الفصل الأربعين...

1K 31 13
                                    

بيت أبو عبدالعزيز...
مرت شهور على آخر مره تجمعوا في بيته جهز لهم العود والبخور زين لهم المجالس بلهفه ينتظر قدومهم بكل حُب اخذ منهم الزعل حقه بأيامه ولياليه حان وقت الفرح دخل عبدالعزيز بصواني الحلا وعناد كان يجهز القهوة مع سجى ويتهاوش معها...
أبو عبدالعزيز لما سمع صوتها أردف بصوت عالي: يا ولد لا تجننا خلاص...
دخلت غدير ماسكه ظهرها بيدها شماغ أبو عبدالعزيز: من تكلم عناد اللي ما يرتاح إلا إذا بكت...
عبدالعزيز وهو يرتب الحلا: بهذي معك حق نشبه...
ابتسم أبو عبدالعزيز لها: ارتاحي يأم عايض لا تتعبين نفسك...
غدير ميلت شوي نزلت العقال على الطاوله ورفعت الشماغ تحاول تلبسه منعها فارق الطول وعبست بدلع...
تنحنح أبو عبدالعزيز وناظر بطرف عينه لعبدالعزيز يتأكد انه مشغول وحس عبدالعزيز عليه اللي كان يحاول ما يناظر فيهم وانتبه لنظرات ابوه ولف اكثر يمثل انشغاله ما قدر يطلع ويحرجهم ولا يكمل شغله صح كان يحوس بنفس الصينيه ينتظر لحظتهم الرومنسيه تخلص...
أبو عبدالعزيز لغدير بصوت هادي: لا ترفعين نفسك انا انزل لك...
غدير اللي اخذت على عيال أبو عبدالعزيز بلحظة حُب دلعته وهي تعدل شماغه: فلوحي لا تلف ناظر لي...
لما سمع الدلع ما قدر يمسك نفسه سحب طرف شماغه تلثم يغطي ابتسامه طلع ينادي عناد بصوت فيه الضحكه: عناااااددددد يا ولدددددد...
أبو عبدالعزيز بعتب: كذا تضحكين الولد علي؟
تركت شماغه وحطت يدينها على صدره بنعومه: يعني كيف ما أدلع حبيبي فالح؟ ،ناظرته بحزن وهي تمسح على كتفه، مين أدلع إذا ما دلعتك؟
حس انه تخدر من ابتسامتها ونظرتها له ولمست يدينها الناعمه حسها تداري شرايينه بين أصابعها ما قدر يقاوم أنوثتها وعذوبتها رد بصوت خادر: هاه...
عناد عند الباب: اااحممممم تقول مين تدلع إذا ما دلعتك يا رجال اخلص علينا البس شماغك زين الرجال بيجون وانت قالبها وضحى وابن عجلان...
لف أبو عبدالعزيز عنهم يمسح وجهه يستجمع نفسه بعد جرعة الحُب اللي حسها ورجع يناظر لعناد: استح يا ولد، رفع عقاله، ولا ترا بالعقال...
ضحكت غدير على ردة فعله ونزل عناد الدله: يحق لك تضحكين وهو يجلدني عشان هالضحك، ناظر لأبوه، ضحكت خلاص ما يمديك تضرب راحت عليك...
سجى مسكت عناد من أذنه: يا قليل الأدب ما قال لك عبدالعزيز لا تدخل؟
عناد: من يفوت مشهد رومنسي على الطبيعه؟ ،ناظر لأبوه وغمز، ولا فلوحي؟
ما انتظر ابوه يجاوب هرب وهو يصرخ: ترا بوجه عمي سعود من الحين اقولك...
أبو عبدالعزيز عقد حواجبه يحاول يخفي إحراجه قدام عياله: تجي يا خضير واربيك...
مسكت سجى يد غدير بابتسامه: تعالي يا زوجة فلوحي نروح نستقبل الحريم...
قبل يرد دخل عبدالعزيز: يبه وصل عمي سالم وعمي صلاح...
_________
بيت آلـ زيدان...
صحت بعد نومه طويله من سنين ما نامتها حتى بحضن عادل ما مرت عليها تحس نفسه خفيفه ومثقله بذات الوقت ابتسمت لريحة القهوة تذكرت طبع ابوها يصحى قبلها مرات كثير ويجهزها والواضح مفقودة قلبه ورثت طبعه...
تمددت على ظهرها وناظرت السقف سألت نفسها: وش بيصير الحين؟ وش ينتظرنا بكره؟
آسيل عند الباب مبتسمه: سريري نجيبه هنا، حطت أصبعها على شفتها بتفكير، اااامممممم او هنا احس اريح...
التفتت لها العنود وجلست: أمرتس غريب يا...
احتارت ما تدري تناديها بأي إسم اسمها الحقيقة او الاسم اللي اختارته لها القدر...
حست بشعورها واختصرت لها حيره: ناديني أسيل أحس ان لي وجود فيه أكثر الهنوف ماتت يوم أخذوها لكن أسيل لها ذكريات ولها حياه عاشتها بحلوها ومرها...
ابتسمت: طيب يا أسيل ليه الهدوء اللي انتي فيه؟ كيف تأقلمت بسرعه امس صوت سعادتتس فيهم وصلني كيف تقبلتي كل شي بالسرعه هذي؟ توقعت بترفضين تعاندين أي شيء إلا الهدوء تقبلتس للوضع يحير...
مشت لها اسيل تعدل بيجامتها وتتنفس بصوت عالي دليل الحيره جلست جنبها: مدري بس ما اقدر اقولك احس بشي معين احس داخلي فراغ ماني قادره افرح او ازعل فرحتي فيكم زي الحلم انتظر بأي لحظة فايز يجي يصحيني منه على...
عضت على شفتها تمنع باقي كلامها وأردف العنود: كملي ليه وقفتي؟ يصحيتس على ايش؟
تنهد: ما علينا من فايز اللي ابغاك تتأكدين منه انا بخير يمكن لو قبل كم شهر بتكون ردة فعلي تختلف لكن الآن انا بخير وفارس له فضل كبير...
ناظر العنود يدينها: فارس له فضل كبير علينا كلنا ،رفعت راسها تناظر لها، كيف عرفتي ان حمود ما صير ابوتس؟
ضحكت بسخريه: وهذي تفوت ولد سعد على قولكم؟
فهمت العنود شي تمنت ما تفهمه ويكون فعلاً واقع كذبت علامات كثير بجسمها تدل على المعاناه لكن يكون العذاب نفسي بعد حست روحها بتصرخ تبغى تنتقم من كل اهل سعد اللي راح وما اخذ جزاءه...
مسكت يدها تحضنها تحتاج تبعدها عن الموضوع: ورثتي من عبدالله عادة القهوة...
ابتعدت أسيل وناظرت للعنود: سولفي لي عنه...
ابتسمت بحنين له: بسولف بس خليني اروح اصلي الظهر...
مسكت أسيل يد العنود قبل تقوم بعيونها رجاء فهمت العنود قبل تتكلم وتمنت لو أسيل ما تنطقه تعبت عشانها كثير لكن ماهو عيال آلـ زيدان...
اسيل: أدري تعبتي عشاني كثير واعرف طبيعة العلاقه بينكم شرح لي فارس كل شي، تغيرت نبرتها، بس عشاني ابغى احس ان لي عائلة وأهل اجتمع معهم على الأكل واسمع كلامهم وانا صغيره كنت أغار من اخوان حمود وعيالهم ولما عرفت انه ما يكون ابوي انتظرت اللحظة اللي أعيش واحس فيها بأهلي الحقيقيين...
غمضت عيونها تحاول تبعد شي مر عليها من دموع عبدالله وأنينه كتم نفسها لثانية لكن تماسكت عشانها: ما اقدر صدقيني لو اقدر ما راح ارفض لكن صعب علي والله يا اسيل صعب علي...
طلعت العنود وتوجه للحمام اخذت شاور تحاول تطول قد ما تقدر تنتظر اسيل تنسى طلبها وتروح ترحمها من شي بروحها يتألم وبعد وقت طلعت من الحمام كانت تنتظرها رفعت المنشفه تنشف شعرها وهي تحس بنظرات أسيل لها اخذت المشط تسرح شعرها تحاول ما تناظر لها ما تبغى تضعف وتقبل شي صعب تقابلهم وتسمع كلمة يمه منهم لفاطمه كلمة ما تقدر تقولها لها تجاهلت شعورها وتوجه لسجادة لبست جلالها تصلي...
أنهت صلاتها والتفت لها: بتراقبيني كثير؟
اسيل: لين يحن قلبك علي...
ابتسمت العنود ولفت تكمل صلاتها طلبها ثقيل على روحها وجوارها مستحيل تقدر تاكل وتشاركهم الكلام جت عشان تحميها وتحمي شي بداخلها لا يغدر فيها الوقت وينعاد جرح ابوها...
________
إيطاليا...
ابتسمت على بقايا ريحة المسك وأختها رحيتهم بالغرفه ما بعد خفت وبقايا ورد جابه فارس للعنود العذر سلامة اختها والمقصد تنتبه لمشاعره الحزينه تعودت عليهم ما تدري من طيبتهم او عشان دم مشاري خفف منزالهم بقلبها...
غمضت عيونها تتذكر ملامح مشاري واردفت بشوق:
يسوقني طاريك لمشاهدك سوق...
وأشفق على لمسة يدينك شفاقه...
زرعت لك زرع له أثمار وعروق...
وقدمت لك من زهرة العمر باقه...
والصبر زين وكل مطرود ملحوق...
وشرهة قدم رجلي على عظم ساقه...
وإن كان عندك شك لاناشك العوق...
في قلبي اللي لك يزيد اشتياقه...
الشوق مشتاق لك اكثر من الشوق...
شوق شمري ضاعت أغلى دلاله...
مرت نسمه بارده على قلبها حستها جابت لها من شوق سجين الروح حضن غمضت عيونها ولمت يدينها على قلبها تستشعرها بكل تفاصيلها...
مسحت على قلبها: ان كنتِ من حبيبي القلب فجي ضلوعي لك وطن وخذي منه السلام وردي الحضن، بلعت ريقها، ولا تتركين بعيونه لحظة حزن...
فتحت عيونها على صوت المطر قامت بهدوء وتوجهت لنافذة: بيجي يوم يا سجين الروح وتدعي بنفس المكان...
__________
بيت أبو بندر...
أبو بندر: يا ولد اخوك وينه؟
فارس يعدل شماغه: والله يبه مدري...
وصايف تناظر جوال فارس اللي كان يدق وهي تلبس الحلق: مين أليس هذي؟
ناظر لها فارس ونزل نظره لجواله: ياليل وانا ناقص...
أبو بندر: إذا الشغل قول ما تقدر اليوم معزومين عند عمك فالح...
فارس: اصلاً ما راح أرد هذي نشبه...
غمزت له وصايف: حركات اجل إيطاليه؟
هز راسه وناظر لأبوه: وش قال بندر قبل يطلع؟
أبو بندر: يقول لا تسبقوني...
وصايف لفارس: بفصل جوالك وبشبك جوالي شوي يشحن...
فارس بخفوت: ما عليه أنا اصلاً ودي يقفل اليوم مافي شي مهم...
كان يقصد العنود من فراقهم بالمطار ما كلمته طلبت ينتظر وطال انتظاره كانت ليلة من وصولهم وعليه تشبه الدهر ما كان يدري هو اللي مستعجل ولا الوقت طال فيه وتغير حاله بثانيه لما سمع وصايف...
وصايف رافعه جواله: فيه رقم يدق عليك...
ابتسم وأخذه منها بحماس واضح عليه اللهفه: الو!
العنود: هلا أبو صلاح...
فارس بعتب: ويييينننننك يا، حست ان ابوه ووصايف مركزين معه اختار الكلام مبهم، ابن الحلال طولت وانا انتظرك...
ضحكت العنود: ههههههههههههه اجل يابن الحلال اكيد فيه احد عندك...
فارس: الحين اروح...
العنود بمقاطعه: لا خليك أنا بس حبيت أقول هذا رقمي سجله وانتبه احد يدري او يعرفه أنا بفتح رقمي الثاني بكره لكن اليوم طلعت هذا عشان اقدر أتواصل معك وترا أليس كلمتني حاولت تتواصل معك بس ما قدر...
فارس: ايه شفت المكالمه بس ما رديت...
العنود بمزح: لا تخاف ما راح تأكلك كانت بتبلغك انها جايه للمملكه...
فارس: ياليل النشبه صدق؟
العنود: أنا كلمتها احتاجها ببعض الأمور وانت شوف وضعك بعد الليله اكيد بتصير مراقب انتبه وانا بعرف كيف أوصل لك...
فارس: زين زين استودعتكم الله...
قفل الخط وتغير حاله مبتسم وعيونه تلمع ناظر لوصايف يمسح دقنه: مشينا؟، ناظر شحن جواله، معك شاحن متنقل؟
دخل بندر بحضنه نرجس: وتتروكنا يا عم ما تأخذونا؟
أبو بندر بفرح: يا هلا يا مرحبا...
اخذها ياسلم عليها وجلس يمينه فارس ويساره وصايف طلعت ام بندر على دخلت خلود ارتفع صوتها بترحيب...
ام بندر: يا هلا يا هلا بالغاليه زوجة الغالي وام الغاليه...
بعد السلام والفرحه بوجود نرجس طلع فارس بعد مكالمه وقال بيلحقهم على بيت ابو عبدالعزيز ولملموا سعادتهم وكثير المشاعر راحوا يشاركون مع جمعة الأصدقاء والأهل...
__________
بيت أبو زياد...
اختارت تجلس قريب من النافذه تحس بكتمه وضيق تحس نفسها ضايعه قررت تراقب الشجر وقطرات الندى على الأغصان تحس بروحها إرهاق تنهدت واخذت نفس عميق زفرته بصوت عالي ابتسمت لما شافت اسم امها على الشاشه اخيراً رق قلبها وتذكرت بنتها انتظر غادة الاتصال هذا وقت طويل اخذ منها الصبر والانتظار حقه..
غادة بشوق: يمه..
ام غادة: هلا..
قالت بعتب: كيف هنت عليك كل هالشهور ما تكلميني؟ ولا تسألين؟ لازم أترجاك عشان تدقين؟
ام غادة بحده: والله يا غادة بعتينا عشان رجال ما همك لا كلمة ابوك ولا زعلي وتقولين كيف هنت؟ راس مالي الشايب اللي عندي لو يصير له شي محد نافعني وهذا اختيارك...
تغيرت نبرتها: بس أنا بنتك..
تنهدت: وانا امك وزوجته يوم حديتني وكسرتي حتى خاطري أطلبك تتركينه ولا تضغطين ابوك وهو تعبانه ركبتي رأسك وسويتي اللي تبغين هذا انتي ببيته وأمه أجوديه ما تضرك ويوم زعلت راضاني هو واخذ بخاطري ما شفت منك كلمه طيبه يا بنتي..
غادة: ما تضر بس، قالت بحنين، اشتقتلكم تعالوا زوروني..
ام غادة: ما نقدر اختك ثقلت ولادتها ماهي بعيده بكريه ما أقدر أخليها..
غمضت عيونها وفاضت بدمع حبست انفاسها عشان ما تسمعها امها تحس عبراتها قطع زجاج تنزل مع حنجرتها وهي تكتمها عنها ما تدري انها بتحس لكن ذنبها في ابوها كان كبير ما يشفع لها كونها بنتها..
ام غادة: تبكين؟ ما عليه بكينا قهر لين صفت رؤسنا وأبوك ماهو راضي وانا ما اقدر اكسر له كلمه..
شدت نفسها واردفت بخفوت: غدير باي شهر؟
نبض قلبها لما سمعت صوت حنت له كثير كانت تنام عليه وتصحى بدعاويه كان ابوها يكلم امها بصوت عالي ما يدري انها على الخط حست شوقها زاد من صوته ودها تصرخ تقول يبه أنا هنا لكن بأي وجه تكلمه؟
ابو غادة: يلا يا حرمه العزيمه عند ام عايض تعرفين دبرتها بتتعب لا نتأخر على الرجال وترا ابو عبدالعزيز ملزم تنامين عندهم الليلة عشان بنتك ما يمدحها..
ام غادة: كيف انام واخليك؟
مسك يدها يبوسها: من قال بتخليني شرطت عليه أنا وعمتك مع بعض ما يجي واحد دون الثاني..
ابتسمت بخجل وقالت لغاده: مع السلامه..
أنهت المكالمة بكل هدوء تاركه غاده بهمومها وحزنها انتظرت منها سؤال واحد عن زياد او حتى كيفه معك؟ تحتاج بعده ترمي حملها على امها تشكي عن معاملته وقسوته عن حبيبها اللي تغير بلحظة سفرهم وانتظرت تسأل إذا الله رزقها تبغى من يسأل عن حالها وعنها ما كانت تبغى كل هذا البعد ولا حبته تحتاجهم لو قست كان عندها يقين ان قلوبهم احن منها ما يقسون كيف قست عليها؟
ومن بين الكلام اللي تسترجعه استوقفها اسم ام عايض هذا من حقها من سرق اسمها هي الكبيره هي اللي كانوا ينادونها فيه عضت على شفتها تمنع غصتها وألمها تحاول تهدي نفسها وتتمسك فيها بين نرجسية زياد وقسوة ابوها ضاعت كان الشعور اقوى يحرق بين روحها وقلبها شي بين ضلوعها ينزل على معدتها شي يشبه بلع حميم من حديد وقفت تحاول تشتت شعورها لفت الغرفه على كبرها تحسها ضاقت بزواياها عليها ما تحملت الألم ورمت الجوال بقوه وتصرخ تحاول تطلعه من داخلها...
صرخت غاده بـ: خلااااصصصصص خلاااااصصصصصص تعبت اااااااااااه ااااااااااااااااااااه ااااااااااااااااااااااااااااه تتتععبببببتتتتتتتتتت تتتعببتتتت ما تتعبون؟
وقفت تتنفس بسرعه وعيونها تدور بزوايا الغرفه بخوف تحاول تتخلص من شعورها وتسيطر على أنفاسها تحس نفسها تنازع تحتاج تفرغ غضبها من كل شي صار لا تموت منه ناظرت لتسريحه اخذت منها علبة عطر صرخت بـ خلااااااص وكسرت فيها المراية تشتتها على الارض مثل حال مشاعرها...
غادة بدموع وصوت مبحوح من الصراخ: أنا غغغببببببيه ادري بس خلااااااااااااصصصصصصصص حسوا فيني أنا بنتكم...
بعثرت كل شي قدامها وصرخت بكل قوتها تبغى الشعور ينتهي لكن ما حست الألم يخف كثر ما يخنقها وجوده تحتاج تحرر روحها من القهر سحبت كل الأشياء وبعثرتها على الأرض صارت الغرفة بحال فوضى ولا يهداء داخلها ثارت وثارت على مشاعرها حاولت تكون اكبر من الألم وتهزمه لكن كانت باضعاف حالاتها وهزمها الألم يكسر قلبها بذكرياته ويحرق روحها بقسوته طاحت على الارض تبكي بالم ألم غربه وألم باسفل بطنها وعرفت انه سرق منها فرحتها بحملها وسرق معه أمل رجوعها لأهلها...
___________
بيت أبو تميم...
كان موعدها اليوم رجعت واختارت تكون حبيست غرفتها ما عاد تتشوق لجلستها معهم اختفت سعادتهم فيها وحرصهم على ضحكتها صارت تحن لبيت مطلق كثير تهرب منهم ما تبغى تقارن بين حنية مطلق وتصرفات ابوها بداخلها إرهاق من كل شي تحتاج تبعد وترتاح لو سمعها الزمن ويوقف لحظات تستجمع نفسها فيها...
تميم عند الباب: ادخل؟
ناظرت له: انت دخلت وخلصت...
دخل وقفل الباب مشى بخطوات بطيئة وهو يمسح على راسه: ليه ما عاد تجلسين تحت؟
أمواج ترتب اشيائها: كذا اريح...
عقد حواجبه: كيف كذا اريح؟
تنهدت: تميم أنا صحتي ما عاد تساعدني ولا ابغى أتشتت المحكمه قريب والعنود تحتاجني ما ابغى شي يشتتني كذا اريح لي أكون بعيده لحد ما أخلص ويصير خير...
تميم: بس أنا ابغى اتطمن عليك...
أمواج: لا تخاف أنا بخير...
ناظر تميم لها: للحين زعلانه؟
فهمت قصده: ما عاد يفرق معي شي...
تميم: بس أنا يفرق معي...
ناظرت له تحاول تتماسك قد ماتقدر: شكراً...
استنكر ردها: شكرا؟
اخذت نفس وزفترته بصوت عالي: تميم والله العظيم ثم والله العظيم مالي طاقه اللي باقي منها محتفظه فيها للمحكمه وصحتي...
بلع ريقه ما عرف يرد معذوره لو تبتعد وتعتزل العالم من تعبها كلٍ يقول نفسي نفسي محد اهتمّ لها حتى مواعيدها كثير مرات تروح لحالها تأمل عيونها وملامحها كيف ذبلانه زعل عليها كثير اخذ وقت يتإملها ويشوف هروبها من كل شي حولها تعزل نفسها كثير وتنام ساعات طويله ما كان عاجبه حالها تعب يدور حل يضمن فيه راحتها...
تميم: أمواج اسمعيني...
ردت وهي ترتب أدويتها: اسمعك...
رفع رأسها له: اسمعيني وانتي تناظريني، نزلت علبة الأدوية وكمل كلامه، انا كلمت شخص أشوفه مناسب لك وبيجون جاهيه اليوم يخطبونك، توتر من ملامحها، صدقيني لو ماهو كفو لك ما كلمته وادري بترتاحين في بيته واثق فيه وانتي لازم تثقين فيني شتاتك وخوفي عليك كل يوم يزيد...
غمضت عيونها بعدم تصديق واستيعاب ناظرت له مره ثانيه وهي تمسح على راسها: انتم وش من بشر؟ تبغون تذبحوني وبس...
بخوف من ردة فعلها: يا بنت تعوذي من بليس مين قال؟ انتي فهمتيني غلط...
ناظرت علبة أدويتها وكمية الأدوية فيها تكلمت بغصه: طول عمري أسعى لغيري عشان يكون مرتاح لكن غير كان يحفر قبري ،ناظرت تميم وهجرت دمعتها رمشها الكثيف، إذا هذي العلبة ما شفعت لي ولا حرمتوني عشانها وش بيشفع وتتركوني بحالي؟
ناظر لها برحمه: والله ما قصدي كنت بس ابغى أساعدك أنا اعرفه ولد عمي شري ولا راح ترتاحين معه خليني اسوي شي يريحني ويريحك...
حست بحيره بين مرضها وقهرها منهم ما تدري تبكي وتكسر وتتعب قلبها او تتمسك فيه وتصد عنهم...
أمواج بعجز: لو رفضت بتسمعوني؟ ما سمعتوني قبل ولا رحمتوني وانا مظلومه بتسمعوني الحين؟، اخذت نفس عميق، تميم سوي اللي تسويه ما عاد تفرق معي الفارق معي قضية العنود...
تميم: اعتبرها موافقه؟
أمواج: انت وضميرك حكمه يمكن تشوف شي أنا ما أشوفه...
رجعت أمواج ترتب أدويتها واختار تميم يجلس عندها لحد ما يتأكد انها هدت حضنها لصدره وبدت تبكي بصمت حاول يهديها كثير ومحد كان حاس بطيف تتسمع لكلامهم عشان تنقله لأبوها على مزاجها...
ابتعدت بخطوات سريعه اخذت جوالها وطلعت للحديقة تضمن محد يسمعها...
طيف: بابا وينك؟
ثامر: عندي شغل فيه شي؟
طيف بخبث: ايه سمعت أمواج تطلب من تميم يقنعك تتزوج واحد اللي فهمته من كلامهم انها تحبه ويبغونه يتزوجها قبل ولد عمي أنا يا بابا ما ابغى راسك ينزل بين الرجال وانت راسك مرفوع ما تجي تربية مطلق المايعه وتدنسه...
ثامر بعصبيه: وش تقولين انتي؟
طيف: أنا اشوف تكلم عمي بكره يجون يخطبونها ويملك مافي وقت...
ثامر بوعيد: ما عليك والله ما يصير اللي تبي وانا ثامر...
قفلت الجوال على ملامحه الخبث: اجل تبغين تصيرين احسن مني؟حريمه...
________
بيت أبو سليمان...
دخلت رغد معصبه بصوتها الغصه: سعووووود شوف حرمتك ترا والله تعبت...
أبو سليمان عقد حواجبه: تأدبي يا بنت مع امتس...
ناظر لها عادل تحاول تخفي دموعها: وش سوت لتس؟
ما قدرت تتكلم كانت تعدل أساورها وتناظر الأرض تحاول ما ترفع راسها عشان ما يشوفون دموعها كانت تسمع ابوها يعاتبها على اسلوبها مع أمها بخاطرها ترد لكن الغصه بنص حنجرتها تمنعها...
أبو سليمان بحده: هاه سمعتي؟
لما حس مثقال انها ماهي قادره ترد أردف: ما عليه يبه ما تقصد وانت تعرف امي الله يهدها...
أبو سليمان: وان يكون هذي أمكم جنتكم وناركم...
دخل عز: يبه عمي عبدالله يبيك...
ناظر له أبو سليمان وقام: فيه شي؟
استغرب عز ملامح اخوانه وحال رغد ناظر ابوه: اااء لا بس يقول ينتظرك..
طلع أبو سليمان وهز عز راسه بسؤال لمثقال اللي زم شفايفه بضيق عليها فهم ان امهم لها دخل بالموضوع الفتره الاخيره صارت تضغط عليها اكثر...
عز يحاول يغير جوها: أقول رغيد أهديتي خويتتس شي؟
ارمشت عشان تنزل دموعها قبل ترفع راسها وطاحت براحت يدها اخذت نفس وناظرت له...
رغد بخفوت: لا للحين...
تجاهل الحزن بعيونها: طيب وش رايتس أنا اجيب هديه بأسمتس وتصير مفاجأة...
مثقال بنظرات: ما انصحتس...
دخل فهد: ولا أنا والله بينكبتس معها ،أنا بمشي مع عمي وابوي عندنا مشوار اسبقونا لبيت عمي فالح...
طلع فهد وناظرت رغد له: عز من جدك ولا تستهبل ترا مالي خلق...
دخلت مشاعل بيدها عباية رغد: انت من زمان مالتس خلق وش الجديد...
ريما وراها: بعدي شوي...
نزلت مستوى رغد وهمست بأذنها ابتسمت رغد وناظرت لها: احلفي...
ريما: وربي وتقول، ناظرت اخوانها ومشاعل، قربي اكمل باذنتس...
مسكها عز: والله تقولين بصوت عالي على كيفتس...
قلبت عيونها ريما: سوالف حريم...
مشاعل: أنا حرمه طيب قولي لي...
ناظرت لها: انتي تعرفين...
التفتت لرغد تكمل باذنها ناظرت رغد لعز ورجعت تناظر لريما: احلفي مين قال؟
ريما: للحين ما جاتس شي...
رجعت ريما تهمس باذن رغد ما تحمل عز اخذه الفضول وجلس جنب رغد يحاول يسمع وهي تدفه بيدها...
عز: بس بسمع ماني معلم العيال...
ما ردت رغد كانت مركزه مع ريما ورجع يحاول يسمع عكس مثقال وعادل كانوا هادين بشكل واضح لحد ما انذكر اسم مثقال...
رغد شهقت بصدمه: هئئئ ثقولي؟، ناظرت مثقال وقالت، ياعمري، رجعت تناظر ريما، ايه كملي...
مسك مثقال يد ريما: وش إللي كملي وش دخلني انا ليه قلتي اسمي؟
عز: ايه ليه قلتي اسم اخوي؟
مشاعل: الحق ابوك وتعرف...
طلع عز قبل مثقال من كثر الفضول ومثقال وراه يتسابقون من يعرف اول عكس عادل جالس وتفكيره بعيد استمرّ يدق على رقمها مغلق ما يعرف من مين يأخذ أخبارها؟ وفارس ينكر وجودها معه يحس بضيق يكتمه ويهون على نفسه انها باقي على ذمته...
مشاعل: ما فيك فضول تعرف وش العلم؟
عادل بهدوء ما تعودوا عليه: لا...
ريما: عادل صدق رجعت والعنود زعلانه منك؟
عقد حواجبه: مين قال هذا الكلام؟
ريما: ابوي سمعته يقول لأمي عادل مزعل العنود ورفضت ترجع خايف عليها وفارس كلم ابوي اليوم وكان معصب مره...
انتفض قلبه من ذكره وطلع بدون جواب يتذكر معاملة ابوه له من الصباح يتجاهله ويمنع نفسه عنه توقع زعل لانها لحالها لكن إذا كلام ريما صدق فهذا يدل ان العنود فعلا عند فارس...
عادل بقهر: والله لو تسوينها يا بنت ابوتس بيكون الحاسب بينا عسير...
__________
بيت آلـ زيدان...
قفلت الخط من فارس وناظرت لأسيل اللي كانت تنتظر بكل حماس تناظر للعنود مبتسمه كانت جاهزه ورافضه تنزل بدونها...
العنود: ترا تقدرين تنزلين بدوني اللي قدامتس امتس وأخوانتس هم نفسهم اللي سهرتي معهم امس محد غريب تخافين منه...
أسيل: عشان كذا انتظرك...
تأففت العنود وقالت اسيل بمحاولة إقناع: بس اليوم وعد شي عن خاطري تقدرين تقولين حلم تحققينه لي بعدها لا توافقين...
بعد كلامها ما قدرت ترفض ابتسمت لها: طيب انتظري البس شي زين واجيتس...
اسيل: امممممم بحكم اني سرقت من ملابسك عندك فستان لونه كحلي ناعم ومورد البسيه تخيلته عليك...
رفعت حاجبها: بالله وغيره؟
حطت اسيل يدها على خدها بتفكير: اممممممم وشعرك خليه مفرود ولا تحطين ميكب مافي وقت...
العنود: أوامر ثانيه؟، هزت اسيل راسها بـ لا وقالت، اجل يلا نزلنا ما راح أغير لبسي مافيه شي...
أسيل: عنيده بس حتى اللي عليك حلو...
اخذت العنود جوالها ودفت أسيل تمشي قدامها: طيب امشي قدامي...
............
صالة الطعام...
تعمد أبو الوليد يجمعهم على الغداء متأكد ان اللي جاب العنود لبيته بيجيبها تشاركهم اول وجبه رفض غياب أحد لكن عذر غصون اللي اعتذر عنها راجح بعذر واهي لحد ما يلقى له عذر ويمهد لها ان العنود اخته ما يعرف كيف بيكون اللقاء بين المحامية والشاهده الوحيدة...
يشوفها ترتب السفر بتوتر من أصبحت والعيد بقلبها مصبح من يصدق ان عيال فاطمة على سفرة وحده بعد سنين فراق وعذاب وعتاب ولو كان للجفا بينهم مكان لكن الأهم وجودهم مع بعض...
حضن كتوفها: خلاص يا فاطمة كل شي جاهز ومرتب، ناظر الطاولة، بعدين ماشاءالله وش كل هالاصناف؟
ام العنود بتوتر: دخلت المطبخ ولا عرفت يا فواز وش يحبون يأكلون قلت إذا ما عجبهم صنف يمكن يعجبهم صنف ثاني يعني شوف، توجهت لصينية معكرونة بالبشاميل، سويت الصينية هذي وسويت جنبها مقلوبه وسلطة وملوخيه ومشاوي وهذي الشوربا وصينية بطاطس مدري يكفي؟ اخاف يقومون جوعانين او مافي شي من الموجود يشتهونه..
جلس راجح بعدم مبالاه: حنا اللي ذبحنا الجوع بعدين يحمدون ربهم طبختي لهم..
تنهد أبو الوليد وهز راسه بأسى اكثر شي شايل همه تصادم العنود وراجح...
ابتسم وناظر الوليد لسفره: الله حركات فطيم اليوم طابخه!
راح خليل يبوس يدينها: تسلم يدينك يا الغالية..
أسيل بصوت عالي: الله كل هذا علشانا؟،ناظرت للعنود ضربت كتفها بخفه، من قدنا؟
رفع راجح راسه بفضول للعنود مو بس هو حتى الوليد وخليل وأمهم ما شافوا إلا ملامحها الباكية ومالها الغاضبه كيف تكون وهي هادية؟ يشوفونها جامدة لو يبتسم الجدار ما تبتسم بنت عبدلله يتعجب راج كثير من ثباتها وصدها الواضح والأكيد الدائم ،راح الوليد لها اشتاق يعيد الحضن فيه مشاعر ما اكتفت للحين ومنعته يدها لما اقترب وحست بحنية نظراته ودفته..
العنود بحده: إذا سكت مره لا تعتقد كسرت الحاجز لا حنا بينا حواجز يا ولد فواز، ناظرت لابو الوليد، حواجزكم ثقيله يا آلـ زيدان ما تروح بسهوله..
صدت عنه متجه للكرسي والوليد بإصرار حضنها: مع ذلك بحضنك يا اختي الكبيره ولا راح اسمح للحواجز تدوم وتنسيني مكانتك بحياتي..
دفته والتفت له: إذا تعتقد بحركاتك هذي بيحن صدقني ما يحننه شي يوم اللي سلبه من بين ضلوع وسكن فيه حماني سنين وداراني رباني مع ابوي زل تركته ضايع ووحيد هجرت بدون رحمه تظن بحين عليكم يا آلـ زيدان؟
صدت وجلست ترفع شعرها عن عيونها وهي تحس بنظرات راجح تراقبها بطريقة غريبه كان عندها فضول تشوف غصون تتأكد من وجودها يكذب فارس مره ويصدق عادل لكن مالها حس ولا سئلت عنها..
ام العنود بصدمه: تركتي رجالك؟
رفعت حاجبها بتعجب من سؤالها وقالت بدون تردد: محد له دخل بحياتي بالذات انتي..
راجح بعصبيه: ههييييييه انتي تكلمي مع امي زين..
ابو الوليد: راجح خلاص احترم اختك الكبيره..
راجح: تحترم امي عشان نحترمها..
ابو الوليد: قلت خلاااص..
صدت ولا اهتمت لكلام راجح حس أبو الوليد بتجاهلها شد نفسه وسحب الكرسي لأم العنود جلست وجلسوا العيال ويسطر الصمت على المكان...
كان حالهم غريب اكتفت العنود بالسلطه مستنكره ريحة الاكل ما تعودت على طبخ أمها شي غريب وغير محبوب بالنسبه لها سمعت عن تميز طبخ الأم عند عيالها لكن ما والفت معدتها غير طبخها وطبخ ام سليمان وأم فهد تحس بمراره حتى بالسلطه فضلت تكون مالحه يمكن تجاري شعورها وهي بينهم...
استغرب الكل صحنها شبه فاضي كمية الملح ما كانت طبيعيه الأغرب ورد فعلها لما شاركتها اسيل قطعه من البشاميل..
اسيل: لا تفوتك مره لذذذذييذذذذذه..
سحبت العنود صحنها برفض وطاحت القطعه على السفره أردفت بحده: لو ابغى اخذته بعدين ريحتها كلها زفر وانا مثل عبدالله تلوع كبدي من الزفر..
زمت ام العنود شفايفها تكبح شعورها منتظره مثل هذا الكلام من وصولها شد ابو الوليد على يدها وقامت العنود لما حست بغثيان ما تقدر تجامل وتكذب مثلهم حتى الاكل معهم صعب..
العنود بهمس وهي شاده على أسنانها: سفره دايمه..
طلعت جناحها بخطوات سريعه معقول عدم تقبلها لهم يخليها تكره وتستنكر الاكل معهم ما قدرت تبلع الاكل طبيعي احتاجت كوب ماء يساعدها ما جاملت إلا عشان قطعه من روحها تعبت عشان ترجع ولا تبغى تجرحها حتى كلامها معهم استغربته ما تعودت تجرح يمكن من كثر الجرح والصد ما تنتظر تنجرح تجرح ولا تبالي..
ابو الوليد لأسيل: اختك فيها شي؟
أسيل: ايه معدتها تعبانه وتاخذ لها دواء اللي فهمته من أليس عندها التهاب او شي كذا واذا سألتها تقول مافيني إلا العافيه..
ام العنود بقلب ام: فواز بنتي اكيد تكتم بروحها لين التهبت معدتها بنتي يا فواز...
شد على يدها وناظر لخليل: خليل الحق اختك وتطمن عليها ولزم عليها تنزل للقهوه ولا تنزل إلا إذا تأكد انها بتجي او جيبها معك واذا فيه شي معين تبغاه اطلبه لها..
بلع لقمته بصدمه ناظر للوليد ولراجح ورجع يناظر لأبو الوليد: أنا اروح؟
الوليد بسرعه: أنا يبه أتحملها خليني اروح أنا والله ادري قلبها طيب لكن يخونها لسانها...
أبو الوليد اخذ كوب العصير: أنا قلت خليل...
راجح: بعد ما يخلص أكله ماهو شي مهم عشان يوقف له تكون شياطينها هدت شوي...
أبو الوليد: ولدي يا راجح أنا ادري وش تشوف فيها وهي وش تشوف فيكم لكن انا ماودي تطلع من هنا مثل ما دخلت وإذا بتنتظر النار تهدا عشان تطفيها ما راح تورث إلا رماد، ناظر لخليل، قوم وانا عمك الحقها...
اخذ خليل المنديل وقام وهو يفكر كيف لازم يبداً وكيف بيقنعها تنزل حدتها مع راجح والوليد واضحه رفض بدون نقاش اخذه التفكير لبعيد ايش لازم تسمع عشان تصدق ان حالهم ما يفرق عنها وصل وتنهد رفع يده يطق الباب ينتظر تفتح له...
فتحت الباب وعقدت حواجبها: باقي انت تجرب حظك؟
خليل بهدوء: لا جيت اجرب يكون عندي اخت ما حسيت ان عندي امي إلا من قريب ولا عمري حسيت ان عندي أب عادي ننام على صراخ ونصحى على ضرب ونعيش باقي عمرنا أيتام يربيني راجح ويربي نفسه لا ام تقدر تحن علينا ولا عم يعدي الغلط لكن إذا هذا دوري ما راح أتنازل عنه لو تطرديني لاني ادري بداخلك بتزعلين اكثر لو أنكرتي ويمكن هذا الشي الوحيد اللي بقدر أسويه بحياتي ومتأكد انه صح أكون أخ حقيقي أقوم بدوري قد ما اقدر لو تطلبين روح ما راح أتردد بس ما يجي مني قصور اتجاه خواتي ما انكر اني ما أعرفكم ولا اعرف كيف كانت حياتكم ولا انكر فرحتي فيكم رغم جهلي بالتعامل معكم لكن اللي جابني واجبي كأخ يهتم بأخته ويشوف أخبارها...
حست بشعور حلو كلامه ريّح كبريائها شوي عيونه صادقه شخص شفاف صريح حلفت لنفسها مستحيل اللي مثله يستاهل لو الشك بحثها عنه لما كان متهم يخليها تتقبل منه...
خليل لما طال صمتها: مدري ليه قلت كل الكلام مع اني كنت متردد وطلبت الوليد يجي بدالي لانه هو اشجع مني بس لما فتحتي الباب حسيت اني قدام شخص ما يضحك علي بيفهمني حتى لو لخبطت بكلامي واصلاً مدري كيف طلع...
كانت تسأل نفسها مين تشبه اسيل بشخصيتها وشفافيتها عفويتها الواضحه والحين عرفت من توأمها الحقيقي تناظر لرجفة يدينه وارتباكه وهو يشرح حاله ما يفرق عن حالها إذا عاشت يتيمة ام هم عاشوا أيتام بحياة امهم اخذتها الرحمه له وابتعدت عن الباب تسمح له يدخل فيها فضول تعرف عنهم اكثر يمكن يكون الوسيله بدون ما تهز كبريائها...
__________
المستشفى...
واقف على باب المستشفى ينتظر اللحظة اللي تصير على ذمته عليه التوتر والارتباك بين فرح وخوف هدد ابوها اللي من تعبه تغير عليها أوهمه بادله مزيفه زواجه من حصه مقابل حرية عياله ناظر لسلمان اللي كان ماسك ضحكته...
عبدالله يرجف من التوتر: شفتها لا تطلع عشان لا احوسك...
سلمان: وش رايك يا عريس تروح عند العروس...
عبدالله: لا بنتظر ابوي، عدل شماغه، كيف شكلي زين؟
ابتسم سلمان: عريس، ناظر وراه، وصلوا ضيوفك...
عبدالله بتوتر: احلف...
التفت عبدالله يشوف ابوه وفهد وعمه عبدالله معهم الشيخ مبتسمين له على ملامحهم السعادة تنهد بتوتر واضح وتقدم بسرعه يسلم على ابوه واللي معه وصل عند فهد ومسكه...
فهد: بسم الله عليك وش فيك ترجف؟
ناظر عبدالله ليدينه كيف ترجف وصوته من التوتر متغير: مدري بس مشينا؟
الشيخ: اول مره يمر علي عريس يملك بالمستشفى وش مسوي بالعروس؟
عبدالله بتوتر: لا أنا علاجها اقصد ااااا أعالجها...
ضحكوا عليه وحس نفسه غبيه قال فهد: يدري انك تعالجها اجل دكتور وش تسوي؟
مسح يدينه بتوتر: مدري...
أبو العنود: عبدالله قلبي عريس؟
فهد: إذا استعجلته علينا يصير عريس...
الشيخ: وين شهودك؟
فهد: أنا شاهد...
سليمان: وانا إذا يرضى الدكتور عبدالله...
عبدالله: ايه رضيت...
ضحك الشيخ بصوته: هههههههههههههههه اركد بارك الله فيك وترفق على روحك للحين ما وصلنا للمرحله هذي...
أبو سليمان هز راسه بأسى: مشينا ورانا عزيمه وانت ما عرفت تملك إلا الظهر؟
عبدالله بربكه: مدري بس مشينا...
توجه عبدالله والرجال لغرفة حصه يسمع وصية الشيخ ويرد بصوت متوتر ضحك منه فهد وسلمان وصل وكان ابوها ينتظر عند الباب تأنيب الضمير وكلام عبدالله اجبره يوافق ويملك لهم قبل يرجعون اخوانها من السفر لانه يدري مفاوضة عبدالله ما راح تنجح بوجودهم يكون حافظ على الطرفين...
عدل أبو حصه الستاره ودخل الشيخ والشهود وأبو سليمان اختار أبو العنود يمسك يد عبدالله سعيد فيه ثواني بدأ العقد وكل عبدالله بشرايينه وحواسه مستمع له يستشعر اللحظة ويعيش شعورها بكل جواره وخفق قلبه على موافقتها وصوتها الخجول صارت زوجته وحبيبته يحميها وياخذها تحت جناحه بعد الله عن كل مكروه...
الشيخ وهو يقفل العقد: بارك الله لهما وبارك عليهم وجمع بينهم بخير...
استقبل عبدالله التهنئة وهو بخاطره يروح يهني قلبه فيها يبغى يقول لها أنا وعدت ووفيت صرت على ذمتي وتحت حمايتي...
مر الوقت وطلع أبو حصه يوصي عليها من بعده أبو سليمان واللي معه قفل الباب عبدالله وشد على مقبض الباب يحاول يرتب نفسه وكلامه لها...
حصه بعبره: مبروك علي قلبك...
التفت لها:
ابد ما كنتي هوى نفس وملذة طيش...
أنا شفتتس بعين الستر وأميمة عيالي...
حضنت وجهها تبكي وتقدم سحب طرحتها يحرر شعرها ويحضنها له يستشعر وجودها بين يدينه وقربها له ناظر عيونها وابتسم لها رجع سحبها بين يدينه وطبع قبله على راسها...
عبدالله يمسح على شعرها: بكره بكتب لتس خروج وازفتس لبيت ابوي عروس...
حصه: واخواني؟
عبدالله بصدق: والله ما يلمسونتس وراسي يشم الهوا...
_____________
بيت ابو سهم..
تأكد محد البيت غيرهم نزل لسيارة يجهز اعتذاره الغير مباشر عن كل شي زعلها وضايقها عن كل لحظة مرت فيها وحيده ومتضايقه بعيد عنه..
اخذ بوكية ورد كبير: مدري إذا بيشفع لي يا هنوفي ولا جهلي زعلك؟
...............
كلمها وطلعت له يتطمن عليها ما قدر ينتظر للبيت صوتها ما أعجبه..
عز واقف جنبه: اقول يا طير شلوى لا تاخذ راحتك حنا رجال عندنا غيره..
سهم: اقول يابو غيره اتركني مع حرمتي لحالنا شوي..
ابتسمت الهنوف: عز ابوي وينه؟
عز: عند الرجال إذا هذا اكلمه يجيتس..
راح عز وناظرت لسهم اللي كان مبتسم لها: دوم ...
سهم: يدوم حبك بقلبي..
اكتفت ترجع شعرها ورا أذنها بخجل وأردف: وش مزعل حبيبة الورد؟
ابتسمت للاسم: احد يقدر يزعلها وعندها مثلك؟
التفت يتأكد محد قريب منهم حاوطها بين يدينه: وش فيك؟ وش مخبيه علي؟
صغرت ابتسامتها وحاولت تستجمعها وفشلت كان الهروب بنظرها افضل لكن سهم رفض يحررها اصر تتكلم..
سهم: اسمعك..
الهنوف بهروب: تأخرت..
حررها وعقد حواجبه من صدها: اللي يريحك..
استنكرت تصرفه وابتعد عنها فيه غضب من صدودها وكتمانها ورجعت الهنوف لقسم الحريم تعرف ان تصرفها غلط لكن ما تقدر تتكلم قبل تدخل شافت امها واقفه..
الهنوف بصدمه: يمه؟
ام سليمان: كيف تخلين الرجال يروح زعلانه؟ ما يكفي انتس ما جبتي له ضنا؟ يا باردة الوجه احمدي ربتس صابر عليتس..
الهنوف بزعل: صابر علي بأيش؟ ترا للحين عرسان..
دفتها ام سليمان وطلعت: مالت ،تفاجأت بوجود سهم على ملامحه الصدمه حس انه غلط ورجع يعتذر، يمي انت هنا؟
هز راسه وناظر للهنوف كانت تناظره بضيق تمنت لو ما سمع هزت راسها بالزعل وذبلت ملامحها اكثر من كلام امها له غرقت عيونها بالدمع وتألمت جوارحها منه..
ام سليمان: دام جيت وسمعت وانا عمتك ترا الشرع حلل لك اربع واذا بنتي مافيها ضنا روح وتزوج مسموح وانا عمتك وهي تجلس خدامه لك..
كانت تتكلم وهو يناظر للهنوف فهم سبب ذبولها وكتمانها كان وده يحضنها يهرب فيها عن كلام امها يشوفها تهرب قدامه قبل تسمع جوابه تمنت لو ما جاء ولا سمع كلامها تمنت لو الارض رحمتها وبلعتها دخلت غرفة خواتها تبكي قهر من كلامها كيف قدرت تجرح بنتها وتقلل منها قدام رجالها؟
حس بالم لما راحت فهم كلام منيرة وعرف حجم الشي اللي كانت تتحمله غمض عيونها يتخيلها تبكي مقهوره بخاطره يروح وراها بس كيف يراضيها؟ ويفهمها ان اللي سمعته مستحيل يصير ما يعيد سهم ذنب سالم فيها...
ناظر ام سليمان: يا عمه انت غلطانه والعذر منك الهنوف عيوني الثنتين ولو يجتمعون بنات حوا ما يسوون اظفرها عندي لو هي نفسها تطلب ما اروح وذبحها بيدي..
ام سليمان بعد مبالاه: عاد عطيتك العلم..
.................
رجع لواقعه يبلع ريقه ما عرف يعتذر عن كل شي يوجعها ولا عرفت تبرر تصرف امها مرت عليهم ليلة ثقيله مالها أمان..
دخل الغرفه وشافها ترتب أغراضها بالشنطه رفعت راسها وتمنت تقدر تهرب من حنيته وخوفه عليها من خجلها وعتبها على امها من صمته وحضنه الطويل لها قبل تنام..
جلست على الكرسي تبكي بالم وانهيار من اللي صار والاكيد بإحراج من الموقف لما حست انه بيتكلم معها..
نزل عند رجولها ونزل الباقه جنبها: افا افاااااا حبيبة الورد تبكي وسهم عندها؟
رفع راسها له وشاف عيونها الدامعه: احبك يا زوجتي وحبيبتي وروحي وبنتي سامحيني على جهلي سامحيني على كل شي صار معك ولا قدرت أتصرف وأحميك من وجعها..
شهقت بصوت عالي من العبره حضنها بقوه لصدره وانهارت تبكي عليه يسمعها تشكي لأول مره من امها تشكي عن كلامها وعن وجعها تحكي له عن أمنيتها كيف امها تعاملها وعن بعد العنود عنها واعتماد اخوانها عليها والاكيد عن فقدها لأم فهد كانت تحكي وتبكي بحضنه وهو يسمع ويطبطب مرت عليها ساعه تبكيها بكل جوارحها تحاول تعوض نفسها عن الكتمان وبعد زوال الهم عن صدرها ناظرت له..
الهنوف بصوت باكي: ابغى انام..
تخرفن سهم على ملامحها الباكيه: إلا يا جعلني فدوه وش هالزين ارحميني تكفين بعدين تبغين عمي يمحطني أنا وياتس؟ ولا ما تقولونها كذا؟
ضحكت الهنوف ومسحت دموعها: ماهو لايق عليك..
حضنها لصدره مره ثانيه: دام سكتني قلبي وحضني تسكنينه بكل أوجاعك قبل فرحتك..
نزلت راسها ورفع يبتسم بخبث: دام جيت أراضيك بورد لازم تراضيني انتي بعد...
حست بحراره وحمر وجهها الباكي لما فهمت عليه حاولت تحرر نفسها منه واردفت: سهم بنتأخر عليهم...
حاوطها اكثر وسحبها لصدره: نقول السياره بنشرت شوي وش رايك؟
صدت بوجها عنه: سهم والله منيرة بتزعل...
سهم مستمتع بخجلها: طيب ناظريني وقولي خلينا نروح يا سهم يا حبيبي...
زمت شفايفها تحاول تخفي خجلها ما تدري بحركتها ايش صار بقلبه التفتت وقبل تتكلم لجمها بقبله يروي منها شرايينه مرت عليها بعدها لحظات حنونه نست الهنوف زعلها وأثبت لها سهم حبه وأنه مستحيل شوف غيرها لو توقف الدنيا بينهم ما يشوف غيرها...
_____________
بيت عيال سعد...
بعد هروبه من ذكرياتها رجع البيت تذكر المنسيه رجعها وأهملها اعتمد على ناصر بكل شي وانشغل بأسيل حتى وقت رجوعه ما كان لها من شوقه نصيب...
دخل البيت شافها جالسه تاكل باستا وتتابع مسلسل كوري يتكلم عن مشاعر العائلة وكيف ترابطهم قوي يحسون بألم بعضهم ويخافون على بعض كانت تبكي وتاكل بذات الوقت تهزم عبرتها وتبلعها مع لقمتها مره وعشر مرات تغلبها وتطلع مع شهقات جرحت قلب الجليد اللي كان واقف وراها يراقبها...
تذكر كيف كان يدللها ويهتم فيها قبل تدخل اسيل حياته كيف الحب سرقه منها وصد مثله مثل غيره عنها بلحظتها تمنى لو يحرق روحها ولا تحس بالجفا منه...
تقدم بخطوات ثقيله وجلس جنبها: سامحيني...
فرح مركزه مع المسلسل: يا غبي بيسوون لك مفاجأه لا تخرب على نفسك ،ناظرت لفايز بعيونها دموع وفهمها اكل، الغبي تخيل، اخذت منديل تمسح فمها والأكيد دموعها، مسوين له أهله مفاجأة وهو إلا يبغى يعرف وش مخبين هههههههههههههههههههه وتخيل اخوه، ضحكت بشكل هستيري ونزلت دموعها بغزاره، اخوه يقوله انت منت ولدنا حنا كنا نهتم فيك عشان ههههههههههههههههههههههه عشان كنت عند الزباله ههههههههههههههههههههههه...
ناظر لها برحمه وألم تمسح دموعها من الضحك وبصوتها الغصه شد على يده لما تنهدت وداهمتها شهقه اثر البكاء...
فرح: غبي والله غبي احد يكون عنده اهل ويزعل ناس ما تقدر النعمه...
حس جسمه برد وعيونه وصلها ضباب حار من كلمتها تلخبط شي بذاته قهره من نفسه وعليها...
دفت الصحن: خلصت اكل تعالوا شيلوه وجيبوا لي الشاهي بغرفتي...
وقفت وهو مستمر يراقبها: الحمدلله على سلامتك الحين بنروح انام أكمل المسلسل بعدين...
أردف بتردد: انتي بخير؟
تجاهلت سؤاله وتعدت من عنده بكل برود انتظر منها حضن عتب او حتى سلام بارد لكن ما توقع انشغاله وإهماله لها بتوصل لهذي الدرجة من البرود...
فايز بصدمه: فرح وش التصرف هذا؟
ناظرت له ورفعت حاجبها: ما فهمت؟
فايز: لا سلام ولا حتى اهتمام!
ابتسمت بسخريه: ليه اسيل تركت وما عاد احد يهتم فيك ويخاف منك؟ جيت تدور عندي اهتمام؟
رد بحده: فرررررح عدلي أسلوبك...
فرح: واذا ما عدلته وش بتسوي؟ تحبسني؟ انت اصلاً حابسني تحرمني؟ هو فيه شي اصلاً تحرمني منه؟ ما كنت احسن من ابوي الفرق انه كريم على قسوته وانت بخيل وقاسي سعد يفقدني وانت يا ولد سعد نسيت من الأساس عندك اخت ما انكر كنت حنون لكن استغنيت بوجود اسيل والحين لما تركت وراحت بيت أهلها جيت تسأل؟ وفر سؤالك متأخر ما عاد يفرق معي...
طلعت غرفتها وبقى فايز واقف بمكانه مستنكر مشاعره وكلامها هذي اهله الحين كيف تصده وكيف وصلت لهذي المرحلة؟
______________
بيت ابو عبدالعزيز..
دخل رباح معه ضاري وسيف كانت العزيمه عامه فرحة أبو عبدالعزيز برجوع الأصدقاء جمعة الأحباب والاقارب رجعت مثل ما كانت كبيره ومحفوفه بالموده...
ضاري: وش يسوون ذولي؟
ناظر رباح وابتسموا لعز وعناد مجتمعين على فراشه يحاولون يمسكونها بهدوء قبل تطير وطارت توقف على كتف رباح...
عز غمز لرباح: يا ورده ياللي الفراش يوقف على كتفك...
عناد ناظر لعز: الله يحوم كبدك...
رباح بصدمه: يحوم كبده عشان تغزل فيني؟
طارت الفراشه وناظروا لها لحد ما استقرت على عقال سهم وابتسم عناد من ابتسامته ناظر لرباح والعيال كان واضح بعيونه السعاده...
سهم مثبت نفسه عشان ما تطير: حظكم السلام نظر...
دخل أبو العنود شافها على عقاله: الله سهم ولدي انت ورده...
أبو سليمان وبصوت جهوري: السلام عليكم مسهم بالخير...
التفت سهم يسلم عليه وطارت الفراشه ابتسم أبو سليمان من ابتسامته كان ملاحظ ذبوله وذبول الهنوف بالفتره الاخيره تنهد براحه من ملامحه السعيده وسلم عليه بحراره ما قدر يتركه من غير حضن...
فهد رفع حاجبه: لااااا انت اخذت غلاها حتى عند ابوي يابو سالم...
ابتعد سهم مبتسم وراح عز لأبوه يحاول يحضنه: أنا يبه دوري احضني...
قرب له وحضنه حضن عادي ودفه بسرعه ضحك فهد والعيال على ردة فعله...
عز: افااااااا أنا تدفني؟ هين يا سعود دور احد يكذب عليك تالي الليل...
عناد: تكذب ولك وجه تهدد؟
ناظر عز لأبو العنود: أقول عمي ما يخليها بخاطري ويحضني...
فتح عز يدينه لأبو العنود ناظر له وقال: رباح انت هنا؟ تعال اسلم عليك سلام رجال...
لف سهم يكتم ضحكته وضحك عناد بصوته مثل سيف وضاري على عز اللي حضن الهوا من الصدمه...
أبو سليمان يكتم ضحكته: أرواحكم قدامي عندي لكم خبر...
فهد: لحد يغيب شي يوسع الصدر...
سهم: عن أذنك يا عم إذا تسمح لي بس خمس دقايق...
أبو سليمان: لا تبطي ماني متكلم لين تجي...
عز: وانا يبه؟
أبو سليمان: وش فيك؟
عز: لو اروح تنتظرني؟
أبو العنود: لا عادي انت روح ما ننتظرك...
عز: يا عم وش فيك علي ترا قبل يومين كنا اخويا وسويت لك بيض...
أبو العنود عقد حواجبه: ما كان حلو ما تعرف تطبخ بكره تجي امي العنود تسوي لي...
تنهد أبو سليمان: الله يردها بالسلامه...
راح سهم وراح وراه عز اللي كان متوقع انه بيكلم الهنوف ودخل أبو سليمان يسلم ومن بعدها أبو العنود والعيال مامر وقت طويل رجع سهم وعز...
بعد السؤال عن الحال والسوالف الهادية قرب أبو العنود يهمس بأذن أبو سليمان وضحك بصوته...
أبو سليمان: لا ابد انت اللي فرحهم...
أبو العنود: انت ابوه...
أبو سليمان بأصرار: لا بالله انت تقول حتى عبدالله موصي...
أبو عبدالعزيز: يا رجال تكلموا وش فيكم تتعازمون؟ حمستونا...
أبو العنود عدل جلسته وأردف بفرح: عبدالله قلبي صار عريس قبل شوي زواجه...
ناظر أبو بندر المصدوم مثله مثل باقي الحضور: تقوله صادق؟
عادل: يبه صادق؟، هز راسه ابو سليمان وقال بقهر، متى وليه ما عندنا خبر؟
سليمان: ومتى خطب؟
أبو سليمان بحده: خلاص النصيب جاء كذا والحمدلله اللي تمم له والله يوفقه وابشركم اعرس...
وقف جلال متجه لأبو سليمان: الف الف مبروك يا عم والله يتمم أفراحكم بخير...
كان جواد مثل فرحته اجتمع الكل يبارك لأبو سليمان رغم غرابة الخبر بالنسبة للأصدقاء وعيالهم مامر يوم وهم ما يعرفون اخبار بعض مع ذلك كان الفرح واضح عليهم...
قرب عادل لسليمان: كنت تدري؟
ناظر سليمان لفهد: لا بس هذا يدري...
بتعد يعدل جلسته وقبل يعتدل فيها تشنجت عروقه ونشف ريقه بعد دخول فارس ومعه رجال غريب خفق قلبه وهمس يسأل نفسه اول شي مر عليه من نظرة فارس...
عادل بهمس ما تعدا قلبه: يعني رجعت للمملكه؟
وقف بانتصار على الباب صار امين سرها وحافظ مكانها حتى عن زوجها هو الوحيد اللي تثق فيه تزاحم المجلس بالرجال وكثير منهم يشيلون دمها لكنه الوحيد من بينهم فاز بثقتها ناظر لعادل فهم من نظرته حقده عليه تجاهله وسلم بصوت جهوري...
فارس بصوت جهوري: عسى ما فاتني شي؟ السلام عليكم جميع تستقبلوني مع ضيفي؟
أبو عبدالعزيز بحفاوه: حياك الله يا ولدي انت وضيوفك ماهو ضيف واحد...
دخل يسلم عليهم من بعده الرجال الغريب اللي وصل لأبو العنود وشد على يده يبغاه يتعرف عليه لو مر مامر من الليالي لو الزمن غيره من ٢٦ سنه بس يتذكره...
رفع يده أبو العنود يمسح على وجهه: انا ادري انك تعرفني وانا أعرفك بس أنا عقلي صار صغير وأنسى كثير، حضنه أبو العنود، سامحني إذا نسيت...
شد عليه: انت اللي سامحني اني تأخرت عليك...
ناظر عبدالعزيز لعادل يسأله بالنظر كان حاله مثله شخص غريب الكل مستغرب الكلام والحراره بالحضن رجع عادل يناظر له لما تكلم أبو سليمان...
سحبه أبو سليمان: لا تقول ولدها؟
ابتسم: اللي ربته ولا طلعت إلا تربيته يا بعد حيي...
حضنه أبو سليمان بحراره يحبس دموعه عن الحضور لما مر عليه شريط يحمل ذكريات مرهقه ابتعد عنه ورفع شماغه يمسح دموعه وزاد السؤال والفضول بعد ردة فعله...
ناظر أبو عبدالعزيز بصدمه لما عرف الملامح: طلال؟
أبو بندر: ولد الأميرة؟
ما كانت الأميرة مهمه لمشاري وقصته مقتصره عليه كثر ما كانت اخت لهم يتذكرون الحرب البارده بينهم وبين اخوها بعد سجن مشاري من يصدق ان ولده يرجع يدافع عن حقها بعد كل هالعمر...
بعد سلامهم الحار سأل أبو العنود: كيف جيت؟
فارس اللي وقف قدام عادل: جابهم الله يوم ارد، ناظر لعادل، ان الحق يطلع...
سلم على عادل وبادله عادل السلام ببرود مثل عبدالعزيز لكن خالفه فارس وسلم عليه بحراره، مر السؤال واختصر أبو عبدالعزيز القصه والصله بتحفظ شديد مرت بعدها لحظات غريبه مشاعر بين الماضي والحاضر بقلب العنود والأصدقاء كان أبو العنود مجلس طلال بينه وبين أبو سليمان متمسك فيه كأن بتمسّكه بيقدر يرجع ذكرياته معه ومع قصة الأميرة والمظلوم بين الكلمه والثانيه يناظر له بألم ماهو قادر يتذكر لكن قلبه سعيد بوجوده...
ابو سليمان بصوت جهوري وهو يناظر لمثقال: حياكم الله يا الربع اليوم نروح جاهيه نخطب بنت ثامر لولدنا الطيار مثقال...
تغير لون وجهه من الصدمه وتماسك بعد نظرة ابوه التفت لسليمان وعادل عليهم معالم الصدمه مثل باقي العيال مسك نفسه قدامه وابتسم بمجامله لما سمع ابو عبدالعزيز يكلمه...
ابو عبدالعزيز: ما شاءالله الله يوفقك يا ولدي اي هذي الأخبار اللي توسع الصدر...
ابو بندر: وزين ما اخترت...
فارس: اي وحده فيهم؟ عساها المحامية...
ناظر مثقال لأبوه ينتظر الاسم حكم عليه بدون سؤال وكان الجواب "أمواج" بشكل ألي تذكر تلميح تميم وكذب نفسه كثير فهم ان تميم كلم ابوه ودام اعلن قدام الرجال مستحيل يتقبل رفضه...
رباح: زين ما اخترت الله يوفقك...
سيف: ولا تشيل هم بتكون جاهيه ما صارت من قبل...
ضاري قاصد عادل بكلامه: بس الله الله كون لها سند وكون له رجال البنت مر عليها كثير وانت رجال بتعوضها باذن الله...
عض عادل على شفته بوعيد وصد ضاري بعدم اهتمام قدر يحل الموضوع اللي كان يلوي عادل ذراعه فيه ذنبه بالعنود وسكوته عن عادل صار دافع يكون بصفها وتاخذ حقها من عادل ابتسم فارس بمتعه على ملامح عادل وشتتهم كلام ابو سهم...
أبو سهم لما حس الوضع صار غريب شوي: يا عيال دام صار عندنا عرسان إذا جاء العريس لا تخلونه، ناظر لمثقال، وانت دورك قريب...
ابتسم مثقال: على خير...
بندر: أي والله ودنا نغني له ونزفه...
نزل عناد الدله: أنا عندي بشت أجيبها؟
ناظر له عز: بتكون جبعا (قصيره) عبدالله اطول منك...
جواد: تكفى وانت تمشي نزل راسك شوي لا تهد سقفنا من طولك...
فهد: يييوووووه يا طول ذبتك ياخي...
سهم: ذبته اطول منه وأنحف منك...
ضحك عناد: كفوووووو ايه خليك احسن من بعض الناس...
عز: قهرني ماني قادر أدافع...
ناظر فهد لأبو عبدالعزيز: يا عم يرضيك كلامهم عني؟
قبل يرد وقف ابو العنود واخذ عقاله بيده: أنا الحين أوريك، ناظر لسهم، لا انت سهم ولدي عادي، ناظر لفهد، اخوك يمزح معك بس عناد وعز انا أضربهم...
عز بصدمه: وانا وش دخلني؟
ابو العنود: حرام عناد أضربه لحاله...
ناظر عز اللي كان كثير مرات يحز بخاطره مزحهم الثقيل معه بس ما يبين: افاااااا وانا ولد سعود...
حس جواد ان عز تضايق وان الموقف ما كان عادل...
جواد: عمي عبدالله والله عز طيب قلبو ابيضّ لا تزعل والله ما أرضى عليه...
رح ابو العنود لجواد وقال بهمس مسموع: أنا احبه بس احب أشوفه زعلان ومعصب...
ابتسم وصد يمثل الضحك مسح دمعته الغريبه ما كان لها مبرر غير سعادته بكلام عمه وناظر له: اجل عناد بسرعه البشت من يغني؟
جواد: الزفه عليا...
جلال: الصدق صوته يساعد...
استجمع مثقال نفسه: تم وانا والعيال نرد من بعدك ونعرض له...
طلع فهد جواله: اجل خليني اشوف وينه...
راح عز لأبوه جلس قدامه وهمس باذنه هز راسه بأسى ومسح عز على لحيته اخذ الموافقه وطلع عز مبتسم ناظر أبو بندر له وهز راسه له بسؤال وفهم من تعابير وجه وضحك بصوته...
أبو بندر: دامها كذا ولدي يا عبدالعزيز سمعت ان قعدتكم (اصغر واحد فيكم) عنده شي ما يبغى ابوه يدري عنه...
عبدالعزيز حس بخوف من ردة فعل ابوه: تكفى يا عم والله تشب بينهم ومحد يأكلها غيري...
أبو بندر: ما عليك بوجهي ما يجيكم شي...
طلع عبدالعزيز وعيون ابوه تراقبه منتظر يعرف ايش مخبين عليه مثل حال العيال عكس فهد ومثقال يناظرون لبعض كاتمين ابتسامتهم دخل عناد مبتسم معه البشت استغرب تعابير ابوه ونظرات الرجال له دخل عز معه العود ناظر لهم والتفت لعناد...
عز بهمس: ليه يناظرون لنا كذا؟ صار شي قبل اجي؟
عناد: مدري بس ودي اهرب اشم ريحة مصيبه جايتني...
عبدالعزيز وراه: إذا يمديك لا توقف...
شهق عناد ورما البشت يغطي الدفوف ما يبغى ابوه يشوف التفت وشاف وجهه اسود من الغضب وأبو سليمان ماسك يده عشان لا يقوم قدام الرجال ومثقال وفهد يضحكون بدون صوت...
ناظر لعبدالعزيز: الله ينكبك...
أبو بندر بصوت عالي: ما عليك أنا طلبتها وتراك بوجهي ما يجيك...
رباح: جاك الموت يا تارك الصلاه...
سيف بهمس لضاري: شوف ابو عبدالعزيز كيف وجهه الشر بيطلع من عيونه...
وقف عناد يحاول يبتسم: الله يسلم وجهك بس اهم شي افرش لي جنب فارس إذا أمسيت...
ضحكوا على كلامه وابتسم من ضحكهم أبو عبدالعزيز لما حس بأمان عناد ترتبت الصفوف بعد تأكيد فهد لهم قرب عبدالله واتفقوا على كل شي بعد وقت قصير وقفت سيارة عبدالله ونزل معه نايف...
مثقال يناظر من الشباك: أبو شدوق وش جابه معه؟
فهد: بعدين الحين تجهزوا...
عبدالله بصوت عالي: يا ووولدددد...
ارتفع صوت الدفوف ترد على عبدالله بفرح يحكي عن قصه جديده تبتدي في بيت آلـ مسفر وارتفع معها صوت جواد عالي وعذب:
عريسنا يا بدر بادي.. دامت لياليك السرور...
عريسنا يا عطر زاهي..غلب على كل العطور...
رددوا العيال من بعده وامتزجت أصواتهم بصوت الدفوف بعدها محد قدر يجلس الكل قام يرقص ويشارك ،أبو سليمان جنبه أبو عبدالعزيز ويمينه أبو سهم من بعده أبو بندر وأبو العنود كان بين فهد ومثقال اللي بعده سليمان وجواد وكان المقابل عادل وعبدالعزيز وضاري وسيف من بعده طلال جنبه فارس اختار بندر يشارك رباح وعناد بالدفوف عز كان دوره يدق العود بتناغم مع اللحن وجلال ماسك البشت ينتظر يدخل ويلبسه...
دخل نايف يرقص ويردد معهم مره يهز كتوفه ومره يرقص قدام جده اللي كان ينتظر عريسه يدخل ويفرح فيه ثواني ودخل يتماسك قدامهم فرحتهم فيه اثرت بمشاعره وبان بملامحه البكاء لبسه جلال وأخذه يرقص جنب ابوه وعمانه...
كمل جواد ومن بعده العيال:
جينا بمنقاش الايادي.. نخرق بها عين الحسود...
يمينها جات بيمينه.. بأسمى المعاني والشعور...
واخذتها وانت الموفق.. حوريه من بلاد النور...
كلهم بصوت واحد وعالي وصل للحريم:
عريسنا يا بدر بادي.. دامت لياليك السرور...
عريسنا يا عطر زاهي.. غلب على كل العطور...
استمرّ الفرح والرقص بين استهبال عز وعناد اللي شاركهم جواد تغيرت الزفه وصارت جلسة طرب محد اعترض واستمتع الكل فيها وبين فرح عبدالله ومشاعره السعيده وعادل اللي كان يراقب فارس بحقد يحاول يتماسك قدر الإمكان وبداخله أسئلة كثير منها كيف وصل لطلال والأميرة قبله؟
................
عند الحريم..
دخلت الهنوف محتفظ وجهها بملامح الخجل والسعادة قابلت سجى ومشاعل عند الباب مسكت يد سجى برجاء..
الهنوف بهمس: تكفين ابغى روح غرفتتس شوي..
رفعت حاجبها بخبث: إذا تقولين وش قالب وجهك احمر أخليك..
عضت على شفتها خجل ترجع شعرها ورا أذنها على طلعت نغم من غرفة الحريم معها صحن ناظرت للهنوف وغمزت..
نغم: غريبه طولتي!، ناظرت فستان الهنوف، بس ما كأن الفستان تغير؟
الهنوف بهمس: بنات ماهو وقتكم..
ضحكت سجى: تعال تعال بس ترا بتتكلمين..
طلعت الهنوف معها تحاول تسيطر على مشاعرها وربكتها تركتها سجى براحتها لما شافت اسم سهم يتصل..
سجى: أنقذك بس برجع...
ردت الهنوف بخجل: هلا..
سهم: اقول اااء ماودك نرجع البيت عزيمتهم ماهي حلوه..
ضحكت بنعومه: سهم خلاص لا تحرجني...
سهم بصدق: تكفين لا تحرميني منها ضحكتك هذي عندي بالدنيا لا توجعيني وتخفينها عني اضحكي بوجهي تضحك الدنيا معك..
ردت بهمس: ابشر...
سهم بصوت عالي شوي: يوووووه جانا النشبه اخوك..
وقف عز متحمس عند سهم: سهم دريت وش صار؟
سهم: صدق عمي عبدالله يوم سماك نقال علوم..
عز بقهر: وتبن والله ما اقول..
ضحك سهم بصوته من ضحكت الهنوف: يا بعد روحي الضحكه..
سحب عز الجوال منه: لا تغازلي اختي قدامي، حط الجوال على أذنه، ترا رجالتس بدوس في بطنه..
حط عز الجوال سبيكر يسمع سهم رد الهنوف اللي كان متأكد بيكون دفاع عنه قدام زوجها لكن خالف حماسه كلامها..
الهنوف: عسى ربي يحفظه لي قلبه ابيض وطيب ما تجي منه مضره وانت لما قررت تتمشكل ما رحت إلا لسهم...
ضحك سهم على تعابير وجه عز وأردف: خلاص صارت هنوفي...
عقد حواجبه: اااانننننننن والله اروح لرغد تدافع عني وتدلعني واجلسي انتي ورجالتس..
راح عز ورجع سهم الجوال على أذنه: ما كنت ادري ان عيال عمي سعود يحبون خواتهم ويغارون عليهم هالكثر إلا بعد زواجي كل فتره طالع واحد يتدلع عليك يا عبدالله يا عز ولا فهد عادل وسليمان ومثقال أشوى منهم شوي الله يحفظكم لبعض ولا يغير عليكم..
الهنوف بحب: ويحفظك لي حبيبي ولا يحرمني منك..
قفلت السماعه على دخول رغد ومشاعل من بعدهم ريما وسجى تعابير وجهها تفضح سعادتها..
رغد: وش قال سهم؟
جلست ريما جنبها: علق على كلام امي؟ قال لك شي؟
سحبت سجى ربطتها من شعرها: فيه شي صاير ما ادري عنه؟
ناظرت لها مشاعل: تخيلي امي قالت لسهم يتزوج على الهنوف عشان ما حملت للحين مدري الأمر بيدها ولا بيد الله..
وصايف اللي كانت عند الباب بحضنها بنت بندر شهقت بصوت عالي: هئئئ كذاااااابه صادق؟ قالته كذا ولا لمحت له؟
نزلت الهنوف راسها بضيق لما تذكرت كلام امها تمنت لو ما سمعت ولا رجع سهم وسمعها اخذت نفس عميق ورفعت راسها..
سجى: لا تقولين كلمته قدامك!
الهنوف: ايه قدامي وقالته كذا بدون مقدمات كانت تكلمني ورجع بالصدفه سمعها وكملت قدامه عادي ما فكرت ان هذا الشي ممكن يأثر على حياتي او نفسيتي..
وصايف جلست جنب مشاعل مصدومه: أمكم غريبه..
ما قدرت سجى تعلق ولا احد شي صعب مثل هذا الموقف مرت عليهم كثير مثله لكن كان الأقسى بالنسبه للهنوف ناظرت ريما لرغد بضيق فهمت رغد سؤالها لو كان جواد مكان سهم ايش بيكون موقفه؟ صدت رغد ما تبغى تفكر ولا حتى تتخيل وش بيصير...
لما حست الهنوف انهم زعلانين عليها ابتسمت: بس قبل نجي تكلمنا انهينا الموضوع كان متفهم وجاب لي باقة ورد كبييييييييييره يا بنات كيف أوصفها؟، ناظرت المكان تحاول تلقى وصف تقريبي، مره كبيره وحلوه وقال انتي زوجتي وحبيبتي وبنتي...
سجى: ااااااالله كييييووووووتتتتت يا رب يانا ليه استحيت؟ ماشاءالله تقبليني ضره لك، صرخت بالم، عمى يوجععع..
قرصتها وصايف: قولي والله وكلامك؟ الحين البنت تشاركنا فرحتها وانت تبغين رجالها؟ ذابحك الورد واجيب لك ورد..
مسحت الهنوف على يد سجى: حبيبتي سجى اعرفها مستحيل تسوي شي يضرني مافي اطهر من قلبها تمزح..
ناظرت مشاعل بيدها: وصااااااااايف شهوتي البنت؟
ناظرت سجى: هئئئ والله احوسك..
اخذت ريما بنت بندر: جيبي البنت لا توجعنها...
وصايف: لا والله ما تخذينها تذبحني الخبله هذي..
سجى بوعيد: والله محد ينقذك مني اليوم...
ضحكت الهنوف عليهم كانت تنتظر حرب سجى ووصايف تنتهي مثل رغد وريما عكس مشاعل اللي كانت تحرضهم على بعض...
جود عند الباب: وي ايشبكم بنات؟ تلعبو؟
مشاعل: يا زينتس وش لعبه؟ هذي عادات وتقاليد إذا ما شفتيهن تهاوشن اعرف ما راح يركزون بالجلسه...
ابتسمت رغد: طيب دام جود جت وصارت منا وفينا فيه شي ودكم تعرفونه؟
البنات بصوت واحد: اككيييييييد...
عدلت جلستها وسحبت شالها على كتوفها: طيب اجتمعوا قبل احد يجي...
حاوطوها البنات وجلست جود جنبها تناظر لوصايف وتبتسم حست الهنوف بنظراتها لها عكس البنات متحمسين ينتظرون رغد تتكلم...
ريما: وش عندتس؟
نزلت جود جوالها بعد ردها لجلال: أنا كمان عندي خبر حتفرحوا مرررره...
مشاعل بمزح: سبحان من خلق وفرق...
ضحكت وصايف وسجى عكس ريما ورغد والهنوف فهمت من تصرفهن جود انها مقارنه بينها وبين رغد ابتسمت وناظرت لها...
جود: منجد سبحان الله كيف خلق رغد كدا مره جميله زوجة اخويا مافي منها، غمزت لها، معو حق لما اكل راس ماما اخطبيها ليا...
استحت رغد ونزلت راسها وبلعت سجى شعورها لما تذكرت إصرار عناد على ابوه يخطبونها كيف انقلب الحال وصارت لغيره؟ وما زال عندها امل تصير لعناد ولا تنكتب على ذمة جواد...
ابتسمت رغد: جود الخبر يخصتس...
جود: أنا؟، ناظرت حماس البنات، قولي عادي...
رغد: مصلح كلم ابوي عشان يخطبونتس...
خفق قلب جود من الاسم ولا قدرت تخفي فرحتها وخجلها حست قلبها ينبض بسرعه وتوتر من الحُب ومن اختلاف الحياه...
وصايف بغمزه: اشوف بتتزوجين وتجلسين على كبودنا؟
جود بصوت خجلان: لا يا حبيبتي انتي بعد حتروحي...
رفعت حاجبها: اروح وين؟ ماني رايح مكان...
الهنوف: جلال خطبتس من اهلتس لكن اجلوها لبعد ملكة رغد...
وصايف اللي كانت تعتقد انه مقلب قالت بمزح: افا ليه؟ نملك مع بعض...
جود بفرح: يعني حتوافقي؟
بهتت ابتسامتها: من جدكم انتم؟
مشاعل: يعني انتي ورغد بتصيرون سلايف؟
ريما: الله يعين اخوانتس يا جود...
سجى: لحظة نركز شوي يعني رغد ووصايف بيعيشون بجده؟ وجود بتجي من جده لخيمة مصلح؟
رغد: يا عمري يا جود...
ردت بخجل: المهم يكون كويس معايا...
الهنوف: طيب أقولكم الشي الأقوى؟ عبدالله ملك قبل شوي على حصه المريضة اللي كان يتكلم عنها زمان...
مشاعل مسكت راسها: اول مره اصدع من اخباركم ما اصدع من الضحك...
ريما: من ورا اهلي؟
رغد: لا ابوي وفهد وعمي عبدالله راحوا...
مشاعل: على طاري عمي عبدالله تدرون العنود وعادل بينهم هوشه كبيره ورفضت تجلس معه هربت تخلين هربت ومحد يدري وش صاير...
سجى: ايه سمعت عبدالعزيز يقول لأبوي صحى عادل ومالها اثر شاكين ان فارس ،ناظرت لوصايف وكملت، هو مخبيها متعرفين على وحده اجنبيه كانت تشتغل على القضيه صغيره ماهي كبيره رافضه تقول وينها او إذا تعرف شي بس مارجع عادل إلا وهو متأكد انها بأمن بس اللي فهمت ان عادل زعلان وندمان وان العنود بزعلها معها حق حتى ان ابوي قال لعبدالعزيز لو ما تصلحون غلطتكم لا تعدني ابوك...
مشاعل: شكل الموضوع كبير...
الهنوف: الموضوع اكبر من ما تتخيلون بس نسولف فيه بعدين الحين خلونا نركز بخطبة الحلوات...
تغير وجه جود بخجل وارتفع ضحك البنات بدت الطقطقه على جود اللي تقبلت الموضوع وكانت تنتظره من زمان عكس وصايف اجتاحتها مشاعر غريبه كانت رافضه تبعد عن بيت أهلها كيف بتعيش بمدينة ثانيه؟ بعد وقت من التفكير بموضوع فارس وتغيره من وصوله وربطها للأمور بعقلها اخذت بنت بندر وطلعت من بعدها البنات اجتمعوا عند الحريم...
_____________
بيت آلــ زيدان...
زان الجو قبل المغرب بساعه انتشرت ريحة النار والقهوة التركي اختار الوليد يسقي الزرع ويشرح لأسيل الحياة من جديد بعيد عن قوانين حمود وسجن فايز كانت تلمس كل حشره وكل نبته تقرب منها وتستنكر شعورها سافرت معه كثير وشافت طبيعه وبحور لكن لذة الحرية تفرق بكل تفاصيلها تستنشق ريحة الورد مع السماد والزرع خالطته ريحة النار ونسانيس البراد..
فتحت عيونها مع رذاذ الماء وحسته يزيد ناظرت الوليد كان مبتسم وأشر لها بحاجبه فهمت عليه يبغى يسقي روحها العطشى للحياه وفردت يدينها تسمح له يسقيها مع الورد يمكن مشاعرها ترجع من جديد وتنبني ذكريات وتبتدي حياة يمكن تصحى من غربة بذاتها ما تروح شعور ان عندها عائلة جميل لكن بداخلها صوت بعيد يقول لا تفرحين..
حست بيدين تحضنها من ظهرها وابتسمت لما سمعت خوف امها بعتب: ياويلك من الله بتذبح بنتي بتذبح اختك بالبرد؟
ابتسم الوليد: الله يام العنود الحين صرت ياويلي من الله؟ ،ناظر ابوه، فواز الحق على ولدك يحتاج حنان مرتك ماهي فاضيه له..
دفه ابوه: اكثر لا كثر الله الحمير روح احضن لك واحد..
أنصدم الوليد وصد راجح مبتسم على تعابير وجهه لما انتبه الوليد راح له حضنه: يا حماري عطني حنان..
دفه راجح وقال بعصبيه: اااعععققققققببببببب..
اختار الوليد الهروب يعرف لو يطيح بين يدينه ما راح يرحمه صار يركض يحاول يهرب منه وكل مره يروح مكان يفشل ويستمر بالهروب لحد ما شاف العنود طالعه مع خليل وابتسم بنصر متجه لها بدون تردد وقيود..
الوليد بصراخ: اااننناااااااااا في وجهك يا بنت عبدااااااااالله..
التفتت له قبل يصل وقف خليل بينهم ومسك الوليد يدفه عنها..
خليل بغضب واضح: سلامات تبغى تكسرها ما تشوف فرق الحجم بينكم؟
وقف الكل مصدوم من تصرفه حتى العنود نفسها ناظرت له باستغراب حس الوليد بإحراج رجفت منه يده وناظر لراجح مثله مصدوم وعاقد حواجبه محد توقع مثل هذا التصرف من خليل اللي يعرف خليل بيتوقع يبتعد وينسحب بهدوء من بينهم..
راجح بجمود: تصارخ على اخوك عشان ،اشر على العنود،هذي؟
ابو الوليد بحده: خلاص انت وياه ،ناظر للعنود وابتسم، تستاهل بنتنا من يدافع عنها..
ابتسم الوليد يشتت شعوره بلع ريقه وأردف بصوت مبحوح: اكيد هذي أختنا الكبيره..
اجتمع الكل بالحديقة جلست أسيل بين الوليد اللي كان يمزح ويضحك معها طول الوقت وما يسمح لها تبتعد عنه وامها السعيده تعيش حلم حلمته سنين من بعد ام العنود ابو الوليد وراجح يناظر خليل اللي اختار يجلس جنب العنود بعد ساعات طويله مر فيها احاديث كثيره محد توقع ان الساعات هذا كان خليل بغرفة العنود..
كانت هادية تماماً مالها حس بينهم ترفض كل شي منهم حتى الماء عكس أسيل كانت تشاركهم حتى قطعة البسكويت تاخذ حبه وتقسمها عليهم وتاكل جز منها وجزء تخبيه بمنديل..
كارهه ضحكهم ومزحهم بقلبها غل عليهم يضحكون وعبدالله مريض كيف كانت لياليهم نفس ليالي عبدالله عذاب وخوف او كانت خفيفه عليهم؟ صدت وتذكرت ان فضولها نزلها تشوف غصون تحتاج شي واحد بس يثبت لها ان عادل كان يبغى مصلحتها ما كان يحفر لنهايته الحقيقة اللي تشوفها وقدام عيونها ما تثبت برائته تنافي كلامه وتبريره لفارس غمضت عيونها وصحت على لمست الوليد ليدها..
الوليد: ليه يدك ترجف؟
من سؤاله تذكر راجح كلام فهد عنها لو تدري بوجوده بتزعل كثير وتتضايق وما كانت إلا فرصه لراجح اللي ما كان راضي عن وجودها في البيت تروح لعبدالله قست عليهم عشانه ليه يوم جار الزمن واشتد عليها الخوف ما جت إلا لبيت عدوه؟
راجح بنظرات: عادي إذا بردت يدها ترجف ،ناظر بعيونها لما رفعت راسها، فهد قاله..
نزل ابو الوليد فنجانه: راجح..
العنود بنفس النظرات والنبره: واضح لما كان هنا علمكم دروس كثير..
شد على اسنانه وسكت لما اخذ الأمر من امه صد وجهه عنها وناظر لجناحهم لمح طيفها تقفل الستاره مر على وجهه طيف ابتسامه يتذكر كلامها وعصبيتها من اللوحه..
انتبهت له وناظرت لنفس المكان لما شافت طيف ابتسامه زاد فضولها وششته بكلامها..
العنود تراقب تعابيره: مبروك عليك غصون يا ولد حامد..
ناظر لها راجح وتلعثم بكلامه: الله ااا الله يبارك بعمرك..
العنود: عرفنا عليها ولا ما يحق لنا نتعرف على زوجتك؟
اكتفى راجح بـ: ان شاءالله..
عم الصمت وقت يتخلله همس الوليد وضحك ام العنود وبالمرات القليلة آنين خفيف من صدر اسيل..
ميلت على خليل تهمس له: آسيل تأن ولا أنا يتهيألي؟
خليل بنفس الهمس: لا تركزين بالأنين وبس ناظر يدينها كيف متجرحه من العض من امس ملاحظ كيف تاكل أصابعها بتوتر شفايفها شاحبه مع انها تشرب ماء وعصير كثير يعني بالنسبه لشخص تشرب الكميات اللي تشربها ما تصير شفايفه كذا..
العنود: ما فهمت!
خليل: ناظري لأطراف شعرها من قدام بين فتره وفتره تنتفه وتحرص محد ينتبه..
تذكرت حال غصون لما غابت فتره ورجعت تطلب تنسحب واردفت: هذا دليل عنف او ضغط نفسي ،ناظرت لخليل، يعني ممكن تنهار؟
خليل قرب لها يتكلم باذنها لما حس راجح مركز معهم: أسيل تحتاج طبيب نفسي احس للحين ماهي مستوعبه وجودها بيننا...
التفت راجح لأسيل ارمش بعدم أستيعاب علامات العذاب والتعب النفسي واضحه عليها تذكر بشكل آلي غصون اول زواجهم رحم أسيل وحن عليها كثير عرف ان قدامهم مشوار طويل بعلاجها ما تركوا فايز وحمود فيها إلا رماد...
**********************

وأن ارتماء شوق الحنين في صدري العاري؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن