خمس وثلاثون نبضه

50 2 2
                                    

كانت تنظر للطريق في النافذه بجوارها والسياره تتحرك وهي تهز قدميها بتوتر، من بعد الشجار الذي حدث في المقهى لم يتحدثا بل فضلت الصمت حتى لا تنفجر به على هذا الإحراج الذي سببه لها أمام الجميع وكأنها طفله صغيره وكشفها بالجرم المشهود وليس دكتوره جامعيه لها إسمعها وسمعتها وإحترامها بين الطلاب

أنس وهو يقود وينظر للطريق بضيق:
هل ستظلين هكذا

رقيه تنظر له بحاجب مرتفع:
هكذا كيف يعني

أنس يتنفس بعمق وينظر لها ثم للطريق وبحده:
أنتي مخطأه أعترفي بذلك، ما فعلتيه خطأ وما حدث كله خطأ بخطأ

رقيه بسخريه وهي تربع يديها أمام صدرها وتنظر له:
هه وما الصحيح بنظرك سيد أنس ها، هل الصحيح أن تمسك بالرجل في وسط مقهى ملئ بالناس والطلاب وتتولاه بالضرب واللكم وهو لا يردك فقط إحتراماً لي، ام الصحيح أن تعاملني كطفله أو مراهقه في الرابعه عشر من عمرها وضبطها هاربه من المدرسه مع ولد ما

أنس يعض شفتيه بحنق:
ولا تزال تجادل، اللعنه رقيه كان يمسك يدك وينظر لعينيكي وأنتي تبتسمين له

رقيه بغضب وهي تشير بيدها:
وما دخلك أنت إن كنت إبتسمت له ام لا، هل أنت وصي عليّ ام حارسي الشخصي ام زوجي ام أخي ها، لمعلوماتك أنا دكتوره جامعيه وكبيره كفايه لأعلم الصح من الخطأ

أنس يبتلع بتوتر وينظر لها ثم للطريق وبهمس:
ا إبن عمك أولا يكفي هذا لأخاف عليكي من أمثاله

رقيه تنظر له بدهشه:
وما هم أمثاله سيد أنس ها، أرجوك لا تقل لي يبدوا عليه رجل عصابات ومن هذا الكلام الذي لا تتقنون سواه أنتم الممتهنون لوظيفه الشرطه

أنس يتنهد بضيق:
رقيه أنا لا اقلل منكي ولا أقول أنكي طائشه ولا تعلمين كي تقيمين الناس ولكن كل ما في الأمر أن المنظر الذي رأيته إستفزني وجعل أعصابي تثور، رقيه أنتي غاليه عليّ فوق ما تتخيلين

رقيه تتنفس بعمق وتنظر للنافذه بحاجب مرتفع:
ما الذي كنت تفعله في الجامعه على أي حال، أوليست لديك تدريبات ومن هذه الأمور الخاصه بكليه الشرطه

أنس يعض شفتيه:
أتيت لرؤيتك والإطمئنان عليكي

رقيه تنظر له بحاجب مرتفع:
لما، هل قالوا لك أني أقاتل هنا فأتيت لتطمئن عليّ، ام تحسبني طفله فأتيت تطمئن، أفق يا أنس أرجوك وتوقف عن التصرف هكذا وتوقف عن النظر لي كطفله أنا أكبر منك واللعنه أقلها أحترمني

أنس يبتلع وبهمس:
لا أراكي أكبر مني بل أراكي صغيره كمراهقه في بدايه مراهقتها

رقيه تنظر له بصدمه:
إلهي أنت مجنون (تضرب على المقود) توقف هنا هيا توقف وإلا فتحت الباب وقفزت

يتوقف آنس وهو ينظر لها بصدمه لتخرج من السياره وتضرب الباب بقوه لتسير مبتعده عنه وهي توقف سياره أجره ليتنهد أنس ويزفر بضيق ثم يقوم بضرب المقود أكثر من مره بغضب وهو يكاد ينفجر، يا له من أمر مرهق بحق ذاك الحب القابع بداخل القلب وتخشي إخراجه وأنت واثق أنه حب من طرف واحد

نبضة عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن