تمتم بوجع: يييوووووووه يا شيب عينك يا لافي ما عرفت تصون الأمانه كيف غفلت عنها...
التفت وناظر لزياد كان مشغول بجواله فكر كيف بيقوله قبل كم يوم خطبها منه وينتظر الرد بيقوى يكسر قلبه بيرضى يستر على بنت عمه؟
رفع زياد راسه وتقدم له بسرعه: يبه صحيت؟
ناظر لزياد وهز راسه بهدوء: وش اللي حصل؟
زياد: ارتفع عندك الضغط واغمى عليك طمني عنك وشلون حاس نفسك؟
أبو زياد: الحمدلله...
زياد: وش العلم يا لافي وش همست بأذنك؟ وش اللي هدك؟
أبو زياد: ماش علم...
زياد: اسألك بالله وتجاوبني؟
أبو زياد: لا تسألني مالك عندي جواب...
زياد: والله ان بطنك فيه علم...
أبو زياد: لا تتعبني يا ولد روح لأمك ترا سكرها مرتفع خلك من دونها وانا بجلس عند بنتي...
زياد: يبه ريح قلبي...
أبو زياد بعصبيه: يا ولد لا تجهدني تراني تعبان روح الله يصلحك...
زياد: انا بروح لكن برجع لك اذا تطمنت عليها وبتعلمني...
أبو زياد: وش يرجعك منت محرم لها وانا بخير خلك عند امك اذا احتجتك كلمتك...
زياد: يبه الله...
أبو زياد قاطعه: انت الله يرضى عليك لا توجع قلبي اكثر ماهو موجوع...
زياد مسك يد ابوه برجاء: من وش موجوع تكلم...
أبو زياد بغضب: انت بتروح ولا كيف؟
زياد: بروح بس والله ما راح اسكت لين تعلمني انت منت خالي والله...
صد عنه وطلع زياد بحيره من حال ابوه كيف تغير بعد اللي صار عيونه فيها هم ووجع بس ما يتكلم لو تكلمت عيونه ما فهمها...
طلب من الممرضه تشيل الابرة بعدها دخل يتوضى ويصلي...
أبو زياد بقلب مؤمن: (الذين إذا أصٰبتهم مصيبة قالو إنا لله وإنا إليه رٰجعون) يا رب اجرني بمصيبتي واستر على بنيتي مدري وش اللي صار ولا كيف لكن يا رب نطلب عفوك ورحمتك وسترك...
استمر يدعي ويدعي بقلب مكلوم واذا تذكر نبرتها وكلامها تنزل دموعه وتغرق لحيته بدون حيله...
..................
غرفة راجح...
دخل أبو الوليد وولده بهدوء لاحظ شحوب راجح زاد عن قبل استغرب...
أبو الوليد بجمود: اخبارك؟
الوليد: الحمدلله على سلامتك ياخوي...
قرب له وحضنه مثل كل مره يحضنه ولا يبادر لكن هالمره راجح تمسك فيه وشد عليه الوليد بفرح وبدون تردد شدد من حضنه عليه...
أبو الوليد: راجح انت بخير؟
دخل خليل: هلا حياكم الله متى جيتو؟
ناظر لراجح كيف حاضن الوليد: راجح فيك شي؟
ابتعد راجح بهدوء: لا...
بسرعه ربط أبو الوليد ردة فعل العنود وتواجدها بتعب راجح وتصرفاته الغريبه...
أبو العنود بجمود: وش وصلك لحالك؟ وليه العنود كانت فيه؟
راجح ناظر بصدمه وبدا يتلعثم بالكلام تأكد أبو الوليد احساسه بمحله...
أبو الوليد بجمود: الوليد خذ اخوك واطلع...
الوليد حس بعصبية ابوه: ولا لك لوى خلينا معكم...
أبو الوليد: ما ابغى اكرر كلامي...
خليل وقف عند راجح: انا وارجح واحد فيه شي قوله قدامي...
راجح: خليل اطلع مع اخوك...
عقد خليل حواجبه على كلمة اخوك اكثر من الطلب طلع مستغرب من تصرفات راجح اللي ما تشبهه ابدا...
أبو الوليد بجمود: وش اللي صاير معك؟ وليه العنود جت؟
راجح: واذا قلت لك وش بتسوي؟
أبو الوليد ضرب على الطاوله بقوه: انا عطيت امك كلمه ما تلمسون العنود...
راجح: العنود ما جيت دربها...
أبو الوليد: اجل وش فيك؟
راجح بصد: وش عليك؟ لا تجي تمثل دور العم الطيب اللي يخاف على عيال اخوه عشان بس يسعد امهم...
أبو الوليد: راجح انتبه لكلامك اللي قدامك عمك...
راجح عدل نفسه على السرير وسحب اللحاف: انا ابغى ارتاح...
أبو الوليد شد على اسنانه: هين يا راجح انا اعرف أربيك...
طلع من الغرفه معصب وقبل يترك المستشفى ناظر بخليل والوليد: انا بروح اذا خلصت ارجع مع اخوك...
___________
بيت عيال سعد..
جالسه على طرف السرير تنتظره يرجع من برا ويسمح لها تطلع من الغرفه حفظت زواياها ملت عيونها من التأمل وضاقت روحها من ضيقها لو هي وسيعه..
أسيل تناظر الساعه اللي على الجدار: اليوم جمعة والله ما يجي إلا وجه الفجر وانتي تنتظرين بالغرفه..
زفرت بضيق وقفت تمشي بالغرفه للمره المليون لاحظت انشغالها عن نفسها وقفت قدام المرايه تتأمل ملامحها كيف تغيرت من اول يوم انكتبت على ذمته وشحب لونها..
أسيل تمسح على وجها: ذبلتي واختفى جمالك..
شهقت اول ما سمعت صوت فايز: قلت لك اشتري سلامتك وزينك لا يروح لكن انتي اللي عاندتي ..
أسيل يدها على صدرها بخوف: معك جني انت؟ كيف دخلت ما حست؟
فايز ينزل شماغه على الكنبه: كنتي مشغوله تقيمين الضرر اللي صار واضح على ملامحك قلت لك يا بنت أبوك اشتري سلامتك بس ماش..
أسيل بغرور: مستحيل انصاع لك لو ايش..
فايز نزل ساعته والقلم: اجل خليك بالغرفه هنا شهر ماهو يوم أنا مسافر عندي عمل..
سيل بصدمه: تقفل علي شهر؟
فايز: لاني ما أضمنك..
أسيل: بس البيت مليان حرس واكيد ناصر بيكون فيه...
فايز: ناصر بيروح معي...
أسيل تعرف أسلوبه كيف بس يبغى يقهر ابوها وعادي يسويها قررت تختصر على نفسها طريق معناه طويله..
أسيل عينها على يدينها: طيب خذني معك..
ابتسم: الف طلب مثل هالطلب..
اسيل: متى بتروح؟
فايز: الصبح..
أسيل: ما يمدي اجدد جوازي؟
فايز وقف على باب الحمام: جوازك والفيزا جاهزين بس شنطتك اللي باقي ما جهزت..
دخل وتركها مصدومه من خبثه يعني هو مقرر ياخذها لكن يستمتع بخوفها وطلبها...
أسيل: الله يستر وش ناوي عليه؟، رفعت صوته، فرح بتروح معنا؟
فايز بنفس مستوى الصوت: عيب وين بتروح وحنا ورانا شهر عسل يا عمري...
حست بخوف وحس فيها بتقول شي: ودك تقولين شي؟
اسيل بتوتر: لا...
جلست على طرف السرير تفكر بكلمته وقالت: فايز ابغى فرح تروح معنا...
ابتسم لما حس انها بتعاند من خوفها: قلت لك ما ينفع حنا ما رحنا شهر عسل...
اسيل: شهر العسل للمتزوجين الحقيقيين ماهو حنا...
فايز: ولا يهمك اذا بخاطر نخليه حقيقي...
بلعت ريقها بخوف: اااااا لا اقصد حنا زواجنا غريب...
فايز: ترا عطيتك وجه جهزي شنطتك ابغى اطلع انام واريح...
قامت تجمع باقي ملابسها القليله مقارنة بملابسها قبل تطلع من بيت أبوها وشوي عطور وكريمات رتبتهم بشنطتها وتمددت على السرير بعد وقت حسيت فيه ينام جنبها لكن هالمره ما ضايقها...
_____________
بيت آلـ مطلق...
جالسه على مكتبها الصغير تجهز الأوراق اللي طلبتها العنود منها كثير مرات يداهمها شعور حلو إذا سمعت ضحك تميم مع ريان بالحوش وتبتسم له...
رفعت يدها اليسار وتخيلت دبلة تميم تزينها همست: يا رب تكتب اللي فيه الخير...
مروج عند الباب: امين ويسعد هالوجه...
أمواج ابتسمت: هلا باللي ما تستحي...
مروج: تعالي تحت نتابع المسلسل مع بعض...
أمواج تناظر يدها: طيب يلا اخلص واجيكم...
مروج بنظرات وابتسامه: لا تنسين نفسك وانت تتسمعين...
أمواج تحاول تسيطر على ابتسامتها: يا سخفك...
طلعت مروج وقربت أمواج لشباك غرفتها تتأمل تميم مثل كل مره يجي ويتعمد يكون بنفس المكان عشان تشوفه...
وقفت مروج عند باب غرفة أمها بسبب صوتها العالي اخذها الفضول تقرب للباب وتتسمع لكلامها...
بهتت ابتسامتها من الشي اللي سمعته حاولت تستوعب وتسمع اكثر لكن الوقت ما ساعدها بسبب خروج أمواج...
أمواج: انتي للحين هنا، ناظرت لها، ليه وجهك اصفر؟
مروج: هاه اااااء مدري امي سمعتها تكلم وكنت بدخل وجيتي...
قربت أمواج للباب وسمعت جملة هزت قلبها نطقتها أمها بكامل عصبيتها: ما ينفع حرام لو تجتمع الشمس مع القمر والليل مع النهار ما يجتمعون...
ناظرت أمواج لمروج ما تدري ليه ربطت كلامهم بحبها لتميم وزواجهم حاولت تبتسم قدام مروج بتصنع لكن فيه شي احرق قلبها من الكلمة...
مروج كانت حاسه فيها: اكيد ما تقصدكم...
ابتسمت أمواج: خلينا ننزل...
لاحظ رائد ملامحهم وقال: وش فيكم كن احد غصبكم تجون ترا إذا ما ودكم نخليها وقت ثاني...
ابتسم أمواج وما قدرت تجامل: يكون احسن احتاج انام واريح...
صدقها رائد وبدا يسولف على مروج بكل عفويه وحماس لكن مروج كان قلبها مشغول عليها وبدت تربط الأحداث بين عصبية ريان على الفطور وضجر امهم الواضح من قصة حب تميم وأمواج...
مروج بنرفزه: يا كثر سوالفك يا رائد صدعت فيني...
رائد: قولي والله؟ لك ساعه تسولفين لي عن ساعه شرتها بنت مدري من ما قلت شي والحين صدعتي؟
مروج: اوووووووف خلاص...
سمعها ريان اللي كان توه داخل: بنت ترفعين صوتك على اخوك؟
ما قدرت تتحمل وبدت تبكي بقهر قرب لها رائد: مروج ليه تبكين؟ عادي صرخي علي...
سحبت نفسها من حضن رائد وطلعت غرفتها بدون تبرير...
ريان: وش صاير؟
رائد: والله علمي علمك راحت تنادي أمواج وجت أمواج وجها مصفوق اكثر منها...
ريان: امك كلمتها شي؟
رائد: والله مدري...
مسح على وجهه بضيق يفكر كيف يقنع امه توافق على تميم وما ينكسر قلب اخته...******************
أنت تقرأ
وأن ارتماء شوق الحنين في صدري العاري؟
Romantizmتربت العنود في بيت عمها ابو سليمان وسط اجواء عائلية دافئه مع ابوها اللي بعد ما كان افضل محامي ورجل حكيم فقد عقلة بسبب مجهول وصار مثل الطفل يناديها "أمي العنود" تقرر تكمل مسيرة ابوها وتكتشف السر وراء مرض ابوها وتتولى قضية بتوصيه خاصه من شخص مجهول وت...